
آربريس/ في تطور يعكس تحولاً تاريخياً في ملف الصحراء المغربية، أرسلت ما تسمى “جمهورية البوليساريو الوهمية” رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي تكشف عن حالة اليأس التي تعيشها هذه الجماعة الانفصالية الذي وبموجب مشروع القانون H.R.4119 المقدم للكونغرس الامريكي بتاريخ 24 يونيو 2025، ستتحول الى جماعة إرهابية مصنفة، بعد 50 سنة من استغلالها كأداة في يد النظام الجزائري لضرب استقرار المملكة المغربية.
تشير التحليلات الاستراتيجية إلى أن هذه الخطوة تمثل اعترافا ضمنيا بإفلاس المشروع الانفصالي، وتجاوزا صريحا للجزائر التي ظلت لسنوات تستخدم هذا الملف كورقة ضغط ضد المملكة المغربية، لكن انقلب السحر على الساحر، حيث بدأت البوليساريو في مراسلة الدولة المغربية مباشرة تعبيرا عن رغبتها في السلام، مخالفة بذلك خطاب العداء الذي تروجه الجمهورية الجزائرية، هذه الأخيرة التي خسرت مليارات الدولارات من أموال شعبها في تحريك وتغذية عجلة الصراع، عبر تمويل الجماعات الانفصالية وتوفير الدعم اللوجستي والإعلامي لها، لكن هذه الاستثمارات باءت بالفشل الذريع أمام حكمة السياسة المغربية التي حققت اختراقات ديبلوماسية حاسمة خلال العقدين الماضيين، ففي ظل هذا التحول الجيوسياسي، تبرز مخاوف استراتيجية من تحول وجود البوليساريو في مناطق تندوف وبشار إلى شكل من أشكال الاستعمار الجديد، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأراضي تعتبر تاريخيا وجغرافيا جزءا من التراب الوطني المغربي، مما يضع الجزائر أمام تحدٍ وجودي، وبما يضعنا أمام سيناريو الحرب الأهلية الوشيك، حيث تشير تقديرات الخبراء إلى احتمال دخول البوليساريو والجزائر في صراع مسلح في حال رفضت الجزائر الخروج السلمي لهذه الجماعة من أراضيها، هذا السيناريو الكارثي يمثل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وهنا يطرح الحل المغربي كخيار استراتيجي لا مفر منه، حيث أصبح مخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية، الحل الوحيد المقبول دوليا لتسوية هذا النزاع المصطنع والمفتعل، حيث حظي بدعم غالبية الدول المؤثرة في المجتمع الدولي، وقد أكد الخبراء القانونيون أن القرارات الدولية القديمة التي كانت تروج لها الجزائر قد عفا عليها الزمن ولم تعد ذات قيمة قانونية….
هذا التحول التاريخي يؤكد أن الحقائق الجيوسياسية الجديدة في المنطقة تفرض على الجميع الاعتراف بحكمة ورؤية النموذج المغربي، الذي ظل يدعو للحلول السلمية والتنمية المشتركة، في وقت ظلت فيه الجزائر رهينة أوهام الماضي وأحلام اليقظة التي تحولت إلى كابوس استراتيجي يهدد استقرارها.

















































