في قلبها أنثى لا تشبهها,
في قلبها أنثى تأبى الكِبَر,
تتمرد على فيزياء الزمان و نواميس البشر,
تُحاجج الكبار بترهات الصِغر,
يرونها طائشة طيش مُطلقِ السهم قبل شدِ الوثر,
لها سرعة الريم اذا الليث زأر,
و عودة الفَراشِ اذا النسيم عَبر,
وقوة الضعيف اذا ثار وانقهر.
وضعف القوي اذا رق وانكسر,
في قلبها أنثى لا تشبهها,
في قلبها روح بائعة الكبريت,
طفلة مهما تنادت كبريت كبريت,
يذهب تناديها هباء اذ دونها و أبواب المبيت,
أقفال و أصفاد مع رياح تهب هب جيش يعيث,
يُنال من أطرافها الصغيرة وان مشت مشيا حثيث,
في قلبها أنثى لا تشبهها,
حظها و كأنه حظ فتاة البُرجْ,
وِحدة بين حيطان وسط اللُجْ,
على الاطراف الاربع موج يتبعه مَوجْ,
رؤيا منعتها الحياة ومع هذا فالقدر وَلَجْ,
إليها في سلة فاكهة انقض ثم عَرَجْ,
بروحها البريئة تنظر خلفها فإذا للبرج فُجُجُ,
واسعة وِسع دنيا ضيقتها بحُجَجْ,
أن الافعى على اليابسة و أنها هي في أعلى برج بين موج و لُجَجْ.
في قلبها أنثى لا تشبهها,
لها ابتسامة يراها من لا نور في عينيه أو بصر,
صوتها له رنة ندى الربيع اذا تداعى من أعلى الشجر,
قدها و كأنه قد غصن أبى الا أن َيبسُق في صِغر,
صورتها أخالها كشراب لبن و عسل قد اختمر,
نظراتها سهام تختلج الروح البعيدة بُعد السفر,
في قلبها أنثى لا تعرفها,
في قلبها كل سطر قد سبق,
خَططتهُ بمداد الورد والياسمين و العبق,
واحة الشعر .. في قلبها أنثى لا تشبهها قصيدة للشاعر محمد مسلم




















































