- آربريس / بوشعيب خلدون :
وذلك في مدينة الداخلة، يوم الخميس 6 نوفمبر 2025، بمقر غرفة الصيد البحري الأطلسية الجنوبية، ابتداءً من الساعة الحادية عشرة صباحاً.
لماذا الآن؟
يأتي تنظيم هذا الحدث في سياق احتفاء المملكة المغربية بالذكرى الخمسين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، التي مثلت نقطة تحول تاريخية في مسار الوحدة الترابية للمغرب. Wikipédia+224SAA+2
وبناءً عليه، فإن اختيار إطار الجنوب، وتحديدا جهة الداخلة وادي الذهب، يحمل دلالة بالغة، باعتبارها إحدى الجهات التي تولّت أنشطة تنموية وتحولات بنيوية على مدى العقود الماضية.
من جهة أخرى، فإن السياق الدولي والإقليمي يشهد تحولات بارزة في ملف الصحراء المغربية، إذ إن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المملكة، تعتبر اليوم «إطاراً جدياً وواقعياً» حسب قرارات مجلس الأمن والرسائل الأممية. ONU Press+2Crisis Group+2
كما أن انخراط المجتمع المدني في فضاءات الترافع والتواصل الدولي أصبح محركاً بارزاً في هذه المرحلة. Atalayar+1
محاور المناظرة وأهميتها
المناظرة تضم نخبة من الباحثين وأساتذة الجامعات وممثلين عن الفاعلين المدنيين في الجنوب، الذين يناقشون جملة من المحاور، من أبرزها:
-
قراءة مستفيضة لقرار مجلس الأمن ذات الصلة بالملف الصحراوي، ومدى انعكاساته على مبادرة الحكم الذاتي.
-
استعراض تجربة الأقاليم الجنوبية في تنمية البنى التحتية والاجتماعية، ضمن رؤية الاستقلال الذاتي المحلي.
-
تقييم الدور المتنامي للمجتمع المدني المحلي، الجهوي والدولي في الترافع وإشراك المواطن في المسار التنموي والحقوقي.
-
صياغة توصيات عملية لتعزيز مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ الحكم الذاتي، لاسيما على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي برنامج المناظرة، يُفتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني، يليها كلمات افتتاحية، ثم تدخلات المتدخلين بمداخلاتهم (وجود قائمة بأسماء المتدخلين)، ثم الجلسة الختامية لتبني توصيات، وختاماً كلمة للجمعية المنظمة.
ما الجديد في طرح الحكم الذاتي؟
منذ تقديم مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية من قبل المغرب في 2007، شكلت هذا المقترح إطاراً معتبرًا في مفاوضات ملف الصحراء. Wikipédia+1
لكن ما يميز هذه المرحلة هو:
-
تصاعد الدعم الدولي لهذا المقترح، باعتباره خياراً واقعيّاً للتسوية. Atlantic Council
-
تحول المجتمع المدني المغربي، وكذلك من الأقاليم الجنوبية، إلى لاعب فاعل في الترافع والدبلوماسية الموازية، وليس مجرد متفرج. Atalayar+1
-
ارتباط المبادرة بخطة تنموية شاملة، تَعِد بتعزيز البنيات الاقتصادية والاجتماعية بالجهات الجنوبية، مما يجعل الحكم الذاتي ليس فقط قضية سياسية وإنما مسارا تنمويا بحق.
التحديات والرهانات
رغم ما تحقق، فإن هناك جملة من التحديات التي لا تزال مطروحة:
-
ضرورة ضمان مشاركة فعالة للمجتمع المدني المحلي والصحراوي في صياغة وتطبيق نموذج الحكم الذاتي، كي يكون “واقعيًا” وليس شكليًا، وفق بعض الملاحظات التي تؤكد الحاجة إلى إشراك أوسع للمجتمع المدني.
-
التحدي الدولي والدبلوماسي: الأزمة الصحراوية لا تزال تطرح في أروقة الأمم المتحدة، والانخراط الدولي في مراحل الحوار لا زال يحتاج إلى تعزيز.
-
ربط الأجل السياسي بالتنمية الحقيقية: إن تحقيق الحكم الذاتي يحتاج إلى تنفيذ ملموس على الأرض من حيث البنيات الاقتصادية، فرص الشغل، الخدمات، وهو ما يُنتظر أن يناقشه منتدى المناظرة.
ما المتوقع من هذه المناظرة؟
من هذا المنطلق، تُنتظر من هذه المناظرة نتائج عملية تشمل:
-
توصيات موجهة لصناع القرار على المستوى الجهوي والوطني لتعزيز إشراك المجتمع المدني في عملية الحكم الذاتي.
-
رفع ورقة مقترحات تتضمن تنظيم حملات تواصل محلية ودولية تبرز المكتسبات المحققة بالأقاليم الجنوبية، وتوضح الرؤية التنموية الطويلة الأمد.
-
إطلاق آليات متابعة ما سيتم الاتفاق عليه داخل المناظرة، وربطه بمبادرات تنموية محلية في جهة الداخلة وادي الذهب، باعتبارها نموذجا يحتذى به في المنطقة.
في خضم الاحتفاء بنصف قرن من المسيرة الخضراء، تشكل هذه المناظرة فرصة وطنية للتأمل في ما تم تحقيقه، ولتدارس الآفاق التي يجب أن يتجه إليها المسار. إنها لحظة لتأكيد أن الوحدة الترابية ليست شعارًا فحسب، وإنما رهان تنموي وحضاري، وأن مشاركة المجتمع المدني ليست فكرة ثانوية، بل ركيزة فعالة في بلورة نموذج الحكم الذاتي الذي يطمح إليه المغرب لشماله وجنوبه.
من مدينة الداخلة، تُطل المبادرة على مستقبل يُكتب فيه جنوب المملكة ليس بوصفه طرفًا في النزاع، بل بوصفه شريكًا فاعلاً في التنمية والإصلاح والمواطنة.





















































