.

عبد الكبير نيشان : لا أفرق بين السينما أو التشكيل أو المسرح  فالكل يكمل بعضه البعض

عبد الكبير نيشان : لا أفرق بين السينما أو التشكيل أو المسرح  فالكل يكمل بعضه البعض

سلسلة حوارات اربريس تتواصل مع الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي والتلفزيوني عبدالكبير نيشان صديق الدرب والدراسة .. عرفته منـذ صرختنا الثانية في دروب الفن حيث نهلنا مبادئ احتراف الفن التشكيلي وايضا العمل من لاشيئ كانت البدايات صعبة ولكنها حلوة نظرا لكون شخصياتنا ونحن القادمون من بطن البادية خامات الهواية لا تحتاج الا للصقل …

عبد الكبير نيشان العصامي والجدي في كل شيئ  لم يقتنع بالتشكيل كمكان امن  لتحقيق ذاته وحياه افضل.. لجأ الى المسرح تم التلفزيون فالسينما ورغم العراقيل والاخفاقات لكنه بقي مصرا على تحقيق ذاته ونحث اسمه لامعا بين المخرجين في المغرب …

في هذا الحوار سنكتشف عن قرب ضيفنا العزيز ابن با بوشعيب الرجل الطيب العاشق لتربة الارض التي رغم استقراره بمدينة الدارالبيضاء جرفه الحنين للعودة لدوار كشاشة التابعة لجماعة مشرع بنعبو منشأ ضيفنا عبدالكبير …

الفنان والتشكيلي والسينمائي يختزل  شخصيته في هذه الكلمات قائلا «هي نظرة يصعب تجاوزها ، مهما حاول المتلقي أن يبدو موضوعيا ومنفصلا عما هيأه له الفنان عبد الكبير نيشان غالبا ما يبادر إلى رسم خطوط مبدئية للصورة التي يتوقعها أو يأملها في مخيلته الفنية التشكيلية ، المسرحية، السينمائية او التلفزيونية أوما يمكن أن نسميه مشروع حياة سينما في أفق التوقع والتجربة».

حوار : بوشعيب خلدون

حدثنا عن علاقة عبدالكبير نيشان الفنان بالسينما وهل ميولكم أكثر للإخراج ام التشكيل

ـ منذ أن تخرجت من المدرسة العليا للفنون الجميلة وجدت نفسي لا أفرق بين السينما أو التشكيل أو المسرح  فالكل يكمل بعضه البعض تجد التشكيل يدخل في شعبة الديكور في السينما وكذلك  السينوغرافيا في المسرح وكذلك اللوحة التي تحمل أشكال والوان متعددة تشخص جزءا من حياة الفنان في شتى المواضيع التعبيرية والسيريالية والانطباعية والوقعية والتجريدية  وغيرها من المدارس الفنية التشكيلية …

في مسارك كمخرج بين المسرح والسينما أيهما تفضل والأقرب إلى قلبك..

ـ هما الاثنان أجد فيهما إيقاعات الحب للاشتغال على أي نص مسرحي تجد فيه تلك الرغبة أن تقرأ النص ثم تضع له رؤية تصورية لجعله قابلا للعرض ، توزيع الأدوار واختيار الممثل في المكان المناسب وكذالك الاشتغال إلى جانب فريق متمرن من مصمم ديكور وتقني الإنارة والموسيقى والبحث في خلق الشخصية من الموهبة المعطاء  التي تضطلع إلى الإرتقاء مع خلق اللوحة الفنية التي ساهم فيها الفريق التقني كي تعطي الفرجة التي نقدمها للمتلقي …فجد نفس الطاقم في تحضير فيلم سينما أو تلفزيوني كل واحد له مهمته التي يقوم بها من أجل خلق الصورة المرئية مع إشراك ممثلين محترفين يضيفون بصمتهما في التشخيص حتى نتمكن من انجاز عمل سينما يرضي الجمهور

قليلون يعرفون علاقتك بالمسرح هل من لمحة عن البدايات ولما تدينون في ولوجكم لمعانقة الركح..

ـ سؤال جميل لاأنسى المسرح المدرسي الذي كان يشجعني على المشاركة في الأنشطة المدرسية منها الشعر والغناء ، والمسرح وخصوصا لما التحقت بثانوية جابر بن حيان التحقت بمجموعة من المدارس منها مدرسة مسرح التسولي من خلال المشاركة في مسرحيات من توقيع المخرج محمد التسولي ، مدرسة البدوي عبد الرحيم حيث شاركنا كمجموعة في المسابقة التي نظمها لخلق فرقة مسرحية أثناء استدعائه لنا أنا وزملائي من الثانوية التأهيلية جابر بن حيان وتوفقنا ، ومدرسة مسرح بلا حدود حيث عرفت مسرح الطفل مدرسة الفكاهة بنادي النجم البيضاوي للمسرح والفكاهة برأسة الفنان المفضل الحريزي ..

خضتم تجارب كثيرة في الإخراج واسستم مؤسسة للإنتاج السينمائي تحدثنا عن هذه التجربة وعن الاكراهات التي يواجهها المنخرطون كمقاولين في هذا الميدان.

ـ صعب أنك تؤسس مؤسسة أنتاج للسينما وأنت تراهن على تحقيق ما راكمته من تجارب فنية في خلق وإنتاج أعمال تشرف المجتمع والمتلقي المغربي ، لكن للـأ سف عشت سنوات بذلت فيها مجهودات كبيرة اشتغلت إلى جانب شركات وتقنيين وممثلون محترفون ، كنت أقول حان الوقت لأعطي ما لدي لكن مازلت أتعثر ثم أقف وأقول سيأتي اليوم الذي أقول فيه أني موجود ، هناك أعمال كتبتها أكثر من عشرة أفلام تلفزيونية وسينمائية مازالت تنتظر إمكانيات الإنتاج نتمنى أن تجد مسؤولا يحب للفنان النجاح

ما رأيكم في الانتاجات السينمائية و التلفزيونية في العشر سنوات الأخيرةــ

الإنتاجات السينمائية و التلفزيونية للأسف بدأت تنقرض جودتها كما انقرض مجموعة من الرواد الممثلون كالممثل عبد اللطيف هلال عبد العظيم الشناوي حسن مضياف ، هناك  بعض الإنتاجات جميلة وهناك الرديلة منذ أن بدأ الكل يسابق نحو الإنتاج بدون حقيبة المعرفة  والدراية بمكونات الإنتاج التلفزيوني ومايمكن أن يعطي للمجتمع من فرجة إضافة في الحياة وغيرها…

ما هي مشاريعك المستقبلية وماهي أحلامك في مجال السينما

ـ بعدما تم إخراج الفيلم السينمائيالطريق المجهولمن  بطولة الفنانة فاطمة الزهراء أحرار ، سأطمح إلى إنتاجات أخرى إن أتيحت لي الإمكانيات المادية التي تمكنك من صناعة الأسطورة بلغة سينمائية على الرغم من قوة الابداع والحلول التي عشتها في الماضي.

اذكر لي ثلاث اسماء طبعت مسيرتك قبل معانقة الإخراج السينمائي..

ـ المخرج: المرحوم محمد عاطفي – المخرج المرحوم  : نجيب الصفريوي – المخرج : محمد بوزاكو

كلمة أخيرة

ـ هي نظرة يصعب تجاوزها ، مهما حاول المتلقي أن يبدو موضوعيا ومنفصلا عما هيأه له الفنان عبد الكبير نيشان غالبا ما يبادر إلى رسم خطوط مبدئية للصورة التي يتوقعها أو يأملها في مخيلته الفنية التشكيلية ، المسرحية، السينمائية او التلفزيونية أوما يمكن أن نسميه مشروع حياة سينما في أفق التوقع والتجربة.

بناء على ما تعلمته أو شاركت في إحدى أسس بعض الأعمال الفنية فإني أقول لكل من أراد الخوض في الاشتغال في هذه المجالات من مسرح أو تشكيل أو السمعي البصري ، أن يحبه بعد التعرف عليه لأنه من الصعب الاشتغال وممارسة أي حرفة ، لابد من التعلم والتعرف على خبايا كل مهنة  الفنية  منها والتقنية وخصوصا الشباب الذين ولجوا هذا الوسط الفني ومستواهم الفكري يحتاج إلى تطوير أنفسهم من خلال التجربة والممارسة المهنية داخل بلاطو أو ركح المسرح أثناء إعداد أو تصوير عمل فني ما …

نبذة عن الفنان التشكيلي والمخرج السينمائي و التلفزيوني عبدالكبير نيشان

ـ الفنان التشكيلي، المسرحي والمخرج السينمائي والتلفزيوني عبد الكبير نيشان ابن إقليم سطات ولد سنة 1969 بدوار كشاشة التابعة لجماعة مشرع بنعبو بعد أن درس تعليمه الابتدائي والاعدادي بنفس الإقليم اجتاز امتحان الفنون التشكيلية بثانوية بنعباد بمدينة اسطات ، وبعد تفوقه بامتياز انتقل إلى الثانوية التأهيلية جابر بن حيان بمدينة الدار البيضاء ، لتتمة التعليم الثانوي في شهبة الفنون التشكيلية على يد مجموعة من الأساتذة منهم محمد حميدي ، محمد قريش ، محمد موسيك  التعبير التشكيلي ، ومحمد بوزيان ومحمد شاتر مادة الإبداع في النحت والمجسمات، وكذلك بوشعيب جليب أستاذ مادة تاريخ الفن ، وموازاة مع دراسة التربية التشكيلية انخرطت إلى جانب جمعيات مسرحية منها جمعية الشهاب المسرحية التي يرأسها الحاج محمد التسولي باشتغالي إلى جانبه كمصمم ديكورات مسرحية لمجموعة من الأعمال المسرحية منها الدائرة لعبد الكريم برشيد ، اللي اغلب يعف للكاتب إبراهيم سكين ، ورومولوس العظيم المقتبسة عن  المؤلف الألماني فريديريك ديرنمات ، أطر مجموعة من الورشات في السينوغرافيا تحت اشراف الجامعة الوطنية لمسرح الهواة التي كان يرأسها أنذاك عبد الحكيم بن سينا ، وجمعية مسرح بلا حدود التي  ترأسها الأستاذة فاطمة تزوت في مجموعة من المسرحيات التي كان يشخصها أطفال بصوت الكبار في مسرحية صغار يتحدثون بلغة الكبار ، لننطق حواسنا الخمس ، لن أموت … وغيرها من الأعمال، كما اشتغلت إلى جانب رواد الفكاهة والمسرح الفنان المفضل الحريزي الملقب  بأم الهرنونية ، وكذلك المرحوم الفنان بوجمعة أوجود الملقب ب باعزيزي ، حينها اشتغلت كذلك كمخرج مسرحي بمجموعة من الأعمال المسرحية منها مسرحية المحاكمة ، يقظان يرفع الحصار وللكاتب الأستاذ عبد اللطيف ندير مسرحية عصفور في رحاب قصر السلطان …وبعد هذه التجربة التحق بالمدرسة العليا للفنون التشكيلية سنة 1993 أتمم درا سته على يد مجموعة من الأساتذة منهم عبد الرحمان رحول ، عبد اللطيف جبراني ، عبد الكريم غطاس ، مصطفى حفيظ ، فوزية جسوس ، عبد الرحمان بنانة  ….

اشتغل الى جانب مجموعة من الأساتذة كأستاد التربية التشكيلية لمدة ست سنوات ثم انتقل إلى عالم التلفزيون والسينما لأن وقت التصوير يأخذ الوقت الكثير لايسمح بتتمة التعليم الفني أحيانا فتركت التعليم وفضلت الاشتغال في مجال الإبداع المسرحي والتلفزيوني ككاتب سيناريو ومخرج .

وبعدها أسست جمعية الأجيال للتربية والفن سنة 1999 كي أشتغل في مجال الإجراج لمجموعة من المسرحيات  منها مسرحية قطعة وطن للمؤلف السوري وليد إخلاصي ، ومسرحية الرهان سيناريو وإخراج عبد الكبير نيشان  مسرحية اللي اتلف يشد لرض لمؤلفها محمد عاقيل ، مسرحية الساكتة للكاتب المسرحي حسن رياض وأعمال أخرى حيث حصل فيها على عدة جوائز في السنوغرافيا  والتأليف والإخراج والعمل المتكامل …

بالإضافة إلى كل هذافهو فنان تشكيلي لاقت لوحاته إقبالا كبيرا في المعرض التي نزمها إما بشكل فردي أو بتنسيق مع بعض زملائه بشكل جماعي ، ساهم في تأسيس جمعية البيضاء بمولاي رشيد رفقة محمد المودن ، كما شاركت في مجموعة من المعرض التشكيلية بباب الروح – المعهد الألماني كوته – وكذلك خلال مونديال فرنسا 1998 بفرنسا أثناء مشاركة المنتخب الوطني المغربي أنذاك .

أما فيما يخص السينما والتلفزيون ، اشتغلت رفقة المخرج السينمائي عمر الشرايبي تخصص  الديكور في فيلمه المتميز فابيلا بطولة رشيد الوالي ونجاة الوافي ، حينها بدأت اشتغل إلى جانب السيناريست والممثل والمخرج محمد التسولي في مجال كتابة السيناريو في المسلسل المغربي  الدائرة سنة 1997 وبعدها تم كتابة الجزء الثاني الذي حمل عنوان موعد مع المجهول، وبعد عرض مسرحية رومولوس العظيم للسيناريست للمخرج محمد التسولي ، استدعي من طرف المخرج السينمائي  المرحوم نجيب الصفريوي للاشتغال بفيلم حب بلا فيزا ديكوراتور ، ومن هنا أكملت طريقي في الاشتغال بمجموعة من الأعمال التلفزيونة كمساعد مخرج منها المسلسل المغربي موعد مع المجهول سنة 2004 المسلسل المغربي الأبرياء 2007  والسلسلة الفكاهية رفقة المخرج علي الطاهري جوا من جم ، ولا أنسى أني اشتغلت كذلك رفقة المخرج سعيد خلاف في السلسلة الكوميدية المفتش قاسم ، بطولة المرحوم أحمد بدوج  والممثلة خديجة سكرين ومحمد عوينتي وغيرهم …وكذلك رفقة المخرج محمد شريف طريبق في الفيلم التلفزيوني باللهجة الريفية يحمل عنوان المهر أو الصداق ، اشتغلت أيضا رفقة المخرج محمد بوزاكو في فيلم سفينة نوح ، بطولة الفنان بنعيسى المستيري ،محمد المكنوزي ، سلوى الوهابي ،شهيرة قرطيط ،نجيم بالغربي ،محمد سلطانة ورشيد معتوق…

كما قام بتأسيس شركة راني فيزيون للإنتاج السمعي البصري ، حيث أنتج مجموعة من الأفلام السينمائية منها حوت الواد للمخرج سعيد بلي ، وكذلك أشنو دنبي سيناريو عبد الكبير نيشان وإخراج رشيد أعنطري ، فيلم 40 عام للسيناريست عبدالفتاح أحمد صالح  إخراج عبد الكبير نيشان سرقوني للسيناريست عبدالفتاح أحمد صالح  وإخراج عبد الكبير نيشان وكذلك فيلم الطريق المجهول للسيناريست سعاد الوافي وإخراج عبد الكبير نيشان بطولة الفنانة المتميزة فاطمة الزهراء أحرار وكذلك فيلم نفس للمخرج منير علوان بطولة فاطمة الزهراء أحرار … وهناك أعمال آتية إنشاء الله .

مستجدات
error: جريدة أرت بريس