أحمد الصلاي رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب
آربريس/ إنّه من غير الممكن الحديث عن أية تنمية في المغرب دون تفعيل للديمقراطية الحقيقية و تعزيز للممارسة السياسية المستقلة. فلا مجال لتحقيق أي تقدم إقتصادي و إجتماعي، من دون معالجة الوضع السياسي الحالي .
إن الأحزاب السياسية المغربية مطالبة اليوم بفتح أبوابها أمام القيادات الشابة، ذات الكفاءة العالية والقادرة على مسايرة تطورات العصر ومستجداته وتحقيق التواصل الأفضل مع شرائح المجتمع، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بإيمان قادة الحزب بالديمقراطية ممارسة وفعلا، والإيمان بمقدرة الشباب على تحمل المسؤولية والعمل على استقطابهم وتشجيعهم عبر فتح منتديات وفضاءات للحوار والنقاش وعرض الأفكار الجديدة والملهمة والهادفة نحو التغيير والتجديد.وإن سبب فشل المشروع التنموي، بل ستفشل كل المبادرات التنموية و يستحيل تحقيق العدالة الإجتماعية، بل ستتعقد الأمور أكثر، إذا لم يتم محاربة الفساد من جدوره، إذا لم يقم البرلمان عاجلا بالمصادقة على قوانين تجرم الإثراء الغير المشروع و قانون من أين لك هذا، و إخراج القانون الجنائي بما يشرف مغرب 2024م، و بما يواكب المعاهدات و الإتفاقيات الدولية و يواكب الحداثة و روح العصر، فحال المسؤولين الحكوميين عندنا يثير الشفقة، مثلهم مثل فلاح يزرع القمح فوق الصخور، مهما كانت الأحوال الجوية ملائمة، و مهما هطلت السماء، و مهما كانت البدور جيدة، لن يكون هناك محصول بل خسارة، لأن كان عليه أولا إصلاح الأرض و وضع السماد و بعدها الزراعة تكون ناجحة، هكذا حال الحكومات عندنا بالمغرب، لن تنجح في تنزيل أي مشروع تنموي كما لن تحقق أية عدالة إجتماعية دون إصلاح الأرضية، لأن هناك فساد في الإدارة، في الأحزاب السياسية، في هيئات المجتمع المدني، و في الصحافة و الإعلام و مجال المال و الأعمال… مناخ فاسد و أحزاب سياسية غالبيتها لم تنضج بعد لتحمل المسؤولية الحكومية، و الكل يسعى للمناصب لمراكمة الثروة… أما الوطن أو القضايا الوطنية أو مصلحة الشعب فلا تهم غالبيتهم في شيء…… إن النجاح و التفوق الذي حققه بلدنا في قضية الوحدة الترابية، نجاح يؤكد ما سبق أن تطرقنا إليه حول قوة المملكة المغربية و وزنها الدولي الذي جعل الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية يساندون ملف وحدتنا الترابية و يعترفون علانية بمغربية الصحراء، كما حصل إجماع تاريخي بين الرئيس الأمريكي و الكونغرس على مغربية الصحراء، هذا الإعتراف الدولي لم يأتي هكذا بين يوم و ليلة، بل جاء بفضل المجهودات الجبارة و الإتصالات التي قام بها عاهل البلاد المفدى حفظه الله و رعاه، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله و أيده.
“رب أجعل هذا البلد آمنا و ارزق أهله من التمرات من أمن منهم بالله و اليوم الآخر” صدق الله العظيم . والسلام .




















































