آربريس / مونية السعيدي- اختتمت مؤسسة الطاهر السبتي رسميا مشروعها الطموح “الوصول إلى تعليم ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة”، الذي دعمته سفارة جمهورية بلغاريا بالمملكة المغربية، خلال ندوة صحفية، قدمت فيها نتائج المشروع، الذي انطلق في 19 أكتوبر من العام المنصرم. يأتي هذا الاختتام بعد سنة من الأنشطة الملهمة التي قامت بتعزيز الدمج المدرسي والتفاعل الاجتماعي للأطفال في وضعية إعاقة من خلال برنامج تربوي علاجي فعال وقائم على نظريات مثبتة علميا. وحقق المشروع نتائج باهرة في مجال التكوين والتوعية ودعم الأطفال والمهنيين المعنيين. وتتمثل أهم النتائج المحققة، في جانب التكوين والتوعية: جرى تنظيم لقاءات لتكوين وتوعية أكثر من 150 مشارك ومشاركة، بما في ذلك المهنيين بالمركز الطبي النفسي الاجتماعي للطاهر السبتي، والمعلمين والمعلمات، وطالبات شعبة مهن التدريس، ومرافقات الحياة المدرسية، وأولياء الأمور، بهدف تعزيز قدرات هؤلاء الفاعلين لتمكينهم من مرافقة الأطفال في وضعية إعاقة بشكل أفضل في مسارهم التعليمي والاجتماعي، فضلا عن تكوين 13 مهنيا بمركز المرافقة الطبية النفسية الاجتماعية لمدة 6 أيام لتحسين طرق وأساليب مرافقة الأطفال في وضعية إعاقة، مع تكوين 30 معلما ومربيا (داخليين وخارجيين) لمدة 3 أيام لتطوير الممارسات التربوية الشاملة في فصولهم الدراسية، وكذلك تكوين 80 طالبة في شعبة مهن التدريس ومساعدات الحياة
المدرسية (AVS)، لتعزيز مهاراتهن في مرافقة الأطفال اليومية، مع القيام بتوعية 30 شخصا من أولياء الأمور، حول أهمية التربية الدامجة، والإعاقة عبر لقاءات وورشات للتوعية والتعبئة، وأثرت هذه اللقاءات النقاشات وكانت فرصة لتبادل مثمر، وساهمت في إعداد دلائل عملية ستشكل مرجعية لأولياء الأمور في فهم الإعاقة، وللمؤسسات التعليمية الأخرى التي تسعى لاعتماد نهج دامج، باعتبارها أدوات للممارسات الفضلى في مجال المرافقة من زوايا متعددة. إلى جانب ذلك، كانت هناك ورشات تربوية وعلاجية مهمة، إذ نظم المشروع ورشات أسبوعية لفائدة 30 طفلا في وضعية إعاقة، مع إدماجهم مع باقي الأطفال، لتطوير استقلاليتهم ومهاراتهم الاجتماعية وتعزيز رفاههم العام. تطرقت هذه الورشات إلى أربعة محاور رئيسية، كل منها ساهم في تلبية احتياجات الأطفال الخاصة وتعزيز تطورهم. وبلغ عدد الورشات 71 ورشة موزعة بين ورشات البستنة واكتشاف الطبيعة، وورشات الطهي، إضافة إلى ورشات الفن والثقافة، ما جعلت من المناسبات الوطنية والدولية فرصة للتثقيف والتعرف على خصوصيات المناسبة وسياقاتها
كما جرت إضافة ورشات الاستقلالية والتربية الموسيقية للإحاطة بكل الجوانب المهمة للتطور الطفل. كما كانت الأنشطة الرياضية المكيفة فرصة للأطفال سواء بشكل جماعي أو فردي للتنسيق بين الحركة الجسدية والحسية. أما بخصوص إعداد الأدلة العملية، فكانت هذه المحطة هي واحدة من أهم إنجازات هذا المشروع، إذ تضمن إعداد ثلاثة أدلة عملية- توعوية، جرت صياغتها لضمان استمرارية الممارسات الجيدة وتسهيل نشرها في المؤسسات التعليمية الأخرى، ولتكون سندا في المرافعة من أجل حق التمدرس للأطفال في وضعية إعاقة، وتتمثل في دليل التوعية حول الإعاقة، ويوفر هذا الدليل نظرة شاملة على مختلف أنواع الإعاقة ويسلط الضوء على الإطار القانوني والاستراتيجيات المغربية في هذا المجال، كما يبرز الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، وأدرج بعض العناوين للجمعيات والمراكز المهتمة بالإعاقة والتعليم لتسهيل الوصول للمعلومة. بالإضافة إلى دليل الأنشطة التربوية -العلاجية، ويقدم هذا الدليل أنشطة يمكن إدراجها في الفصول الدراسية حتى في المدارس التي لا تحتوي على مركز متخصص، ويربط الأنشطة الترفيهية بالأهداف الأكاديمية مثل القراءة والكتابة والرياضيات، ويركز على أهمية التفاعل الاجتماعي. وأخيرا، دليل حول مهن المرافقة، ويوضح هذا الدليل أدوار ومهارات المهنيين مثل مرافقة الحياة المدرسية (AVS) والمربي المتخصص، الإخصائي النفسي، وغيرهم من التخصصات الأخرى، مسلطا الضوء على أهمية دورهم في دعم الأطفال يوميا.
تشكل هذه الأدلة فرصة ومرجعا لتشجيع المبادرات الدامجة الأخرى وتقدم إطارا عمليا للمؤسسات التعليمية وأولياء الأمور والمهنيين.
يمكن القول إن هذا المشروع ساهم بشكل كبير في تعزيز الدمج المدرسي والاجتماعي للأطفال. من خلال تكوين المهنيين وأولياء الأمور، وتنظيم ورشات ملائمة، وإعداد أدوات عملية، ساعد المشروع في تعزيز استقلالية الأطفال وزيادة الوعي بأهمية التعليم الشامل في المجتمع.
الاختتام وآفاق المستقبل
وسلطت الندوة الضوء على النتائج المحققة وآفاق المستقبل، واعتبرالقائمون على المشروع أن هذا الحدث نقطة تحول جديدة في الالتزام بتعليم دامج وشامل في المغرب، ويحمل رسالة قوية لاستمرار هذه الجهود من خلال مبادرات مشابهة في المستقبل.





















































