.

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. عتيق بنشيكر : فشل الإعلام الرسمي في تأسيس مرحلة تُواكب النهضة التي يعرفها بلدنا

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. عتيق بنشيكر : فشل الإعلام الرسمي في تأسيس مرحلة تُواكب النهضة التي يعرفها بلدنا

قنوات التواصل ليست مكملة ولا ضرورية، ولكنها بمثابة لجوء جماعي أو هجرة جماعية غير شرعية، وأظن أن رمضان فاضح لإعلامنا الرسمي.

#حوار : بوشعيب خلدون

أواصل لليوم الثامن والعشرون رحلة حوارتي من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة آربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت ان اؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها في جريدة الصحراء المغربية الغراء ..  وكل عام أتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة آربريس أستضيف فيها كتاب وشعراء وفنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشييل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..

ضيف الحلقة الثامنة والعشرون ابن مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الأدارية  التي تحتضن أكبر مسرح بافريقيا .. هي التي تغنى فيها مكري عن حوريته التي افتقدها بين أزقة المدينة التي تعود إلى العهد الموحدي والمرابطي أيضا

وشحه جلالة الملك حفظه الله بوسامين ملكيين: الأول وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة والثاني وسام من درجة قائد، نظير مساره المهني المتميز  واسهاماته المشهودة في المجال الإعلامي..

ضيفنا رأى النور بالرباط سنة 1960 وفيها كانت مراحل دراسته الابتدائية ثم الثانوية ، ليلتحق بدار القرآن في الرباط التي أمضى فيها أربع سنوات، مكنته من ضبط قواعد التجويد والمشاركة في عدة مباريات عالمية، لكن عتيق لم يتخصص في الميدان الديني، بل كان هدفه العمل في المجال السمعي البصري. هكذا، وبعد حصوله على الإجازة في شعبة الأدب العربي من جامعة محمد الخامس بالرباط ،التحق بالإذاعة الوطنية سنة 1978، قبل الالتحاق بالقناة الثانية، ليشارك في مشروع إطلاق القناة سنة 1989. وسبق لعتيق بنشيكر ان خاض تجربة اعلامية خارج ارض الوطن تكللت بالنجاح والتميز.

طيلة اشتغاله في القناة الثانية نالت برامجه شهرة كبيرة في الساحة الوطنية و من بينها، برنامج مسار الذي كان يكرم كل شهر وجها من الوجوه البارزة في مختلف الميادين في الساحة الوطنية، بساط الريح، نجوم ونجوم، نجوم الغد، وكلها برامج أسدت خدمات كبيرة للفن والفنانين المغاربة، إذ أخرجت بعضهم من ظلام النسيان، وأتاحت لآخرين التنعم بأضواء الشهرة.

كما سبق له ان خاض تجربة مهمة ومتميزة عبر برنامج مواهب في تجويد القرآن الكريم  الذي كان يحضى بحصة الأسد في نسب المشاهدة كما كل البرامج التي كان يشرف عليها.

وإلى جانب المجال الإعلامي له ارتباط وثيق بالشعر العربي الفصيح فهو يجيده قراءة ونظما، أدار مئات من التظاهرات والملتقيات والجوائز العالمية في المغرب وخارجه، بنشيكر فصيح اللسان، ولغته العربية، وفن الالقاء عنده يكاد يكون متفردا في ذلك على المتستويين الوطني والعربي ..

عاشق للحيوانات الـأليفة وخصوصا القطط التي تربطه بهم علاقة الاب بأبنائه .. انه يفهم لغتهم ويفهمون نظراته وروحه التي تسمو على سفائف الانسان …

ويعتبر عتيق بنشيكر من بين أفضل مقدمي البرامج ومن رواد المجال الإعلامي في المغرب…

حاليا يقدم برنامجه المتميز قهيوة ولا اتاي في قناة شدى ف م وأيضا يطل على جمهوره من خلال قناته الخاصة على اليوتوب.

ضيف الحلقة الثامنة والعشرون الإعلامي والمنشط التلفزيوني عتيق بنشيكر يحاوره بوشعيب خلدون 

1/ عتيق بنشيكر  في جملة؟.. 

ـ لا أستطيع الحديث عن نفسي بنفسي إلا من زاوية مهنية احترافية، أنا والإعلام نتماهى، وكُتب عليّ أن أشتغل في هذا الحقل الذي هو جزء من حياتي اليومية سواء في التأمل أو الاشتغال أو التفكير في مشاريع وأفكار رغم ضيق مساحة الأفق، في ما يخص المتاح والواقع، وهذا شيء يحز في النفس. أعتذر إن كان في لهجتي شيء من الاستياء والإحباط لأن المنابر الإعلامية موجودة ولكن محصورة بين فئة معينة وليس هناك إثراء أو تنويع أو تقديم فرص للشباب ووجوه جديدة وأفكار ثورية رائدة لتُنعش المشهد الإعلامي الراكد المتكرر.

2/ كيف تستقبل شهر رمضان مع ما يتطلبه ذلك من تغيير في نظام الأكل والعمل ؟.. 

ـ أستقبل رمضان بشوق وأودعه على أمل أن نعود نحن إليه وأن يبلغنا الله إياه ونحن في موفور الصحة والعافية، وهذا ليس على الله بعزيز.

3/ بعيدا عن اكراهات العمل والاعداد لبرنامجك الذي يبث عبر شدي ف م وقنانك الخاصة   كيف تقضي يومياتك الرمضانية وهل هناك فسحة للكتابة سواء في مجالك الاعلامي او اصناف أخرى .. أم إنه شهر يعتبر امتدادا للشهور والأيام العادية ؟.. 

ـ يومياتي الرمضانية بين الأذكار وقضاء حوائج الأسرة والعائلة، وهناك طقوس يومية يخضع لها النشاط اليومي المتعلق بتدبير شأن البيت والإعداد للوجبات الرمضانية.

4/ اشتغالك لسنوات في مجال الإعلام المرئي والمسموع في المغرب وخارجه ما رأيكم  فيما تقدمه القنوات المغربية من انتاجات رمضانية وحتى خارج رمضان وفي رأيك ما سبب تغيبيب أعمال ذات بعد تاريخي من مسلسلات وافلام وثائقية ؟.. 

ـ جعلني اشتغالي في الإعلام داخل المغرب وخارجه أواكب ما يقدّم للمشاهد المغربي على القنوات، أراها بعين ضاجرة وفيها شيء من الإحباط والاستياء لكونها لا تعكس بتاتا انتظارات الناس، ومع الأسف فشل الإعلام الرسمي في تأسيس مرحلة تُواكب النهضة التي يعرفها بلدنا، أو تدعم قاطرة التنمية والنهوض بأوراش اجتماعية واقتصادية وثقافية وفنية وتحريك عجلة الإبداع والمساهمة في ترصيص الصفوف في سبيل نشر الوعي وتحريك النقاشات حول ما يحدث في المغرب بدل البحث عن أخبار شوارعنا وبيوتنا وواقعنا الاقتصادي والسياسي في منابر ليست أجنبية فقط ولكنها غريبة عن الآخر الذي هو طرف في النزاع.

5/ اشتغالك لسنوات في مجال الإعلام المرئي والمسموع في المغرب وخارجه   ما رأيكم  فيما تقدمه القنوات المغربية من انتاجات رمضانية وحتى خارج رمضان  وفي رأيك ما سبب  تغيبيب أعمال ذات بعد تاريخي من مسلسلات وافلام وثائقية ؟.. 

ـ بالنسبة لتغييب هذه النوعية من الأعمال، فهذه نقطة مهمة جدا لأنه حتى تنجز قناة تلفزيونية مسلسلات تاريخية لابد أن يساهم في ذلك قطاعات حيوية مختلفة على رأسها وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الأوقاف والشؤون المالية وتساهم بالدعم الثقافي والفكري والتوثيقي وترسيم أولا الرسالة لأنها تتوجه برسالة تاريخية طبعا ولكن لها أيضا آثارها على السياسة الخارجية للوطن وعلى السياحة الداخلية والدولية، فالأمر يتضمن شقان: شق التوعية وواجهة لإبراز عمق هذا البلد، وشق تحريك السياسة والاقتصاد وجعل المغرب في صدارة وجهات المشاهدة في شهر رمضان، مع الأسف، في كل مرة نخلف الموعد ونضيع فرصة تاريخية في كل شهر رمضاني بدل أن نغوص في الإسفاف والتفاهة وتدني مستوى الخطاب الإبداعي وإنزال الأفكار السمجة والهابطة والمخلة بالحياء أحيانا، كان أحرى بنا أن نقتدي بما حصل في الدراما السورية إذ تبنت الدولة مشروعا إبداعيا إعلاميا رائدا مازالت آثاره الإيجابية سارية إلى يومنا هذا رغم توقف الدراما السورية عن الإبداع مثل الماضي. كل الشروط متوفرة في بلدنا لنتربع على عرش الافلام والمسلسلات التاريخية خاصة وأن تاريخنا مازال طريا تلفزيونيا لم تلمسه أيادي الإبداع إلا لماما، وتاريخنا كانت له آثار على مجموعة من البلدان، كان الأجدر  ألا نضيع تاريخينا في توفير مسلسلات مكسيكية وإدخالها إلى حرمات بيوتنا دون استئذان فقط لأن القنوات تجد تكلفتها رخيصة لتعبئة شبكات برامجها اليومية، كما أن القنوات الرسمية والتي تدعمها الدولة بميزانيات ضخمة تنتج من خلال شركات إنتاج وتحتكر الإشهار رغم أنها قنوات عمومية وكل الاشهارات تعود للقناة العمومية ولا يتحصل منها الباقي إلا النزر اليسير، ولن يستقيم الأمر إلا بالاهتمام بدور الإعلام في توفير الوعي الجماعي لأبناء الوطن.

6/ عطفا على السؤال السابق الا ترى معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سواء.. أم أنها مكمل وضرورة يجب ان تتعامل معها القنوات بذكاء ؟.. 

ـ في غياب نهضة إعلامية وبعد البحث عن منابر نجد فيها ذواتنا وهذا أمر مستحيل، فنهاجر ونسافر إلى العالم الرقمي عسى أن نجد شيئا ننتفع به في أوقات فراغنا، ونملأ به الفراغ الذي تركه الإعلام الرسمي، إذ لاشيء يجذبك إلى مشاهدة التلفزيون إلا بعض النتف القليلة واليتيمة، وأفرغت شاشاتنا من برامج الأطفال ومن برامج يساهم فيها الشباب وفي دوائر نقاشية يتحدثون فيها عن واقعهم وانتظاراتهم وآفاقهم ومن برامج تستقبل سياسيين وتضعهم على المحك أمام المشاهد أو المستمع الكريم وفي اتصالات مباشرة حيوية وتُنعش القلب والعقل تساعد على رؤية المستقبل بشكل شفاف وفيه مسحة من التفاؤل، وأفرغت من البرامج الدينية والتوعية وأفرغت من نقاشات حول إجراءات ترسمها الحكومة الحالية والمتعلقة بمصير ابنائنا وأسرنا، وعلى سبيل المثال الاجراءات المتعلقة بالدعم المباشر كل الناس حائرون ويتساءلون عما لهم وما عليهم.

قنوات التواصل ليست مكملة ولا ضرورية، ولكنها بمثابة لجوء جماعي أو هجرة جماعية غير شرعية، وأظن أن رمضان فاضح لإعلامنا الرسمي.

7/ ما هي الرواية التي قرأت وأثرت  في حياتك وان لم تكن رواية فمن هي الشخصية التي ساهمت في بناء شخصيتك ؟.. 

ـ قرأت كتابان اثنان هما: «البحث عن وليد مسعود» لجبرا إبراهيم جبرا، و«مباهج الفلسفة» لويل ديورانت، وأعجبني هذان الكتابان لأنهما حرّكا شيئا في وجداني وفكري.

8/ الاتفكرون استاذ عتيق بإصدار كتاب يتضمن مسارك الاعلامي لنقل خبرتك الي الشباب ؟.. 

ـ فكرت في إصدار كتاب، وطبعا سيكون عن الإعلام، لكني أشعر أن الكتاب سيكون فيه حديث ذون شجون وربما استسلام وخنوع، طبعا كانت هناك فترات مضيئة وتستحق أن تدوّن، فما وقع من إضاءة وإبداع على القنوات وخصوصا القناة الثانية عوضه على ما هو عليه الآن.

9/ اختار ثلاث اسماء كنت تتمنى أنهم  لم يرحلوا عن هذه الحياة ؟.. 

ـ أسماء تمنيت لو أنهم لم يرحلوا هي: أمي وأبي وأصدقاء آلمني رحيلهم كثيرا وعلى رأسهم عبدو الشريف رحمه الله، لقد أثر في كثيرا رحيله.

10/ ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ؟.. 

ـ هي مرحلة صعبة بالنسبة إليه، وستتاح له الفرصة الأخيرة للإجابة على كل التساؤلات لدى المواطن المغربي حول التحول الذي حدث في طريقة إدارته للمنتخب الوطني، والآن عليه أن يثبت نفسه بقوة إما بتفنيد مزاعم منتقديه أو أن يخيب آمال مسانديه، فوليد الركراكي في مرحلة صعبة لا يُحسد عليها، وأتمنى له التوفيق إن شاء الله رغم أنني لست راضيا على ما قدمه مؤخرا، ولكن هذه فرصة أخيرة له.

مهتمته ليست بالسهل أمام ما يروج عليه إعلاميا على مستوى المواقع، وإذا بدأ بالرد عليها فلن ينتهي من ذلك، عليه أن يلتزم الصمت الحكيم وألا يتحدث إلا قليلا وينتبه إلى ما ينتظره.

10/ لو التقيت بابراهيم دياز ماذا ستقول له ؟.. 

سأقول لإبراهيم دياز أنت سبتاوي اذن أنت مغربي، رغم أن سبتة محتلة، أنت ستظل مغربيا مهما طالت قرون الاحتلال، وأنت في بلدك ومع منتخبك وطريقة لعبك فيها حبك للوطن ونرفع لكل مغاربة العالم القبعة.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس