مقدمة آربريس : في قلب الصحراء المغربية، حيث تتقاطع الرمال مع أمواج الإبداع، برزت العزة بيروك كواحدة من أبرز الأصوات النقدية والبحثية التي حملت على عاتقها مسؤولية توثيق الثقافة الحسانية والدفاع عن تراثها اللامادي. وُلدت في مدينة كلميم، التي لطالما عُرفت بكونها مهدًا للأدباء والمفكرين، فنهلت من روحها الإبداعية، وانطلقت في مسيرة علمية حافلة توّجتها بشهادة الدكتوراه سنة 2013 في تخصص التراث الشعبي، حيث ركزت في أطروحتها على الغناء والرقص الحساني، باعتبارهما عنصرين أساسيين في الهوية الثقافية الصحراوية. لم تكتفِ العزة بيروك بالدراسة الأكاديمية، بل خاضت غمار البحث الميداني والكتابة النقدية، حيث أصبحت من الأسماء البارزة في تحليل النص الروائي النسائي الصحراوي، كما أسست مركز “أهل بيروك” للتراث والأبحاث والتنمية، مساهمة بذلك في صون الهوية الثقافية لمجتمعها. تعددت اهتماماتها بين الأدب والمسرح والشعر الحساني، حيث دعت إلى توثيق هذا التراث خوفًا عليه من الاندثار. بصوتها النقدي الرصين، ورؤيتها البحثية العميقة، نجحت العزة بيروك في أن تكون منارة فكرية تضيء زوايا الثقافة الحسانية، وتعيد لها مكانتها كجزء أصيل من المشهد الأدبي المغربي والعربي.
* الولادة والنشأة:
– العزة بيروك كاتبة وناقدة أدبية صحراوية من العيار الثقيل، تعتبر من المثقفات الوازنات في الفضاء الثقافي للصحراء المغربية، وهي من مواليد مدينة كلميم، المدينة التي اشتهرت بإنجابها للعديد من الأدباء والأديبات.
* المسار العلمي:
– تلقت تعليمها الأولي في مسقط رأسها كلميم، ثم تابعت تعليمها العالي بنجاح، وأحرزت سنة 2013 على شهادة الدكتوراه في الآداب، تخصص تراث شعبي، من جامعة الحسن الثاني/ بنمسيك الدار البيضاء، وحدة توثيق وتحقيق ودراسة التراث المغربي المخطوط والشفهي، في موضوع “الغناء والرقص الحسانيان: توثيق ودراسة”.
* المسار الأدبي:
– ناقدة أدبية لها دراسات وأبحاث عديدة، وخاصة في مجال النص الروائي النسائي، المجال الذي أعطت فيه الكثير، وتميزت به.
– تعمل رئيسة لمركز “أهل بيروك” للتراث والأبحاث والتنمية في كلميم.
– لها مقالات أدبية متنوعة منشورة في العديد من الجرائد والمجلات والمنصات الرقمية، داخل المغرب وخارجه.
* المسيرة الميدانية:
– شاركت العزة بيروك، هذه الباحثة والناقدة المتمكنة في ندوات كثيرة ومتعددة، سواء في منطقة الصحراء، أو في عدة مدن مغربية.
– نظمت وشاركت في ندوات متعددة حول الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي في منطقة واد نون، وفي عموم الصحراء المغربية.
– دعت في مراكش إلى تأسيس مجموعات البحث في الثقافة الحسانية، وتشجيع التوثيق والتدوين للمنجز الشعري الحساني خوفا عليه من المحو.
* أعمالها المنشورة:
– يمكن تقديم مجالات اهتماماتها الأدبية الموسعة، من خلال تناولها للمواضيع التالية:
– صورة المرأة الحسانية من خلال الكتابات الكولونيالية.
– الأشكال المسرحية الحسانية.
– أضواء على قضايا شعر التبراع.
– الموروث الأدبي الحساني (أهازيج وادي نون، الكدرة، الهرمة، كنكا…).
* على لسانها:
– تقول الباحثة المتخصصة في الثقافة الحسانية العزة بيروك:
– “الشعر الحساني يخضع لقواعد وبنيات عروضية وبلاغية وإيقاعاته الموسيقية (لبتوت). وسواء البيت (الكاف) أو الطلعة (القصيدة)، فإن الشعر الحساني، مثله مثل باقي جغرافيات الشعر الإنساني، خضع لتطور وتحولات مست بنيته الداخلية. ولعل هذا المعطى هو ما يؤشر، حسب الباحثة بيروك، إلى ضرورة استقصاء علمي ومعرفي ببنياته الداخلية ودراسته.
* في عيونهم:
– تقول الأديبة إلهام إحوضيكن عنها:
– “العزة بيروك باحثة بمعايير كبيرة وراسخة، إنها صوت الثقافة الحسانية في صحرائنا المغربية الغالية، تمكنت من تكريس ذاتها بوصفها مثقفة صحراوية من الطراز الرفيع”.
#العزة_بيروك #الثقافة_الحسانية #التراث_الصحراوي #المرأة_المثقفة #النقد_الأدبي #الأدب_الحساني #المغرب #واد_نون #الهوية_الثقافية #الشعر_الحساني