.

#ضيوف_مع_خلدون مع الدكتور نبيل الصافي رئيس المجمع الوطني للثقافة : الثقافة ليست ترفًا، بل أمانة نحملها جميعًا، وهي مفتاح التنمية والتغيير

#ضيوف_مع_خلدون مع الدكتور نبيل الصافي رئيس المجمع الوطني للثقافة : الثقافة ليست ترفًا، بل أمانة نحملها جميعًا، وهي مفتاح التنمية والتغيير

في حلقة جديدة من سلسلة “ضيوف مع خلدون”، نرحب بالدكتور نبيل الصافي، رئيس المجمع الوطني للثقافة، الذي يعدّ أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي المغربي. في هذا الحوار، يتحدث الدكتور الصافي عن تأثير شهر رمضان على نشاطه الفكري والثقافي، مشيرًا إلى أنه يمثل فرصة للتأمل والإبداع واستشراف المستقبل. كما يناقش الدكتور الصافي دور المثقف المغربي في مواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب، خاصة مع استضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مؤكدًا أن الثقافة ليست بمعزل عن هذه الأحداث، بل هي جزء من الهوية الوطنية التي يجب إبرازها عالميًا. وفي سياق الإعلام، يتحدث عن ضرورة تحرير القطاع الإعلامي وتعزيز التخصص الاحترافي لمواكبة التحولات السريعة في العالم الرقمي. كما يسلط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحديثة، مشددًا على ضرورة امتلاك أدواته بدلًا من الاكتفاء باستهلاكه. من جهة أخرى، يكشف لنا الدكتور الصافي عن مشروعه الجديد “مهرجان سينما المثقف”، الذي يسعى من خلاله إلى تسليط الضوء على المثقف في السينما وإبراز دوره في المجتمع. فكيف يرى مستقبل الثقافة المغربية؟ وما هي رؤيته لدور المجمع الوطني للثقافة في ترسيخ ثقافة الحوار وإنتاج المعرفة؟ تابعوا الحوار لمعرفة المزيد.

حوار بوشعيب خلدون مع الدكتور نبيل الصافي رئيس المجمع الوطني للثقافة

1. كيف يمضي الدكتور نبيل الصافي شهر رمضان؟ وهل لهذا الشهر تأثير خاص على نشاطاتكم الثقافية والفكرية؟ 

ـ كل عام وكل اهل الأرض بخير لماذا كل اهل الذنيا لأن الله تعالى قال ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].

فهو هدى للناس وليس للمسلمين فقط فبركة صيامه يحضى بها كل من ينهل منها ، فهذا الشهر له تأثير خاص على طبيعتي وحركتي ونظرتي لذاتي وللآخرين ولما حولي فأكيد أن نشاطي الثقافي والفكري يتناغمان مع رمضان فتجدني أكتب وأفكر واستشرف المستقبل فيه أكثر من غيره من الشهور.

2. المغرب يشهد نهضة كبيرة، خاصة مع استضافته لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، كيف تقيمون دور المثقف المغربي في مواكبة هذه الأحداث الكبرى؟ 

ـ المغرب باختصار هو ارض الثقافة وموردها ولعل الرياضة قد اخذت المشعل وهذا شرف لنا جميعا وان كنا لا نمارس الرياضة احترافا فنحن نحبها هواية ورياضة كرة القدم محبوبة الجماهير لا اقول معبودة الجماهير لان العاقل يحب الشيء ولا يتعلق به

3. هل تعتقدون أن الدولة قد أعدّت العدة الكافية لاستقبال هذه التظاهرات العالمية؟ وما هي المقترحات لتعزيز حضور الثقافة المغربية في هذه المناسبات؟

ـ اكيد ان الدولة قد أعدت عدتها ورفعت التحدي والنجاح حليفنا باذن الله فالمغرب لا يتخلف عن كتابة التاريخ ، لذلك اقترح ان يشارك الجميع في هذا الورش العالمي وان كان ظاهره رياضي فان حمولته متعددة الروافد فعلى الجميع ان يشارك في انجاح المونديال فان ضيوف المغرب لن يأتو عند اهل الرياضة فقط بل عند المثقف والفنان وبائع التحف ومعدوا الاكلات ومنظموا الرحلات فالحدث كبير والتحدي اكبر.

4. الإعلام المغربي يعاني من خصاص على مستويات عديدة، كيف تقيمون واقع الإعلام المرئي؟ وما هي مقترحاتكم لتطويره حتى يواكب التحولات الكبرى في المغرب؟ 

ـ عندما نتحدث عن الخصاص ليس المقصود منه التخلف عن الركب العالمي فكل الدول قد تعاني من الخصاص ولكن بدرجات متفاوتة فمثلا اذا تحدثنا عن الاعلام فالذي يحتاجه المشهد الوطني هو تحرير القطاع لخلق تنافسية منتجة وايجابية مع وجود هيئة للرقابة والمتابعة والمسؤولية فالاعلام يعتبر من القوى الفاعلة والفعالة في تطور المجتمعات الحالية لاتساع رقعة تواجده ولاتصاله بكل مكونات المجتمع واطيافه كما ننوه بضرورة وجود تخصص احترافي للاذاعات والقنوات والاعلاميين حتى يكون هناك منتوج ذو قيمة واثر اما يتحدث الكل عن الكل فهذا يدخل فالعشوائية وسد الخصاص كما اطالب بضرورة تأهيل دفتر التحملات للأفراد والمؤسسات التي تهتم وتشتغل في الاعلام

5. مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، كيف تنظرون إلى دمجه في المؤسسات؟ وهل ترون ضرورة مراجعة مناهج تدريس الإعلام لمواكبة هذا العصر الرقمي؟ 

ـ كل عصر له تحولاته وأسلحته ومقوماته وما نعيشه اليوم من ثورة علمية انتقلت من التكنلوجيا الرقمية الى الذكاء الصناعي جعلتنا أمام مطلب ملح وضرورة حتمية للدخول لعالم الكبار والمؤثرين اذا نحن ملزمين ليس فقط باستعمال الرقمنة والذكاء الاصطناعي بل بامتلاكهما لأن الذي ينحصر في زاوية الاستهلاك يضل تحت رحمة من يمتلك الانتاج والحمد لله المغرب لديك مقومات بشرية ومادية وجغرافية ليكون من اصحاب القرار والقوة في المجالين ويكون مرجعا للغير.

6. هل يواكب المثقف المغربي هذا التطور الرقمي؟ وهل يمكن الحديث اليوم عن صناعة ثقافية وهندسة ثقافية مغربية؟ 

ـ اسمحي لي ان اقول بشكل شخصي وموضوعي لا يمكن الحديث عن مفهوم الازمة لأمرين هامين:

أولا ليس هناك جهة تقييمية للمشهد.

ثانيا مفهوم المثقف ليس من المفاهيم القابلة للخضوع لمعايير الجودة.

اذن الحديث ان المغرب يعيش ازمة مثقف ليست صحيحة بدليل ان الكثير من الجوائز العربية فازة بها مغاربة لكن يمكن الحديث عن حضور المثقف ودور المؤسسات الثقافية هذا يحتاج دعم خاص وتأهيل خاص ويحتاج ايضا اعتراف مع التقدير للاعمال والمساهمات التي يقوم بها الافراد والهيئات التي تعنى بالثقافة.

7. هناك حديث متزايد عن أزمة المثقف في المغرب، كيف تشخصون هذه الأزمة؟ وما هي الحلول الممكنة لإعادة الاعتبار لدور المثقف في المجتمع؟ 

ـ نحن من موقعنا كمثقفين ومن غيرتنا على الثقافة ومساهمة منا في حمل مشعلها نجتهد في خلق دينامية مجتمعية مدارها الثقافة ولأننا ننهج طريق التميز لا التقليد ونقدم الجديد لا المستنسخ من البرامج والافكار نشتغل حاليا من خلال المجمع الوطني للثقافة على تأسيس مهرجان سينما المثقف حيث نسلط الضوء على المثقف ليس كموضوع هامشي كما هو الشأن عند الغير بل كموضوع رئيسي حيث نرغب في تناول صورة وحضور المثقف في السينما بل والحديث عن دور المثقف في خلف نهضة مجتمعية من خلا السينما ونحن نعلم بالدور الكبير والفعال الذي تضطلع به السينما فغايتنا جعل مسار موازي للسينما التجاري السينما ذات الرسالة والتأثير لذلك فنحن نواكب الفعل بالتنظير .

8. أنتم بصدد إصدار مؤلف جديد حول سينما المثقف، كيف يمكن للفكر النقدي أن يساهم في تطوير السينما المغربية؟ وما موقع المثقف بين التحليل النفسي والمنهج السوسيولوجي في هذا المجال؟ 

ـ نعم اشتغل الآن على تأليف كتاب جديد تحت عنوان سينما المثقف اتناول فيه مجموعة من الافكار التي تتقاطع حول المثقف من خلال الصوت والصورة والحضور في اطار الفن السابع لأننا نعتبر السينما وسيلة إعلامية بامتياز وذاكرة حية ومنصة دينامية للتواصل والاتصال ونظرا لما يقدمه المثقف بشكل عام وما تقدمه السينما بشكل خاص من رسائل تشتغل على ما هو مادي واللامادي وما تقوم به من تأثيرات على المتلقي على جميع المستويات النفسية والعقلية والسلوكية.

ولأن التنمية المستدامة تعتمد على المعرفة والثقافة والفكر الخلاق فنحن نشتغل على البعد الإنساني والحضاري للرقي بالمجتمع من خلال السينما.

المثقف الايجابي من يجد له موطئ قدم ضمن المجال الجغرافي والسياق التاريخي ومن مجال تخصصي وهو التحليل النفسي ارى ان المثقف ليس حالة منفرد ضمن أفراد المجتمع حتى يكون موضوعيا في تناول القضايا المجتمعية بتجرد تام فان كنا منصفين فحظ النفس لا يمكن تجاهله او نفيه لا كن في المقابل لا يمكن الركون اليه والا سنكون شخصانيين في حل المشاكل او توصيف الظواهر وعليه فالتحليل النفسي عند اشتغاله بمبدأ العقد والاسقاط يكون في ارتباط قوي بما هو سوسيولوجي فالمجتمع له تأثيره في التنشئة وفي السلوك فكما اننا نتحدد عن اشخاص اسوياء وغير ذلك فعلينا ان نتحدث عن مجتمع سوي او لا فالمجتمع بالمنطق الرياضي هو مجموع الافراد وبالمنطق الفزيائي هو اجتماع فالتفاعلات البينية تنتج لنا شخصيات فاعلة او شخصيات منفعلة.

9. هل تعتقدون أن المهرجانات الثقافية، مثل مهرجان سينما المثقف، قادرة على التأثير في المشهد الثقافي المغربي؟ وكيف يمكن تعزيز هذا النوع من المبادرات؟

ـ تلعب المهرجانات الثقافية الجادة دورًا مهمًا في إثراء المشهد الثقافي المغربي وتعزيز وعي الجمهور بأهمية الإبداع والفن، ويُعدمهرجان سينما المثقفإضافة نوعية إلى قائمة المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، حيث يهدف إلى إحداث تأثير حقيقي ومستدام. ومن أجل تحقيق ذلك، تم وضع استراتيجية متكاملة تشمل إدراج المهرجان ضمن الجائزة الوطنية للمهرجانات الاستثمارية والإبداعية، إلى جانب إقامة شراكات مع مهرجانات وطنية ودولية لإطلاق جوائز تنافسية في فئات متنوعة مثل الفيلم التربوي، الرياضي، الوثائقي، الروائي والعلمي. كما يسعى المهرجان إلى توسيع دائرة اهتمامه لتشمل مجالات مختلفة من السينما، كالتاريخ، الرواد، الفضاءات والأفكار السينمائية.

يهدف المهرجان بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على دور المثقف في المجتمع وإعادة الاعتبار لمكانته داخل النسيج الثقافي الوطني، إضافة إلى تحفيز الحراك الثقافي والفني، وتحقيق أهداف متعددة ذات أبعاد ثقافية، تنموية، اقتصادية، تعليمية، اجتماعية، فلسفية وترفيهية، مع التركيز على إبراز التنوع الثقافي المغربي محليًا ودوليًا، خاصة في جانبه اللامادي.

كما يسعى المهرجان إلى تعزيز التفاعل بين المثقفين محليًا ودوليًا، وإبراز مكانة الثقافة المغربية على الصعيد العالمي، وتأهيل الشباب والطلاب للاستفادة من السينما كصناعة ومدرسة تعليمية، إلى جانب تطوير مهاراتهم في مجالات السيناريو، التشخيص، التصوير، المونتاج، الإنتاج والتسويق. ولضمان تحقيق هذه الأهداف، يركز المهرجان على مجموعة من التدابير الإجرائية التي تشمل تسويق المنتج السينمائي المغربي، والاعتماد على البنية الثقافية المغربية كنقطة انطلاق، واعتبار المهرجان محطة ثقافية وفرصة استثمارية، إضافة إلى تحويله إلى وجهة استثمارية تجمع بين السياحة، المعرفة والإنتاج السينمائي. ومن خلال هذه الرؤية المتكاملة، يسعىمهرجان سينما المثقفإلى تعزيز مكانة السينما كوسيلة للتواصل والتأثير، وإحداث تغيير إيجابي في المشهد الثقافي المغربي.

10. ما هي رؤيتكم لدور المجمع الوطني للثقافة في ترسيخ ثقافة الحوار وإنتاج المعرفة، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المغرب؟

ـ لأننا نرى ان الثقافة أمانة يحملها كل صاحب ذوق وفكر فإننا نساهم من موقعنا وواجبنا المجتمعي في خدمة القطاع الثقافي والإبداعي في المملكة المغربية انطلاقاً من مسؤوليتنا الثقافية تجاه التعريف بالثقافة المغربية في السياق المحلي والعالمي، ومن خلال تمكين قطاعات الثقافة لأداء دورها والسعي إلى تطويرها وترسيخ مكانته وبالتالي فقد جعلنا أولوياتنا المؤسسية تتحدد حول عنصرين أساسيين،

أولا الثقافة: وتشمل كل المحتوى الذي يمكن يتناول تاريخ وحضارة المملكة المغربية بشقيه المادي واللامادي.

ثانيا والمثقف : ويتمثل في كل فرد له حمولة تصب في إثراء الساحة الثقافية المغربية.

ومن خلال الثقافة والمثقف نستشرف «أن نجعل المملكة المغربية منارة متميزة لاستقطاب الآخرعلى خارطة الثقافة العالمية».

#نبيل_الصافي
#المجمع_الوطني_للثقافة
#ضيوف_مع_خلدون
#الثقافة_المغربية
#رمضان_والإبداع
#المثقف_المغربي
#كأس_العالم_2030
#الإعلام_المغربي
#الذكاء_الاصطناعي
#سينما_المثقف
#المهرجانات_الثقافية
#الحوار_والإبداع

مستجدات
error: جريدة أرت بريس