الشعراءُ لا يبكونَ
يفْقؤُونَ عيونَ الحزنِ آخرَ الليلِ
يتحسّسونَ كدَماتِ الشمسِ
على جبينِ صُبحٍ ضريرٍ
أولَ النهارِ…
وأنا ..
ناقمةٌ بما يكفِي على تقلّبِ الفصولِ
المراثِي
حكايةُ عبورٍ طويلٍ
قلبِي …
سرادقُ عزاءٍ كبيرٍ
عينايَ…
مرآةُ وداعٍ أخيرٍ
أصابعِي…
أدْعكُ بها ما تبقّى
من وميضٍ قابلٍ للاشتعالِ
الطريقُ …
لا إشاراتِ مرورٍ
لا مفتاحَ لبابِ الحياةِ…
دون عينيكِ الجميلتينِ
أنهارٌ…
كبُنْيانٍ قديمٍ
افْتحِي عينيكِ الذابلتينِ
وسأعثرُ على ابتسامتِي تحتَ السريرِ
افْتحيهمَا
إنها الطريقةُ الوحيدةُ
لأخبرَ العالمَ أنني بخيرٍ…
أنا في بيتنَا المرتجفِ
أقفلُ النوافذَ المتصدعةَ
أمامَ فزعِ الرياحِ
وعلى طاولةِ الألمِ الساخنِ
أُعقّمُ موضعَ الدمِ الملوثِ بالوهمِ
أحشُو قلبَ عابرٍ…
بهمْسكِ العليلِ
تستطيعينَ تقبيلهُ الآنَ…
أمِّي…!
لا تعاتبيهِ عنْ رضوضٍ في ساقيْهِ النّحيفتينِ
لم يكنْ ذنبهُ
فقد تعثّرَ بجثّتهِ طائشةً…
وكما تعلمينَ…
كانتْ واحدةً من حيَلهِ الماكرةِ
ليسافرَ إلى عالمٍ أجملَ…
أنا في غرفتِي الآنَ
أنعشُ ذكرَى الفرحِ المتذبذبِ
أدلقُ عليها فناجينَ البنِّ المرِّ
وأنتظرُ…
أن تفتحِي عينيكِ الجميلتينِ
وأعثرَ على إسمِي بينَ جموعِ
المُعزّينَ…
تورية لغريب