.

معرض “عبور: 30 سنة من الإبداع” – منية تويس: لغة اللون وسحر الضوء

معرض “عبور: 30 سنة من الإبداع” – منية تويس: لغة اللون وسحر الضوء

آربريس/ بوشعيب خلدون : في معرضها “عبور: 30 سنة من الإبداع”، المقام في فضاء “إيدن آركالري” بالدار البيضاء، تقدم الفنانة المغربية منية تويس رحلة فنية تتجاوز اللوحة كمنتج بصري إلى كونها نافذة نحو الحلم والخيال. إنها ليست فقط استعراضًا لمسيرة ثلاثة عقود من الإبداع، بل أيضًا احتفاء باللون والضوء كأدوات تعبيرية تعيد تشكيل الواقع وتفتح أبوابًا نحو عوالم ذاتية عميقة.

اللوحة: شرفة نحو الذات

من هنا، تصبح اللوحة شرفة بصرية تعيد الذات الحالمة إلى حالتها الجنينية الأولى. هي محطة استراحة من صخب الواقع، تنبض بسحر الضوء وتطلق عنان الخيال والحلم. تشبه اللوحة قطعة موسيقية تُترجم الأحاسيس بعمق ورهافة، وتستدعي طفولة داخلية متدفقة في بهائها وجمالها. تقول منية: “الفن بالنسبة لي رحلة تنقيب عميقة عن اللب والجوهر، مثل عملية تقشير أغشية الأشياء للوصول إلى معدنها النفيس.”

الألوان: اختزال ورؤية

منية تويس ترى في اللون امتدادًا لذاتها، فهو بالنسبة لها وسيلة لإعادة صياغة تفاصيل الطبيعة بعين كاميرا مكبرة. “عملي ليس تجريديا.. ألتقط التفاصيل وأصورها كما تراها عدسة عاشقة للطبيعة”، تقول الفنانة، مشيرة إلى فلسفتها في اختزال التفاصيل عبر طبقات لونية متراكمة تتفاعل على اللوحة. هذه التقنية تتطلب جهدًا ومثابرة لاختيار الألوان بعناية وتطويعها لخلق مشاهد غنية ومتعددة.

الضوء المتوسطي: مصدر الإلهام

يشكل الضوء المتوسطي أحد أعمدة الإلهام في أعمال منية تويس، حيث تعتبره حاملاً لرؤية جمالية مغايرة مقارنة بمصادر الضوء الأخرى. هذا الضوء، كما تصفه، يضفي شفافية خاصة على الألوان ويخلق توازنًا بين الفوضى والعاطفة الأكاديمية. تعكس أعمالها هذا البهاء الضوئي الذي ينبثق من الفضاء المشترك بين المغرب وإسبانيا، حيث صقل التكوين الأكاديمي والتلاقح الثقافي موهبتها.

تجربة ممتدة بين ثقافتين

بين المغرب وإسبانيا، تعيش منية تويس تجربة عبور ثقافي غني، ساهم في تشكيل هويتها الفنية المتعددة الأبعاد. درست في المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وتخصصت في الرسم، النحت، والزخرفة، إلى جانب التكوين الأكاديمي المتين في غرناطة وبرشلونة. هذه الخلفية الأكاديمية تُظهر في أعمالها مزيجًا متوازنًا بين التجريد والتشخيص، مما يخلق تجربة فنية متعددة الطبقات.

الفن والتفاعل مع الجمهور

في معرضها الأخير، استقبلت منية جمهورًا متنوعًا من مختلف الأعمار، بمن فيهم أطفال المدارس الذين دخلوا قاعة العرض بشغف طفولي لاستكشاف اللوحات. ترى الفنانة أن الفن تفاعل حي بين الإبداع والمتلقي، وأن كل لوحة هي نافذة على رؤية مختلفة، حيث تقول: “ما يصنع الفارق هو ذوق المتلقي، الذي يختلف حسب إحساسه وهواجسه.”

الألوان والضوء: أساسيات الإبداع

أعمال منية تويس تحتفي بالضوء المتوسطي كرافد رئيسي لتعدد الألوان وتشابكها، حيث تنبض اللوحة بعنفوان الحياة وتضفي على فضاءاتها الفنية شعورًا بالبهجة والانسيابية. كما ترى الفنانة أن التوازن بين الفوضى الأكاديمية والشغف بالألوان يمنحها رؤية بصرية متفردة، تجعل من كل عمل فني انعكاسًا لمشاعر عميقة وتراكمات ثقافية غنية.

يُقدم معرض “عبور: 30 سنة من الإبداع” فرصة للتفاعل مع تجربة فنية غنية تعكس رؤية منية تويس العميقة للون والضوء. إنه احتفاء بالذات المبدعة التي جعلت من كل لوحة شرفة نحو الحلم، وتجسيدًا للإبداع كوسيلة لتأمل الذات والطبيعة، ولإطلاق العنان لذاكرة غنية بالأحاسيس والجمال.

#معرض_منية_تويس
#عبور_30_سنة_من_الإبداع
#فن_تشكيلي_مغربي
#الضوء_المتوسطي_في_الفن
#معارض_فنية_في_الدار_البيضاء
#منية_تويس_الفنانة_المغربية
#تجريد_وتشخيص_في_الرسم
#الفن_بين_المغرب_وإسبانيا

مستجدات
error: جريدة أرت بريس