.

كتاب جماعي حول السرد عند الزهرة رميج إشراف خالد قدروز

كتاب جماعي حول السرد عند الزهرة رميج إشراف خالد قدروز

آربريس/ د. عبد الواحد لمرابط : السرد عند الزهرة رميج فعلٌ وجودي يترجم كينونةَ الإنسان ورغبتَه في تطويع الزمن؛ هذا الزمن الذي يُصْهَرُ ويُعادُ تشكيلُه في بوتقة الذاكرة، ثم يتدفق عبر شِعاب الكتابة وأودية التخييل، لينسكب في نصوص السيرة والقصة والرواية.
السيرة سرد شاق يمشي بشجاعة على جروح الذات، فتارة يدبّ وتارة يركض، لكنه في طريقه الكؤود يلاقي قروح كل الذوات، فيغدو حكيا جماعيا لكل الآلام والآمال. والقصة سرد سميك يكثف أوجاع الإنسان، ليرسلها قذيفة في صدر الظلم والطغيان. والرواية سرد وئيد يأخذ ما يكفيه من الوقت لملء أخاديد الحياة وترميمِ شقوق الزمن.
يئن الماء أنين المكلوم، ويحمل سيزيف صخرةً من لَظى، وتتطاير اليراعات شظايا لهيب، ويُسْجَن العالمُ في كبسولة، وتلتهم الغيلان أنفسَها، فيصبح العالم قاعة انتظار وترقب؛ لكن الليل ينشر أريجَ الأزهار، ويرسل البرق ومضات الأمل، وفي الأفق تشتعل الزُّهَرة نجمةً لِلصباح….
كلها فضاءات متشابكة ومتداخلة، يرقص فيها الزمن رقصته الساحرة، ومعه تتهادى الأحداث وتتنادى الأمكنة. تتقلب الشخصيات على صفيح ملتهب، وتتقافز بين أحجار الوقت بحثا عن عالم أفضل… فضاءات تستدعي القُرّاء ليعيشوا حيوات أخرى، يطلقون مجاديف التحليل وأشرعة التأويل، فيُعايِنون شقوقَ المجتمع وتصدعات الإنسان وجروح الكتابة.
بهمة الباحث المقتدر، مشى الدكتور خالد قدروز على تضاريس الكتابة وحلق في سماوات التأويل، فقدم إلى القُرّاء كتابا جماعيا متكاملا، كتابا منخولا مُستصفى يعيد تشكيل سرديات الزهرة رميج بلغة الفكر وأدوات المعرفة النقدية الرفيعة.
باقة منتقاة من الدراسات والمقاربات والبحوث، لثلة من الباحثين الأفذاذ. ركز فريق منهم على الكتابة وهي تعيد بناء الذاكرة، وركز فريق ثان على ذاتية السرد في علاقتها بالمرأة والأنوثة، وركز فريق ثالث على آليات السرد وآفاق التلقي الجمالي؛ فكانت الحصيلة نظرة نقدية جماعية متكاملة لإبداعات الزهرة رميج في مجال السرد الأدبي، أجازتها لجنة استشارية عالِمة، وقدمت لها الباحثة المتألقة الدكتورة مارية البحصي.
قراءة ممتعة ومفيدة.)

مستجدات
error: جريدة أرت بريس