بقلم: عبد الناصر لقاح.
مالكة العاصمي، في تصوري مختلفة عن غيرها من الشاعرات بالمغرب. وذلكم يُعْزى، عندي، لأمور أقف منها على البعض، تمثيلا لا إحاطة، وقد أشير إلى البعض الآخر من طرْف خفي لا تصريحا.
أ: مالكة العاصمي، منذ شرارتها الشعرية الأولى، أو على الأقل منذ تعرفنا عليها، إلى غاية اليوم، منسجمة مع الذات في تجسيد الشاعرة والمناضلة في الوقت نفسه، وحتى نصوصها الذاتية التي تبدو مغالية في وصف الحميمي من عوالم الأنثى، هي نصوص يتم فيها الإعراب عن الأنثى المغربية، بلْه العربية في مواجعها وأحلامها في تجاوز “أسوار العالم”، التي تخنق أنفاسها وتئد أحلامها.
ب:مالكة العاصمي، واضحة الرؤية والنهج في الشعر. هي من الشعراء الذين يتوافرون فنيا على فرادة أسلوبية ينمّونها وَفق مشاريع جمالية تتحقق في خلال مسيراتهم الشعرية.
ج: تنماز مالكة العاصمي، بالجراءة الفنية(audace esthétique)، وليس ثمّةَ شاعر حداثيٌّ قمين بهذا الإسم، لا يكون جريئا، في صوره وإيقاعاته وتأملاته، ومن الحسنات أن سارت على خطاها شواعر مغربيات كثر، من مثل الصديقة وفاء العمراني، وخيرا فعلن.
د: مالكة العاصمي، اكاديمية، ولعلها أول امرأة شاعرة ، تنتمي إلى هيئة التدريس بالجامعة المغربية، والبعد الأكاديمي، يعزّز المُكنة الشعرية عند الشاعر، لأنه يكون عارفا بالمعايير الجمالية، فيحافظ عليها اقتناعا، أو يصدف عنها قصدا لمعرفته بها، ولرغبة في تجاوزها.
ه: لمالكة العاصمي، عمق إنسانيٌّ يترجمه عمقها الشعري. إنها شاعرة تلقائية كالماء في ساقية هادئة،أو في إعصار هادر. إنها في كل الأحوال واضحة صارخة كالضحى بمراكش الحمراء.
و: لا أستطيع أن أقارنها بغير شاعرات من قبيل الشاعرة العراقية: لميعة عباس عمارة في التغني بالذات القلقة والمحاصرة والجميلة أو أنّا أخماتوفا في عناق الوطن وتقديسه.
ز: مالكة العاصمي هي مالكة العاصمي تأبيدا، لا تغيّر تعاملها الطيب مع إخوانها الشعراء وأخواتها الشاعرات، رغم الكثير ممٌا أصابها من أذى من الناس ومن المؤسسة، لكنها موقنة أنها تضطلع بمهمّات أكبر من الانشغال ب( الغير/الجحيم).
ح:مالكة العاصمي، هي الشاعرة التي تفردت بصوت مختلف عن أصوات باقي الشاعرات العربيات. وشخصيا، ما زلت، مذ سمعتها أول مرة تقرأ شعرها، وهذا منذ زمن طويل،أجد في قراءتها والتعبير بألوان من الترنم والتطريز الصوتي في إلقائها، لذاذة ومتعة أخريَيْن…الشاعر هو أيضا الإلقاء وإلقاء مالكة العاصمي فاتن، يذكرك بقول حسان بن ثابت:
تغنَّ بالشعر إمّا كنتَ قائله
إنّ الغناء لهذا الشعر مضمار.
ط:
مليكةُ وهْجٌ على بلدي
وشعرٌ سَرى في جوى جسدي
لعمْركِ، هذا الخيالُ النبيُّ
آمتدادٌ لأمسٍ مضى وغدِ
ك:
أيتها الشاعرة السامقة كالتنّوب، دومي في الروح.
أبجد هوز .. عبد الناصر لقاح في شهادة حول الشاعرة مالكة العاصمي




















































