.

#ضيوف_Weekend_مع_خلدون : حسام الدين نصر من دمشق إلى طنجة… رحلة إعلامي سوري في حضن “مملكة الإبداع” وجلالة الملك محمد السادس قائد إنساني وموقف مشرّف تجاه سوريا

Voice recorder banner. Mobile technologies for recording sound, dictate messages and speech. Vector landing page of dictaphone with isometric illustration of microphone, smartphone and woman
Voice recorder banner. Mobile technologies for recording sound, dictate messages and speech. Vector landing page of dictaphone with isometric illustration of microphone, smartphone and woman

  كمواطن سوري، يهمني أن يتحسن وضع الشعب السوري، وأتأمل خيرا في الرئيس أحمد الشرع.             

  ميدي 1″ مدرسة إعلامية تعتمد على مشروع إعلامي راقٍ أضافت الكثير إلى مساري الإعلامي والمهني  

  “مملكة الإبداع امتدادًا لأهل الفن ، مع اختلاف في الشكل والمضمون. يغوص أكثر في التفاصيل.         

 طنجة أسرتني منذ اللحظة الأولى. فهي مدينة ساحلية بامتياز، تحتوي على كل ما يتمناه الإنسان.           

في حلقة جديدة من سلسلة “#ضيوف_Weekend_مع_خلدون، نفتح نافذة مشرعة على تجربة إعلامية وإنسانية متفردة، بطلها هذه المرة إعلامي عربي ترك بصمة خاصة في المشهد السمعي البصري المغربي، هو الإعلامي السوري حسام الدين نصر. من قلب مدينة طنجة، يعود حسام إلى جمهوره من خلال برنامج جديد على قناة ميدي1 تيفي، تحت عنوان مملكة الإبداع، ضمن شبكة برامجية متجددة تسعى لتقديم محتوى فني راقٍ يستضيف فيه رموز الفن والإبداع.

في هذا اللقاء، نغوص مع ضيفنا في مسيرة طويلة امتدت لأكثر من 15 سنة في الإعلام المغربي، بدأت ببرامج رائدة مثل “60 دقيقة للفن وأهل الفن، وتواصلت رغم الصعاب، ومنها جائحة كورونا التي شكّلت لحظة مفصلية في التحولات الإعلامية.

كما نتوقف عند التحولات الجارية في وطنه الأم سوريا، بعد سقوط نظام الأسد، لنستشرف معه آفاق المستقبل السياسي والاجتماعي، ودور الإعلام والمثقفين في صناعة الوعي. نكتشف أيضًا كيف استقبل السوريون في المغرب هذه التحولات، وما الذي جعل مدينة طنجة تأسره من أول زيارة، وما موقع المغرب في قلبه كبلد احتضنه بحب واحترام.

ويُبرز حسام الدين نصر في هذا الحوار الموقف الإنساني المشرّف للمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تجاه الشعب السوري، مشيدًا بزيارته التاريخية لمخيم الزعتري بالأردن، وبدعمه الإنساني النابع من قيم أصيلة، جعلت من المغرب بلدًا يحتذى به في التضامن العربي.

حوار يجمع بين الإبداع، الحنين، والرؤية الإعلامية، ويطرح أسئلة اللحظة حول الإعلام، الثقافة، والهوية في عصر التحولات الكبرى.

حوار بوشعيب خلدون مع الإعلامي السوري حسام الدين نصر

1. بعد سقوط نظام الأسد، كيف تقيّمون تأثير هذا الحدث على مستقبل سوريا، خاصة بعد الدمار الكبير الذي لحق بالمدن والبنية التحتية، والتشريد الواسع للسكان؟

ـ طبعا، سواء كنا داخل الوطن أو خارجه، فقد عشنا سنوات طويلة من الحرب. هذا الكابوس الذي عاشه كل سوري في أي بقعة من العالم، من خلال الدمار، القصف، الحرب، الخراب، والوضع المأساوي الاجتماعي، الأمني، والاقتصادي للناس.
لهذا، نأمل أن تكون هذه الانطلاقة الجديدة انعكاسًا إيجابيًا على وضع الشعب. فأنا، كمواطن سوري، يهمني أن يتحسن وضع الشعب السوري، وأتأمل خيرا في الرئيس أحمد الشرع، الذي جاء بنوايا وعقلية أظن أنها كلها إيجابية، وتحمل نوايا طيبة للمضي قدمًا بمستقبل سوريا نحو بر الأمان. كما نأمل أن تتحسن الوضعية الاقتصادية للناس، لأن الوضع الاقتصادي في سوريا كارثي بعد سنوات طويلة من الحصار والتقهقر الاقتصادي نتيجة الحرب.
ناهيك عن الحصار، الذي أرهق السوريين وجعل الحياة المعيشية شبه مستحيلة. فالمواطن السوري، الذي يعاني أصلًا من ضعف الدخل، أصبح يواجه غلاء فاحشًا في الأسعار، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة. لذلك، نتمنى أن تتحسن الوضعية الاقتصادية للمواطن، لأنه ما يهمني هو تحسين وضعه، فالشعب السوري عانى الأمرَّين من الحرب، وحان الوقت كي يرتاح.

2. ما تقييمك للاتفاق الأخير بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إضافةً إلى اتفاق دمج السويداء ضمن مؤسسات الدولة السورية، والذي لاقى ارتياحًا شعبيًا؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه الاتفاقات على مستقبل سوريا وأمنها القومي؟

ـ حتى الآن، نأمل أن تجد الإدارة الجديدة الحلول المناسبة للخروج من النفق ومن عنق الزجاجة فيما يخص الوضع الاقتصادي. هناك بوادر وإشارات إيجابية في البلد، خصوصًا بعد الاتفاق الذي حدث مؤخرًا بين الحكومة والقوات السورية الديمقراطية، بالإضافة إلى دمج بعض المؤسسات والأطياف والمحافظات ضمن مؤسسات الدولة السورية.
هذا الاتفاق، بلا شك، لاقى ارتياحًا كبيرًا لدى الشعب، لأن سوريا اليوم بحاجة إلى لحمة وطنية، إلى وحدة، وإلى أن تكون جميع الطوائف، الأديان، المذاهب، والفئات الاجتماعية جزءًا من الوطن. فالوطن للجميع، ولذلك، كانت هذه خطوة إيجابية للغاية.
كلما تعززت وحدة الشعب، انعكس ذلك إيجابيًا على مستقبل البلد، سواء من الناحية الأمنية أو غيرها.

3. كيف استقبل السوريون المقيمون في المغرب هذه التطورات، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق الذي يهدف إلى إعادة توحيد المؤسسات السورية؟

ـ نحن كسوريين مقيمين في المغرب، تابعنا التطورات المتسارعة منذ سقوط النظام حتى اليوم. الجميع استقبل هذا التغيير بنوع من الأمل، خاصة أن سقوط النظام تم دون سفك دماء.
استلام السلطة الجديدة تم بطريقة حضارية وراقية، حيث لم يكن هناك عنف أو فوضى، بل كان الانتقال سلميًا، مع احترام مؤسسات الدولة والتعامل الراقي مع الشعب. هذا يعطينا بوادر إيجابية جدًا للمستقبل.
نحن كسوريين في المغرب، كنا نتابع الأحداث عبر وسائل الإعلام، وعبر عائلاتنا في سوريا. بطبيعة الحال، تغيير نظام استمر لأكثر من 50 عامًا، ليس أمرًا سهلًا، إذ حكم سوريا لمدة 54 سنة، والتغيير لم يكن ممكنًا بين يوم وليلة.
لكن، الحمد لله، كما قلت، كان هناك انتقال سلمي، وهذا منحنا نوعًا من الاطمئنان والراحة النفسية.
الكثير من السوريين زاروا الوطن بعد التغيير، ورأوا أن الأمور تتحسن. بعضهم لم يزر سوريا منذ سنوات بسبب الحرب، وعندما عادوا، استُقبلوا استقبالًا جيدًا سواء في النقاط الحدودية أو في المطار، وكان ذلك مؤشرًا إيجابيًا.
لكن كما ذكرت، نحن كسوريين الآن ننتظر تحسن الأوضاع الاقتصادية بالدرجة الأولى. إذا تحسن الوضع الاقتصادي، فباقي المجالات ستتحسن تلقائيًا، لأن معظم المشاكل تنبع من الأزمات الاقتصادية.

4. كيف ترى دور المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، في دعم سوريا خلال هذه المرحلة؟ وما الآفاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين بعد الموقف الحاسم للمغرب تجاه نظام الأسد؟

أما عن المغرب، فقد كان له دور كبير، وخاصة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي كان من القادة العرب الذين أظهروا مساندتهم ودعمهم وتضامنهم مع الشعب السوري. زار مخيم الزعتري في الأردن خلال الحرب، والتقى باللاجئين السوريين، بل وساهم ماديًا من جيبه الخاص لمساعدتهم.

وهذا ليس غريبًا على جلالة الملك، فهو قائد يُحتذى به إنسانيًا. أنا أعيش في المغرب منذ سنوات طويلة، وشاهدت عن قرب كيف أن جلالة الملك شخصية تستحق الاحترام، سواء من ناحية طريقة تسييره للبلاد أو من الناحية الإنسانية، أو في طريقة تعامله مع شعبه. فعلا، يُرفع له القبعة.

الموقف المغربي تجاه الشعب السوري كان دائمًا مشرفًا، ومبنيًا على السلم والدعم. نحن كسوريين عشنا هذه المواقف عن قرب في المغرب، ورأينا كيف أن الشعب المغربي كان دائمًا متعاطفًا مع ، وكيف كانت القيادة المغربية متضامنة مع سوريا.

المغرب كان من الدول العربية التي ساهمت بشكل مباشر في دعم سوريا، وفق إمكانياته وظروفه. كما ذكرت، زيارة جلالة الملك لمخيم الزعتري كانت تعبيرًا واضحًا عن القيم الإنسانية التي يتحلى بها.

5. كيف أسرتك طنجة من الوهلة الأولى؟ وهل كان لسحر المدينة دور في قبولك العمل في قناة ميدي 1″؟

ـ أسرتني مدينة طنجة منذ اللحظة الأولى التي زرتها. فهي مدينة ساحلية بامتياز، تقع على ضفتين، وتحتوي على كل ما يتمناه الإنسان. فيها الجبال، والغابات، والبحر، والمدينة القديمة، والحياة العصرية، كل شيء موجود فيها. وأيضًا، أهل طنجة معروفون بالكرم والبساطة واللباقة. لم أجد أي صعوبة في التأقلم مع المجتمع المغربي، بل على العكس، أنا شخص مدلل في المغرب، أينما ذهبت، وفي أي مدينة، أُستقبل بحفاوة، ويحترمني الناس ويبادلوني المحبة. أشعر بأنني محظوظ، بل محظوظ جدًا، لأنني أعيش في المغرب، وخصوصًا في هذه المدينة.

5. كيف كانت تجربتك في قناة ميدي 1″؟ وما أبرز التحديات التي واجهتك كإعلامي مقيم في المغرب؟

ـ تجربتي في قناة ميدي 1 تيفي (كانت تسمى ميدي سات سابقا) » بدأت منذ أكثر من 15 سنة. التحقت بها بعد أن قضيت حوالي تسع سنوات في التلفزيون العربي السوري، في قسم الأخبار. كانت تجربتي في ميدي 1″ نقلة نوعية أضافت الكثير إلى مساري الإعلامي والمهني، فهي بمثابة مدرسة إعلامية تعتمد على مشروع إعلامي راقٍ. تعلمت الكثير، ولم أجد صعوبة تُذكر في التكيف، لأنني أتقن اللغة الفرنسية، وهي اللغة الثانية في المغرب، ما سهّل علي الاندماج في القناة والمجتمع عمومًا. فالحياة الاجتماعية تنعكس على الحياة المهنية، وبما أنني كنت مرتاحًا اجتماعيًا، انعكس ذلك إيجابًا على عملي في القناة.

6. كيف تقيّم تجربة برنامج أهل الفن؟ وما الأسباب التي أدت إلى توقفه؟ وبالنسبة لبرنامج مملكة الإبداع، هل يمكن اعتباره امتدادًا له؟ وما أبرز نقاط التشابه والاختلاف بينهما؟**

ـ في القناة، والحمد لله، كانت تجربتي عبر برنامج من الخيال إلى الواقع، فكان أول برنامج أقدمه، وتناول السينما من خلال عرض أفلام والاستعانة بنقّاد وخبراء لتحليلها.ونقدها. بعدها، انتقلت إلى تقديم برنامج “60 دقيقة للفن، وهو برنامج يتناول مختلف جوانب الفنون، من موسيقى ودراما وسائر الفنون الإبداعية. من خلال هذا البرنامج، استضفت نخبة من أبرز الوجوه والنجوم في عالم الموسيقى والفن، وتعرّفت على شخصيات فنية مهمة، مما ساهم في صقل شخصيتي المهنية بشكل كبير. ثم انتقلت من “60 دقيقة إلى برنامج أهل الفن، الذي كان يستضيف أسماء بارزة في الساحة الفنية، ممن لهم مسارات طويلة وحافلة، وحققوا شهرة واسعة. من بين هؤلاء الفنان الكبير نعمان لحلو، والراحل محمود الإدريسي رحمه الله، وعبد السلام الخلوفي، وغيرهم من الأسماء التي أعتز بلقائها.

كما استضفت في أهل الفن عددًا من الأسماء العربية اللامعة، وأفتخر بشكل خاص بلقاء فنان القدود الحلبية المقيم في المغرب، والملحن السوري الكبير مازن الأيوبي، الذي لحّن لعدد من النجوم مثل نور مهنا وشادي جميل. بعد ذلك، توقف البرنامج بسبب جائحة كورونا، لكن بعد الجائحة، عدتُ ببرنامج جديد يُعد امتدادًا للتجارب السابقة، حيث نغوص من خلاله في عالم الفنون، سواء الموسيقى أو الدراما الإبداعية.

في برنامج مملكة الإبداع، نستضيف في كل حلقة فنانًا مميزًا، ويشاركني تقديم البرنامج الدكتور أحمد الدافري، مستشار البرنامج. الحمد لله، هذه هي التجربة في موسمها الأول، ونتمنى أن يستمر البرنامج لأطول وقت ممكن.

ثم عدت ببرنامج مملكة الإبداع الذي يُعتبر امتدادًا له، مع اختلاف في الشكل والمضمون. مملكة الإبداع يغوص أكثر في تفاصيل الفنون، بمرافقة الدكتور أحمد كمستشار، وهو اليوم في موسمه الأول ونأمل أن يستمر طويلًا.

7. كيف تقيم واقع الصحافة الثقافية في المغرب اليوم؟ وهل ترى أنها تواكب الحراك الفني والثقافي بشكل كافٍ؟

ـ أرى أن الصحافة الثقافية في المغرب اليوم تزخر بطاقات إعلامية واعدة. كثير من الصحفيين اتجهوا للمجال الثقافي، وهذا أمر جيد، ولكنني أؤمن بأن ممارسة هذا المجال تتطلب رأيًا ودراسة، لتحقيق نتائج إيجابية. الصحافة، بصفتها السلطة الرابعة، تتطلب دراسة أكاديمية، وخبرة، وثقافة، ومعرفة، كي نمارسها بالشكل الصحيح. الصحافة الثقافية موجودة، لكن يجب أن تكون أكثر مهنية، في تناول المواضيع وتسليط الضوء على القضايا التي تستحق الاهتمام. فهدفنا أن نرتقي بالمجتمع، وذلك لن يكون إلا من خلال تقديم محتوى إعلامي مهني وثقافي محترم. الثقافة هي مرآة أي بلد، وهي البارومتر الحقيقي لتقدّمه.

8. كنت حاضراً في تغطية كبرى المهرجانات المغربية. كيف ساهمت هذه التجارب في بناء رصيدك المعرفي حول الثقافة والفن المغربي؟

ـ قمتُ بتغطية معظم المهرجانات الكبرى والوازنة الموجودة في المغرب، ابتداءً من مهرجان موازين سنة 2010 و2011، مرورًا بمهرجان فاس للموسيقى الروحية، ومهرجان السينما في مراكش، والمهرجان الوطني للفيلم في طنجة، ثم مهرجان السينما المتوسطية في تطوان، ومهرجان في أكادير، ومهرجان كناوة في الصويرة.

يعني تقريبًا غطّيت كل المهرجانات الوازنة التي تُعتبر النواة الرئيسية للمشهد الفني والثقافي في المغرب. كان لي شرف حضور هذه المناسبات والتظاهرات الفنية، وطبعًا كلها تجارب مفيدة وإيجابية، وكلها نقاط قوة في مساري الصحفي، لأن العمل الإعلامي هو أيضًا عمل ميداني، والتغطية الميدانية للأحداث، خاصة إن كانت ثقافية وفنية، تلعب دورًا كبيرًا. بالنسبة لي، كانت تجربة ثرية جدًا، ولا زلت أواصل تغطية هذه الأحداث.

مؤخرًا، قمتُ بتغطية مهرجان مراكش السينمائي في دورته الأخيرة، وكانت تجربة مميزة. كما شاركت هذا الموسم في تغطية إحدى أهم لحظات الأغنية المغربية والعربية، بلقاء خاص مع الفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي، وكان لقاء راقٍ جدًا. الجلوس مع شخصية بهذا الوزن الفني يُشعرك وكأنك تعايش عصورًا كاملة من الزمن الجميل للفن والإبداع.

كما استغليتُ فرصة وجود الفنان السوري الكبير أيمن زيدان، الذي كان ضيفًا على مهرجان الفيلم العربي في الدار البيضاء، وأجريت معه لقاءات،. كذلك، هذا الموسم استضفتُ الفنانتين المصريتين داليا البحيري والفنانة هنا شيحة.

9. المغرب يستعد لاستضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، برأيك، كيف يمكن للإعلام والمثقفين مواكبة هذه الأحداث الكبرى؟ وهل ترى أن الدولة أعدت عدتها لاستقبال هذه التظاهرات بنجاح؟

ـ المغرب اليوم يشهد وتيرة تنمية مذهلة، بفضل البنية التحتية والتطور الملحوظ في جميع المجالات، وقد لاحظت الفارق الكبير بين المغرب حين قدمت إليه لأول مرة، والمغرب اليوم، خاصة في مدينة طنجة، التي أدهشني تطورها. هذا ما يجعل المغرب مؤهلًا لاستضافة تظاهرات كبرى، ككأس إفريقيا وكأس العالم 2030، لأن لديه كل المقومات: من بنية تحتية، وتنظيم، واستقرار سياسي واجتماعي. لدي أيضًا اهتمامات في المجال الرياضي، خصوصًا في كرة القدم العالمية، وأتابع الدوري الإنجليزي منذ صغري، كوني من مشجعي مانشستر يونايتد. وكنت أتمنى لو بدأت مشواري الإعلامي في المجال الرياضي، لكن اختياري للأخبار الثقافية كان له نصيب كبير من النجاح، والدليل هو محبة الناس لي واحترامهم لعملي.

وبخوص سؤالك عن الاعلامي والمثقف وكأس العالم فيجب أن يكون الإعلام حاضرًا بقوة، والمثقفون مدعوون للمشاركة عبر التحليل والنقد والتوثيق. المواكبة المهنية ضرورية لإبراز صورة المغرب الحديثة والمتقدمة.

10. الذكاء الاصطناعي دخل بقوة إلى المؤسسات الإعلامية، كيف ترى تأثيره على المهنة؟ وهل تعتقد أن معاهد الإعلام بحاجة إلى مراجعة مناهجها لمواكبة هذا التحول الرقمي؟

ـ الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا، ويجب أن نواكبه بحذر ووعي. صحيح أنه يوفّر أدوات لتسهيل العمل، لكنه لا يمكن أن يحل مكان الإنسان. الذكاء البشري هو الأصل، والذكاء الاصطناعي مجرد امتداد له. معاهد الإعلام بحاجة فعلية لتحديث مناهجها لمسايرة هذا التطور.

11. هل تعتقد أن المثقف المغربي يواكب مستجدات العصر الرقمي، أم أن البعض ما زال متشبثاً بالأساليب التقليدية في التعبير والتواصل؟

ـ هناك تباين. البعض يواكب التطور الرقمي بشكل لافت، والبعض الآخر ما زال يعتمد على الأساليب التقليدية. لا بد من تحفيز المثقف على الانخراط في الرقمنة دون أن يفقد أصالته، لأن العصر يفرض ذلك، والتكنولوجيا لم تعد خيارًا بل ضرورة.

12. هل تفكر في توثيق مسارك المهني وتجربتك الإعلامية في المغرب من خلال عمل أدبي؟

ـ من الجميل أن تستفيد الأجيال الصاعدة واللاحقة من تجارب من سبقوهم في هذا المجال. كما أنه أمر مهم وجميل أن يُوثّق الإنسان مساره وتجربته المهنية، خاصة وأن تجربتي الإعلامية في المغرب امتدت لسنوات طويلة، والحمد لله أصبح الناس يعرفونني، ويعرفون عملي وبرامجي، وقد صار لي اسم في المغرب، وأنا أعتز وأفتخر بذلك. وعندما تحين الفرصة المناسبة، سأقوم بتوثيق كل تلك اللحظات، خاصة المحطات القوية في مساري، ربما في كُتيّب صغير. لكن كما يُقال: لكل شيء وقته.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس