آربريس / يشارك مفكرون وباحثون مغاربة في الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي للفلسفة بإمارة الفجيرة من 21 إلى 23 نوفمبر الحالي. ويجمع هذا الحدث الذي يعدّ من أبرز الفعاليات الفكرية بالمنطقة نخبة من الفلاسفة والباحثين البارزين من عدة بلدان، وتركز دورة هذه السنة على موضوع “النقد الفلسفي”.
ويقام المؤتمر تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، بمناسبة يوم الفلسفة العالمي، وتهدف دورة هذا العام إلى دراسة مفهوم “النقد الفلسفي” من خلال طرح مجموعة من التساؤلات والإشكاليات حوله، بدءًا من تعريف هذا النوع من النقد وسبل تطبيقه في مجالات متنوعة مثل الفلسفة، الأدب، والعلوم. كما يتناول المؤتمر العلاقة بين النقد الفلسفي وواقعنا المعاش في عصر الثورة “التكنوإلكترونية”، وأثر هذا النقد في تطور الفكر المعاصر، ويسعى المتحدثون من خلال هذا الحدث إلى تقديم رؤى نقدية بناءة جديدة حول دور الفلسفة في العصر الحديث.
ومن الجوانب المميزة لهذا المؤتمر، هو تناول موضوع “النقد الفلسفي” الذي يُعدّ من الموضوعات التفكيرية النادرة التي لا يتم التطرق إليها بشكل متكرر في المؤتمرات الفلسفية العالمية، بالإضافة إلى ذلك، سيربط المؤتمر هذا المفهوم بالواقع الراهن، مما يتيح للمتخصصين والجمهور فهماً أعمق لعلاقة الفلسفة بتحديات العصر الحديث والمعضلات الفكرية التي تواجه المجتمعات اليوم.
وسيناقش المشاركون مجموعة من الموضوعات المتنوعة، تشمل علاقة النقد الفلسفي بالتاريخ الفلسفي وتأثيره في النقد الأدبي والمعرفي والعلمي والتاريخي، وسيتم أيضًا التطرق إلى مفاهيم مثل “نقد النقد” وتعليم التفكير النقدي، إلى جانب استكشاف جذور هذا النقد وربطه ببدايات التفلسف. ويُتوقع أن تكون دورة هذه السنة، منصة غنية للمفكرين والفلاسفة لتبادل الأفكار وتوسيع آفاق النقاش حول دور الفلسفة في تشكيل المستقبل.
ويشارك في المؤتمر المفكر المغربي والأستاذ الجامعي الدكتور محمد المصباحي، الذي يحفل مساره المهني بالعديد من المسؤوليات الأكاديمية، وله عدة كتب في مجال تخصصه، من بينها “الذات في الفكر العربي الإسلامي”، “جدلية العقل والمدينة في الفلسفة العربية المعاصرة”، “نعم ولا: ابن عربي والفكر المنفتح”، “من الوجود إلى الذات: بحث في فلسفة ابن رشد”، “مع ابن رشد”، “العقل الإسلامي بين قرطبة وأصفهان”، “الواحد والوجود عند ابن رشد”، “الوجه الآخر لحداثة ابن رشد”، “تحولات في تاريخ الوجود والعقل: بحوث في الفلسفة العربية الإسلامية”، “دلالات وإشكالات”.
كما يشارك في المؤتمر نفسه الدكتور المهدي مستقيم صاحب الترجمة العربية لمصنف الفيلسوف الفرنسي باتريس فيرمران المعنون بـ”الفلسفة كما تتصورها اليونيسكو” الصادر عن منشورات “بيت الفلسفة” في الفجيرة 2024. وضمن المنشورات نفسها صدر للباحث أيضا عام 2023 كتاب بعنوان “ما التفكير؟”. ومن بين كتبه الأخرى: “الدين والمعنى” الصادر عن منشورات دار سؤال في بيروت 2023، وكتاب “إبستيمولوجيا الاعتقاد الديني وأخلاقياته” الصادر عن دار “استفهام” للنشر والتوزيع في بيروت 2024.
ويشهد المؤتمر كذلك مشاركة الباحث المغربي الدكتور عبد الغني التازي، أستاذ ومؤطر تربوي لمادة الفلسفة بوزارة التربية الوطنية، ومفتش منسق جهوي لمادة الفلسفة بأكاديمية الرباط سابقا، وله عدة أبحاث في مجال ديداكتيك تدريس الفلسفة، من كتبه المنشورة: “الترسيخ الأنطولوجي للدرس الفلسفي”، “الفلسفة مدرسة للحرية، تعليم الفلسفة وتعلم التفلسف”، “ما التصوف؟ التصوف الإسلامي نموذجا”.
وسوف يتضمن اليوم الأول لمؤتمر الفلسفة بالفجيرة في دورته الرابعة عددا من المحاضرات، ففي الجلسة الأولى، يقدم الدكتور أحمد البرقاوي محاضرة أولى في موضوع “ماهيّة النقد الفلسفي”، تليها محاضرة بعنوان “النقد الثقافي” سيلقيها الدكتور عبد الله الغذامي، وسيكون الدكتور سليمان الهتلان رئيسًا للجلسة.
أما الجلسة الثانية فسوف تبدأ بمحاضرة “النقد في الفلسفة الشريدة” يقدمها الدكتور فتحي التريكي، تليها محاضرة “ماذا يمكنني أن أنقد؟” سيلقيها الدكتور محمد محجوب، ثم محاضرة “الفلسفة العربية المعاصرة: قراءة نقدية” يقدمها الدكتور أحمد ماضي، بإدارة الدكتور حسن حماد رئيسًا للجلسة.
في حين تتضمن الجلسة الثالثة محاضرة بعنوان “الإبستيمولوجيا ونقد المعرفة العلمية” سيلقيها الدكتور مشهد العلاف، تليها محاضرة “الخطاب النقدي لهاريس – نقد النقد” تقدمها الدكتورة كريستينا بوساكوفا، وتختتم بمحاضرة “فلسفة الولادة: محاولة نقدية” للدكتورة ستيلا فيلارميا، ويرأس الجلسة الدكتور فيليب دورستيفيتز.
وتعدّ هذه الندوات فرصة سانحة لتبادل الأفكار حول قضايا نقدية معاصرة وتعزيز الحوار بين المتخصصين في النقد الفلسفي والثقافي، مما سيسهم في إثراء النقاش الفكري وتقديم رؤى جديدة.