في فضاء الثقافة الصحراوية الغنية، يبرز اسم الدكتور سيدي يحضيه بوهدا كأحد أعلام الأدب الحساني وحماة التراث في الأقاليم الجنوبية للمغرب. حاصل على دكتوراه في التاريخ حول “علاقات المغرب الروحية بإفريقيا جنوب الصحراء“، ويشغل منصب المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بمدينة بوجدور، بعد أن راكم تجربة مهمة كإطار بأسا الزاك و بوجدور . يجمع بين البحث الأكاديمي والإبداع الأدبي، فأصدر روايتي “بقايا حلم عزة“ و“رحيل بلا وداع“، إلى جانب مقالاته في الصحافة الوطنية. في هذا الحوار، نستضيف الدكتور بوهدا للحديث عن تجربته الأدبية والإدارية، ورؤيته لدور المثقف في مواكبة التحولات التي يشهدها المغرب، وسبل تعزيز حضور الثقافة الحسانية وطنياً وعالمياً. كما نتناول تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب، وإمكانية إدماج الأدب الصحراوي في المناهج التعليمية، وتحويله إلى أعمال سينمائية هادفة بعيداً عن الصورة الفلكلورية السطحية. يؤكد الدكتور بوهدا على دور الأدب والصحافة في إبراز الثقافة الحسانية كإرث إنساني غني، مشدداً على ضرورة دمجه في المناهج الدراسية لتعزيز الهوية الثقافية، بما يتماشى مع مشروع الجهوية الموسعة. كما يسعى إلى نشر أطروحته حول العلاقات الروحية بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، وإنتاج مقالات تاريخية تستكشف قضايا ثقافية واجتماعية. في ظل التحولات الرقمية، يطرح الدكتور بوهدا رؤيته حول كيفية تأقلم المبدعين مع هذه التغيرات، وتسليط الضوء على الثقافة الحسانية كجزء أساسي من المشهد الثقافي المغربي والدولي.
حوار : بوشعيب خلدون مع الدكتور الروائي سيدي يحضيه بوهدا المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بمدينة بوجدور
1. كيف يمضي الدكتور يحضيه بوهدا شهر رمضان؟ وهل لهذا الشهر تأثير خاص على طقوس الكتابة والإبداع لديك؟ وهل هناك طقوس رمضانية مميزة لأهل الصحراء تختلف عن باقي مناطق المغرب؟ وكيف تنعكس هذه العادات في الأدب الحساني؟
ـ سلام الله عليكم سعيد أن أكون ضيف اربريس برفقة الصحفي المميز بوشعيب خلدون..
حتى نغدو ونسافر عبر صحاري الكلمات..
بالنسبة لشهر رمضان وبحكم تحملي مسؤولية الشأن الديني باقليم بوجدور تكون الضغوط مضاعفة خلال هذا الشهر الفضيل حتى تمر اجواء الشعائر الدينية من صلاة التراويح في طمأنينة ويسر.
لذا وبحكم ضغوط العمل أمارس طقوس القرأة ليلا بعض الكتب المتعلقة بالادب. فعلا لهذا الشهر الفضيل تأثير في الإبداع.
لكل جهة خصوصية في مايتعلق برمضان اهل الصحراء ليسوا استثناء كباقي المناطق ينشغلون بقوس رمضان مع عادة السهر كل يمضي أوقاته كما يحلو له.. البعض يمارس لعبة السيك الذي يدخل مساجلات ومنافسة بين ممارسيه وقد تجد البعض يقرض الشعر الحساني في جلسات سمر.
2. المغرب يستعد لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، كيف ترى هذه النهضة الرياضية؟ وما هو دور المثقف والفنان في مواكبة هذه الأحداث الكبرى؟
ـ المثقف والفنان سفير لبلده وبما ان المغرب مقبل على تنظيم منافسات قارية وعالمية على أرضه فيجب ان تتكاثف الجهود لابراز الوجه الحضاري لامة ضاربة في عمق التاريخ لها مخزون ثقافي وبشري متنوع يعكس فسيفساء يطبعها التسامح. هنا يبرز دور الفنان والمثقف في عكس هذه الصورة كل بما يجيد فعله للمفاهمة في إنجاح عذه التظاهر آت الكبرى لابراز المكانة الحضاريةللمغرب.
3. في رأيك، كيف يمكن للأدب والصحافة والسينما الإسهام في تسليط الضوء على الثقافة الحسانية وجعلها جزءاً من المشهد الثقافي الوطني والعالمي؟
ـ للأدب كما الصحافة دور بارز في تسليط الضوء على الثقافة الحسانية من خلال إبراز مقدمتها كإرث إنساني مميز و رافد من روافد الثقافة الوطنية والعالمية، ولا ادل على ذلك من موسم الطنطان الذي أضحى ارث تاريخ، .من سنوات مدرج لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم كثقافة انسانية في لائحة “روائع التراث الشفاهي اللامادي للإنسانية منذ عشرين سنة 2005.
4. بوضوح، الذكاء الاصطناعي بات يدخل مختلف مجالات الحياة، كيف تنظر إلى تأثيره على الأدب؟ وهل يمكن أن يهدد دور الكاتب أم أنه مجرد أداة مساعدة؟
ـ بلاشك ان الذكاء الاصطناعي بات يغزو مختلف مناحي الحياة، ولم يسلم الأدب من تأثيره حتى البعض الكتاب يستعنون به في كتابة فصول من اعمالهم، في رأي المتواضع ان الأدب لابد ان تكون اللمسة الإنسانية حاضرة فيه فهو يتحدث عن الذات الإنسانية يلامس داخل النفس شي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي ان يعبر عنه. حتى وان حاول فسوف يبقى داخل قوالب معلمة خالية من الفطرة الإنسانية.
قد يهدد دور الكاتب اكيد كما يهدد المكتوب بل يهدد الإبداع الإنساني بشكل أعم.
هذا لاينفي انه يساعد بعض الكتاب أثناء الكتابة.
5. هل نحن مقبلون على ثورة رقمية ستغير الحياة اليومية للبشرية؟ وكيف يمكن للمبدعين والكتاب التأقلم مع هذه التحولات؟
ـ يا اخي نحن نعيش عصر طفرة تكنولوجيا غير مسبوقة جعلتنا أشياء احايين كثيرة افكر نحن إلى أين العالم إلى أين كيف يمكن للكاتب او المبدع ان يقاوم هذا التيار الجارف الذي لا يترك له مساحة للتنفس لجمع شتات أفكاره وكتبتها على نار هادئة.
على الكاتب ان يبتكر وسائل جديدة لتأقلم مع هذا الواقع الذي فرض نفسه بلا هوادة.
6. تمت الدعوة إلى إدماج روايات أدب الصحراء المغربي في المناهج التعليمية، كيف ترى هذه الفكرة؟ وما هو المطلوب لتحقيقها فعلياً؟
ـ طالبنا مرارا بدمج رواية الأدب الحساني في مناهج التعليم كي تعطي خصوصية اكثر ، ويجب اكثر من اي وقت مضى تنزيل هذا المقترح الذي يتماشى مع المشروع الأكبر الجهوية الموسعة التي تسعى لها البلاد ويجب أن تتظافر الجهود لانجاح هذا المشروع الذي يعد لبنة هامة في بناء مشروع ثقافي تعليمي يهم المنطقة لتعزيز هويتها.
7. إلى أي مدى يمكن تحويل الأدب الحساني إلى أعمال سينمائية؟ وما هي التحديات التي تواجه هذه المبادرة؟
تبذل جهود لتحويل بعض جوانب الأدب الحساني، مثل الحكايات الشعبية، إلى أعمال سينمائية، لكنها لا تزال محدودة وتواجه تحديات عدة، من أبرزها ضعف الدعم وغياب دور السينما، إضافة إلى افتقار المنطقة إلى المسارح.
نطمح بصدق إلى رؤية اهتمام أكبر بتطوير أعمال سينمائية تعكس الصورة الحقيقية للمنطقة، بعيدًا عن الطابع الفلكلوري السطحي، وتسهم في تقديم رسائل إنسانية هادفة. فالموروث الحساني زاخرٌ بالثراء، ولم يُكشف بعد عن كنوزه الدفينة التي تستحق أن ترى النور.
8. كيف تقيم دور الإعلام المغربي في تسليط الضوء على الأدب الحساني؟ وما هي اقتراحاتك لتعزيز حضوره في المشهد الثقافي؟
–دور الاعلام هام ولا ادل على ذلك تلفزيون العيون الجهوية التي لها نسب مشاهدة كبيرة غير أن الأدب الحساني في نظري أعمق من أن نخصه ببرنامج سنوي واحد.
أقترح الاستعانة بالعارفين والسابرين لاغوار الأدب الحساني فهم على قلتهم متواجدين كي نستفيد ونفيد الأجيال المقبلة.
9. في ظل التحولات الرقمية والثقافية، ما هي مشاريعك المستقبلية في مجال الرواية والبحث الأكاديمي؟
في ظل التحولات الرقمية والثقافية، أركز حاليًا على كتابة مقالات تاريخية تستكشف قضايا ذات أبعاد ثقافية واجتماعية عميقة. كما أعمل على نشر أطروحة الدكتوراه الخاصة بي في كتاب، حيث أتناول من خلاله العلاقات الروحية التي جمعت المغرب بإفريقيا جنوب الصحراء، مسلطًا الضوء على الأبعاد التاريخية والدينية والتفاعل الثقافي بين الجانبين. هذا المشروع يأتي في سياق السعي لفهم الامتدادات الروحية للمغرب في القارة الإفريقية، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها المجال الديني والثقافي اليوم.
#رمضان #الثقافة_الحسانية #الأدب_الحساني #الشعر_الحساني #الصحراء_المغربية #الإبداع_الأدبي #الذكاء_الاصطناعي #الأدب_والتكنولوجيا #المناهج_التعليمية #أدب_الصحراء #السينما_الحسانية #الإعلام_المغربي #التراث_اللامادي #موسم_طانطان #الرواية_الحسانية #التعليم_والثقافة #الجهوية_الموسعة #كأس_إفريقيا_2025 #كأس_العالم_2030 #الثقافة_الوطنية #الهوية_الثقافية #الفن_والرياضة #الإبداع_الإنساني #التطور_الرقمي #الموروث_الثقافي




















































