.

مصر والمغرب يحتفيان بالتراث: فعاليات ثقافية وجامعية تعزز الهوية وتبادل الخبرات

مصر والمغرب يحتفيان بالتراث: فعاليات ثقافية وجامعية تعزز الهوية وتبادل الخبرات

آربريس : في خطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية بين مصر والمغرب، واهتمام البلدين بالحفاظ على التراث المادي واللامادي كجزء أصيل من الهوية الوطنية، نظم المركز الثقافي المصري بالمغرب سلسلة من الفعاليات النوعية تحت شعار “أيام التراث المصرية المغربية”، وذلك على مدى شهر كامل، من 18 أبريل وحتى 18 مايو، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف. وتضمنت الفعاليات لقاءات علمية، ومعارض فنية، وندوات متخصصة شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء، وسلطت الضوء على الجهود الرائدة لكلا البلدين في صيانة التراث وتثمينه.

في إطار اهتمام مصر بالتراث الثقافي باعتباره أحد مكونات الهوية الثقافية المصرية، وتزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو، اختتم المركز الثقافي المصري فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” بمشاركة الأستاذة الدكتورة هبة محمود سعد، الملحق الثقافي ومدير المركز الثقافي المصري بالرباط، في اللقاء العلمي الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير للاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف، بعنوان “دور الهيئات والمؤسسات في حفظ وتثمين التراث المادي واللامادي”. وقد عُقد اللقاء العلمي في الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأكدال – الرباط، يوم 20 مايو.

افتُتح اللقاء العلمي بكلمة ألقاها الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تحدث فيها عن دور المتاحف في توثيق ذاكرة الشعوب ونضالها، وأهميتها في نشر الثقافة الوطنية وتعزيز المواطنة الإيجابية، كما توجه بالشكر إلى الأساتذة المشاركين. تلت ذلك محاضرة للدكتورة هبة محمود بعنوان “المتاحف المصرية: ذاكرة الأمة”، تناولت فيها تاريخ المتاحف المصرية منذ إنشائها قبل أكثر من 160 عامًا، ودورها في حفظ التراث المصري وكونها ذاكرة حية للتاريخ والحضارة. كما استعرضت التطور الحديث الذي شهدته المتاحف المصرية من حيث استخدام التقنيات التكنولوجية المتقدمة، وتطوير أساليب العرض المتحفي، وتعزيز الدور المجتمعي لهذه المؤسسات. كما سلطت الضوء على المتحف المصري الكبير، المتوقع افتتاحه في 3 يوليو، والذي يُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.

وجدير بالذكر أن المركز الثقافي المصري نظم فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” على مدى شهر كامل، من 18 أبريل (اليوم العالمي للتراث) حتى 18 مايو (اليوم العالمي للمتاحف)، تأكيدًا على أهمية التراث الثقافي كأحد روافد الهوية الثقافية، وسعيًا لإبراز جهود كل من مصر والمغرب في الحفاظ على التراث وصونه وتثمينه. نُظمت الفعاليات برعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، والسفارة المصرية في المغرب، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية المصرية والمغربية.

وقد شهد افتتاح الفعاليات يوم 15 أبريل حضور سفير مصر لدى المملكة المغربية، السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، في المركز الثقافي المصري، وتضمنت أولى الفعاليات ندوة ثقافية بمحاضرتين: الأولى للأستاذ الدكتور صابرين عبد الجليل، رئيس جامعة الأقصر، بعنوان “التراث والسياحة في مصر”، والثانية للدكتور عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بعنوان “40 عامًا من الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا بالمعهد الوطني للآثار والتراث”. وأبرزت المحاضرتان جهود مصر والمغرب في حماية التراث الثقافي وانعكاساته على السياحة والاقتصاد.

أما الفعالية الثانية، فكانت ندوة علمية عبر الإنترنت “ويبينار” نظمها المركز على مدى يومي 21 و22 أبريل، شارك فيها 17 أستاذًا جامعيًا وخبيرًا في مجال التراث من مصر والمغرب. وأشارت الدكتورة هبة محمود إلى أن الويبينار شكّل فرصة لتعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات، حيث شاركت فيه من المغرب المؤسسة الوطنية للمتاحف، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ومتحف اتصالات المغرب، ومن مصر المجلس الدولي للمتاحف (إيكوم مصر)، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي (CULTNAT)، بالإضافة إلى أساتذة من جامعات الإسكندرية، حلوان، المنصورة، وعين شمس. وقد عُقد الويبينار تحت عنوان “تراثنا هويتنا”، وركز على جهود الدولتين في حفظ التراث، ودور التكنولوجيا في عرضه وتفسيره، فضلاً عن التحديات والفرص في هذا المجال. وقد حظي الويبينار باهتمام واسع، حيث بلغ عدد الحضور 166 مشاركًا من الأكاديميين والباحثين وطلاب وخبراء المتاحف.

الفعالية الثالثة كانت معرضًا لفنون الخط العربي والزخرفة والفن التشكيلي، تحت عنوان “حروف عربية بأنامل نسائية”، نظمه المركز الثقافي يوم 24 أبريل، لتسليط الضوء على الخط العربي كعنصر من عناصر الهوية الثقافية العربية، لا سيما بعد تسجيله على قائمة التراث اللامادي لليونسكو لكل من مصر والمغرب. وقدم المعرض لوحات متميزة لخمس عشرة فنانة من البلدين، ما أضفى بُعدًا جماليًا وفنيًا عبر استكشاف التنوع في الخطوط والزخارف الهندسية والنباتية، وحظي بإقبال جماهيري لافت وإشادة من الزوار.

وفي 15 مايو، نظم المركز الثقافي محاضرة بعنوان “التجربة المصرية في التراث المغمور بالمياه”، ألقاها الدكتور أسامة النحاس، خبير التراث المصري بمنظمة الإيسيسكو. تناول خلالها تاريخ الاهتمام بهذا النوع من التراث، وأسباب غرق المواقع الأثرية، وأساليب اكتشافها، وأبرز المواقع الغنية به، والمشروعات المنجزة، إضافة إلى مناقشة مستقبل هذا المجال في مصر. وقد لاقت المحاضرة اهتمامًا لافتًا نظرًا لأهمية الموضوع.

وفي ختام الفعاليات، أكدت الدكتورة هبة محمود أن “أيام التراث المصرية المغربية” كانت فرصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين في مجالات التراث والآثار والمتاحف في كلا البلدين، وفضاءً رحبًا للنقاش المشترك، كما لاقت الفعاليات حضورًا كبيرًا وتغطية إعلامية مميزة، ما يعكس نجاح هذه المبادرة الثقافية المهمة.

#التراث_الثقافي #مصر_والمغرب #اليوم_العالمي_للمتاحف #المتحف_المصري_الكبير #أيام_التراث #الهوية_الثقافية #ثقافة_عربية #المركز_الثقافي_المصري #تراثنا_هويتنا #UNESCO #حروف_عربية #التراث_اللامادي #ندوات_ثقافية

مستجدات
error: جريدة أرت بريس