حوار : بوشعيب خلدون
نواصل لليوم الثاني من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على اجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة اربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت ان اؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا .. وكل عام بأسلوب جديد حوارات مغايرة في مجلة اربريس أستضيف فيها فنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشييل ميديا في بوح لآربريس لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..
الحلقة الثانية نستضيف فيها الكاتبة الروائية والمسرحية والإعلامية الكبيرة بديعة الراضي المناضلة على كل الواجهات سياسيا وثقافيا واعلاميا وجمعويا .. تمتطي ضيفتنا صهوة الحرف والكتابة التي بها استطاعت ان تصنع لنفسها اسما نحث بالنضال والكلمة الحرة الصادرة من امرأة حرة من سيدات وطننا الحبيب ..
ضيفتنا عينها صاحب الجلالة الملك محمد السادس عضوا بالهيأة العليا للمجلس الأعلى للاتصال السمعي –البصري. حاصلة على إجازة في اللغة والأدب العربي ودبلوم الدراسات المعمقة في السرديات. وقامت بتأليف مجموعة من البرامج الثقافية التلفزيونية وعشرات من الأعمال الأدبية. والسيدة الراضي عضو في عدد من الهيئات الوطنية والدولية.
بين النضال الحزبي والصحافة وايضا النضال الثقافي تواصل العمل دون كلل أو ملل ففي 9 مارس 2023 أسست رابطة كاتبات افريقيا برباط الانوار عاصمة الثقافات وهي محطة مفصلية في الحياة الثقافية بالمغرب وافريقيا.
غزارة الانتاج والفكر والكتابة كان ثمرته هو عملها الروائي الجديد “يوميات زمن الحرب “ الصادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع والذي سيعرض بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ابتداء من 9ماي 2024 بالرباط.
ضيفة الليلة الثانية من ليالي رمضان المتألقة بديعة الراضي يحاورها بوشعيب خلدون :
1 / بديعة الراضي في جملة.
مع نبدة مختصرة.
ج/بديعة الراضي كاتبة روائية ومسرحية .
رئيسة رابطة كاتبات المغرب وأفريقيا.
2/ كيف تستقبلين استاذة بديعة عادة شهر رمضان وهل أعددت وجبات للإبداع والكتابة في ظل التغيير في التوقيت ونمط الاكل الذي يتزامن مع هذا الشهر الفضيل.
ج/ رمضان بالنسبة لي زمن مختلف اكتشف فيه ذاتي وأنصت إلى فرحها وحزنها ورغباتها في الدفء الأسري .وذلك سؤال آخر في رمضان الحالي الذي افتقد فيه زوجي رشيد جبوج رحمه الله .كما هو زمن أضع لمساته بكثير من العزيمة في تقبل القدر وتقبل الحياة كما هي بأفقها وانتظاراتها التي ليس بالضرورة أن تكون كما نريد.
3/ هل رمضان يعتبر فترة عندك يمكن استغلالها للكتابة الإبداعية ام انك تستعيدين من خلالها يوميات حياتك واعادة ترتيب اوراقك .
ج/ الانصات إلى الذات الذي أشرت إليه في السؤال أعلاه يتضمن حضور الرغبة في الكتابة والقراءة والمتابعة لكافة الإبداعات قدر المستطاع أمام الزخم الانتاجي الرمضاني ، ولهذا يخلصك الانصات إلى الذات وإلى رغباتها من كافة الضغوطات ويدعوك إلى السكينة والدفء إما في مجال الكتابة أو التلقي.
4/ ان كان رمضان يشكل لديك فترة للابداع والكتابة سواء في مجالك كروائية او شاعرة او فاعلة جمعوبة اضافة الى مناصبك الاخرى، فكيف ذلك ..
ام انه شهر يعتبر امتدادا للشهور والأيام العادية..
ج/ رمضان ليس شهرا عاديا، إنه مثل بياض لوحة يدعوك إلى تشكيلها.
5/ سؤال بعيدا عن ما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي .. ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطور لهذه الانتاجات ام انه لابد من العمل وتخصيص دعم كبير لهذه الانتاجات لتكون افضل مع العلم اننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج او كتاب السيناريو او الجانب التقني.. وككاتبة الا ترىن معي ان تغييب الكتابة الروائية في اللانتاجات المغربية يعد من بين اسباب ضعف هذه الانتاجات ..
عطفا على هذا السؤال الا ترىن معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سوء..
ج/ أعتبر هذا السؤال ،سؤالا مركبا ،لكن عموما لا يمكننا أن نعمم في ضعف أو قوة الإنتاج،لأن كل عمل يستدعي قراءة تحليلية ترصد قوته كما ترصد ضعفه ، ولهذا علينا ان نتحرر أولا كمشاهدين من الصور النمطية ومن أسلوب تتفيه كل منتوج وطني .
فعلا هناك اجتهادات وهناك اشتغال كما أن هناك نقط قوة ونقط ضعف ، الشيء الذي يدعونا اليوم إلى مزيد من الاشتغال وتقريب المسافات بين عناصر الثقافة نفسها ، فالمغرب غني بتراثه وذاكرته ممتدة إلى آلاف السنين وكتابه وكاتباته مميزون في كافة المجالات .
لهذا فتقريب المسافات بين الإنتاج الوطني وهذا الزخم في الكتابة والمعرفة والتراث الشفوي والمكتوب والذاكرة القوية سيجعلنا رقم حقيقي في الانتاجات العربية والدولية ،لكن هذا لا يعني أن انتاجنا الوطني بعيد عن ذلك بل نعتبره في قلب معركة التغيير وشبابه وشاباته باحثون عن هذا الأفق المستقبلي. أما بخصوص مواقع التواصل فإن العالم الرقمي في حد ذاته مجالا للتحول ويحتاج إلى تصويبه وضخ العامل المعرفي والعلمي فيه لتضيق المساحات أمام نشر التفاهة.
6/ ككاتبة هل تعتبرين أن زمن الكتابة التقليدية يمضي نحو الاختفاء في وقت تحل محله الثقافة الرقمية والذكية ان صح القول ام أنهما يكملان بعضهما البعض.. وهل ترىن ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حاسمة في صناعة الثقافة والمثقف وتوجيه الجمهور ..
ج/التحولات التي نعيشها هي تحولات عامة في الحياة والوجود ،ومن يؤمن بالتغيير عليه أن يساهم فيه وألا يرفضه بل ينخرط فيه كي يتعزز الجسر .فإذا كنت تقصد بسؤالك عوامل التغيير في أسلوب الكاتب ووظيفته فإن الكاتب الحقيقي هو ابن زمنه وقوته تكمن في إقناع قارئه سواء بتقليديته او حداثته او هما معا من أجل منتوج جديد فاعل وحاضر في أذهان القراء .
7/ هل تستغلين روحانيات هذا الشهر الفضيل للقراءة ام هو فترة للاستراحة والتأمل..
ج/ هما معا …
8/ أسست مؤخرا لمنظمة افريقية رابطة كاتبات افريقيا وهي امتداد لرابطات كاتبات المغرب كيف تقيمين هذه التجربة وما الفرق بين العمل مع كاتبات مغربيات وافريقيات وما هو برنامجكم المستقبلي وهل ياتي هذا المولود في اطار التوجه المغربي نحو افريقيا منذ ان تربع جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش اسلافه المنعمين …
ج/ رابطة كاتبة المغرب هي مشروع ثقافي كبير أطلقناه ككاتبات مغربيات منذ سنة 2010.الفكرة كانت للفقيدة عزيزة عمر يحضيه وانخرطت فيها المؤسسات بديعة الراضي وزهور كرام ورجاء الطالبي ومليكه العاصمي كما دعمتها الفقيدة فاطمة المرنيسي وفاطمة الزهراء زريويل. كان المشروع متعثرا في بدايته، لكن عزيمتنا وانخراط الكاتبة المغربية فيه من كل الجهات والأقاليم جعل منه مشروعا وازنا اليوم وقادرا على حمل لواء الفعل الثقافي وأسئلته الجوهرية.
اما بخصوص رابطة كاتبات افريقيا فإن فكرته التي تشرفت بوضعها فإنها تعتبر مشروعا منخرطا في توجهات المغرب التنموية نحو افريقيا جنوب جنوب، وبالتالي فإننا في الرابطة المغربية مؤمنات أن الثقافة والفكر والمعرفة هي عوامل أساسية في إطلاق مسلسل خرائط التنمية،وأن التشارك في الفعل الثقافي المؤسساتي بين الدول الإفريقية من شأنه أن يؤسس منابر الترافع عن المشترك القوي بين الأفارقة، وأن يؤسس للثقافة التغيير بين الضفاف بطرق سلمية يكون فيها المثقف صوتا قويا في بناء مدن الجمال المتكافئة في هذه الضفاف.
إننا اليوم في رابطة كاتبات افريقيا التي يترأسها المغرب في شخصي المتواضع، نعمل على تقوية العمل المؤسساتي تنفيذا لقرارات المؤتمر المنعقد بالرباط يوم 9مارس2023 وذلك بتأسيس مكاتب محلية في كافة الدول المنخرطة. ورغم الصعوبات الوجستيكية فإننا في
المكتب الدائم لرابطة كاتبات افريقيا مجموعة المغرب نشتغل لتوفير الامكانيات من أجل تنفيذ البرنامج الذي سطرناه وعرضناه على كافة شركائنا وفي مقدمتهم وزارة الثقافة.
9/ ما هي اول رواية قرأت وأثرت في حياتك وجعلت منك ان تقررين في مسارك ان تكوني روائية وشاعرة ..
ج/ مجموعة من الروايات في مقدمتها الياطر للروائي السوري حنا مينة.
10/ اختاري ثلاث اسماء كنت تتمنين لو انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة.
ج/ رشيد جبوج ، والدي المهدي الشرادي، ابني جمال جبوج.
12/ رسالتك إلى المبدعين الشباب الذين يلجون لمضمار الكتابة .
ج/ القراءة في مختلف المجالات.
13/ خارج المألوف…
_ ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ..
ج/ رجل طني
_لو التقيت بابراهيم دياز ماذا ستقولين له ..
ج/ اقول له مرحبا بك في حضن وطن يسكنك .
_ هل ترشحين المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025..
ج/ نعم و بثقة كبيرة في إمكانيات فريقنا الوطني.
14 / سؤال كنت تحبين أن أطرحه عليك ولم افعل ،، ماهو و ما الإجابة عنه …
ج/ السؤال حول عملي الروائي الجديد “يوميات زمن الحرب “ الصادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع والذي سيعرض بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ابتداء من 9ماي 2024 بالرباط.
