.

بالمركز الثقافي المصري بالرباط : أيام التراث المصرية المغربية .. احتفاء بالهوية وتاريخ مشترك في اليوم العالمي للتراث

بالمركز الثقافي المصري بالرباط : أيام التراث المصرية المغربية .. احتفاء بالهوية وتاريخ مشترك في اليوم العالمي للتراث

آربريس / بوشعيب خلدون : بمناسبة اليوم العالمي للتراث، أطلق المركز الثقافي المصري بالرباط فعاليات “أيام التراث المصرية المغربية” تكريماً للإرث الحضاري الغني للبلدين. تُسلط الفعاليات الضوء على أهمية حماية التراث وتفسيره، وتبرز التعاون الثقافي بين مصر والمغرب من خلال ندوات، معارض، وشراكات مؤسساتية رائدة.

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث في 18 أبريل، أطلق المركز الثقافي المصري بالرباط سلسلة فعاليات ثقافية متميزة تحت عنوان “أيام التراث المصرية المغربية”، في مبادرة تعكس عمق الروابط الحضارية بين الشعبين الشقيقين، وتعزز من مكانة التراث الثقافي كمكوّن أساسي للهوية الوطنية.

افتُتحت الفعاليات يوم 15 أبريل بحضور سفير مصر لدى المملكة المغربية، السيد أحمد نهاد عبد اللطيف، حيث احتضن المركز لقاءً فكريًا جمع بين الأستاذة الدكتورة صابرين عبد الجليل، رئيسة جامعة الأقصر، والدكتور عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.

سلّطت د. صابرين الضوء في محاضرتها على العلاقة الوثيقة بين التراث والتنمية السياحية المستدامة، في حين ناقش د. بوزوكار جهود المعهد الوطني في صون التراث المغربي، من خلال الأنثروبولوجيا والبحوث الأثرية المتقدمة.

وأفادت الدكتورة هبة محمود سعد، الملحق الثقافي ومديرة المركز، أن الفعالية تنظم بشراكة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، متحف اتصالات المغرب، مركز توثيق التراث الطبيعي والثقافي بمصر، المجلس الدولي للمتاحف بمصر، بالإضافة إلى عدد من الجامعات المصرية، ما يعكس تكامل الأدوار بين الهيئات الأكاديمية والثقافية.

وأشارت د. هبة إلى أن الفعاليات تمتد على مدار شهر كامل، وتتضمن محاضرات علمية، معارض فنية، وورش تفاعلية، أبرزها معرض الخط العربي الذي سيفتتح يوم الجمعة 18 أبريل بمقر المركز، احتفاءً بجمالية هذا الفن التراثي الأصيل وامتداداته في الحضارتين المصرية والمغربية.

التراث… هوية مشتركة ومصدر إلهام حضاري

يجسد التراث المغربي تلاقحًا فريدًا بين الثقافات العربية، الأمازيغية، الإفريقية، الأندلسية، واليهودية، ويُعبر عن نفسه في العادات والفنون والموسيقى والمعمار والمطبخ. وتُعتبر المدن التاريخية، كفاس ومراكش والرباط، حاضنات لهذا الغنى التراثي، فيما تسهم الفنون التقليدية كالنسيج، الخزف، والنحت في حفظ الذاكرة الثقافية للأجيال. وقد لعب المغرب دوراً ريادياً في حماية تراثه، بانضمامه إلى اتفاقية التراث العالمي سنة 1975، وتسجيل مواقع بارزة ضمن لائحة التراث الإنساني.

أما التراث المصري، فامتداد حضاري عمره أكثر من 7000 سنة، ترك بصمته في العالم القديم والحديث. من المعابد واللغة والهندسة، إلى الطقوس والعادات اليومية التي لا يزال أثرها حيًا في حياة المصريين اليوم. تهتم الدولة المصرية بتنمية هذا الإرث العظيم عبر مبادرات علمية وتكنولوجية حديثة، مثل رقمنة الآثار، وتطوير السياحة باستخدام تقنيات الواقع المعزز، وبناء قدرات الباحثين، مما يجعل من التراث المصري مادة حيّة للإبداع والتجديد الثقافي.

في ضوء هذه المبادرات، تعكس “أيام التراث المصرية المغربية” أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز جسور التفاهم والتعاون بين الشعوب، كما تفتح المجال لتبادل التجارب والخبرات في حماية التراث وتنميته، بما يخدم مستقبل الثقافة في المنطقة والعالم.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس