منذ تعيينه عميدًا لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول في أبريل 2021، قاد الدكتور عبدالقادر سبيل مسيرة حافلة بالإنجازات الأكاديمية والإدارية. بفضل خبرته الواسعة في مجالات اللغات والآداب، والتي تعززت من خلال مسار علمي متميز شمل الحصول على شهادات عليا من جامعات مرموقة، ساهم الدكتور سبيل في تحديث المناهج التعليمية وإطلاق برامج بحثية مبتكرة. تحت قيادته، شهدت الكلية توقيع اتفاقيات تعاون مع جامعات دولية، مما أتاح فرصًا قيمة للتبادل الأكاديمي. كما تم التركيز على الرقمنة والتحديث الإداري لتسهيل التواصل بين الإدارة والطلبة والأساتذة. في هذا الحوار، نستكشف مع الدكتور سبيل أبرز الإنجازات التي تحققت منذ توليه المنصب، ونتعرف على رؤيته المستقبلية لتطوير الكلية وتعزيز دورها في المشهد الأكاديمي الوطني والدولي. بالإضافة إلى رؤيته المستقبلية لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب.
حوار بوشعيب خلدون مع الدكتور عبد القادر سبيل عميد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول بسطات
1-منذ تعيينكم على رأس كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول في أبريل 2021، ما أبرز الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة؟ وهل أنتم راضون عن ما تحقق حتى الآن؟
منذ تولينا المسؤولية، والذي صادف انطلاق هذه الكلية الفتية، كان همنا وهدفنا الأساسي هو الارتقاء بالكلية إلى مستوى يواكب المعايير الدولية من حيث جودة التكوين والبحث العلمي والانفتاح على المحيط السوسيو–اقتصادي، ومن أبرز الإنجازات التي تحققت:
*تحسين جودة المناهج التعليمية: وذلك بالحرص على تحديث المناهج التعليمية، باستحداث مسالك جديدة تتماشى مع المتطلبات المتجددة لسوق العمل، والتركيز على المهارات الرقمية، واللغات الأجنبية، والتفكير النقدي.
*دعم البحث العلمي: إطلاق عدة برامج لتحفيز البحث، من بينها تمويل مشاريع بحثية، تنظيم مؤتمرات علمية دولية، وتشجيع نشر الأبحاث العلمية. كما صدرت مؤلفات عديدة خاصة ومشتركة أهمها كتاب :” المغرب في زمن المولى الحسن الأول“ و“دمنات التاريخ والمجال والمقاومة“ و“الزوايا والصلحاء بالشاوية: التصوف والمجتمع“، إلى جانب سلسلة ترجمات أعدها الطلبة منها “مياه الوادي مكتظة بالنجوم“ وكتاب “ عبد الكبير الخطيبي ورهانات تأسيس سوسيولوجيا مغربية“
*تعزيز الشراكات الدولية: أبرمت الكلية اتفاقيات تعاون مع جامعات عالمية مرموقة، مما يتيح للطلبة والأساتذة فرص تبادل معرفي وعلمي أوسع، وآخرها جامعات صينية.
*الرقمنة والتحديث الإداري: رقمنة العديد من الخدمات الإدارية والتعليمية، مثل التسجيل الإلكتروني، وتتبع المسار الدراسي للطلبة، مما سهّل التواصل بين الإدارة والطلبة والأساتذة.
رغم هذه الإنجازات، لا نزال نشتغل على العديد من التحديات التي نعمل على تجاوزها، مثل تحسين البنية التحتية وتوسيع قاعدة الدعم المالي للبحث العلمي. نحن راضون عن التقدم المحرز، لكننا نطمح إلى تحقيق المزيد في السنوات القادمة.
2. كيف تقضون شهر رمضان بين البحث الأكاديمي ومتطلبات العمل على رأس الكلية؟ وكيف تؤثر هذه الأجواء الروحانية على نشاطكم العلمي والإداري؟
يمثل شهر رمضان فرصة للموازنة بين الجانب الروحي والمجالات الأكاديمية والإدارية. على المستوى الشخصي، أحاول استثمار هذا الشهر لتعزيز التركيز في البحث العلمي، بتخصيص وقت أكبر للقراءة والكتابة الأكاديمية قبل الإفطار وبعده، حيث يكون الذهن أكثر صفاءً.
أما على المستوى الإداري، فإن إيقاع العمل يتكيف مع خصوصية الشهر، فنحرص على عقد الاجتماعات في أوقات مناسبة، وتقليل الضغط على الطلبة والأساتذة من خلال جدول زمني مرن. الأجواء الروحانية لرمضان تعزز قيم التعاون والتضامن بين مكونات الكلية، مما ينعكس إيجابيًا على الإنتاجية والمردودية.
3. كيف تنظرون إلى دور الجامعة المغربية في مواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس، خصوصًا في مجالات التنمية والابتكار؟
تقوم الجامعة المغربية بدور محوري في تحقيق الرؤية التنموية لجلالة الملك نصره الله، من خلال إعداد أطر وكفاءات قادرة على المساهمة في المشاريع الكبرى التي تشهدها البلاد. في هذا السياق، يجب على الجامعة أن تكون فضاءً للإبداع والابتكار، وليس فقط مؤسسة للتلقين الأكاديمي.
نحرص كذلك على تطوير برامج تكوينية تتماشى مع احتياجات سوق الشغل، خصوصًا في القطاعات الواعدة، مثل الإعلام والفنون، والهندسة الاجتماعية والثقافية، والصناعات الإبداعية واللغات والترجمة. كما نشجع البحث التطبيقي، وخلق شراكات بين الجامعة والقطاع الخاص لدعم المشاريع الناشئة والمبادرات الريادية لدى الطلبة.
4. في ظل الثورة الرقمية والتطور التكنولوجي السريع، هل ترون أن الجامعة المغربية تواكب هذا التقدم؟ وما هي الخطوات التي تتخذونها لتعزيز انخراط الطلبة في العصر الرقمي؟
قطعت الجامعة المغربية أشواطًا مهمة في مجال الرقمنة، لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الجهود لمواكبة التطورات المتسارعة، ونحن نعمل على:
*تعزيز البنية التحتية الرقمية: من خلال توفير منصات تعليم إلكتروني وذلك تماشيا مع توجهات الوزارة الوصية التي وضعت الرقمنة في صلب الإصلاح البيداغوجي بإحداث منصات للتعليم عن بعد وكذا جامعات ومؤسسات افتراضية، واستثمار القاعات المجهزة بالتقنيات الحديثة والتي توفرها الجامعة.
*إدماج التكوينات والوحدات الرقمية في المناهج العامة، وتوظيفها في تعلم اللغات.
إطلاق مبادرات تشجع الطلبة على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية ناجحة.
5. يشهد المغرب حدثين رياضيين عالميين، كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة المغربية في دعم هذه الدينامية الوطنية؟
يمكن للجامعة أن تسهم في هذه الأحداث،مثلا، من خلال :
دراسات أكاديمية حول الأثر الاقتصادي والاجتماعي للبطولات الرياضية.
تكوين متخصصين في الإعلام الرياضي والترجمة.
تنظيم ندوات حول دور الرياضة في التنمية الوطنية.
6. وأنتم على رأس إحدى المؤسسات الجامعية، هل أنتم راضون عن مستوى التعليم الجامعي في المغرب؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه الجامعة المغربية حاليًا؟
هناك تطور في جودة التعليم العالي بالمغرب، لكنه لا يزال يواجه تحديات من قبيل:
*عدم التوازن الكلي بين التكوين الأكاديمي ومتطلبات سوق الشغل.
*ضعف التمويل المخصص للبحث العلمي.
نحن نعمل على تجاوز هذه العقبات عبر إصلاحات مستمرة، وتعزيز الشراكات بين الجامعة وغيرها من المؤسسات في القطاعات العامة والخاصة داخل المغرب وخارجه.
7. في ظل الطفرة التي يشهدها العالم في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، هل لديكم مشاريع لإطلاق ثورة علمية وتقنية داخل الجامعة؟
لا أخفيك أن هذا العمل إلى الآن ليس سوى طموح، أولا لكون المؤسسة حديثة النشأة، وثانيا لكوننا في مؤسسة تهتم باللغات والفنون والعلوم الإنسانية، ولذلك نحن نطمح إلى دفع الطلبة، بتوفير تكوينات، إلى استثمار برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي في أبحاثهم ومشاريعهم، وهدفنا كذلك هو تمكين الطلبة من امتلاك مهارات تكنولوجية متقدمة تواكب متطلبات العصر الرقمي الذي نعيشه.
8. هل تعتقدون أن الوقت قد حان لجعل الطالب المغربي صانعًا للحدث العلمي والتكنولوجي بدلًا من أن يكون مجرد مستهلك للمعرفة؟
بالتأكيد، وهذا يتطلب تغييرًا في طرق التدريس من التلقين إلى التعلم التفاعلي والمبني على المشاريع. والادماج بين التكوينات في الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والمعرفة التكنولوجية وطرق الاستفادة منها اليوم، وتشجيع الطلبة على الابتكار، ودعمهم من خلال حاضنات جامعية وبرامج تدريبية مع رواد الصناعة الثقافية والإعلامية والفنية.
9. ما هي أبرز المشاريع والمبادرات التي تعتزمون إطلاقها مستقبلًا لتطوير التعليم الجامعي وتعزيز البحث العلمي؟
*إنشاء مختبرات ومراكز للأبحاث متخصصة في اللغات والآداب والفنون والعلوم الإنسانية.
*إطلاق منصات تعليمية رقمية لتعزيز التعلم عن بُعد.
*دعم الشراكات مع الجامعات العالمية لتبادل الخبرات والمعرفة.
10. بحكم تجربتكم الدولية، ما الذي يمكن أن تستفيد منه الجامعة المغربية من هذه التجارب العالمية؟
الجامعات العالمية تعتمد على:
*التعليم التطبيقي بدلًا من النظري فقط.
* تعتمد شراكات قوية مع المقاولات لخلق فرص تشغيلية.
*تعمل على تعزيز دور البحث العلمي بوصفه رافعة للتنمية.
يمكننا الاستفادة من هذه التجارب عبر تحديث المناهج، وإدماج البحث التطبيقي، وتعزيز التعاون الدولي.
#جامعة_الحسن_الأول #كلية_اللغات_والفنون #عبد_القادر_سبيل #التعليم_العالي #الابتكار_الأكاديمي #البحث_العلمي #الشراكات_الدولية #الرقمنة_في_التعليم #التنمية_المستدامة #الذكاء_الاصطناعي #الأمن_السيبراني #تطوير_التعليم #البحث_العلمي #الشراكات_الدولية