الداخلة ـ آربريس / بوشعيب خلدون : تُعد قضية الصحراء المغربية جوهر السيادة الوطنية، ومحوراً مركزياً في السياسة المغربية داخلياً وخارجياً. فقد أكّد جلالة الملك محمد السادس، في خطابه التاريخي لافتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، على الطابع الاستراتيجي لهذه القضية، مجدداً التزام المملكة الراسخ بالدفاع عن وحدتها الترابية من خلال تعزيز نموذج الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة. وفي هذا السياق، يقدم الأستاذ أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، قراءة تحليلية عميقة تُبرز أهمية المرحلة المقبلة، وتستعرض أبعاد هذا المشروع الوطني من منطلق ديمقراطي وتنموي شامل.
ذ/ أحمد الصلاي: تأكيد ملكي على مركزية القضية الوطنية
أكد جلالة الملك محمد السادس أن قضية الصحراء ليست مجرد ملف دبلوماسي، بل تمثل البوصلة التي تحدد علاقات المغرب الدولية. ففي خطاب ثورة الملك والشعب لسنة 2022، أشار جلالته إلى أن “قضية الصحراء هي النظارة التي يرى بها المغرب العالم”. هذا الخطاب الملكي يعكس تطابق إرادة الملك والشعب في الدفاع عن الحقوق التاريخية والقانونية للمملكة، وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية وفاعلة دوليًا.
ضرورة اليقظة وتكثيف الجهود الوطنية
ورغم المكتسبات المحققة، فإن المرحلة المقبلة تتطلب يقظة جماعية وتعبئة شاملة لتعزيز الموقف المغربي، والتعريف بعدالة القضية، والرد على مناورات الخصوم. من هنا، تبرز أهمية توحيد جهود كل القوى الوطنية، من مؤسسات رسمية وهيآت حزبية ومدنية، قصد شرح أسس الموقف المغربي للدول التي ما زالت مترددة، وذلك بالحجج القانونية والتاريخية والسياسية والروحية.
الحكم الذاتي: خيار ديمقراطي ومسؤول
أوضح أحمد الصلاي أن مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية، تنسجم مع التوجه الديمقراطي للمغرب، وتشكل امتدادًا للدستور الذي يضمن مشاركة السكان المحليين في تدبير شؤونهم. ويعتبر هذا النموذج تعبيراً عن التمسك بالحكم الرشيد، ويستدعي تعديلاً دستورياً يمنح الجهة المعنية اختصاصات واسعة في التشريع والتنفيذ والقضاء، مع احترام الوحدة الترابية.
نموذج الجهوية المتقدمة واستغلال خيرات الجهة
إن تطبيق الحكم الذاتي على أقاليمنا الجنوبية سيمكن ساكنة المنطقة من تسيير شؤونهم بحرية، واستغلال مواردهم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية ضمن رؤية تنموية شاملة. ويجب أن يشمل هذا التمكين المؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني من أجل إدماج فعّال للمنطقة في النسيج الوطني على كافة المستويات.
نحو حل نهائي ضمن السيادة المغربية
شدد الصلاي على أن الاستقلال الذاتي يجب أن يكون الحل النهائي وليس مرحلة نحو الانفصال، بل وسيلة لترسيخ السيادة والديمقراطية وتكريس وحدة الدولة. ويبقى المغرب منفتحًا على التجارب العالمية الناجحة التي تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة الجيوسياسية والاجتماعية.
التغيير يبدأ بالفعل لا بالانتظار
في ختام مداخلته، دعا الأستاذ أحمد الصلاي إلى ضرورة الانخراط الفعلي في دينامية التنمية والبناء، لا أن نكتفي بدور المتفرج. فالقضية الوطنية تحتاج اليوم إلى رجال ونساء يواكبون التحولات ويقودون التغيير، بوعي وطني واستراتيجية واضحة.
#الصحراء_المغربية #الوحدة_الترابية #الحكم_الذاتي #الجهوية_المتقدمة #أحمد_الصلاي #الداخلة #المغرب_الكبير #خطاب_الملك #سيادة_المغرب #قضية_الصحراء #المغرب_الإفريقي #تقرير_مصير_المغرب #السيادة_الوطنية #المغرب_في_العالم