مقدمة آربريس / في قلب الصحراء المغربية، حيث تتداخل الأسطورة والتاريخ، وتُسجَّل البطولات في ذاكرة الرمال، برزت أسماء نسائية نفضت الغبار عن تراث الأعلام والصلحاء والعالمات في هذا المجال الشاسع. من بين هؤلاء، تتألق الدكتورة فدوى اجمولة، الباحثة والأكاديمية التي كرست مسيرتها العلمية لاستكشاف خبايا التاريخ الصحراوي، ولا سيما دور النساء اللواتي شكلن جزءًا حيويًا من نسيج المعرفة والتصوف والعلم.
حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 2019، وواصلت عملها البحثي الرصين، لتنشر أعمالًا مرجعية، مثل “سندس الزهراء في تراجم نساء الصحراء”، الذي سُدَّ به فراغ كبير في الكتابات التاريخية حول المرأة الصحراوية. ومن خلال دراساتها العميقة، استطاعت أن تلفت انتباه الباحثين إلى زوايا منسية في الثقافة الحسانية والتراث الصحراوي.
حظيت أبحاثها بإشادة واسعة، وشاركت في العديد من المؤتمرات والملتقيات الفكرية، مما جعلها واحدة من أهم الأسماء التي تُعنى بتوثيق السير والتراجم الصحراوية. فدوى اجمولة ليست مجرد باحثة، بل مؤرخة دقيقة، تكتب بحس تاريخي نافذ، لترسم صورة متكاملة عن أعلام الصحراء، رجالًا ونساءً، الذين أنارت أعمالهم الفكرية والروحية دروب الأجيال اللاحقة.
* الولادة والنشأة:
– فدوى اجمولة الكاتبة والباحثة في مجال تراجم أعلام الصحراء، والأكاديمية القديرة، التي تمكنت من تكريس مسار حافل ومميز في البحث والكتابة وإزاحة الغبار عن شخصيات صحراوية، وخاصة النساء الصحراويات الشهيرات.
* المؤهلات العلمية:
– حاصلة على شهادة الدكتوراه سنة 2019، عن أطروحة جامعية حول موضوع: “الكرامة الصوفية في الصحراء المغربية”، تحت إشراف الدكتور محمد الظريف، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، بالرباط.
* المسار الأدبي:
– تحظى أبحاثها العديدة والرصينة والقيمة بتثمين واسع من طرف العديد من الباحثين داخل المغرب وخارجه في الوطن العربي.
– شاركت فدوى اجمولة في العديد من المؤتمرات الأدبية، ومنتديات البحث في المغرب.
* أعمالها المنشورة:
– “الكرامة الصوفية بالصحراء المغربية خلال القرنين الهجريين 13ـ 14؛ الشيخ سيدي المختار الكنتي والشيخ ماء العينين أنموذجا “، سنة 2020.
– “سندس الزهراء في تراجم نساء الصحراء”، مركز روافد، سنة 2021.
– “أنوار السالكين في تراجم أعلام الصحراء الصالحين”، مؤسسة فهارس لخدمات الكتاب، سنة 2022.
– “بذور الورقاء في تراجم أولياء وصلحاء الصحراء”، دار الأمان، سنة 2024.
* الكتاب الأشهر:
– “سندس الزهراء في تراجم نساء الصحراء”، الذي حظي بتقدير كبير، وسد فراغا في مجاله.
* على لسانها:
– تقول الباحثة الأكاديمية الدكتورة فدوى اجمولة
في نص لها (موقع “لينا بريس”، بدون تاريخ):
– “لا سبيل إلى معرفة الصحراء ثقافيا وفكريا دون معرفة رجالها، ممن وَجدوا فيها مرتعا نقيا هادئا واسعا للتأمل، و الخَلْوة، والزهد، وتربية النفوس وبنائها، وصناعة العلم واستمرار تبليغه. ولا شك أن هذه النماذج البشرية الروحية الراقية لها ما يشابهها في مراكز عمرانية مغربية وعربية وإفريقة أخرى.. وقد كان معيننا في البحث عن هؤلاء الأعلام الصلحاء جملة من ذخائر التآليف التراثية، والمظان الحديثة، منها المخطوطة والمطبوعة، المعروفة والمغمورة، العربية، والمغربية، والصحراوية، والشنقيطية، والإفريقية أيضا.. تضم تراجم أولياء وصلحاء الصحراء…”.
* في عيونهم:
– يقول الدكتور إدريس شداد في مقدمته لكتاب: “سندس الزهراء في تراجم نساء الصحراء”:
– “يأتي هذا الكتاب لينفض الغبار عن عالمات الصحراء، ويذكرنا بأن هذه المناطق القاحلة والمنفرة، أنجبت عالمات لهن صيت ذائع في مجتمع ذكوري تغلب عليه الرواية الشفهية بالدرجة الأولى… ولا يخفى على كل باحث ما يمثله هذا العمل العلمي من قيمة مضافة لكل الأعمال التي أنجزت حول المجال الصحراوي. فالدكتورة فدوى اجمولة، تصبو من خلال كتابها هذا لرصد جوانب من سير أعلام الصحراء النسائية اللواتي وأد المجتمع الذكوري أعمالهن في الرمال، فصِرن نسياً منسياً”.
#فدوى_اجمولة #سندس_الزهراء #تراجم_نساء_الصحراء #الكرامة_الصوفية #التصوف_في_الصحراء #الموروث_الصحراوي #البحث_الأكاديمي #الأدب_الحساني #الهوية_الثقافية #نساء_مغربيات