مقدمة آربريس / في عمق الجنوب المغربي، وتحديدًا من مدينة بوجدور، تتوهج تجربة نسائية تنحت حضورها بين رمال الصحراء وسجلات التاريخ، إنها الباحثة والكاتبة متوهة بوليها، صوت نسائي استثنائي يشتغل في صمت الباحثين ووهج العارفين. وُلدت سنة 1985، ومنذ بداياتها الدراسية، أبدت اهتمامًا خاصًا بالتاريخ، ما قادها لنيل شهادات أكاديمية مرموقة، من إجازة وماستر في التاريخ، إلى إجازة في الجغرافيا، لتواصل مسارها في رحاب البحث الأكاديمي والدكتوراه بجامعة القنيطرة.
ليست متوهة بوليها مجرد باحثة في الوثائق، بل هي فاعلة ميدانية اشتغلت في الآركيولوجيا، وأوراش التراث الثقافي، وراكمت حضورًا علميًا داخل الملتقيات والندوات والبرامج التلفزية، أبرزها مشاركتها في برنامج “لمسات نسائية” وقافلة “جرد التراث”، إضافة إلى تقديمها لمحاضرات نوعية حول تاريخ الساقية الحمراء ونماذجه القديمة.
ترى متوهة أن “التاريخ سجل حي للماضي”، وتؤمن أن الحفاظ عليه يتطلب قراءة حية نابضة لا تنفصل عن الحاضر. ولعل إلهام إحوضيكن لخّصت حضورها قائلة: “متوهة بوليها باحثة ومؤرخة مهمومة بالتراث الصحراوي الضالع في قيم الأمجاد”.
هي ليست فقط شاهدة على التاريخ، بل هي ممن يسهمن في كتابته وإحيائه.
* الولادة والنشأة:
– هي الباحثة المضيئة، والفاعلة الجمعوية الفعالة، والكاتبة الصحراوية المتوهجة، حرفا ورؤية، متوهة بوليها.
– عانقت نور الحياة يوم 23 ماي سنة 1985 في مدينة بوجدور.
* المسيرة العلمية:
– تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي بمسقط رأسها بوجدور. حصلت على الشواهد الجامعية التالية:
– 2005: الباكالوريا.
– 2009 إجازة في التاريخ من جامعة ابن زهر بأكادير.
– ماستر في مجال التاريخ من نفس الجامعة.
– 2015: إجازة في الجغرافيا.
– طالبة دكتوراه في جامعة القنيطرة.
* المسار الأدبي:
– عضو مركز الدراسات والأبحاث ببوجدور.
– رئيسة جمعية أساق للآثار والتراث والثقافة.
– عضو المركز الجهوي للنقوش الصخرية لجهة العيون الساقية الحمراء.
– اشتغلت متوهة بوليها على أبحاث ودراسات ومشاريع وأوراش عديدة في مجال الآركيولوجيا بالمنطقة الصحراوية.
– سجلت حضورها المتميز في الملتقى الأول للكفاءات ببوجدور.
– ساهمت في برنامج “لمسات نسائية” على قناة العيون. كما شاركرت في تنظيم برنامج “جرد التراث” ضمن مشروع جمع التراث العالمي. وساهمت أيضا في ندوة علمية ضمن فعاليات المعرض الجهوي للكتاب والنشر في بوجدور.
– قدمت محاضرة حول “نماذج من التاريخ القديم بحوض الساقية الحمراء، العصليين نموذجًا”، وذلك في ندوة علمية نظمتها المديرية الجهوية للثقافة بحاضرة العيون.
* على لسانها:
– في مختلف الندوات والملتقيات الثقافية التي تشارك فيها بفعالية، تردد الباحثة متوهة بوليها:
– “التاريخ هو سجل حي للماضي، وليس مجرد أحداث ووقائع تاريخية، لذلك يلزم الحفاظ على أدبياته، والتعاطي معه بروح حية”.
* في عيونهم:
– تقول عنها الكاتبة والمثقفة المنشغلة بالتميز النسائي في الصحراء المغربية، إلهام إحوضيكن:
– “متوهة بوليها باحثة ومؤرخة مهمومة بالتراث الصحراوي الضالع في قيم الأمجاد. تمكنت من فرض حضورها العلمي والأدبي عبر إصرارها على البحث والتنقيب للتعريف بتاريخ المنطقة، وقراءة تجلياته بعين الحاضر”.
