آربريس / بوشعيب خلدون : في عالم الأدب الذي يتسم عادة بأسماء لامعة من الكبار، تبرز الطفلة آية حمدون، ابنة مدينة تاهلة والمقيمة حاليًا في طنجة، لتُحدث فرقًا استثنائيًا. بسن العاشرة فقط، أصدرت آية مجموعتها القصصية الأولى “آيريس وطفلة الشمس”، لتثبت أن الإبداع لا يعترف بالسن، بل ينبع من القلب والشغف.
هذا العمل الأدبي ليس مجرد مجموعة قصصية، بل هو شهادة على قدرة الأطفال على استكشاف عوالم الأدب والخيال منذ نعومة أظافرهم. “آيريس وطفلة الشمس” تحمل بين صفحاتها لمسات طفولية بريئة، مدعومة بخيال خصب وموهبة فطرية نادرة.
وفي تصريح خاص للمبدعة عبير عزيم، التي احتفت بإنجاز آية بكل فخر، قالت:
“اليوم قلبي يغمره فرح عميق بخبر إصدار صديقتي الصغيرة، ابنة مدينة تاهلة، لمجموعتها القصصية. كم هو جميل أن ترى الإبداع يتفتح في أعمارٍ مبكرة، كزهرة تحمل في وريقاتها حكايات وأحلامًا. لقد أسعدني أنها وجدت في شخصي المتواضع قدوةً تلهمها، وهو شرف كبير لي.”
وأشادت عبير بالدور البارز الذي لعبه الأستاذان عبد البوت وعزيز غوغاس في دعم ورعاية موهبة آية. وأضافت:
“هذا العمل أتى ثمرة لجهود مخلصة من أساتذتها الذين آمنوا بموهبتها، وبذلوا كل ما في وسعهم لتقديمها في أفضل صورة ممكنة. إننا نحتاج إلى مثل هذه المبادرات لإحياء الأمل في نفوس أطفالنا وتشجيعهم على الإبداع.”
دور الرعاية الأدبية في تشكيل المواهب الصغيرة
تُظهر تجربة آية حمدون أن الإبداع يحتاج إلى من يؤمن به ويصقله. دعم مثل هذه المواهب الصغيرة هو استثمار في مستقبل الأدب، حيث يشكل الأطفال المبدعون جسرًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وليس غريبًا أن يلقى هذا الإصدار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الأدبية والتعليمية، فهو يمثل نموذجًا ملهمًا للأطفال الآخرين ليخطوا على نفس الدرب. وكما تقول عبير عزيم:
“كل طفل يكتب، ينير بقلمه زاويةً مظلمة في الحياة، ويضيف لمسةً فريدة إلى لوحة الإنسانية. الإبداع الطفولي هو أغلى ما يمكن أن نحتفي به في عصرنا، فهو يُعيد إلينا براءة الحياة ونقاءها.”
“آيريس وطفلة الشمس”: بداية رحلة واعدة
إصدار آية الأول ليس مجرد نجاح فردي، بل هو بداية رحلة قد تلهم جيلًا جديدًا من الأطفال لخوض غمار الكتابة. هذا العمل يشكل خطوة صغيرة في بداية مسار أدبي كبير ينتظر آية، التي أظهرت نضجًا وإصرارًا يندر وجوده في هذا العمر.
في ختام هذا المشهد الأدبي المميز، يظل دعم الأطفال الموهوبين واجبًا على الجميع. فكل نجاح صغير، مثل نجاح آية، هو شعلة أمل كبيرة في مستقبل يحمل أصواتًا شابة نابضة بالحياة والإبداع.
“آيريس وطفلة الشمس ليست مجرد قصص، بل هي نافذة على عالم طفولي مليء بالأحلام، ورسالة أن الإبداع يبدأ صغيرًا لكنه قادر على أن يكون كبيرًا ومؤثرًا.”