العودة الى التشخيص هي مسألة مهمة جدا، أن يشدك العشق والحب والحنين إلى الشخصيات وإلى تشخيصها، والى الوقوف أمام ممثلين أصدقائك وأن تكون تحت ادارة مخرجين اخرين، وهذا يقدم لي خدمة ذات افادة لانه بالاستشارة وبتلاقح الافكار بالاشتغال مع الاصدقاء يعطيك قوة وقدرة بالمضي قدما في الاعمال المستقبلية.
#حوار : بوشعيب خلدون
أواصل لليوم السابع والعشرون رحلة حوارتي من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة آربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت ان اؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها في جريدة الصحراء المغربية الغراء .. وكل عام أتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة آربريس أستضيف فيها كتاب وشعراء وفنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشييل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..
ضيف الحلقة السابعة والعشرون كما الشأن في التشخيص حيث يلقبه البعض بوحش الشاشة المغربية .. هو القادم من العاصمة الاسماعيلية .. أقدم الحواضر المغربية، كانت كعاصمة للمغرب الإمبراطوري كله في عهد حكم المولى اسماعيل، ومن هذه الفترة تستمد تسميتها الشائعة «العاصمة الإسماعيلية» أو «الحاضرة الإسماعيلية». وتعتبر مكناس سادس أكبر مدينة مغربية حسب عدد السكان، سجلت كتراث تاريخي عالمي من طرف اليونسكو منذ 1996…
ولدفي 5 يوليو عام 1968 في مدينة مكناس، ترعرع داخل أسرة كما باقي الاسر في المغرب من عامة الشعب، له ست إخوة، بعد وفاة والده سنة 1975 تحملت والدته الحاجة زهرة رحمها الله التي تحملت عناء تربيتهم ودراستهم والخروج بهم الى بر الامان حتى كبروا. اكتشف ضيفنا موهبته في فنون الفرجة والتشخيص، الى جانب ميولاته الفنية كان يلعب كرة القدم وكان على وشك الانضمام الى النادي لمكناسي كسرا في رجله انهى حلمه ان يكون كلاعب كرة قدم إلى الأبد.. لكن اصراره على التالق والنجاح والتميز قادة لمعانقة المسرح عبر دور له في اوبرا «قلادة الخيل» التي من خلالها سافر الى فرنسا وحصل خلالها على منحة بباريس سنتي 1995و 1996.
عاد بعدها الى المغرب فعين استاذا للفن بمندوبية الثقافة بمكناس ، وتفرغ للكتابة واقتباس واخراج مجموعة من المسرحيات مع مسرح السبعة . وفي 1998 قام بجولة بالسويد استغرقت نصف سنة في مسرحية الانسة جولي التي شخص فيها الروخ دورا جديدا جعل الصحافة السويدية تطلق عليه انطوني كوين المغرب…
من هنا كان بزوغ نجم مبدع وفنان وممثل لا يعرف للمستحيل سبيلا بل بل يضع الزمن الضائع لان الوقت بالنسبة له مقدس والزمن رحلة عندما تنتهي لن نكون مبدعين الا عندما نترك في هذه الحياة اثرا …
مثل في حوالي 54 فيلما ومسلسلا من بينهم اخر مسلسلين عرضا خلال هذا الشهر الفضيل حنين ودارالنسا وضاضوس وباب البحر وجرادة مالحة ودلاص وحبال الريح وبنات لالة منانة والقائمة طويلة … وأخرج حوالي 20 مسلسلا و فيلما من بينهم : جنين وكنبغيك طلقني وجرادة مالحة وفرصة ثانية ودار الغزلان وحبال الريح وياك حنا جيرات وكلنا جيران وافلام ومسلات أخرى …كما كانت له تجربة في التأليف والانتاج سنة 2021 من خلال فيلم جرادة مالحة.
تألق ايضا في الكتابة عبر 4 مـؤلفات نكشف فيه الاديب عبر رواية « رداء النسيان » والمتمكن من ادوات النقد والسرد المسرحي في مؤلفه “المسرح بين الأنا والآخر” الذي تناول فيه عصارة تجربته الطويلة في المسرح.
تجربة الفنان الكبير ادريس الروخ لا يمكن اختصارها في هذه المقدمة ولكنني حاولت الإحاطة ببعضها لتعميم الفائدة ويبق ضيفنا غني عن كل تعريف وسط عموم الشعب المغربي الذي عشق اعماله سواء تلك التي مثل فيها او التي أخرجها…
ضيف الحلقة السابعة والعشرون الممثل والمخرج والكاتب ادريس الروخ.. يحاوره بوشعيب خلدون
• كيف تستقبل رمضان وهل أعددت وجبات للإبداع والكتابة خلال هذا الشهر الفضيل.. أم انه شهر تستغله للقراءة والتأمل ومتابعة الانتاجات الرمضانية ومحطة لتقييم هذه الانتاجات ؟
ـ بالنسبة لشهر رمضان هذا الشهر أعشقه بشكل كبير لما فيه من إيجابيات ومزايا على عدة مستويات منها الروحي والذهني والعائلي والثقافي … وبالتالي فهذا الشهر يجعلني مرتبطا أكثر بالبيت وبالعائلة وبنفسي، بالقراءة وبما هو روحي ، ويجعلني أيضا أقوم بتقييم شامل لسنة كاملة على المستوى المهني الاحترافي … على المستوى الإبداعي والكتابة وعاى مستويات مختلفة .. ويشدني هذا الشهر إلى القراءة بشكل خاص ، وهذا شيء أهم لإنه تزداد ملكة القراءة وتزداد الحدة في اكتشاف عوالم أخرى ـ كتب وروابات ـ تجعلني فعلا أحاول أن أحيط بأشياء إما أنه لم يكن لدي وقت في باقي الشهور او اتركها الى هذا الشهر لانني اتفرغ كلية لما هو أهم ، هناك بعض المشاهدات لاعمال تلفزيونية واعمال سينمائية والتفكير ايضا في مشاريع مستقبلية والاشتغال عليها .. بالتالي فرمضان ليس شهرا للنوم والكسل .. ربما هو مناسبة للابتعاد عن استوديوهات التصوير وعن العمل المباشر ولكنه في نفس الوقت هو تقريب من الذات ومن النفس ومن الحلم لكي نظل متشبتين به والأمل في إن تكون هناك ايجابيات خلال سنة بكاملها او خلال حياتك كلها على مستوى فلسفي واجتماعي وثقافي.
• بعد النجاحات التي تألقت فيها كمخرج لمجموعة من الأعمال الدرامية والسينمائية التي حققت شهرة واسعة ونجاحا كبيرا، كمسلسل «بنات العساس» و«كاينة ظروف» الذي عرض شهر رمضان الماضي .. بصمت على عودة قوية من جديد إلى عالم التمثيل عبر بوابة المسلسلات التلفزيونية من خلال مسلسل «دار نسا» الذي تخرجه سامية اقريو هل هو الشوق لمعانقة للتشخيص أم أنه ضرورة تتطلبها المرحلة التي نعيشها من ضعف في الدراما والانتاجات التي بدأت تفقد قوتها ـ اللهم بعض الاستثناءات ـ من تهميش للممثل المحترف وحل محله نجم السوشييل ميديا، وما رأيك في هذه الظاهرة ؟
ـ بطبيعة الحال خلال سنوات طويلة الاشتغال في آعمال درامية تلفزيونية على مستوى الاخراج حاولت من خلالها ان أقدم أعمالا تركت بصمة على مستوى المشاهدة والنقد وعلى مستويات متعددة في التلفزيون المغربي، وهذا شيء أعتز وأفتخربه، ولا زلت مستمرا على هذا الدرب ولا زلت أسعى جاهدا للاشتغال في مواضيع مختلفة وبطرق مختلفة ومع تشكيل مختلف، لأنه في نهاية المطاف نحن نشتغل لكي نقدم الأفضل للجمهور المغربي لنقدم الأحسن للدراما التلفزيونية المغربية، ولكي يكون هناك فعلا تطورا على هذا المستوى وتقديم الأفضل على مستويات مختلفة ـ في الكتابة والاخراج والتشخيص والإنتاج … ـ باعتبار أنه في نهاية المطاف ما نقدمه فهو من أجل مصلحة الدراما التلفزيونية المغربية وهذا شيء يجب التأكيد عليه والاشتغال عليه أيضا باخلاص وصدق ومحبة ..
هذه السنة اشتغلت في عملين، عمل على مستوى التشخيص والتمثيل في مسلسل دار النسا لمخرجته سامية اقريو، بطييعة الحال هناك حنين للتشخيص ولتقمص الشخصيات وبنائها بناء سليما وقويما وأن تكون ذات مصداقية، هناك حب دائم لهذه المهنة ولهذا الفن، وبالتالي كان جد مهم أن أطل على الجمهور المغربي من خلال هذا المسلسل كممثل، وأيضا من خلال مسلسل جنين بشخصية الكاش، وفي نفس الوقت قمت باخراج هذا العمل، والحمد لله هناك فعلا تجاوب إيجابي من الجمهور المغربي في الحلقات التي عرضت سواء قبل أو أثناء رمضان وسييتمر المسلسل في العرض على القناة الأولى ما بعد رمضان.
هي مسألة في بعض الاحيان مهمة جدا، أن يشدك العشق والحب والحنين إلى الشخصيات وإلى تشخيصها، والى الوقوف أمام ممثلين أصدقائك وأن تكون تحت ادارة مخرجين اخرين، وهذا يقدم لي خدمة ذات افادة لانه بالاستشارة وبتلاقح الافكار بالاشتغال مع الاصدقاء يعطيك قوة وقدرة بالمضي قدما في الاعمال المستقبلية.
• مسلسل «جنين» حاضر أيضا كعمل من إخراجك تلامس فيه الجانب الإنساني الذي يثير اهتمام الشخصيات .. هل سيستمر ادريس الروخ في هذا المنحى ولماذا لا تفكر في الاشتغال على مسلسلات تاريخية تعيد سرد تاريخنا المجيد الممتد ل 12 قرنا وابراز شخصيات المغرب التاريخية اما حان الوقت لجعل السينما والأفلام كواجهة للدفاع عن تاريخنا عوض ترك الاخر يقدمه لنا بطريقة مغلوطة … ولمن ترجع سبب هذا التغييب، أما حان الوقت لفتح نقاش عميق مع الجهات المختصة والمخرجين وكتاب سيناريو والقطاع الخاص والإعلام المرئي من أجل تحقيق هذا المبتغى وهو مطلب الجماهير المتعطشة لتايخها ؟
ـ هذه السنة اشتغلت على مسلسل «جنين» الذي يلامس القيم الانسانية والتشبت بالأمل وفهم في بعض الأحيان تلك العلاقات السرية بين الأشخاص والاشتغال على المواضيع النفسية العميقة والبحث عن الجدور الى غير ذلك..
وبالتالي الاشتغال على مواضيع اجتماعية من هذا النوع مهم جدا في بيئتنا وفي مجتمعنا و في ثقافتنا نحاول أن نقدم مواضيع تشبهنا، مواضيع في نفس الوقت تجعلنا نفكر ونقوم باعادة فهم ما يجري وما جرى وما سيحدث، وأن تكون دائما ذاث صلة بالواقع، وبطبيعة الحال هذا لا يمنعنا من الاشتغال على أعمال تاريخية تلفزيونية سينمائية ، لأن التاريخ يتحدث بشكل كبير عن بلدنا، عن عظمائنا، وعن ملوكنا، عن إبطالنا وبطالتنا، ويتحدث عن مواقفنا، وعن تاريخنا المجيد، الذي فيه أشياء كثيرة التي من خلالها يمكننا أن نستفيد ونفيد، وأيضا نتركها كورقة تابثة وشاهدة عن ما قدمه المغاربة تاريخيا وعبرالعصور عن قوتهم وقدرة المغاربة في خلق دائما التميز…
هذا يقودنا للتفكير في العمل على هذه المواضيع التي ذكرت مع فريق عمل فيه باحثون في التاريخ وأساتذة ودكاترة وكتاب، لكي يكون هناك انتاج ضخم وقوي، انتاج على مستوى كبير جدا لكي نقدم هذه الأعمال..
وفي هذا المنحى سبق وقدمت في ما قبل، مسلسل حبال الريح من 30 حلقة، وهذه التجربة جعلتني أتمسك ايضا في أن أشتغل مستقبلا في هذا الاتجاه… لدي مواضيع وبعض النصوص ومن الشخصيات التي كتبت لكي نشتغل عليها دراميا، فأتمنى مستقبلا أن نشتغل على مثل هذه المواضيع ومثل هذه القضايا على تاريخنا لأنه مليء بالأحداث.
• الا ترى معي أن منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتيوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سواء.. ام انها مكملة ومساعدة لها في الانتشار ؟
ـ أنتم تعرفون أن المستقبل هو مستقبل الديجيتال، مستقبل أصبح فيه الزمن الرقمي يسيطر بشكل كبير على العالم، وأصبح الآن الكل يشاهد كل ما يحدث في المنصات وفي عديد من المواقع الى غير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لمجموعة من العوامل .. الزمن والاشتغال والناس أصبحت منكبة على قضاياها الشخصية او الاجتماعية او قضاياها المهنية، وفي نفس الوقت ايضا هناك وسيلة قريبة منهم التي هي أصبحت في مثناولهم كالحواسيب المحمولة والهواتف هذه الوسائل أصبحت قريبة من المواطن ومتاحة بشكل كبير، فاصبح الكل يفكر في أن يشاهد على حسب ظرفيته ووقته وزمنه الذي يحدده ، وليس بظرف ووقت ما يحدد في القنوات عامة .. لكن هذا لا يعني أن هذا سيقضي نهائيا على القنوات الرسمية، لا أعتقد ذلك بثاتا لاعتبارات متعددة ، لأن الأصل يبق دائما أصل.. رغم أن ما نشاهده في المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي، فالقنوات أيضا اصبحت لها حساباتها الخاصة وبها تنافس داخل هذه المنصات لكي تشارك أعمالها التلفزيونية والبرامج التي تنتجها بمواصفات احترافية وبطواقم كبيرة لكي يشاهدها جمهورها وجمهور السوشييل ميديا أيضا.
أعتقد أن ما يجب التفكير فيه هو تعدد وسائل الفرجة وجودتها، وبالتالي عندما تجد الجودة والتنوع والتعدد والاتاحة ، أنها تتاح لك في الأوقات التي ترغب في أن تشاهدها ، لأنه الآن أصبح الفرد ليست لديه تلك الضوابط القديمة في أن يلتحق بالبيت وأن يشاهد عملا ما أو برنامجا ما .. الآن أصبحت الاتاحة رقمية وبالتالي فهو قد يشاهد ما يرغب في مشاهدته في لحظة وفي أي وقت يرغبه بحسب امكانياته وبحسب تواجده وظروفه، وهذه الأشياء يجب فقط التفكير فيها مستقبلا للاشتغال عليها لملاءمتها مع الوسائط المتعددة وأيضا على مستوى الفرجات المتعددة، التي من خلالها نقدم الشيء الكثير للمواطن، للمشاهد، للجماهير، التي ترغب في مشاهدة الأعمال التلفزيونية في منصة ما، أو محطات أخرى .
• بنظرك لماذا يتم تغييب الرواية المغربية والكتاب الكبار في المغرب من الانخراط في الصناعة السينمائية ؟
ـ الرواية هي أهم مصدر للسينما، وحتى للأعمال التلفزيونية الدرامية، الرواية مهمة جدا، ملهمة لها خط ولها عمود فقري ولها شخصيات. وبالفعل عندما نشتغل بتأن وبذكاء ونحاول ان نحيط عملا ما، ونستخرجه من رواية ما، معناه أننا نقدم هذا العمل بصيغة قوية ومركبة تركيبا مفعما بالأحاسيس وبالشخصيات، ويكون عملا بمقدوره جلب الانتباه، هذه المسألة تمث في في فترات متباينة للاشتغال مع كتاب وروائيين، ولكن مازال ينقص فعلا السينما المغربية الاشتغال على الرواية، والاشتغال على مواضيع مهمة جدا، يمكن أن نستخرجها من كتابات لكبار الكتاب والروائيين، وهذه المسألة هي صحية للعمل التلفزيوني والسينمائي، أعتقد أنه يجب فعلا التفكير والاشتغال بتعاون مع كل من يرغب في أن يخلق هذا الجسر التواصلي بين الرواية وبين العمل الإبداعي.
• ما الذي ينقصنا في المغرب لقيام صناعة سينمائية؟
ـ صراحة نحن في الطريق لهذه الصناعة، لكن يلزمنا الشيء الكثير لأن الدعم السينمائي الذي توفره الدولة لوحده لا يكفي لخلق هذه صناعة سينمائية، لأن الدعم هو فقط للمساعدة والنهوض بقطاع ما، وايضا للاشتغال سينمائيا على مواضيع معينة، وعلى استقطاب الجماهير، وأيضا اشراك كل صناع الفرجة والعمل السينمائي في هذه الأعمال المدعمة، وبالتالي لتحقيق فعلا هذه الصناعة، يجب على القطاع الخاص أن يستثمر في السينما والعمل على ايجاد شركاء آخرين من قطاعات متعددة ومختلفة .. رجال أعمال وأبناك وشركات ومقاولات ورجال أعمال .. هذا يقودنا للتفكير في خلق نهضة سينمائية عن طريق ايجاد تمويلات أخرى هدفها كسب جماهير والتنوع والتعدد والاكتشاف والمنافسة وهذا يتم أيضا عن طريق مجموعة من المحطات الأخرى من غيرالتمويلات، فيجب الاهتمام بالبنيات التحتية الحاضنة لهذه الصناعة كالقاعات السينمائية وقاعات القرب الحقيقية ومركبات سينمائية متعددة ومكتبات سينمائية وخلق سوق سينمائة على المستوى الوطني والخارجي وتوزيع للأفلام داخليا وخارجيا … معنى أن هناك فعل يجب الاشتغال عليه والتفكير فيه، هذا الفعل هو الذي سيضمن لنا نجاح هذه الصناعة، لأن لدينا مدارس ولدينا مخرجين وكتابا ولدينا شركات للانتاج، ولكن يجب التفكير في خلق نواة حقيقية لهذه الصناعة السينمائية نواة بأعمدة جهوية مثلا أن تكون هناك لجان دعم جهوية للسينما المغربية وأن تكون هناك 12 لجنة دعم سينمائي تتوفر على مكاتب جهوية لكي تدعم الأعمال السينمائية الجهوية والأعمال السينمائية الوطنية، وأن يكون هناك رواج على مستوى السينما باختلاف أجناسها.. يجب الاشتغال من الان واعتقد أن هناك عمل يتم القيام به ويجب فقط تسريع الوثيرة لأننا بحاجة إلى هذه الصناعة وإلى هذا الرواج وإلى هذه السوق لأنها هي التي ستضمن الكم والكيف في نفس الوقت .
• ما سبب توقف مهرجان مكناس الدولي للسينما العربية وهل تفكر في اعادة اطلاقه ؟
ـ بالنسبة لمهرجان مكناس للسينما العربية، كان من المفروض أنه ستقام الدورة الثانية سنة 2020، لكن بسبب كرونا لم يتم برمجة المهرجان لتلك السنة والتي تلتها، ولكن ليس لهذا السبب بعينه، بل أيضا لكون المهرجان يحتاج إلى دعم حقيقي وتمويلات ، لـأنه راهنا في الدورة الأولى والوحيدة على التميز على مستوى الأفلام واللقاءات والندوات والورشات وأيضا انتشار الفيلم عبر جهة فاس ـ مكناس وبالتالي كان من المفروض اشراك كل الفاعلين في المدينة والجهة لتقديم الدعم لهذا المهرجان، لكن يبدو أنه لم تتم أي خطوة من هذا القبيل رغم أنه كان هناك عقد لمدة 3 سنوات مع المدينة واستعداد أطراف أخرى لدعم المهرجان، ولكن للأسف عندما تتغير الخريطة السياسية بالمدينة يتغير معها العديد من الأشياء والتوجهات أيضا، أما بخصوصنا فالدورة الثانية موجودة وجاهزة بمدعويها وبلجان تحكيمها ودروسها وورشاتها وندواتها ومحاضراتها، لكن مع الأسف لم يتم التنسيق مع أي جهة، وبالتالي أصبح المهرجان في حالة توقف، ولا ندري ما مصيره رغم أنه هناك نية في أن تكون لمدينة مكناس العاصمة الاسماعيلية، والتي تتوفر على كل مقومات الفعل الثقافي والفني والابداعي، أن يكون لها أيضا مهرجانا سينمائيا كبيرا، وبالتالي نحن ننتظر ربما سيأتي من يحرك هذا الملف ويحرك هذا المهرجان ونتفاءل خيرا ان شاء الله.
• ما هي أول رواية قرأت أو الكتاب الذي أثر في حياتك .. ومن هي الشخصية التي ساهمت في اختياراتك الفنية ؟
ـ في الحقيقة قرأت الكثير من الروايات .. كانت البداية بشغفي وحبي للقصص القصيرة وبعدها قرأت العديد من دواوين الشعر والكثير من العنتريات وقرأت الشعر بكل أنواعة ومذاهبه وأطيافة واتجاهاته.. وقرأت الرواية والمسرح … روايات أنطون بافلوفيتش تشيخوف الأولى ومسرحياته وقصصه، ولحنة مينا ولتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ومحمد برادة ومحمد شكري ولطاهر بنجلون ولعدد كبير من الروائيين والكتاب، وقرأت مسرحيات لشكيبير وإرنست ميلرهمينغوي ، صعب جدا أن أحدد أول عمل قرأته ، وأعتقد رواية «لمعلم علي» لعبدالكريم غلاب، وكانت مجموعة من الروايات مصاحبة، ومن هنا انفتحت شهيتي للقراءة .. كتب تتعلق بالرواية او علم النفس او الفلسفة التي أحبها كثيرا والتاريخ … وأيضا قرأت لكثير من المأرخين والمستشرقين .. القراءة هي أحد توجهاتي العامة في الحياة، في فمهم جرى وما يجري وما سيحدث…
• اختر ثلاث اسماء كنت تتمنى لو انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة ؟
ـ الأسماء التي كنت أتمنى أن لا يرحلوا الى دا ر البقاء ..
والدي سليمان وأمي الحاجة زهور وجدتي عائشة ، صراحة هي أسماء غالية علي وقوية في تأثيرها بشكل كبير على شخصيتي وتعلمت منها الشيء الكثير وفهمت منها الشيء الكثير، هناك من عشت معها قليلا كجدتي وأبي، والتي عشت معها الشيء الكثير هي أمي .. استفدت من الحياة انها عندما تعطيك أما مثل الحاجة زهور أمي.. فهي ترميك في حضن المحبة والحنان والحياة والرحلة في اكتشاف كنه الوجود وتعطيك فرصة لكي تفهم أشياء كثيرة ، أعتقد بأنه لو لم يرحلوا عني لكانت الحياة ربما بمفهوم آخر او نوعية أخرى أو مفهوم آخر أو بلذة أخرى..
أن تفقد أباك في سن السابعة وجدتك في نفس السن وأمك بعد ذلك في هذه السن المتأخرة ستجد أن هناك شرخا كبيرا بين أن تفقد الأب والجدة، وأن تظل كل حياتك عمودك الفقري الوحيد هو الأم التي كنت أعتمد عليها في كل شيء وفي نهاية المطاف تبتعد عنك وترحل نهائيا وهذا أيضا يسبب شرخا وجرحا يبق دائما
يسيل دما ويسيل ذكريات ويسبب لك الحسرة ويبق كعنوان للذكرى التي تبق أسيرا لها …
• رسالتك إلى المخرجين الشباب والممثلين الذين هم في بداية مشوارهم ؟
ـ نصيحتي لكل الشباب المخرجين منهم والممثلين ولكل من يريد أن يدخل عالم الفن والابداع بشكل عام .. أهم شيء الدراسة والتحصيل وسلك مسار البحث والعلم والمتابعة.
أن تكون هناك الموهبة وأن تجد لها دروبات تسلكها مع المجربين وأن يكون هناك احتكاك حقيقي في عوالم تطبيقية مع أساتذة، مع مخرجين، مع كتاب، وأيضا الاهتمام بقراءة الروايات، وأن يكون هناك اطلاع وفهم وانفتاح وخيال .. وأن تكون «الراس صغيرة» للتعلم لانه شيء مهم أن نتعلم دائما وأبدا وليس في فترة ما.. وأن نبق دائما نطل على الحياة كأننا في أول يوم نشتغل فيه وفي أول عمل نقتحمة وفي أول تجربة نقوم بها..
أن يكون دائما لديك هذا المعطى .. أن تكون محبا منفتحا مخلصا صادقا معطاء.. أن تقدر على الاستمرار ولا تغرنك نجومية اليوم أو نجومية عمل أو دور.. أن تبق دائما كما أنت متواضعا في الحياة .. وأن تتوازن مع ذاتك عندما تكتشف بأنه في نهاية المطاف نحن فقط وسيلة من الوسائل لايصال شيء ما، إبداع ما، معنى ما، مفهموم ما، الى غير ذلك…
وبالتالي الحياة عندما تبق في هذه الخانة، ستكون عندها قيمة إضافية، لانه في نهاية المطاف أن تجد لنفسك بصمة ووشم وشيء ما تتركه، أن لا تمضي وأن لا تنتهي حياتك دون أن تترك شيئا للاخرين الذين سيأتون من بعدنا ومن بعدك ومن بعد الاخرين، أن يكون هناك فعل حقيقي، لأن الحياة لا تنبني على أكل وشرب ونوم ولهو، يجب أن تكون هناك أشياء كثيرة تتبث على أنك انسان يعيش لكي يخلد ويسطر على فعل ما وبالتالي هذا الفعل هو الذي سيبث جدريتك وأحقيتك في أن تكون فنانا مبدعا شاعرا رساما موسيقيا الى غير ذلك ..
• ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي؟
ـ أنا شخصيا أعشق وليد الركراكي وأتمنى له كل التوفيق، وأجد أن لديه حماس، وطموح، ورغبة، وكاريزما، وأجد أن لديه مفعول داخل النخبة الوطنية، وداخل الوسط الاجتماعي، وداخل مكونات المجتمع المغربي، ووجد لذاته، وصفة، هذه الوصفة أعطت الشيء الكثير في قطر حيث صنع التاريخ عندما قاد المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم 2022 كأول منتخب عربي وإفريقي يفعل ذلك.
وقبلها ما حققه من انجازات مع الفتح، وأيضا انجازاته مع الوداد، وقبلهما كان مساعدا، فهو لم يأت من فراغ ويجب تشجيعه ودعمه ومساعدته ويجب أيضا بعضا من الثقة في نفسه لكي يعيد هذه الثقة لأفراد المنتخب ولكي يعدها لنا في الاستحقاقات القادمة خصوصا ونحن على مشارف خوض اقصائيات كاس العالم، وكأس افريقيا التي ستنظم ببلادنا 2025..
• هل ترشح المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025؟
،ـ نتمنى أن نفوز بها فهناك كل المــؤشرات التي تؤكد أحقيتنا بالفوز بهده الكأس ، لدينا فريق قوي متكامل ومتماسك بدفاع قوي ووسط ميدان قوي وهجوم تنقصه بعض الفعالية، لكن يمكن تدارك الامر، وأيضا لدينا جامعة تقدم الشيء الكثير بالنسبة للمنتخب والفرق الوطنية، وهذا كله بتبث أنه لدينا ما يـؤهلنا لكي نكون كأبطال افريقيا سنة 2025، وأن نكون ايضا في كأس العالم 2026، وكأس العالم 2030 التي ستنظمها بلادنا وبالتالي سنكون متواجدين به..
اتمنى ان تتولد لدى وليد الركراكي تلك الشحنة وتلك الغيرة وذلك الحب وذلك الاحساس الذي مكننا منه وقدمه لنا كهدية في قطر 2022، أتمنى له كل التوفيق وسنشجعه وسأؤيده شخصيا في الاستحقاقات القادمة .
• لو التقيت بإبراهيم دياز ماذا ستقول له؟
ـ ابراهيم دياز كما أسميه مع العائلة والأصدقاء، الحاج ابراهيم (ضاحكا)، مبدع، فنان، لاعب من الطراز الأول استطاع ان يدخل قلوب المغاربة من أول مقابلة وأول لمسة .. لديه مراوغات مهمةجدا لدية تقنيات وذكي في تعامله مع الكرة والملعب .. ما اود ان اقول له شخصيا هو انه قال بالحرف هو انه يود أن يعيد للمغاربة شيئا ما تلك الفرحة التي استقبلوه بها..
أعتقد انه الان ننتطر منه ان تكون فرحتان .. الاولى التاهل لكأس العالم 2026 والثانية الفوز بكأس افريقيا 2026 بصحبة كل النجوم المغاربة في الفريق الوطني ..