آربريس / بوشعيب خلدون : الفن لم يعد مقتصرا على الجدران الأربعة انه تجاوز المنطق التقليدي والعالم يسير بسرعة ضوئية فهل المبدع يواكب عصر التكنولوجيا والرقمنة أم إنه يظل حبيس الفرشاة واللوحة التقليدية …
الذكاء البشري يفرض أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي بوضح حلول إبداعية تواكب العصر ..
في حوار لي مع افضل موسسة في العالم التي اخترقت الفضاء بأنتاجات فنية ولوحات مبهرة بفن الدرونات قلت ان هذا الفن أضحى يفرض نفسه في مجالات عدة لتنظيم الأحداث الكبرى لكن يجب مراعاة الجانب الجمالي والاتقان لانتاج شو يليق بالمتلقي..
الفن وعالم التكنلوجيا هل هو يخدم الفنان أم العكس..
نعم إن كان الفنان يساير عصره فسيستفيد من ذلك وإن بقي يعيش في جلباب ماقبل التطور التكنولوجي سيجد نفسه في «عالم آخر» وهنا اقتبس الكلمة من خطاب جلالة الملك حفظه الله ..
يعد توظيف الذكاء الاصطناعي في الفن من المواضيع التي تزداد أهمية في الوقت الحالي، حيث يقدم الذكاء الاصطناعي أدوات وأساليب مبتكرة تُثري مجال الإبداع الفني وتوسع آفاقه. أصبحت التقنيات الذكية تتيح للفنانين تجاوز الحدود التقليدية في الرسم، الموسيقى، السينما، وغيرها من الفنون، كما تضيف أبعادًا جديدة إلى التفاعل بين الفنان والجمهور.
ما هو دور الذكاء الاصطناعي في الفن؟
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة مساعدة للفنانين، بل بات شريكًا في العملية الإبداعية، قادرًا على توليد أنماط فنية وأفكار جديدة. على سبيل المثال، يمكن للشبكات العصبية أن تدرس لوحات الفنانين العظام، مثل فان جوخ أو بيكاسو، ثم تحاكي أساليبهم في إنتاج لوحات جديدة بلمسة حديثة. هذا التفاعل بين الإنسان والآلة يفتح الباب لابتكارات لم تكن ممكنة من قبل، ويؤدي إلى ولادة فنون جديدة تكون أحيانًا نتيجة خوارزميات ذكية بحتة.
أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوات الفنية
تسهم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي والشبكات التوليدية التنافسية (GANs)، في تحسين أدوات الفن الرقمي، حيث تساعد الفنانين على إنشاء صور ورسومات عالية الدقة بناءً على مدخلات بسيطة. كما تساعدهم في تحليل واختبار تقنيات فنية مختلفة، واختبار تأثيرات الألوان والإضاءة قبل البدء في العمل الفني الفعلي. يعد هذا التحليل فائق السرعة أداة قوية، تعزز قدرات الفنان وتختصر وقت تنفيذ الأفكار.
الإبداع والمنافسة مع الفنانين التقليديين
يُثير توظيف الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول ماهية الإبداع، خاصة عندما تنتج الخوارزميات أعمالًا مدهشة أحيانًا تتفوق على إبداع البشر. ومع ذلك، يرى بعض الفنانين التقليديين أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك التجربة الإنسانية ولا المشاعر التي تغذي الإبداع الحقيقي. لكنّ آخرين يرون أن هذه التقنيات ما هي إلا وسائل حديثة، تساعد الفنانين على تجاوز القيود التقليدية وإضافة طابع جديد للفن.
الذكاء الاصطناعي وتجربة الجمهور
لا يتوقف دور الذكاء الاصطناعي عند خلق الأعمال الفنية، بل يمتد لتشمل تفاعل الجمهور معها. يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تولّد تجارب فنية تفاعلية، حيث يتمكن الجمهور من التفاعل مع الأعمال الفنية بطرق غير مألوفة. من خلال تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بات الجمهور قادرًا على التفاعل المباشر مع الفن، بل وأحيانًا المشاركة في تكوين العمل الفني.
التحديات والأخلاقيات
بالرغم من الإمكانات الهائلة، فإن توظيف الذكاء الاصطناعي في الفن يواجه تحديات أخلاقية. على سبيل المثال، من يملك حقوق الملكية الفكرية للعمل الفني إذا تم إنشاؤه بواسطة خوارزمية؟ كذلك، هناك تساؤلات حول احتمال انقراض بعض الفنون التقليدية تحت تأثير الذكاء الاصطناعي. يتطلب التعامل مع هذه التحديات وضع قوانين وأطر تشريعية تضمن حماية حقوق الفنانين وتحدد مسؤوليات الأطراف المختلفة.
المستقبل: رؤية جديدة للفن
في المستقبل، من المرجح أن تصبح تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية الإبداع الفني، حيث سنشهد مزيدًا من التعاون بين الإنسان والآلة. قد نجد معارض فنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، ومتاحف تقدم أعمالًا تفاعلية تتغير حسب مشاعر أو تفاعل الجمهور. من جهة أخرى، سيظهر نوع جديد من الفنانين، يمتلكون مهارات تجمع بين الفن والتقنية، قادرين على توظيف الخوارزميات والبرمجيات كأدوات لإنتاج أعمالهم.
يُعد الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الفن، حيث يساهم في تغيير نظرتنا للفن والإبداع بشكل جذري. ورغم المخاوف والتحديات، إلا أن هذه التقنيات تتيح فرصًا غير مسبوقة للفنانين لاستكشاف مجالات جديدة وابتكار أعمال غير مألوفة. تظل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والفن مفتوحة على آفاق متعددة، متأرجحة بين الاستعانة به كأداة إبداعية وبين قبوله كشريك جديد في عالم الفن.
فنان تشكيلي ـ وإعلامي رئيس تحرير آربريس
