التصوير الفوتوغرافيا في المغرب: بين العشق والتحديات مع حسن الصياد
التصوير الفوتوغرافي والذكاء الاصطناعي: بين التحدي والفرصة برؤية حسن الصياد.
نصائح ذهبية للمصورين الشباب من الفنان المخضرم حسن الصياد.
يُعد حسن الصياد واحدًا من أبرز المصورين الفوتوغرافيين المغاربة، حيث يمتد مشواره الفني لأكثر من أربعة عقود من العطاء المستمر في مجال التصوير الفوتوغرافي. منذ أن وقع في حب العدسة عام 1984، ظل متشبثًا بهذا الفن حتى بعد تقاعده من عمله الرسمي، متخذاً منه ليس مجرد مهنة، بل أسلوب حياة. هو مؤطر ومحكم في مسابقات فوتوغرافية، ومصور صحفي متطوع، وممثل المغرب في العديد من التظاهرات الدولية، كما أنه أحد رواد التصوير الرياضي والطبيعة والحياة البرية.
في هذا الحوار، نغوص مع حسن الصياد في تفاصيل رحلته مع التصوير، ونتعرف على رؤيته لمستقبل الفوتوغرافيا في ظل التقدم الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما نناقش دور المصورين المغاربة في توثيق الأحداث الكبرى التي سيحتضنها المغرب مستقبلاً، مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. إضافة إلى ذلك، يشاركنا المصور المخضرم رؤيته حول واقع التكوين في المجال الفوتوغرافي، والتحديات التي تواجه المهنة في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة. فماذا يقول حسن الصياد عن هذه القضايا؟ وكيف يرى مستقبل الفوتوغرافيا في المغرب؟
حوار بوشعيب خلدون مع الفنان الفوتوعرافي حسن الصياد مؤطر ومحكم في مسابقات فوتوغرافية عالمية
1- كيف يقضي حسن الصياد شهر رمضان؟ وهل يؤثر هذا الشهر على سير عملك في التصوير الفوتوغرافي؟
علاقتي بالتصوير الفوتوغرافي لا تعرف التوقف، سواء في رمضان أو باقي شهور السنة، لأنني أعيش معه 365 يومًا، من حيث الممارسة، القراءة، والتفاعل مع المشهد الفوتوغرافي المحلي والعالمي.
لكن وتيرة العمل تشهد بعض التراجع خلال شهر رمضان نظرًا لخصوصية هذا الشهر الفضيل، حيث أعتبره محطة سنوية للتأمل، مراجعة طريقة الاشتغال، ترتيب الأولويات، والتفكير في أفكار ومشاريع فوتوغرافية جديدة، والعمل على تنفيذها.
2- هل لديك طقوس أو مشاريع تصويرية خاصة بشهر رمضان تعكس أجواءه؟
تراودني عدة أفكار لتصوير أجواء رمضان بأسلوب مغاير لما هو متداول في منصات التواصل الاجتماعي، وذلك تجنبًا للتكرار. وإيمانًا مني بضرورة تقديم رؤية فنية جديدة، اتجهت نحو التصوير التقريبي (الماكرو فوتوغرافي)، حيث أدمج عناصر غير متجانسة وأرتبها بأسلوب فني، مع اللعب بالإضاءة الملونة والخلفيات، لإنتاج أعمال تحمل رسائل جمالية وتعبيرية بعيدًا عن النمطية.
بالإضافة إلى ذلك، أخصص وقتًا لمطالعة أعمال المبدعين من مختلف المدارس الفوتوغرافية عالميًا، والاستلهام منها لتطوير رؤيتي الفنية.
3- المغرب يستعد لاحتضان كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. كيف ترى هذه النهضة الرياضية؟ وهل تعتقد أن الدولة أعدت العدة لإنجاح هاتين التظاهرتين؟
بالفعل، المغرب يتأهب لاستضافة هاتين التظاهرتين الكبيرتين، مما يستوجب الاستعداد على مستوى البنية التحتية والتواصل الإعلامي، ليكون في مستوى تطلعات الفرقاء الدوليين.
من جهتي، كمصور فوتوغرافي، أرى أن هذه فرصة كبيرة ينبغي استثمارها، وأدعو الجهات المعنية إلى منح المصورين الفوتوغرافيين، سواء المهنيين أو الفنانين، فرصة توثيق هذا الحدث بحرية، ضمن إطار قانوني منظم، لالتقاط أجمل الصور التي تبرز مؤهلات المغرب السياحية والثقافية. كما أقترح تنظيم مسابقات فوتوغرافية لاختيار أفضل الصور التي توثق الحدث، كما هو معمول به في الدول التي سبق لها تنظيم تظاهرات رياضية كبرى.
4- ما هو دور المصور في مواكبة هذه الأحداث الرياضية الكبرى؟ وما الذي يميز توثيق اللحظات الرياضية من خلال عدسة محترف؟
للمصور الفوتوغرافي دور محوري في توثيق الأحداث التاريخية، فهو شاهد على العصر، وأعماله تظل بمثابة شهادة بصرية تعكس تاريخ الشعوب وثقافاتها وإنجازاتها.
يتطلب التصوير الرياضي احترافية عالية، ومهارة في التقاط اللحظة الحاسمة بجودة تقنية وجمالية راقية. المصور الرياضي يشبه الصقر، لا تهدأ عيناه، بل تترصد المشاهد، تحللها، وتقتنص اللحظة المناسبة لتخليد الحدث، مما يمنح الجماهير تجربة بصرية ممتعة، ويساهم في توثيق هذه المحطات التاريخية بموضوعية ومهنية.
5- هل تعتقد أن جمعيات وروابط التصوير الفوتوغرافي تواكب تكوين الصحافي الفوتوغرافي؟ وهل هناك حاجة لتطوير هذا التكوين؟
بالتأكيد، يجب أن يكون التكوين من أولويات الجمعيات الفوتوغرافية والروابط المهنية، فهو الضامن لتطوير أداء المصورين نظريًا وعمليًا، وإكسابهم المهارات التقنية والأخلاقية اللازمة لممارسة التصوير الفوتوغرافي الاحترافي.
مع التطور التكنولوجي السريع، بات لزامًا على المصورين مواكبة المستجدات في هذا المجال، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة لتقديم أعمال فوتوغرافية تضاهي المعايير العالمية، مما يعزز مكانة المصورين الفوتوغرافيين ويشرف المؤسسات التي ينتمون إليها.
6- كيف ترى إدماج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية وتأثيره على التصوير الفوتوغرافي؟ هل هو تهديد أم فرصة للمصورين؟
الذكاء الاصطناعي أداة جديدة تثير الدهشة في البداية، لكنه سرعان ما يصبح جزءًا من الواقع المهني. يبقى الأصل في مهنة الصحافة هو المصداقية والشفافية، بعيدًا عن التحريف والتزوير، خصوصًا فيما يتعلق بالصور. للأسف، أصبحنا نشهد بعض التجاوزات، مثل استخدام صور مركبة عبر الذكاء الاصطناعي أو التلاعب بالصور الأصلية دون احترام حقوق الملكية.
مع ذلك، لا يعني هذا رفض الذكاء الاصطناعي، بل على العكس، يجب استثماره بما يعزز مهنية التصوير، ويحافظ على نزاهة المهنة ومصداقيتها، مع الاستفادة من إمكانياته في تطوير العمل الصحفي والإعلامي.
7- هل ترى ضرورة مراجعة مناهج التدريس في معاهد الصحافة لمواكبة التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي؟ وما هي أهم التعديلات التي ينبغي إدخالها؟
التغيير ضرورة حتمية، ومن لا يواكب التطورات يفوته الركب. معاهد الصحافة مطالبة بتحديث مناهجها باستمرار، لمواكبة المستجدات العالمية في الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي.
يجب التركيز على التكوين في التقنيات الحديثة، مثل تحليل البيانات، إنتاج المحتوى البصري المتطور، وفهم آليات الذكاء الاصطناعي، لضمان تأهيل خريجين قادرين على المنافسة في سوق الإعلام المتغير.
8- مع تطور الذكاء الاصطناعي، هل تفكر في دخول عالم التصوير الذي يدمج بين الصورة الواقعية والتخيل الاصطناعي؟ وما هي آفاق هذا التوجه في الفوتوغرافيا؟
الذكاء الاصطناعي أصبح حاضرًا بقوة في أغلب المجالات، بما في ذلك التصوير الثابت والمتحرك. العديد من المصورين بدأوا في توظيفه لتطوير أعمالهم، وتسهيل عمليات الإنتاج والترويج.
التحدي الأكبر يكمن في قدرة المصور على التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة، وتوجيهه لتحقيق رؤيته الفنية أو المهنية، مع الحفاظ على بصمته الخاصة في الإبداع البصري.
9- هل تعتقد أن الصورة الفوتوغرافية ما زالت تحافظ على قوتها في نقل الحقيقة؟ أم أن التلاعب الرقمي أصبح يهدد مصداقيتها؟
الصورة الفوتوغرافية ستظل قوية بقدر التزامها بالواقعية والصدق، لأنها تمثل شهادة بصرية لا ينبغي أن يطالها التزييف. في التصوير الفني (Fine Art)، هناك مساحة للإبداع والتعديل، لكن في التصوير الصحفي والوثائقي، يجب الالتزام بالمصداقية.
مع تطور تقنيات التلاعب، بدأت تظهر حالات تزوير في المسابقات الفوتوغرافية والأعمال الصحفية، إلا أن الخبراء قادرون على كشفها، كما أن القوانين تضع حدودًا لهذه التجاوزات، لحماية نزاهة الصورة الفوتوغرافية.
10- كمصور محترف، ما هي نصيحتك للشباب الراغبين في دخول مجال التصوير الفوتوغرافي، خاصة في ظل التحديات الرقمية الحالية؟
أول نصيحة هي دخول هذا المجال من بوابة العلم، فالموهبة وحدها لا تكفي. يجب تعلم تقنيات التصوير، فهم أساليبه، ومواكبة تطوراته. التكوين والممارسة المستمرة هما مفتاح النجاح، إلى جانب مصاحبة أهل الخبرة والاستفادة من تجاربهم.
كما أن الاطلاع على الأعمال الفوتوغرافية العالمية، والاستفادة من الدورات التكوينية، يعزز من مهارات المصور. التحدي الحقيقي اليوم هو قدرة المصورين على تطوير أفكار فوتوغرافية قوية، ترجمتها إلى أعمال ناجحة، والتكيف مع التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لضمان الاستمرارية والتطور في هذا المجال.
#آربريس #حوار_مع_خلدون #حسن_الصياد #فن_التصوير #المغرب #فوتوغرافيا_المغرب #التصوير_الرياضي #المصورين_المغاربة #التصوير_الصحفي #الذكاء_الاصطناعي #رمضان_بعدسة_فنان #كأس_إفريقيا_2025 #كأس_العالم_2030 #التكوين_الفوتوغرافي #الإبداع_البصري