حسن بيريش
(ز)
في المسافة بين الزاي والراء، أراه يخرج من إطار، كي يلج صفحة، تقطر من يديه ألوان مائية تروي ظمأ قماش الوقت، تقفز في حلمه لوحة عصية التكرار؛ وتسير في ركابه جمعية أراد لها قلبه أن تزداد كبيرة.
(ه)
الهاء اكتمال يائه، لا لأنه يرسم داخل سكون؛ بل لأنه يبدع خارج دائرة. بالتالي، هو فنان المسافات يترك خلفه أحجام الواقع؛ كي يقبض على لباب الحياة.
والأشياء، كما تتبدى له، ليس من شيمتها الجمود؛ بل دأبها الحراك. لذا، هو حين يبدع البورتري لا يعبأ بضوء الوجوه؛ وإنما يلهث وراء عتمات النفوس.
(ي)
التشكيل عنده مؤامرة ضد النسيان؛ والذاكرة عنده انقلاب في نظام الألوان.
في حالتيه، هو يتحرر من قبضة لوحته قبل انتهائها؛ وهي تفض اشتباكها معه قبل بدايته.
ووحدها فرشاته الجامحة تعلم جيدا أنه يذهب إلى الحلم بتوقيت الٱتي، ويغادر الحقيقة بميعاد الٱني؛ والإبداع أبدا مستمر في ملاحقة صخرة سيزيف.
أتراه أكبر من لوحته بعمر ؟!
أم تراه أرفع من حياته بحب ؟!
(ر)
هو سليل الراء، تشي برؤيته؛ وتعكس روعته. ولفرط زخم توثبه، لن أضع فوق الراء سكونا، بل سأتركه مفتوحا على مجمل الاحتمالات؛ وفي مهب كل الانبثاقات.
أوليس هو من علمنا، عبر لوحاته ذوات الجموح والجنوح، كيف نتعاطى مع فضاء لوحته عبر وعي اللحظة، وبلحظة الوعي؛ قبل أن نغادرها ونبقى فيها ؟!
اجمع شتيت حروف سبقت، وكون منها اسمه، وقل بيقين العارف؛ قبل نبض المحب:
هذا زهير داني.
وفخامة الاسم تكفي !
حسن بيريش
(مكناس: 28 فبراير 2024)