.

ضيوف Weekend مع خلدون : الدكتور مولاي عبدالمجيد قاسم .. مغربي يرسم خرائط الجينوم ويصنع جسور البحث العلمي بين القارات

Voice recorder banner. Mobile technologies for recording sound, dictate messages and speech. Vector landing page of dictaphone with isometric illustration of microphone, smartphone and woman
Voice recorder banner. Mobile technologies for recording sound, dictate messages and speech. Vector landing page of dictaphone with isometric illustration of microphone, smartphone and woman
  •      من الرباط إلى فايتفيل: رحلة عالم مغربي في جينوم النبات                                                 
  •      العلم في خدمة التنمية: حوار مع مؤسس أطلس للنشر ورائد التكنولوجيا الحيوية النباتية      
  •      من المغرب إلى أمريكا… وسعي دائم لخدمة الوطن بالعلم والابتكار.                                    

استمرارًا لسلسلة “ضيوف مع خلدون” التي نخصصها لتسليط الضوء على الكفاءات المغربية داخل الوطن وخارجه، بروح متجددة وأفكار مبتكرة، نطلّ عليكم بحلقة جديدة من السلسلة الخاصة “#ضيوف_Weekend_مع_خلدون”.

في هذا العدد من سلسلة “#ضيوف_Weekend_مع_خلدون”، نحلّق معًا إلى عالم البيولوجيا، الجينوم، والتكنولوجيا الحيوية، عبر رحلة ملهمة مع واحد من أبرز العقول المغربية المقيمة في الولايات المتحدة: الدكتور مولاي عبدالمجيد قاسم، أستاذ علم النبات في جامعة فايتفيل بولاية كارولينا الشمالية ، ورائد في مجال البحث العلمي والنشر الأكاديمي.

من مدرجات كلية العلوم بجامعة محمد الخامس إلى مختبرات جامعات أمريكية مرموقة، رسم الدكتور قاسم مسارًا أكاديميًا استثنائيًا تميز بالجدية، الرؤية، والمثابرة. خاض مسيرة بحثية امتدت لأكثر من عقدين، نشر خلالها أكثر من 70 مقالًا علميًا، وأشرف على أبحاث محورية في علوم النبات، خاصة في ما يتعلق بتركيبة البذور ومحاصيل فول الصويا.

لكن الدكتور قاسم لم يكتفِ بالبحث الأكاديمي فقط، بل أسس شركة أطلس للنشر العلمي، التي تسهم في تعزيز التواصل العلمي بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم، كما يلعب دورًا فاعلًا في تنظيم مؤتمر AMAS، ويقود ورشات متخصصة في علم البيانات الزراعية داخل مؤتمرات عالمية كـPAG.في هذا الحوار الخاص، يحدثنا الدكتور قاسم عن مسيرته، رؤيته لتطوير البحث العلمي في المغرب، أهمية التكنولوجيا الحيوية في مواجهة التحديات المناخية، وكيف يمكن للكفاءات المغربية في الخارج أن تكون رافعة للتنمية الوطنية.

حوار بوشعيب خلدون مع الدكتور مولاي عبدالمجيد قاسم، أستاذ علم النبات في جامعة فايتفيل بولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، ورائد في مجال البحث العلمي والنشر الأكاديمي .. المدير التنفيذي لشركة أطلس للنشر.

1. بدايةً، دعونا نتحدث عن مسيرتكم العلمية، كيف كانت رحلتكم الأكاديمية من جامعة محمد الخامس بالمغرب إلى جامعة ولاية فايتفيل بالولايات المتحدة؟ وما أبرز المحطات التي أثّرت في مساركم؟ 
كانت رحلتي الأكاديمية رحلةً طويلة ومُلهمة، بدأت من جامعة محمد الخامس في المغرب، والتي أعتزُّ بأنها وضعت الأساس الصلب لمسيرتي العلمية. هناك درست علوم النبات وحصلت على البكالوريوس عام 1992، وتعلّمت أساسيات البحث العلمي والمنهجية العلمية التي رافقتني طوال مسيرتي.
بعدها انتقلتُ إلى جامعة بيكاردي جول فيرن في فرنسا، حيث حصلت على درجة الماجستير في مجال الهندسة الإنزيمية والتحويل الحيوي وعلم الأحياء الدقيقة سنة 1995، وكانت هذه المحطة فرصة قيّمة لاكتساب خبرات جديدة والاحتكاك مع ثقافات علمية مختلفة.
كانت النقلة النوعية الأبرز عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث التحقتُ بجامعة جنوب إلينوي في كاربونديل، وحصلت على الدكتوراه في علوم النبات عام 2003. كانت هذه المرحلة ثرية بالتجارب، ومليئة بالتحديات التي عزّزت من قدراتي البحثية وشكّلت فهمي الدقيق لأهمية العلم والبحث التطبيقي.
ومن أبرز المحطات التي أثرت في مساري المهني أيضًا عملي كأستاذ في مدارس شيكاغو العامة لمدة سنتين، حيث تعلّمت أساليب التدريس المبتكرة والتعامل المباشر مع الطلبة بمختلف خلفياتهم، قبل أن أنتقل إلى العمل الأكاديمي الجامعي حيث عملت أستاذًا مساعدًا في قسم علوم النبات في قسم البيولوجيا بجامعة كين، ولاية نيو جيرسي من 2004 إلى 2006، قبل أن أنتقل إلى جامعة فايتفيل.
التحاقي بجامعة فايتفيل في عام 2006 كأستاذ مشارك كان نقطة تحول حقيقية، فقد مكّنني من تطوير مختبراتي وأبحاثي في مجال الجينوميات النباتية والتكنولوجيا الحيوية، وساعدني في بناء شبكة واسعة من التعاون الدولي. ثم ترقيتي إلى منصب رئيس قسم، ولاحقًا أستاذ متفرغ في علوم النبات، عزّزت من دوري في دعم البحث العلمي وتطوير البرامج الأكاديمية بالجامعة.
هذه الرحلة الطويلة كانت غنية بالتحديات والإنجازات، وأنا فخور بكل مراحلها لأنها علّمتني أن المثابرة والاجتهاد والمرونة هي المفتاح لتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح.
2. يشهد المغرب تحديات بيئية متزايدة، أبرزها الجفاف وتأثيره على الأمن الغذائي. كيف يمكن للبحث العلمي، لا سيما في مجالات علم النبات والتكنولوجيا الحيوية، المساهمة في تطوير حلول مستدامة لمواجهة هذه الأزمات؟
ـ يمكن للبحث العلمي في مجالات علم النبات والتكنولوجيا الحيوية تقديم حلول مستدامة وفعّالة لمواجهة تحديات الجفاف والأمن الغذائي في المغرب، من خلال ما يلي:
    1.تطوير محاصيل مقاومة للجفاف:   
استخدام التقنيات الوراثية والتكنولوجيا الحيوية لإنتاج أصناف نباتية جديدة تتحمل الجفاف وذات احتياجات مائية قليلة، مثل القمح والشعير والبقوليات.
   2.التقنيات الزراعية الحديثة:                 
توظيف تقنيات الري الذكية والزراعة الدقيقة التي تعتمد على البيانات والمجسات لتحسين كفاءة استخدام المياه.
   3.تحسين إدارة الموارد الوراثية المحلية:      
دراسة وحفظ الأصناف المحلية من النباتات التي تمتاز بقدرتها الطبيعية على تحمل الظروف المناخية الصعبة والاستفادة منها في برامج التهجين والإكثار.
   4.التكنولوجيا الحيوية لتحسين كفاءة الإنتاج:     
استخدام التقنيات الحيوية كزراعة الأنسجة وتقنيات التحرير الجيني (مثل CRISPR) لتحسين جودة البذور وزيادة الإنتاجية بموارد أقل.
   5.الزراعة المستدامة والمتكاملة:                     
تشجيع تطبيق ممارسات الزراعة العضوية أو المحافظة على التربة، وتدوير المخلفات الزراعية لتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية والمبيدات.
    6.نقل التكنولوجيا والتوعية الزراعية:                 
تعزيز دور البحث العلمي في نقل التكنولوجيا الحديثة للمزارعين، وتقديم برامج تدريبية لرفع مستوى الوعي بطرق الزراعة المستدامة.
بهذه الخطوات وغيرها، يمكن للبحث العلمي أن يكون رافعة حقيقية لتحقيق الأمن الغذائي ومواجهة تحديات التغير المناخي في المغرب. و لله الحمد، فالباحثين المغاربة بالمعهد الوطني للبحث الزراعي و معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة و كذلك بعض الجامعات المغربية يقومون بمجهودات رائعة في هذا المجال.
3 . المغرب يمتلك احتياطيات ضخمة من الفوسفاط، وهو عنصر حيوي في الزراعة. من وجهة نظركم، كيف يمكن توظيف البحث العلمي والابتكار لتطوير صناعة الأسمدة والاستفادة من هذا المورد في تحقيق الأمن الغذائي على المستويين الوطني والعالمي؟ 
يمتلك المغرب بالفعل احتياطيات ضخمة من الفوسفاط، وهي ميزة استراتيجية يمكن توظيفها بشكل أكثر فاعلية من خلال البحث العلمي والابتكار لتحقيق الأمن الغذائي محليًا وعالميًا. من أبرز سبل التوظيف العلمي لهذا المورد ما يلي:
    1.تطوير أسمدة مبتكرة وذكية:                       
• الاستثمار في البحث لتطوير أسمدة بطيئة التحرر (Slow-release fertilizers)، وأسمدة ذكية تستجيب لاحتياجات النبات والتربة، مما يقلل من الاستهلاك المفرط ويحافظ على البيئة.
    2.تحسين كفاءة استخدام الفوسفاط:               
• التركيز على الأبحاث لتطوير تقنيات تصنيع أسمدة ذات كفاءة عالية في امتصاص النبات للعناصر الغذائية، وبالتالي تقليل الفاقد ورفع إنتاجية المحاصيل.
    3.الابتكار في تقنيات المعالجة:                         
• استخدام البيوتكنولوجيا وعلم النانو (Nanotechnology) لتطوير طرق معالجة حديثة وفعّالة للفوسفاط، تقلل من التكاليف البيئية وترفع جودة المنتج النهائي.
    4.استثمار البحث في الاقتصاد الدائري:                   
• ابتكار طرق لاسترجاع وإعادة تدوير الفوسفاط من المخلفات الزراعية والصناعية، مما يعزز استدامة الموارد.
    5.التكامل بين الأسمدة الحيوية والعضوية والمعدنية:
• تطوير أبحاث حول دمج الفوسفاط مع الميكروبات المفيدة (الأسمدة الحيوية)، والأسمدة العضوية لتحسين صحة التربة، وتقليل استخدام الأسمدة الكيميائية.
    6.توسيع الشراكات الدولية في البحث والتطوير:  
• تعزيز التعاون العلمي مع مؤسسات عالمية لتبادل الخبرات وتطوير حلول مشتركة تعتمد على الفوسفاط كمدخل أساسي لتعزيز الإنتاج الزراعي عالميًا.
• بتوظيف هذه الاستراتيجيات العلمية والابتكارية، يمكن للمغرب أن يعزز مكانته العالمية كمورد رئيسي للأسمدة، ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والدولي بشكل مستدام.
4 . الكفاءات المغربية في الخارج تُعتبر ثروة وطنية، كيف يمكن استثمار خبراتكم وخبرات زملائكم في الولايات المتحدة للمساهمة في النهضة التي يشهدها المغرب، خاصة مع استعداده لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030؟
تمثل الكفاءات المغربية في الخارج رأس مال بشري استراتيجي يمكن استثماره بشكل فعّال في تحقيق نهضة شاملة في المغرب، خاصةً في ضوء استعداداته لاستضافة أحداث دولية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. يمكن استثمار خبراتنا في الولايات المتحدة وخبرات زملائنا من خلال:
   1.نقل الخبرة والمعرفة:                                 
المشاركة في البرامج الأكاديمية والبحثية المشتركة مع الجامعات والمؤسسات المغربية لنقل أحدث التقنيات والأساليب العلمية والتكنولوجية.
    2.تكوين وتأطير الكوادر المغربية:                    
تنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية تستفيد من الخبرات المكتسبة في الخارج في مجالات التكنولوجيا الحيوية، علوم البيانات، الذكاء الاصطناعي، والتنمية المستدامة.
    3.المساهمة في مشاريع البنية التحتية:            
تقديم الاستشارات الفنية والعلمية في مجالات مثل إدارة الموارد المائية، الزراعة المستدامة، والطاقة المتجددة، بما يعزز الاستدامة البيئية أثناء تنظيم الأحداث الرياضية العالمية.
    4.تشجيع الابتكار وريادة الأعمال:                       
إقامة منصات وحاضنات للشركات الناشئة بالتعاون مع الجامعات المغربية، تستقطب المشاريع المبتكرة وتستفيد من العلاقات والتمويلات الخارجية.
     5.تعزيز الصورة الدولية للمغرب:                       
القيام بدور سفراء ثقافيين وعلميين للتعريف بإمكانيات المغرب وجذب الشراكات والاستثمارات الدولية، مع استغلال الفعاليات الكبرى لتسويق صورة المغرب عالميًا.
   6.المشاركة في تطوير الخدمات اللوجستية والتكنولوجية:  
استغلال الخبرات التقنية والعلمية المكتسبة في الولايات المتحدة في مجالات الرقمنة، المدن الذكية، والذكاء الاصطناعي لتحسين البنية التحتية الرياضية والسياحية.
بهذه الطريقة، يمكن للكفاءات المغربية في الخارج أن تلعب دورًا حيويًا في تحقيق رؤية المغرب التنموية، والمساهمة في إنجاح الفعاليات العالمية التي سينظمها، وبالتالي تعزيز مكانته إقليميًا ودوليًا. و نحن “بالمجلس الأعلى للمغاربة الأمريكيين الباحثين والأكاديميين” نقوم ببعض هذه الفعاليات كتنظيم مؤتمر دولي في المغرب كل سنتين وتبادل الكفاءات والخبرات و الطلبة والباحثين بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب. وتجدر الإشارة إلى ان النسخة السادسة من مؤتمرنا، ستنظم يومي 10-12 دجنبر هذه السنة بأكادير ان شاء الله تعالى (https://amahls.org).
5 . انطلاقًا من موقعكم كأستاذ وباحث، هل لديكم تصور عملي لإنشاء شراكات بين جامعة ولاية فايتفيل والجامعات المغربية لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات؟ وما مدى أهمية مثل هذه المبادرات في دعم المنظومة الأكاديمية في المغرب؟
بالتأكيد، لديّ تصور عملي وواضح لإنشاء شراكات فعالة بين بعض الجامعات الأمريكية والجامعات المغربية، وذلك لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي وتبادل الخبرات، وهو يقوم على الخطوات التالية:
     أولًا: مجالات الشراكة الممكنة:           
• تبادل أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب:
تنظيم زيارات متبادلة وقصيرة الأمد، وبرامج تدريبية مشتركة للطلبة والأساتذة لتعزيز المهارات البحثية والتدريسية. وقد سبق لي ان استضفت طالبة مغربية لمدة سنة من قبل.
• المشاريع البحثية المشتركة:
تطوير مشاريع بحثية في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا الحيوية، علوم النبات، الأمن الغذائي، علم البيانات، والذكاء الاصطناعي.
• تنظيم المؤتمرات والندوات المشتركة:
عقد مؤتمرات علمية وورش عمل متخصصة في المغرب والولايات المتحدة لتعزيز التواصل الأكاديمي وتبادل الخبرات.
• النشر العلمي المشترك:
ـ تشجيع الباحثين على نشر نتائج أبحاثهم في مجلات علمية مرموقة بالتعاون بين الجامعات الأمريكية والمغربية.
ـ إنشاء برامج تبادل طلابي وأكاديمي منظمة بوضوح وذات أهداف قابلة للقياس. وقد سبق لي ان استضفت طالبة مغربية لمدة سنة من قبل. وكذلك فعل الدكتور خالد مقسم بجامعة إيلينوي الجنوبية حيث استضاف عدة طلبة وباحثين من المغرب.
   ثانيا: أهمية هذه المبادرات للمنظومة الأكاديمية المغربية:
رفع مستوى جودة البحث العلمي والتعليم العالي في المغرب من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة.
توفير فرص بحثية وتدريبية للطلبة والأساتذة المغاربة على المستوى الدولي، مما يعزز من قدراتهم التنافسية.
تحسين تصنيف الجامعات المغربية دوليًا من خلال زيادة النشر العلمي المشترك وإجراء الأبحاث المبتكرة.
تعزيز شبكات التعاون العلمي وتوطيد العلاقات الأكاديمية بين المغرب والولايات المتحدة.
هذه الشراكات تمثل ركيزة أساسية في تطوير المنظومة الأكاديمية بالمغرب، وتسهم بفاعلية في دعم استراتيجية البلاد نحو الريادة في البحث العلمي والابتكار.
6 . أنتم أحد الأسماء البارزة في مجال النشر الأكاديمي، ما هو تقييمكم لمستوى البحث العلمي في المغرب والعالم العربي؟ وما أبرز التحديات التي تعيق الباحثين المغاربة من تحقيق انتشار أوسع لأعمالهم في المجلات العلمية الدولية؟
ـ من خلال تجربتي في النشر الأكاديمي، يمكن القول إن مستوى البحث العلمي في المغرب والعالم العربي في تطور مستمر، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة للارتقاء إلى المستويات العالمية.
   أولًا: تقييم عام لمستوى البحث العلمي:                
هناك طاقات بحثية كبيرة وواعدة في المغرب والدول العربية، حيث برزت أسماء عديدة متميزة في مجالات مثل الهندسة، علوم الحياة، الطب، والتكنولوجيا.
في السنوات الأخيرة، ازداد عدد المنشورات العلمية المغربية في المجلات الدولية المرموقة بشكل ملحوظ، وهذا يعكس تحسنًا تدريجيًا في جودة الأبحاث وقدرات الباحثين.
   ثانيًا: أبرز التحديات التي يواجهها الباحثون المغاربة:
1.التمويل المحدود:
قلة الدعم المالي وضعف الموارد المخصصة للأبحاث العلمية، مما يحد من إمكانية تنفيذ مشاريع مبتكرة وعالية الجودة.
2.ضعف البنية التحتية البحثية:
نقص المختبرات والتجهيزات العلمية الحديثة، مما يقلل من فرص إجراء أبحاث متقدمة ومنافسة عالميًا.
3.حاجز اللغة:
معظم المجلات الدولية تعتمد اللغة الإنجليزية، وبعض الباحثين يواجهون صعوبة في إتقانها أكاديميًا، مما يؤثر على فرص النشر.
4.التأهيل والتدريب:
الحاجة إلى مزيد من البرامج التدريبية حول أسس ومنهجيات النشر العلمي وطرق التعامل مع متطلبات النشر في المجلات الدولية.
5.قلة التعاون البحثي الدولي:
ضعف الشراكات مع مراكز الأبحاث الدولية، مما يقلل فرص النشر في مجلات ذات معامل تأثير مرتفع.
6.التركيز على الكم بدل الجودة:
الضغط من أجل زيادة عدد المنشورات دون التركيز على الجودة النوعية والابتكار.
    ثالثًا: توصيات لتعزيز انتشار البحث العلمي المغربي دوليًا:   
زيادة الاستثمار الحكومي والخاص في البحث العلمي والبنية التحتية الأكاديمية.
تشجيع التعاون البحثي الدولي مع الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة.
تقديم برامج تدريبية لتحسين مهارات الباحثين اللغوية والأكاديمية، خصوصًا في إعداد ونشر الأوراق العلمية.
إنشاء هيئات أو مراكز متخصصة تدعم الباحثين في عملية النشر العلمي، بدءًا من التصميم البحثي إلى مرحلة المراجعة والتحرير.
بهذه الخطوات العملية يمكن التغلب على التحديات، وتعزيز حضور الأبحاث المغربية والعربية على المستوى الدولي بشكل يليق بإمكانات الباحثين وتطلعاتهم.
7 . العالم يشهد تحولًا رقميًا هائلًا، ومع اقتراب المغرب من تنظيم بطولات رياضية كبرى، هل تعتقدون أن الإعلام المغربي بحاجة إلى إعادة هيكلة رقمية لمواكبة المعايير العالمية؟ وكيف يمكن الاستفادة من التجارب المغربية بالخارج لتطوير الإعلام الرياضي؟
بلا شك، الإعلام المغربي اليوم أمام فرصة ذهبية للتحول الرقمي لمواكبة المعايير العالمية، خاصة مع تنظيم المغرب لأحداث رياضية ضخمة مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
   أولًا: ضرورة إعادة الهيكلة الرقمية للإعلام المغربي:   
التحول الرقمي ليس خيارًا، بل ضرورة لمنافسة المنصات العالمية، وجذب جمهور واسع من خلال محتوى متنوع، وتفاعلي، وعالي الجودة.
تطوير منصات إعلامية رقمية متخصصة بالرياضة، تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، لبث محتوى مبتكر وجذاب للمشاهدين.
   ثانيًا: سبل الاستفادة من تجارب المغاربة في الخارج:  
1.نقل الخبرات والتكنولوجيا:
• استقطاب كفاءات مغربية متميزة بالخارج للعمل أو تقديم استشارات في مجال الإعلام الرقمي، مما يسرّع عملية التحول الرقمي للإعلام الرياضي المغربي.
2.التدريب والتكوين:
• إقامة برامج تدريبية مشتركة مع كفاءات إعلامية ورياضية مغربية تعمل في وسائل إعلام عالمية، لنقل أفضل الممارسات في الإعلام الرياضي.
3.الشراكات الاستراتيجية:
• تأسيس شراكات بين المؤسسات الإعلامية المغربية ووسائل إعلام عالمية للاستفادة من تجاربها في تغطية البطولات الرياضية الكبرى.
4.توظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة:
• الاستفادة من خبرة المغاربة المتخصصين في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بالخارج لتطوير المحتوى الإعلامي، وتحليل أداء الفرق، وإثراء تجربة المشاهد عبر خدمات مخصصة وتفاعلية.
5.التسويق الرقمي وتوسيع الانتشار العالمي:
• الاستفادة من خبرات المغاربة بالخارج في مجال التسويق الرقمي لتعزيز مكانة الإعلام الرياضي المغربي على المستوى العالمي، وزيادة قدرته على الوصول إلى جمهور دولي.
   ثالثًا: النتائج المتوقعة من هذا التحول:   
• تعزيز صورة المغرب الدولية كبلد منفتح ومتقدم تكنولوجيًا، وقادر على تقديم تغطية إعلامية رياضية تليق بالأحداث العالمية.
• رفع مستوى التفاعل الجماهيري المحلي والدولي مع الأحداث الرياضية، وبالتالي زيادة العائد الاقتصادي والتسويقي لهذه البطولات.
هذا التحول الرقمي الشامل سيكون له أثر إيجابي ليس فقط على الإعلام الرياضي بل على المشهد الإعلامي المغربي ككل، مما يدعم مكانة المغرب كوجهة عالمية متميزة في مجال الرياضة والإعلام.
8 . الذكاء الاصطناعي أصبح ركيزة أساسية في مختلف المجالات، من التعليم إلى البحث العلمي. كيف ترون إمكانية إدماج هذه التقنيات في الجامعات المغربية لتطوير منظومة تعليمية تُحفّز الابتكار بدلاً من الاستهلاك فقط؟
إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجامعات المغربية أصبح ضرورة ملحة لتطوير منظومة تعليمية تركز على الابتكار والإبداع بدلًا من الاكتفاء بالاستهلاك المعرفي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الخطوات العملية التالية:
  أولًا: تحديث المناهج والبرامج التعليمية:       
• دمج مساقات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والتعلم الآلي في مختلف التخصصات العلمية والتقنية، وحتى في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
• توفير برامج دراسية تطبيقية تتيح للطلبة العمل مباشرة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع.
   ثانيًا: إنشاء مختبرات ومراكز بحثية متخصصة:
• تأسيس مختبرات للذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات داخل الجامعات المغربية، تُموّل وتجهز بشكل جيد، وتتيح للطلبة والباحثين تنفيذ مشاريع ابتكارية.
• تحفيز التعاون بين الجامعات المغربية ومراكز بحثية دولية متميزة في مجال الذكاء الاصطناعي.
   ثالثًا: التدريب والتكوين المستمر:               
• تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلبة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
• تقديم برامج تدريب متقدمة بشراكة مع خبراء مغاربة وعالميين يعملون في هذا المجال.
   رابعًا: تشجيع الابتكار وريادة الأعمال:         
• توفير حاضنات تكنولوجية ومسرعات أعمال داخل الجامعات لدعم المشاريع المبتكرة في الذكاء الاصطناعي.
• تنظيم مسابقات وطنية ودولية لابتكار تطبيقات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقدم حلولًا للمشاكل المحلية والعالمية.
   خامسًا: تطوير البنية التحتية الرقمية:        
• الاستثمار في البنية التحتية التقنية للجامعات، بما فيها منصات التعليم الإلكتروني، والتعلم عن بعد، والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الطالب وتخصيص التعليم.
   أهمية هذه المبادرات للمنظومة التعليمية المغربية:   
• ستُسهم في تخريج أجيال قادرة على المنافسة عالميًا، ومؤهلة للانخراط في اقتصاد المعرفة.
• تعزيز مكانة الجامعات المغربية كبيئة محفزة للابتكار والإبداع العلمي والتكنولوجي.
• تحويل الجامعات إلى محرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر ربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق والتحديات المجتمعية.
من خلال هذه الخطوات، يمكن للجامعات المغربية إحداث نقلة نوعية من استهلاك التكنولوجيا إلى صناعتها وتطويرها، مما يجعلها مركزًا للابتكار والتقدم العلمي في المنطقة والعالم.
9 . أخيرًا، ما هي نصيحتكم للشباب المغربي الطموح الذي يسعى إلى شق طريقه في البحث العلمي والأكاديمي على المستوى الدولي؟
ـ نصيحتي للشباب المغربي الطموح، الذي يسعى للنجاح والتميز في مجال البحث العلمي والأكاديمي على المستوى الدولي، تتلخص فيما يلي:
   1.التركيز على التميّز والابتكار:       
اسعَ دائمًا وراء الأفكار المبتكرة والأصيلة، ولا تكتفِ بتكرار ما قام به الآخرون، فالتجديد هو مفتاح النجاح.
  2.اكتساب مهارات البحث والتواصل:
اهتم بتطوير مهاراتك البحثية والتواصلية، خاصة إتقان اللغة الإنجليزية، وتعلم أساليب الكتابة العلمية، لأنها نافذتك إلى العالم.
3.العمل بروح الفريق والتعاون الدولي:
ابحث عن شراكات مع باحثين من مختلف أنحاء العالم، فالتعاون الدولي يوسّع آفاقك ويزيد من فرص نجاحك ونشرك في مجلات علمية مرموقة.
   4.الاستفادة من التجارب السابقة:    
تعلّم من الباحثين المغاربة والعالميين الذين سبقوك، واطلب النصيحة والإرشاد من أساتذة ذوي خبرة، ولا تتردد في التواصل معهم.
   5.المثابرة وتحمّل التحديات:             
طريق البحث العلمي ليس سهلًا، فكن صبورًا، وتقبل النقد البناء، واعتبر كل تحدٍ فرصة للتعلم والنمو.
       6.الارتباط بالوطن وخدمته:           
مهما بلغت نجاحاتك دوليًا، لا تنسَ أن توجه جزءًا من جهودك نحو تطوير المغرب، ونقل معارفك وخبراتك إليه، فالارتباط بالوطن يعطي لأبحاثك هدفًا ومعنى أكبر.
أخيرًا، كن طموحًا، جريئًا، ولا تخشَ من طرح أسئلة كبرى، فالعالم اليوم مفتوح أمامك، وينتظر منك ومن جيلك أن تساهموا في تغييره للأفضل.

   نبدة مختصرة:    

ـ الدكتور مولاي عبدالمجيد قاسم يشغل حاليًا منصب أستاذ علم النبات في قسم العلوم البيولوجية والجنائية في جامعة ولاية فايتفيل، مدينة فايتفيل، ولاية كارولاينا الشمالية، الولايات المتحدة الأمريكية منذ يناير 2022. شغل سابقًا منصب رئيس القسم ذاته. حصل على درجة البكالوريوس في علوم النبات من كلية العلوم، جامعة محمد الخامس، المغرب عام 1992؛ ودرجة الماجستير في الهندسة الإنزيمية والتحويل الحيوي وعلم الأحياء الدقيقة من جامعة بيكاردي جول فيرن، أميان، فرنسا عام 1995؛ والدكتوراه في علوم النبات من جامعة جنوب إلينوي، كاربونديل، ولاية إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003. كما حصل حديثًا على درجة الماجستير في علم البيانات من جامعة إيسترن، سانت دافيدز، بنسلفانيا في أكتوبر 2024.
عمل الدكتور قاسم مدرسا في مدارس شيكاغو العامة في مدرسة بيرسي جوليان الثانوية في شيكاغو، ولاية إلينوي من عام 2001 إلى 2003؛ ثم عمل أستاذًا مساعدًا في قسم علوم النبات في قسم البيولوجيا بجامعة كين، ولاية نيو جيرسي. انتقل بعدها إلى جامعة ولاية فايتفيل في خريف عام 2006 كأستاذ مشارك في علوم النبات، وتمت ترقيته إلى أستاذ عام 2009.
يمتلك الدكتور قاسم أكثر من 20 عامًا من الخبرة في مجال علم الوراثة والجينوميات والتكنولوجيا الحيوية النباتية. تشمل مجالات أبحاثه الرئيسية رسم الخرائط الوراثية لمواقع الصفات الكمية (QTL) للصفات الزراعية المهمة في فول الصويا، مع التركيز على الإنتاجية ومكوناتها وصفات تركيب البذور. قام بنشر أكثر من 70 مقالًا بحثيًا في مجلات علمية دولية محكمة، و80 ملخصًا في مؤتمرات وطنية ودولية، وأربعة فصول في كتب، وألف كتابًا بعنوان “Soybean Seed Composition Protein, Oil, Fatty Acids, Amino Acids, Sugars, Mineral Nutrients, Tocopherols, and Isoflavones” مع دار النشر الأكاديمية المرموقة Springer. حصل على منح بحثية تتجاوز 1.4 مليون دولار، بما في ذلك منح فيدرالية من وزارة الدفاع ووزارة التعليم الأمريكية.
الدكتور قاسم هو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أطلس للنشر (Atlas Publishing, LLC، www.atlas-publishing.org). ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة أطلس للبيولوجيا (Atlas Journal of Biology)، وعضو هيئة التحرير في مجلة أبحاث التكنولوجيا الحيوية (Journal of Biotech Research)، ومراجعًا لعدد من المجلات الدولية ووكالات التمويل. كما يشارك في تنظيم المؤتمر الأمريكي المغربي للعلوم الزراعية (مؤتمر AMAS؛ www.amas-conference.org)، وينظم ورشة عمل بعنوان “علم البيانات في الزراعة وعلوم الحياة” في المؤتمر الدولي المرموق للجينوم النباتي والحيواني (PAG Conference؛ www.intlpag.org).

#ضيوف_مع_خلدون #ضيوف_Weekend_مع_خلدون #مولاي_عبدالمجيد_قاسم #علم_النبات #البحث_العلمي #أطلس_للنشر #البيولوجيا #الجينوم #الكفاءات_المغربية #الزراعة_الذكية #التكنولوجيا_الحيوية #أمن_غذائي #AMAS_Conference #PAG_Conference #الجامعة_المغربية #مغاربة_العالم

مستجدات
error: جريدة أرت بريس