المقدمة ـ آربريس : وسط الرمال الذهبية للصحراء المغربية، حيث تمتزج القصيدة بصوت الريح، وتتراقص الكلمات مع أنغام التاريخ، نشأت خديجة أبي بكر ماء العينين، الشاعرة التي عرفت بلقب “شحرورة الصحراء”. وُلدت في تيزنيت سنة 1953، وسط عائلة عريقة حملت على عاتقها إرث الأدب والشعر، فكان جدها حجوب بن خطري ماء العينين قاضياً وشاعراً، مما غرس فيها عشق الكلمة ووهج القصيدة.
لم تكن خديجة مجرد شاعرة، بل كانت صوتاً للوطنية المغربية، ومناضلة ثقافية، وصاحبة قلم صادق انغمس في هموم الوطن، ورسم بروح الشعر معالم الصحراء في الوجدان الأدبي المغربي. من خلال أعمالها الشعرية المتعددة، استطاعت أن تعبر عن انتمائها العميق للصحراء، وأن تنسج بحروفها لوحات من الحب، والاشتياق، والنضال.
انخرطت في المشهد الثقافي كعضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمي ورابطة شواعر العرب، ونشرت أعمالاً متميزة، من بينها ديوانها الأشهر “نعت البدايات وتوصيف النهايات”. في هذا المقال، نقترب من عالمها الشعري، ونحاول أن نستكشف صدى كلماتها التي لا تزال تتردد في فضاءات الأدب المغربي، شاهدةً على موهبة متفردة، ونفس شعري يعانق الأفق.
إلهام إحوضيكن
* الولادة والنشأة:
– خديجة أبي بكر ماء العينين، مناضلة ثقافية ومبدعة صحراوية متميزة، وعاشقة لضوع الرمال، كانت ولادتها في مدينة تيزنيت سنة 1953، يعني قبل استقلال المغرب بثلاث سنوات فقط.
– تنتمي هذه الشاعرة، التي اشتهرت بين الأدباء بلقب: “شحرورة الصحراء“، إلى عائلة صحراوية أصيلة، تتوارث الثقافة والأدب أبا عن جد. جدها هو حجوب بن خطري ماء العينين، الذي كان شاعرا معروفا، وقاضيا في كل من مدينة الراشيدية ومدينة تارودانت.
* المسار العلمي:
– تلقت خديجة أبي بكر ماء العينين تعليمها في مسقط رأسها، واشتهرت بحبها للعلم والأدب، كما عرفت بطموحها الإبداعي الكبير.
* المسيرة الميدانية:
– هي عضو في عدة مؤسسات ثقافية وأدبية، من بينها عضويتها في رابطة الأدب الإسلامي العالمي، وعضويتها في رابطة شواعر العرب.
* الإنتاج العلمي والأدبي:
– أنجزت الشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين العديد من الدواوين الشعرية التي تميزت بقوة الانتماء إلى الصحراء، وروح الوطنية المغربية العالية، والتفاعل مع قضايا الوطن.
* كتبها المنشورة:
– أنجزت الكاتبة والمبدعة خديجة أبي بكر ماء العينين الكثير من الأعمال الأدبية المميزة، نذكر منها الأعمال التالية:
– “حزب البسملة“.
– “دليل الرفاق على شمس الاتفاق“.
– “اللؤلؤ المحوز الجامع ما في الجامع الصغير والراموز“.
– “نعت البدايات وتوصيف النهايات“.
– “تبيين الغموض عن نعت العروض“.
– “سهل المرتقى في الحث على التقى“.
– فاتق الرتق على راتق الفتق“.
* الكتاب الأشهر:
– “نعت البدايات وتوصيف النهايات“.
* على لسانها:
– “خَمْرةُ الْکْأسِ هَلْ تَزيدٰ اشْتِياقي
أَمْ تُـرانــي أَدْمَـنْـتُهــا بِاحْـتِـراق
يا نَديماً سَاقَيْتَني الْكَأْسَ قُلْ لي
كَيْفَ أَصْحو هَلْ بَيْنَ ساقٍ وساقٍ“.
* في عيونهم:
– يقول عنها الكاتب والباحث محمد عيناف: “تنتمي الشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين إلى جيل الشعراء المغاربة المعاصرين الذين رأوا النور مع فجر استقلال المغرب، فواكبوا مسيرة استكمال الوحدة الترابية والوطنية للمملكة. فهي شخصية يتجلى فيها البعد الوحدوي للإنسان المغربي عامة، وفي الجنوب خاصة وقد عبرت شعريا عن هذا التجلي حيث أصدرت ديوانين شعريين عملت من خلالهما على رسم الصورة العامة لقدسية تعلق الإنسان المغربي بأرضه، وتوقه إلى بسط سيادته عليها“.