.

بورتريه : نور الدين ماحي.. من قُرى أزيلال إلى صدارة هندسة التحف الرياضية: قصة شاب قاد بناء مركب مولاي عبد الله العالمي

بورتريه : نور الدين ماحي.. من قُرى أزيلال إلى صدارة هندسة التحف الرياضية: قصة شاب قاد بناء مركب مولاي عبد الله العالمي

آربريس / بوشعيب خلدون :. يُعتبر المهندس المغربي نور الدين ماحي أحد النماذج الملهمة للشباب المغربي الطموح، الذي انطلق من بيئة بسيطة ليبلغ قمة التميز الهندسي. قصة ماحي ليست مجرد مسار مهني، بل هي تجسيد لقيم المثابرة والاجتهاد التي تصنع الفارق

المسيرة الأكاديمية: من ثانوية السد إلى أرقى مدارس الهندسة

نشأ نور الدين ماحي في دوار ولادغ التابع لجماعة أفورار بإقليم أزيلال، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس محلية بسيطة. بعد حصوله سنة 2012 على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية من ثانوية سد بين الويدان، واصل دراسته في الأقسام التحضيرية بمدينة بني ملال، حيث كان من الطلبة المتفوقين في شعبة الرياضيات والفيزياء.
تفوقه العلمي فتح له باب ولوج المدرسة الحسنية للمهندسين بالرباط، إحدى أعرق مؤسسات تكوين النخبة الهندسية بالمغرب. هناك، تخصص في الهندسة المدنية، ثم حصل على شهادة الماستر بنفس المدرسة، ما أهّله لمراكمة معارف دقيقة في تصميم المنشآت الكبرى وإدارة المشاريع العملاقة.

خلال مساره الدراسي، عُرف ماحي بانضباطه الأكاديمي وروحه التنافسية، ما جعله محط تقدير أساتذته وزملائه. وقد ساعده تكوينه العلمي المتميز على الالتحاق بسرعة بمشاريع وطنية كبرى بعد تخرجه.

وُلد نور الدين ماحي في إقليم أزيلال، تحديدا من قبيلة “سد بن الويدان”، وتلقى تعليمه الثانوي في ثانوية سد بن الويدان قبل الالتحاق بالتعليم المهني التحضيري “بني ملال” بقسم الهندسة المدنية. بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في إخلاليات العلوم الرياضية سنة 2012، واصل دراسة الهندسة في المدرسة الحسنية للمهندسين حيث تخصص في الهندسة المدنية. بعد التخرج، التحق بوزارة التجهيز ليشرف، في البداية، على عدد من المشاريع التقنية، قبل تعيينه في موقع تقديري كمكلف بإدارة وتدبير مشروع بناء ملعب مولاي عبد الله الجماهيري. (مقتبس من الصور والمضامين التي شاركتها)
وقد ذُكر أن ماحي يمثل “نموذج جميل لشاب مغربي” نشأ في بيئة بسيطة دون امتيازات أو علاقات، لكنه بلغ مكانة مهنية مهمة بفضل الجهد والاجتهاد.

دور قيادي وتحفيز وطني

بصفته مدير المشروع، لعب ماحي دورًا محوريًا في الإشراف على إعادة بناء المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. الحضارة المعاصرة التي بُنيت على أنقاض الملعب القديم، تولى إشرافها خلال فترة قياسية ناهزت 18 شهراً فقط، رغم ضخامة المشروع ومواصفاته العالمية .

معالم المشروع: تحفة معمارية حقيقية

ماشي وزملاؤه أطلقوا مشروعًا رياضيًا عملاقًا يتماشى مع المعايير الدولية، ويحمل أبعادا تقنية وثقافية ووطنية متعددة:

ـ سعة كبيرة ومرافق عصرية: الملعب يضم نحو 68,700 مقعدًا موزعة على مدرجات مغطاة بثلاثة طوابق، مع مواقف سيارات تحت الأرض… ووفرة في مسالك الدخول والخروج .

ـ تقنيات حديثة واكتمال تجهيزات البث: تجهيز الملعب بـ42 منصة لنقل مقاطع الفيديو والتغطية التلفزيونية ذات جودة عالية .

ـ نظام إضاءة مبتكر لنمو العشب: أول ملعب في إفريقيا يعتمد على نظام LED متطور لتعزيز نمو العشب الطبيعي مقاومتَه الاستعمال المكثف والتقلبات المناخية .

ـ التشغيل الرسمي والاحتفالي: دشّن المركب رسمياً في 4 سبتمبر 2025 برعاية السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في خطوة رمزية للاعتراف بالجهود الوطنية وبمشاركة العمال والمهندسين في هذا الإنجاز .

ـ مكانة رياضية دولية: أصبح الملعب مؤهلاً لاستضافة افتتاح كأس أمم إفريقيا 2025 ومباريات كأس العالم 2030، وهو يُعد اليوم من أبرز الملاعب في القارة والعالم .

خاتمة

المهندس نور الدين ماحي يُجسد رؤى الطموح الوطني والعمل الجاد. من خلفية بسيطة بالإقليم المغربي، إلى قيادة مشروع رياضي وطني بامتياز، أثبت أن الكفاءة والمثابرة قادران على بناء “تحفة رياضية” تضاهي الأفضل عالميًا، وتجعل المغرب في قلب الحدث الرياضي الدولي. بفضله وبفضل فريقه، يمضي هذا الصرح الرياضي ليصبح رمزاً للوطنية والإبداع التقني في خدمة الجماهير الرياضية والمجتمع بأسره.

⁠“تم تصميم هذا الملعب الجديد… الذي يعد جوهرة معمارية بامتياز، تتميز بالحداثة، والاستدامة وقدراتها الترابطية، من قبل كفاءات مغربية، وفقا لأفضل المعايير الدولية في هذا المجال.”

مستجدات
error: جريدة أرت بريس