مقدمة آربريس : في فضاء الأدب الحساني، حيث تلتقي الكلمة مع النضال، يبرز اسم أميمة السباعي كواحدة من أبرز الشاعرات الصحراويات، التي جعلت من شعرها رسالة وطنية تحمل هم القضية المغربية وتعبر عن روح الصحراء. ابنة الأقاليم الجنوبية، سليلة الثقافة الحسانية، لم تكن مجرد شاعرة تلقي القصائد، بل كانت صوتًا وطنيًا مميزًا، نقش اسمه في المشهد الأدبي المغربي، وربط الإبداع الشعري بروح المقاومة والدفاع عن الهوية.
لقبت بـ “شاعرة الملوك الثلاثة”، لأنها كانت شاهدة على مراحل مفصلية في تاريخ المغرب، وألقت قصائدها أمام الملوك محمد الخامس، الحسن الثاني، ومحمد السادس. من خلال أعمالها، لم تكتفِ بإلقاء القصائد، بل قامت بتوثيق تاريخ النضال المغربي، حيث أصدرت كتبًا ودواوين تعكس رؤيتها العميقة لمفهوم الوطن والانتماء.
لم يكن تأثيرها مقتصرًا على المحافل الرسمية، بل امتد إلى كل المناسبات الوطنية، حيث كانت كلماتها تلهب مشاعر المغاربة، مؤرخةً لملاحمهم الكبرى. أميمة السباعي لم تكن فقط شاعرة، بل كانت رمزًا للمرأة الصحراوية التي جمعت بين الإبداع، الوطنية، والتزامها العميق بقضايا مجتمعها وتراثها.
* الولادة والنشأة:
– الشاعرة والمناضلة الوحدوية الصحراوية الكبيرة، ورمز الدفاع عن مغربية الصحراء، أميمة بنت محمد بن سيدي بن أحمد فال البخاري السباعي، سليلة الصحراء والشعر الحساني الجميل، التي ولدت في الصحراء.
– تنحدر من الأقاليم الجنوبية للمملكة. اشتهرت بارتباطها الوثيق بالثقافة الحسانية والتراث الصحراوي، مما جعلها صوتًا مميزًا في الساحة الأدبية المغربية.
* المسار الأدبي:
– تُعتبر من أبرز الشاعرات في الساحة الأدبية بمنطقة الصحراء المغربية، وكذا في عموم المشهد الشعري المغربي من طنجة إلى الكويرة.
– شاركت في العديد من المهرجانات الأدبية، والفعاليات الثقافية، من بينها مهرجان الوطية عام 2013. كما سجلت حضورها الشعري في الكثير من المحافل الوطنية، وخاصة في الأعياد الوطنية ومنها عيد المسيرة الخضراء.
– عرفت هذه الشاعرة بأشعارها الحسانية العديدة، التي تجسد تجليات الثقافة الصحراوية المغربية، وتُبرز من خلالها قضايا المجتمع والهوية والتراث في أقاليم الصحراء المغربية.
– في عام 2013، شاركت أميمة السباعي في مهرجان الوطية، حيث ألقت قصائد حسانية رائعة جسدت من خلالها تراث المنطقة وتجليات تقاليدها.
– شاركت “شاعرة الملوك الثلاثة” في محافل وطنية كثيرة، وخاصة في مدن بوجدور، والعيون، أبرزها ذكرى رجوع واد الذهب.
* التميز والإشعاع:
– في ريعان شبابها استقبلت الملك الراحل الحسن الثاني بالعاصمة السينغالية دكار.
– استضافتها الإعلامية فاطمة التواتي في برنامجها التلفزيوني “منتدى الثقافة” عام 1992، للحديث عن الترجمة الفرنسية لديوانها “الملك الذي نعرف حسبه ونسبه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني”.
– أميمة السباعي حظيت بعدة ألقاب تشريفية، فهي معروفة بلقب “لبؤة الصحراء”، كما أنها اشتهرت بلقب آخر هو “شاعرة الشعب والوطن”، إضافة إلى لقبها الأشهر “شاعرة الملوك الثلاثة”، الذي أحرزت عليه نتيجة مشاركاتها الشعرية المكثفة في مناسبات رسمية عديدة أمام الملوك المغاربة الثلاثة: محمد الخامس، والحسن الثاني، ومحمد السادس.
– تميزت قصائدها بتناول مواضيع وطنية واجتماعية، معبرة عن انتمائها العميق للصحراء المغربية وثقافتها الغنية.
– تُعتبر أميمة السباعي رمزًا للأدب الحساني، حيث ساهمت في نقل التراث الصحراوي إلى الأجيال الجديدة، محافظةً على الهوية الثقافية للمناطق الجنوبية للمغرب.
* أعمالها المنشورة:
– صدرت لها أعمال شعرية ونثرية عديدة، نذكر من بينها ما يلي:
– ديوان شعر حساني بعنوان: “الملك الذي نعرف حسبه ونسبه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني”. تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية سنة 1992، وتم تقديمه في مدينة العيون.
– كتاب: “ملوك ناضلوا من أجل شعب”، تم نشره في سنة 2014.
* على لسانها:
– تقول اللشاعرة والكاتبة أميمة السباعي في ظهر غلاف كتابها المعروف: “ملوك ناضلوا من أجل شعب”:
– “أميمة بنت محمد البخاري السباعي امرأة مغربية صحراوية تحب وتغار على بلدها المغرب. وهذا الكتاب هو نتاج سنوات من النضال من أجل نصرة المغرب ملكا وشعبا”.
* في عيونهم:
– كتبت عنها الكاتبة والباحثة في التراث الأدبي الصحراوي، إلهام إحوضيكن:
– “أميمة السباعي صوت الشعر المقاوم في صحرائنا المغربية، وهبت حياتها للقضية الوطنية، وتغنت بها، وتمكنت من جعل تجربتها الشعرية الحسانية نموذجا للأدب المناضل، الذي يوظف الكلمة من أجل الوطن والشعب، فكانت، بصدق وحق، شاعرة الوطن والشعب”.
#أميمة_السباعي #شاعرة_الشعب #الصحراء_المغربية #الشعر_الحساني #شاعرة_الملوك_الثلاثة #الأدب_الصحراوي #الهوية_الوطنية #التراث_الحساني #ثقافة_الصحراء