آربريس : كثيرا ما تكون الحياة عند بعضنا على الأقل مجرد عبور بصَري ليس إلا، لأنه لم يتَذوق جوهرها،ولم يَغص في أعماقها للوقوف على لآلها المستكنة في تجاويف صخورها،وهذا مصدر ازوراره عما هو الأروع فيها من الصيت والمال والجاه والنفوذ، واستدرارِ إعجاب الآخرين،ألا وهو الفكر والمعرفة والجمال،فحياة خالية من هذه الثلاثة هي حياة خالية من الروح العليا،تُشبه في مَدْرجها مدرج الحيوانات،لا مدرج الإنسان الذي يُعد أرقى مخلوقت الله.
فالمعرفة هي التي تؤهل الكائن لتلقي الحياة بمحبة واقتدار، وهذا ما وقفت عليه خلال تتبعي للأستاذ أبي الأنوار عبد المالك أبي تراب في مناشطه الفكرية والأدبية والإعلامية.فهو قامة فكرية إبداعية تملأ زمننا بالأبهى والأجدِّ معرفيا،وتُضيئه بما لم يُضئه به الآخرون،حتى ليصدق فيه قول الطائي:
متوقد منه الزمان، وربما كان الزمان بآخرين بليدا
أُعجبت به توقدا،ونبوغا،ونباهة، ونبلا،ورجاحة عقلٍ قبل الالتقاء به.ولما تشرفتْ نفسي بطلعته أدكت أن الرجل مَجرةَ معارف وفضائل،وفوحةًَإنسانيةً نادر ضريبُها في أيامنا هاته.فالرجل بِسَمته المهيب يجعل مخيالك يستحضرُ الذين تنفستْ وتتنفس الأرضُ عبقريتهم فأصابها،ويصيبها من الخير الإبداعي غيثٌ لا جفافَ بعده،فهو عَلَمُ الزمن المغربي المدهش،من أيما جهة أتيته سعدتَ وفرحتَ،لا يَرُد طِلبتك،ولا يجعل وقتك ترابا،وإنما يُحيله تِبراً.دَيدَنُه نشرُ النور في النفوس والعقول لتُزهر الحياة بالمحلوم به،و يدركَ من يَقلِي المعرفة وأصحابَها أنه في باطنه يقلي الوجود الذي هو ذرة فيه،وأنه دون علمٍ أحقرُ من قشةٍ، وأعمى من خُلْدٍ.
هكذا علمنا أبو الأنوار
فلك خالص محبتي وإجلالي أيها السبَّاق إلى جليل الأعمال في الإعلام والإبداع والتنشيط الثقافي.ويا أيها المتفرد في نهجه،والمضيء خطوُه فينا،لا أرى لك نِدا في هذا المجال ،ومن ثمة صارت قلوب المبدعين المغاربة تنبض بحبك،وتلهج باسمك،وتثني أسمى الثناء على ما تٌسديه للثقافة والفكر والأدب والإعلام من أياديَ جُلَّى.
يا أعزك الله ،وأعز بك، وأسعدك وأسعد بك،وأنار الحياة بحياتك وعِلمك.
لك الشكر حتى ترضى على ما أسديتَه لي من كرم وود ووفاء في مرضي وصحتي،فدونَكَ دُرَّةَ حُب معشَّقةً باسمك:
وكلٌّ له من معاني اسمِهِ نصيبٌ به في الورى يرتقي
ونحن ارتقينا..ولكن بنورٍ تَولَّد منكَ كعطرٍ نقِي
الكبير أحمد بلحاج آية وارهام : عبدالمالك أبا تراب قامة فكرية إبداعية تملأ زمننا بالأبهى والأجدِّ
