.

حوارات اربريس ـ مع الكاتبة و الباحثة في ادب الناشئة أحلام نويرار : الكتابة للطفل مغامرة محفوفة بالمخاطر والابداع أحد مفاتيحه الخاصة

حوارات اربريس ـ مع الكاتبة و الباحثة في ادب الناشئة أحلام نويرار : الكتابة للطفل مغامرة محفوفة بالمخاطر والابداع أحد مفاتيحه الخاصة

حوار بوشعيب خلدون :

نواصل سلسلة حواراتي بعد سلسلة حوارات رمضان التي تعودت على اجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك عبر مجلة اربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت ان اؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا ..  وكل عام بأسلوب جديد  حوارات مغايرة في مجلة اربريس أستضيف من خلالها فنانين وفاعلين جمعويين واقتصاديين ونجوم السوشييل ميديا في بوح لآربريس ..

صيفة هذه الحلقة الكاتبة و الباحثة في ادب الناشئة .. أحلام نويرار حاصلة على الدكتوراه في ادب الناشئة من جامعة بوركون  بفرنسا و خريجة مدرسة الملك فهد العليا للترجمة لها 24 اصدارا للاطفال باللغتين العربية و الفرنسية، حاصلة على عدة جوائز أدبية ، ساهمت في انتاج 6 البومات غنائية من بين اصداراتها  السن اللبنية، مغامرات 1 و 2, النملة و النحلة و العنكبوت، موحا و حمو، طيموش و الغول، كيف و لماذا، العصفور شادي،  حكيم و السمكة، …..
لها دراسات و ابحاث و مقالات حول أدب الناشئة و القراءة بالمغرب و عدة مشاركات في ملتقيات و ندوات  ومعارض للكتاب وطنية و دولية , حائزة على الجائزة الاولى في القصة القصيرة بالفرنسية سنة2023 والجائزة الاولى في الشعر باللغة الفرنسية سنة 2005 : مشاركة في عدة مبادرات حكومية وجمعوية لدعم القراءة بالمغرب .
عضو في عدة لجان لجان للتحكيم في مسابقات للقراءة و الكتابة في أدب الناشئة.

تخصصها في أدب الطفل جعلت منها تكتسب مهارة فريدة  في فهم اساليب الاخرين وتحاور فيهم أفكارهم وتكتب بحب ايضا تخوض في مقامات الشعر بحس مرهف وأسلوب متفرد اكتسبته من مسار ات الحياة ومنعرجاتها.. مسار جمعوي  وعلمي خبرت خباياه . تتقن الكتابة باللغتين العربية والفرنسية وتغوص في مقامات اللغتين.

حوار ممتع اتمنى ان يروق اطلاعكم ..

1 / قبل الدخول المباشر في حواري معك دكتورة أحلام .. ما معنى ادب الطفل أو  أدب الناشئة وهل عندنا تخصص علمي في الجامعات في المغرب في هذا المجال وهل هناك أدبًا مصممًا لنقل القيم والمواقف والمعلومات اللازمة للأطفال داخل ثقافاتهم .. ومتى ظهر هذا التوجه  المغرب ..

ـ ما زال هناك تعدد مصطلحي في تسمية أدب الناشئة إذ يستعمل في الأدبيات العربية بالصور المصطلحية المركبة الآتية: أدب الطفل ـ أدب الأطفال ـ أدب الطفولة والشباب ـ الأدب الطفلي. وسأستعمل هنا مصطلح أدب الناشئة والمقصود بالناشئة هنا من هم في طور التنشئة الاجتماعية والتربية ليشمل بذلك مرحلتي الطفولة والمراهقة. ويتضمن أدب الناشئة كل خصائص الأدب المحددة لدى النقاد. غير أنه يتميز بكونه يتوجه إلى متلق خاص بكل ما تحمله شخصيته من خصائص ومميزات. فهو إذن نوع أدبي خاص، يتوجه إلى فئة عمرية متدرجة من عمر الإنسان بلغة مناسبة وفقا لمعايير النص الأدبي للناشئة.

وقد ارتبط ظهور أدب بالمغرب عموما بالانفتاح على بلدان المشرق وأوروبا إبان فترة الحماية حيث كانت اغلب الكتب المتوفرة أنداك مستوردة من مصر ولبنان و فرنسا و غيرها.  لكن بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت بعض الانتاجات الأدبية المغربية الموجهة للأطفال وقد تطور المشهد الأدبي المقدم للشباب المغاربة إلى حد كبير في ضوء التغيرات الاجتماعية والثقافية. ويمكن تحديد ثلاث مراحل كبرى لهذا الأدب بالمغرب، وهي:

  المرحلة الأولى: تمتد من 1936 إلى 1970 ، وهي مرحلة الظهورحيث تعود بدايات أدب الناشئة المغربي إلى الأربعينيات مع الحركة الوطنية. في هذا السياق، كرس الكاتب أحمد أدب السلام البقالي نفسه منذ عام 1947 للكتابة للأطفال، كما نشر محمد علي الرحماني عام 1948 نصوصا مستوحاة من الأدب العربي في الشرق الأوسط. كما تذكر الدراسات المتوفرة أن أولى ملامح الاهتمام بأدب الطفل المكتوب بالعربية في المغرب ظهرت في صفحات جريدة العلم المغربية التي أفردت للأطفال صفحة سمتها صحيفة الأطفال، وذلك انطلاقا من تاريخ 20 يوليوز 1947. وفي السنة نفسها ظهرت جريدة صوت الشباب ثم ظهرت مجلة الأنوار التطوانية سنة 1948 التي كانت تنشر في بعض أعدادها زاوية بعنوان: قصص للأطفال. ومجلة هنا كل شيء التي كانت تصدر في الدار البيضاء سنة  1952. خلال هذه الفترة ، فإن معظم النصوص المقدمة هي نصوص وطنية قومية ، كما نجد عدة اصدارات باللغة الفرنسية  كقصص أحمد الصفريوي الصادرة في عام 1949.

  المرحلة الثانية: وتمتد من 1970 إلى1990 ، و هي مرحلة التطور خلال هذه الفترة ، ازداد عدد الكتب والمجلات كالعندليب و السفينة الخاصة بالناشئة في المغرب و تميزت فترة السبعينيات  و الثمانينات بوعي أكبر  بخصوصية الطفولة تزامنا مع المصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الطفل من طرف المغرب و عرفت هذه الفترة اصدارات  العربي بنجلون و احمد عبد السلام البقالي و غيره,

  المرحلة الثالثة: وتمتد من1990 إلى اليوم، وتتميز بكونها مرحلة ظهور كتاب متخصصين  ودور نشر متخصصة في أدب الناشئة مثل يوماد و ينبع الكتاب وظهور خطاب أكاديمي نقدي حول هذا الأدب. كما ظهرت معارض الكتاب والجوائز الأدبية وغيرها من المواعيد الثقافية بدعم من وزارة الثقافة و ثم تطوير المكتبات العمومية و خلق فضاءات خاصة بالأطفال داخل هذه المكتبات,  وهكذا يمكن الحديث عن تطور كمي و نوعي ابتداء من التسعينيات و كذلك ظهور التفييىء حسب السن  و اعطاء اهمية اكبر للصورة و جودتها و ظهور انتاجات بالأمازيغية و اللغة الدارجة المغربية , و في سنة 1998 ثم إنشاء أول دار نشر متخصصة في أدب الناشئة من طرف نادية السلمي التي أسست  يوماد.و أسست أمينة الهاشمي العلوي في عام 2006 دار النشر ينببع الكتاب. وأصبح القارئ الآن يستطيع ان يجد على الإنترنت بسهولة دليل المنشورات الجديدة لبعض دور النشر من خلال موقعها الالكتروني الا انه رغم مجهودات الناشرين والمؤلفين يعاني أدب الناشئة من ضعف نسبة القراءة بالمغرب مما يعيق تطوره وازدهاره

وبخصوص البحث في أدب الناشئة فهو مؤشر مهم على مكانة هذا الأدب وأهميته والعناية به، ويشمل البحث هنا مختلف الدراسات من كتب ومقالات، وأبحاث ورسائل جامعية، ومواقع إلكترونية، وندوات دراسية، وغيرها. إن الباحث في أدب الناشئة بالمغرب يصادف نقصا كبيرا في المراجع وإذا وجد شيئا ما عن أدب الأطفال في الساحة الثقافية المغربية، فإن ما سيصادفه هو الجانب النظري والتاريخي: تحقيبا وتصنيفا وتوثيقا. أما الجانب التطبيقي من نقد وتحليل وتقويم ودراسة ميدانية إجرائية للإبداعات الطفلية ، فهي قليلة جدا، وتشمل قلة الدراسات في مجال أدب الطفل أيضا: الندوات الدراسية، والبحوث الجامعية المنجزة في مختلف المسالك في مؤسسات البحث بالتعليم العالي، وهناك حاليا اهتمام متزايد في الجامعات المغربية بهذا الأدب حيث  تهتم  عدة وحدات بحث للدكتوراه بموضوع أدب الطفولة والشباب ونجد عدة لقاءات وندوات وايام دراسية وانجزت عدة بحوث ودراسات في الماستر حول هذا الموضوع في جامعة ابن طفيل وجامعة محمد الخامس و جامعة عبد المالك السعدي و جامعة سيدي محمد بن عبد الله وغيرها.

2 /  أدب الأطفال قديمًا كان ذو طابع تعليمي وأخلاقي، بغرض توصيل الدروس المتعلقة بالسلوك والتعليم والدين، هل لا زال الأمر عليه كما سبق ذكره الى الان أم أن هذا الأدب مـؤطر علميا وسلوكيا وفق دراسات مستحدتة ووفق ناشئة كل بلد وكل حضارة  وهل للفوارق الاجتماعية دخل في مراعاة الخطاب الموجه للطفل.

ـ هذا الأدب هو جزء من منظومة تربوية وثقافية تؤطر المجتمع. ويعدّ من الوسائل الرئيسية البانية للقيم التربوية والثقافية. وهذه القيم في رأيي المتواضع يتعين ان تمرر بطريقة ضمنية عبر عمليات جمالية وبنيوية في النص. وهذا أمر يرجع إلى اختيارات المؤلف، وطبيعة النص الأدبي، والمرحلة العمرية للمتلقي.  مع تجنب خطاب الوعظ والارشاد بشكل مباشر وكذلك تفادي حشو الكتب الموجهة للطفل بالمضامين الدراسية كي لا تصبح مرادفا للكتاب المدرسي

3 /كاتبة وقاصة  وشاعرة بين دفتي لغتين … العرببة والفرنسية أبن تجدين ذاتك واي اللغتين تفتح لك أبواب الإبداع …

ـ بالنسبة لي العربية والفرنسية هما لغتان ترافقان الطفل في المدرسة وأحيانا اكتب أناشيد للأطفال باللغة الإنجليزية أيضا كما حدث في حفل افتتاح بطولة كاس العالم المدرسية لكرة القدم بالمغرب الصيف الماضي… الانفتاح على اللغات والثقافات المختلفة يمنح افاقا رحبة للكاتب للتواصل و مخاطبة عدد أكبر من القراء وهذا امر إيجابي بالنسبة لي و اعتقد انني كتب بلغات متعددة لأنني أقرأ كتبا بلغات متعددة …وكما يعنون المفكر عبد الفتاح كيليطو أحد كتبه «أتكلم جميع اللغات لكن بالعربية ».

4/عالم الطفل عالم مثالي … لا يعرف النفاق  … في الابداع قال بيكاسو يوما اتمنى أن ارسم كالأطفال .. سؤالي لك وبما انك متخصصة  في أدب الناشئة واحرزت على دكتوراه دولة .. هل مقولة بيكاسو فيها فلسفة ما … هلا تقربينا من هذا العالم…

ـ عالم الطفل عالم متفرد له مفاتيحه الخاصة والابداع أحد هاته المفاتيح لكن الكتابة للطفل مغامرة محفوفة بالمخاطر لان الطفل متلقي فوق العادة مما يطرح عدة صعوبات للكاتب لتمثل القارئ المستهدف وتجاوز تمثلاته الشخصية أوالاجتماعية الموروثة عن الطفل للانفتاح على اهتمامات الناشئة وما يميزها في العصر الراهن مع تحقيق المتعة و الخيال لقارئ له ذوق خاص يفرضه بقوة و بإلحاح على كل كاتب قبل ان يشرع في عملية الكتابة او يقرر ان يتوجه لهذا المتلقي. وفي هذا تأكيد لخصوصية المتلقي الذي يفرض على الكاتب الذي يتوجه اليه مجموعة من التحديات، وضرورة مشاركة اهتمامات الطفل والاطلاع على الاسئلة التي تراوده ومعرفة حاجياته المتجددة من أجل إبداع أدب جيد يناسبه ويجذبه إلى عوالم الخيال. ولا تعني تسمية أدب الأطفال او ادب الناشئة التي تحيل مباشرة الى فئة محددة أن هذه الفئة متجانسة، فبالإضافة إلى الاختلافات في الأعمار، هناك تباين في مهارات القراءة التي تختلف من الطفل الذي لا يتقن القراءة و يعتمد اساسا على الحكي من خلال الصور المرافقة للنص و الطفل او المراهق الذي يتقن القراءة و له تجارب قرائية متعددة.

5/ الكتابة للطفل من اصعب انواع الكتابات بحكم تجربتك الممتدة لاكثر من 20 سنة في هذا المجال هل الكاتب او الفنان او حتى الموسيقي عندما يكتب او يبدع للطفل  لابد له ان يعيش وهو في طور الابداع كطفل … 

ـ تعد الكتابة للطفل ذلك السهل الممتنع وتتطلب من الكاتب الإلمام بعالم الطفولة والمواضيع التي من شانها ان تثير انتباه الطفل وكذلك الكتابة بأسلوب أدبي له جماليته الخاصة ومن أهم عناصر الكتابة للطفل البساطة والابتعاد عن التعقيد، إذ كلما توفر ذلك كان أسرع في الوصول إلى القارئ الطفل. غير أن البساطة المقصودة هنا لا تتنافى مع الأسلوب الأدبي الراقي والسلس واعتماد الخيال الجميل المبدع، لأن الأطفال ميّالون إلى القصص الخيالية و الصور الجميلة، و إلى الأحداث المثيرة و الحكي المشوق.

6/ اسألك عن سلطة الذكاء الاصطناعي هل اصبح يهدد عرش الابداع التقليدي وهل انت مع اقحام التكنولوجيا الذكية في مناح العمل ام انها تهدد الانسان وكيف السبيل لمواكبة هذا التطور في مجتمعاتنا العربية  والاستفادة منها مع تجنب اضرارها المحتملة ..  وهل ترين ان هذه التكنلوجيا تهدد الطفل وكياته وبراءته ان انها مفيدة له ان كانت مع تأطير … وهل الذكاء الصطناعي يهدد ذكاء الاطفال ..

ـ أصبح الذكاء الاصطناعي واقعا يفرض نفسه في عدة مجالات يعبر عن تطور في الفكر و السلوك البشري في علاقته بمحيطه. ويمكن الاستفادة من الإمكانيات الهامة التي يتيحها و توجيهها بما يلائم مجتمعاتنا العربية والاستفادة منها مع تجنب اضرارها المحتملة بتشجيع البحث العلمي في هذا المجال..  و يمكن ان تكون التكنولوجيا مجالا خصبا لتطوير ذكاء الطفل وقدراته اذا كان هناك تأطير مناسب واجتهاد لبناء علاقة تفاعلية بين الطفلوالذكاء الاصطناعي تحفز الابداع بعيدا عن الاستهلاك الأعمى و الادمان  المرضي وتبرز احدث الاستطلاعات الاقبال المتزايد للناشئة على الكتب الالكترونية و تحميلها على هواتفهم و حواسيبهم كما اصبح للناشئة توجهات جديدة في علاقتهم بالقراءة تتم أيضا عبر الشاشات من خلال تتبع الأنشطة الأدبية و صناع المحتوى و المؤثرين الذين يتنافسون في تقديم الكتب الجديدة و المتميزة على مستوى العالم و يتبادلون الآراء حولها و حول التجارب القرائية المختلفة. ويتميز تسويق الكتاب الموجه للناشئة بالاعتماد أيضا على منصات البيع الالكتروني وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمدونات للتعريف بالإصدارات الجديدة وتقديمها مع إتاحة التفاعل المباشر مع القراء.

 7/ ككاتبة هل تعتبر أن زمن الكتابة التقليدية يمضي نحو الاختفاء في وقت تحل محله الثقافة الرقمية والذكية ان صح القول ام أنهما يكملان بعضهما.. وهل ترىن ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حاسمة في صناعة الثقافة والمثقف وتوجيه الجمهور.

ـ يتأثر ادب الأطفال والناشئة كغيره من الآداب بالثورة الرقمية وما صاحبها من تغيرات فرضت إعادة النظر في اليات الكتابة والنشر وكدلك أنماط التلقي الجديدة الأكثر ملاءمة لتطلعات واهتمامات الأطفال حيث تعددت الوسائط المرتبطة بالكتب والمتعلقة بقراءة الكتاب في صيغته الورقية او الالكترونية مع انشاء مكتبات الكترونية على نطاق واسع وفي مختلف البلدان. ويمكن الحديث عن تطور كمي و كيفي للإنتاجات الثقافية للأطفال وكدلك تطور طرق القراءة. ورغم كثرة الحديث عن عزوف الأطفال والشباب عن القراءة وهوسهم بالشاشات فان بانوراما النشر للناشئة على المستوى العالمي عرف ازدهارا ملحوظا ولفهم اكبر لهذه الوضعية تغدو الحاجة ملحة لمراجعة التمثلات التقليدية حول القراءة وعلاقة الأطفال و الشباب بالكتاب واذا كان أدب الناشئة محتاجا إلى كثير من الاهتمام سواء من حيث الإبداع والإنتاج والتأليف أو من حيث البحث والدراسة والنقد.فهذا الأدب يحتاج أيضا الى مواكبة التطور التكنولوجي والانخراط في البعد الرقمي لما يتيحه من إمكانات هامة.

8/ سؤال حول ما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي .. ما رأيك في الانتاجات المغربية في السينما والمسلات والبرامج  مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطور لهذه الانتاجات ام انه لابد من العمل وتخصيص دعم كبير  لهذه الانتاجات لتكون افضل مع العلم اننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج او كتاب السيناريو .. 

بعيدا عن التعميم هناك ازمة واضحة في السيناريو وفي اختيار المواضيع حيث يظهر جليا ضعف البناء الدرامي والابتدال في اللغة والترويج للرداءة والقيم الدخيلة المخلة بالذوق العام وعدم ملائمة جل الاعمال لتطلعات المشاهدين

وككاتبة الا ترىن معي ان تغييب الكتابة الروائية في الانتاجات المغربية من بين اسباب ضعف هذه الانتاجات .. ولماذا ليست لدينا قنوات خاصة بالناشئة والا ماذا ترجعين ضعف البرامج الموجهة للطفل حتى المتميزة منها تكاد تكون اختفت وما نصيحتك لهذه القنوات ..

     ـ يعتبر أدب الأطفال والناشئة ومكانته في المشهد الادبي والثقافي والاعلامي مؤشرا هاما على مكانة الطفل في المجتمع ومدى تطور البلد ورقيه. لأن أي عمل فني أو أدبي موجه للأطفال والناشئة هو بالضرورة استثمار واعداد للمستقبل، نظرا لطبيعة الفئة المتلقية له. فالأطفال هم جيل الغد  وأي عمل فني او ادبي يتوجه إليهم يكون في عمقه مهيئا للمرحلة القادمة  .وقد ارتبط تطور ادب الطفولة و الناشئة بتطور مفهوم الطفولة في حد ذاته و التمثلات الثقافية والاجتماعية حول هده الفئة العمرية مند البدايات الأولى لهذا الادب في أواخر القرن الثامن عشر الى عصرنا الحالي  ولا بد للإشارة الى انه مع تنامي الاهتمام بالطفولة و حقوقها خاصة بعد سبعينيات القرن الماضي و مصادقة اغلب الدول على اتفاقية حقوق الطفل تغيرت نظرة المجتمعات للطفولة بعد سنوات طويلة من استغلال الاطفال في التشغيل او ابان الحروب و اتجهت الدول و الحكومات الى الاقرار بحق الاطفال في اللعب و القراءة و الاستمتاع بأوقاتهم وممارسة هواياتهم…. فالمسالة مسألة وعي بالأساس بأهمية هذه الفئة العمرية وحقها من الاهتمام والابداع المتميز في بانوراما المشهد السمعي البصري

9/ ما هي اول رواية قرأت أثرت في حياتك وكانت سببا وراء قرارك ان تصبح كاتبة عموما ومتخصصة في ادب الناشئة بوجه خاص ومن هو الانسان الذي تعتبرينه قدوة لك في مسارك المهني والابداعي

ـ قرأت كليلة ودمنة والأمير الصغير واليس في بلاد العجائب وقصص احمد عبد السلام البقالي وروايات اكاتا كرستي وجول فيرن واستمتعت بقراءتها وتركت هذه الكتب بصمتها في مخيلتي ووجداني كل هؤلاء الكتاب وغيرهم كانوا ولا يزالون نبراسا للإبداع. و أشعر بالامتنان لكل هؤلاء الذين يفتحون للقراء من خلال كتبهم افاقا رحبة للفكر الإنساني والابداع المتجدد

10/ ما رأيك في شخصية عمي ادريس وهل نفتقد في عصرنا الحالي لامثال هذه الشخصيات ..

ـ شخصية مرحة محبوبة لها نمطها الخاص في مخاطبة الأطفال والتفاعل معهم وأعطت الكثير للطفولة بكل شغف وحب

11/ اختاري  ثلاث اسماء كنت تتمنين انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة 

ـ لا اعتراض على قضاء الله لكنني افتقد كثيرا والدي رحمه الله الذي كان بمثابة الاب و الصديق و المعلم و السند و هو من زرع في وجداني شغف القراءة و حب الكتب و التعلم باستمرار واعتبره حيا بذكراه الطيبة و كلماته الحكيمة التي لا يزال صداها يتردد بداخلي وافتقد جدتي تغمدها الله بواسع رحمته وهي نموذج المرأة الحنونة المتفانية في العطاء علمتني أشياء كثيرة و قيما سامية من خلال الحكايات المشوقة من التراث الشعبي المغربي التي كانت تحكيها لي باستمرار

12/ ثلاثة اسماء في كلمات :

أحمد بوكماخ رائد من رواد الكتابة للطفل ومبدع اهم كتاب مدرسي في تاريخ المغرب خلدته الاجيال وجمعتهم به علاقة وجدانية متميزة

إدريس الشرايبي  كاتب كبير من المؤسسين للأدب المغاربي باللغة الفرنسية وكتب للأطفال ايضا بطريقته الخاصة

ثريا السقاط شاعرة وقاصة مغربية تجربتها ملهمة خاصة قصصها الموجهة للأطفال

 13 / رسالتك إلى الشباب المغربي .

ـ رسائلي اضمنها بشكل عفوي او قصدي في القصص التي اكتبها وغالبا ما اتعلم أشياء كثيرة من خلال تفاعي مع الشباب والقراء من خلال الانصات لهم والاقتراب من اهتماماتهم

14/ خارج  المألوف…

_ ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ..

مدرب خلد اسمه في تاريخ الكرة المغربية

_ هل ترشحين المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025..

لدى المنتخب الوطني كل المقومات و الامكانات للفوز بكاس أفريقيا و مواصلة تألقه عالميا

 15  / سؤال كنت تحبين أن أطرحه عليك ولم افعل ،، ماهو و ما الإجابة عنه

هذا جوابي واترك لك حرية ايجاد السؤال

في المغرب كما هو الحال في العديد من البلدان  لازال الكتاب بعيدا عن متناول  العديد من الاطفال الذين يسكنون في البوادي او ينتمون لأسر معوزة وعلى الرغم من النمو الهام لأدب الناشئة خلال العقود الماضية ، فإن غالبية الأطفال المغاربة لا يقرؤون إما لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى هذا الإنتاج الغني والمتنوع خاصة الاطفال في العالم القروي ، أو بسبب قلة الإلمام بهذا النوع من الكتب. اما أولئك الذين لديهم كل الامكانيات متاحة للقراءة غالبًا ما لا يجدون تحت تصرفهم كتبا توافقً اهتماماتهم و توجهاتهم مما يبعث على رفضهم القراءة وتفضيل خيارات الأخرى كالألعاب الالكترونية والانترنيت و التطبيقات على الهواتف المحمولة. و على العكس من ذلك، فإن الاطفال الذين يمارسون القراءة  يجدون ضالتهم غالبا في الكتب المستوردة  الواسعة الانتشار عالميا و اعلاميا و لا يتابعون الاصدارات الوطنية لضعف قدرتها التنافسية و الاشهارية امام المؤسسات الانتاجية العالمية الضخمة . وتظل القراءة ممارسة ثقافية نخبوية مرتبطة بشكل كبير بالمدن مما يجعل الحاجة ملحة الى وجود مشروع مجتمعي واضح المعالم يجعل من العامل البشري القوة الرئيسية لتحقيق التنمية . إن إدراج أدب الناشئة في المدرسة المغربية ابتداء من مرحلة التعليم الاولي يمكن أن يكون الخطوة الاولى من اجل مغرب قارئ و لتحقيق دمقرطة الوصول الى الكتاب الورقي و الرقمي ومختلف الانتاجات الفكرية الانسانية في الالفية الثالثة.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس