آربريس / بوشعيب خلدون : في تصريح خاص لمجلة ArtPress، أكد أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، أن المبادرة الأطلسية تجسد رؤية ملكية راسخة لتعزيز الشراكة الإفريقية جنوب-جنوب. كما اعتبرها امتدادًا لجهود المغرب في ترسيخ سيادته على الصحراء المغربية عبر التنمية والتحالفات الاستراتيجية.
في تصريح لمجلة ArtPress، قال السيد أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب:
“منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، عبّر المغرب عن موقف واضح تجاه القارة الإفريقية، قائم على مبدأ ‘العودة إلى الجذور’، ولكن برؤية حديثة ترفض التبعية وتؤمن بالشراكة الندية. وقد جاءت المبادرة الأطلسية كتتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الذكي وتأسيس شراكات متينة مع دول الجوار، شملت مجالات حيوية كالفلاحة، الطاقة، التعليم، والدفاع.”
وأضاف الصلاي أن ما يميز هذه المبادرة هو التركيز على المصالح المتبادلة دون أي نزعة هيمنية، فالمغرب لا يفرض شروطًا، بل يعرض خبراته وبنياته التحتية لخدمة التقدم المشترك، وهو ما جعلها تلقى ترحيبًا إقليميًا واسعًا، سواء من الدول الإفريقية المعنية مباشرة أو من شركاء استراتيجيين آخرين.
وأشار إلى أن البعد الإفريقي يشكل أحد أسس السياسة الخارجية المغربية، حيث يعمل المغرب على تعزيز حضوره كفاعل رئيسي في القارة من خلال شراكات استراتيجية تقوم على التعاون جنوب–جنوب، بما يعكس رؤية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي للقارة بعيدًا عن أي تبعية خارجية.
وفي هذا السياق، ذكّر الصلاي بأن جلالة الملك محمد السادس كرس هذا النهج من خلال إطلاق مشاريع كبرى في ميادين الاقتصاد، البنية التحتية، والتعليم، إلى جانب دعم الأمن والاستقرار الإقليميين.
كما أبرز أن المبادرة الأطلسية التي دعا جلالة الملك إلى تفعيلها بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، تشكل جزءًا من استراتيجية بناء تحالفات قوية تشمل دولًا إفريقية وأوروبية، وتعزز السيادة المغربية على الصحراء من خلال مشاريع تنموية استراتيجية. ومن بين أهدافها تمكين دول الساحل الإفريقي غير الساحلية كمالي والنيجر وبوركينا فاسو من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر ميناء الداخلة الأطلسي قيد الإنجاز، مما يسهم في فك عزلتها وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي.
وعلى المستوى الجيوستراتيجي، أكد الصلاي أن المغرب يسعى لأن يكون حلقة وصل محورية بين إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا، ليأخذ موقعًا متقدمًا في ملفات الطاقة، الأمن الغذائي، والتحول الرقمي. أما من منظور التنمية، فهي تسعى لتصحيح اختلالات بنيوية عمرها عقود، عبر تشجيع الاستثمار وخلق دينامية إقليمية مشتركة.
وأشار الصلاي إلى أن الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة مؤخرًا بشأن قضية الصحراء المغربية، يشكل دعمًا صريحًا لمخطط الحكم الذاتي، ويعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف تحت قيادة جلالة الملك. كما اعتبر أن الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، كانت محاولة لقرصنة الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء، وتغييبا للموقف الفرنسي ضمنيًا.
وفي ختام تصريحه، قال الصلاي:
“لقد أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب افتتاح الدورة التشريعية الماضية، أن المملكة انتقلت من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير في تدبير ملف الوحدة الترابية، داعيًا إلى الانتقال من رد الفعل إلى المبادرة. والمغرب اليوم، لا يفاوض على مغربية صحرائه، بل على سبل إنهاء هذا النزاع المفتعل في إطار السيادة الوطنية.”
#المبادرة_الأطلسية
#الصحراء_المغربية
#السياسة_الخارجية
#الداخلة
#المغرب_إفريقيا
#Ahmed_Slaili
#حكم_ذاتي
#المسيرة_الخضراء
#الملك_محمد_السادس
#ArtPress
#التنمية_في_إفريقيا
#الجهوية_المتقدمة