.

“حكاية”… الفن التشكيلي السعودي يحكي ذاته في معرض أحمد الوعري

“حكاية”… الفن التشكيلي السعودي يحكي ذاته في معرض أحمد الوعري

آربريس / بوشعيب خلدون  ـ فنان تشكيلي ناقد وإعلامي ـ رئيس تحرير مجلة آربريس : في قلب العاصمة السعودية الرياض، وتحديدًا في حي العليا النابض بالحياة الثقافية، يحتفي “غاليري مرسمي للفنون” بافتتاح معرض الفنان التشكيلي أحمد الوعري تحت عنوان “حكاية”، مساء يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، وذلك في الطابق الأرضي من مجمع الموسى التجاري، قبالة مكتبة الملك فهد الوطنية، في حدث يعد إضافة نوعية للساحة الفنية السعودية والخليجية.

يحمل المعرض عنوانًا لافتًا: “حكاية”، وهو عنوان يتجاوز معناه البسيط ليغوص في أبعاد سردية تشكيلية تعكس رؤية الفنان أحمد الوعري، الذي ينتمي إلى جيل يسعى إلى تجديد لغة التشكيل والانتصار للتعبير الذاتي والهوية البصرية الأصيلة. الأعمال المعروضة، كما يوحي بها ملصق المعرض، تستند إلى تقنيات معاصرة ولمسات تعبيرية تشكل جسدًا بصريًا نابضًا بالتجريب، والرمزية، والانخراط في قضايا الإنسان والوجود.

الفن التشكيلي السعودي… من المحلّي إلى الريادة الإقليمية

لم يعد الفن التشكيلي السعودي حبيسًا لجدران المعارض المحلية، بل أصبح لاعبًا فاعلًا في المشهد التشكيلي العربي والعالمي. فالاهتمام المتزايد بالممارسات التشكيلية، وتنامي عدد الغاليريهات، والدعم المؤسسي والثقافي، جعل من المملكة فضاءً رحبًا للإبداع والتنوع. كما أن جيلًا جديدًا من الفنانين، كأحمد الوعري، ينطلقون بثقة نحو استكشاف الذات، واستلهام التراث، ومواكبة التحولات الرقمية والجمالية التي يعيشها العالم اليوم.

ولعل حضور المعارض الفنية مثل “حكاية” في الرياض، يؤكد على الحيوية المتصاعدة للمشهد الفني السعودي، الذي بات يحتل مكانة ريادية في منطقة الخليج العربي، بل ويشكل مرجعية جديدة للفن العربي المعاصر من حيث التقنيات والمواضيع والانفتاح على التجارب العالمية.

مرسمي للفنون… منصة للإبداع المعاصر

غاليري مرسمي للفنون، الذي يستضيف هذا المعرض، لا يعد فقط منصة للعرض، بل فضاء للقاء بين الفنانين، والنقاد، والجمهور المتذوق. إذ يسعى إلى تقديم تجارب فنية نوعية، تفتح المجال أمام الحوار بين المدارس المختلفة، وتعزز مكانة الفن السعودي كقوة ناعمة تعكس التحولات الثقافية والاجتماعية في المملكة.

وفي هذا السياق، فإن معرض “حكاية” لا يقدم فقط لوحات فنية، بل يدعو المتلقي إلى خوض تجربة حسية وفكرية، تقوده إلى التأمل في “الحكايات” التي تشكل هوية الإنسان المعاصر، من خلال فرشاة أحمد الوعري، الذي يحكي من خلال اللون والخط والملمس، قصة جيله، ومجتمعه، وتطلعاته.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس