آربريس/ العيون – أجمع خبراء وباحثون دوليون، مساء الجمعة 5 شتنبر 2025، خلال ندوة علمية انعقدت بمدينة العيون في إطار المؤتمر السادس للجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم (E-SMAAR)، على أن الابتكار العلمي يشكل رافعة محورية لتطوير أنظمة الرعاية الصحية في القارة الإفريقية.
المداخلات التي توزعت بين تخصصات متعددة، من الطب الدقيق والتصوير الطبي إلى الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، أبرزت أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة للارتقاء بخدمات الصحة، مع التشديد على ضرورة تكييف هذه الحلول مع خصوصيات القارة، وضمان عدالة الوصول إليها.
المدير التنفيذي للتحالف من أجل البحث الطبي في إفريقيا، بامبا غاي، دعا إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي في تطوير المنظومات الصحية الإفريقية، عبر تكييف الخوارزميات، وتوسيع نطاق استخدام التقنيات الرقمية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم الابتكار والشركات الناشئة. كما شدد على أهمية الحكامة الأخلاقية للبيانات الطبية وحماية المعطيات الشخصية.
من جانبه، أوضح عبد الحكيم الصنهاجي، مدير مختبر شبكات التواصل بكندا، أن تقنية البلوك تشين تتيح فرصاً واعدة في تأمين سلاسل التوريد وإنشاء سجلات طبية موحدة، بينما دعا صلاح الدين قندلي، المدير الطبي بالمعهد السويسري للتصوير والعلاجات الموجهة بالصور، إلى ابتكار حلول للتصوير الطبي تراعي الكلفة وإمكانيات الانتشار بالقارة.
وفي السياق ذاته، ركزت نينا ماء العينين، المديرة الطبية لطب الرئة التداخلي بالولايات المتحدة، على التحديات الخاصة بسرطان الرئة في إفريقيا، حيث أوصت بإطلاق مشاريع تعتمد الذكاء الاصطناعي والتصوير المتنقل، وإنشاء سجلات جهوية لرصد عوامل الخطر.
أما صابر بوطيب، مدير مركز محمد السادس للبحوث والابتكار، فدعا إلى تعزيز الطب الدقيق عبر التشخيص المتقدم والرصد العلمي وتجميع الموارد، في حين شدد محمد بن أحمد، الباحث السابق بالمعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، على ضرورة ترسيخ الطب التنبئي والوقائي في المناهج الطبية الإفريقية ودعم البحث المحلي.
الندوة، التي جمعت أكثر من 160 خبيراً من 25 دولة و70 جلسة علمية، شكلت فضاءً لتبادل الرؤى والخبرات، وعكست رغبة جماعية في صياغة رؤية إفريقية موحدة للابتكار الطبي، بما يسهم في بناء منظومة صحية أكثر عدلاً واستدامة.
المؤتمر السادس للجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم يُنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويعد منصة رائدة للتفكير الجماعي في سبل النهوض بالصحة العمومية على الصعيدين الوطني والإفريقي.
