.

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. شعيب حليفي : أنا كائن باع نفسه للخيال

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. شعيب حليفي : أنا كائن باع نفسه للخيال

 #حوار بوشعيب خلدون :

نواصل لليوم الحادي عشر من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة اربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت أن أؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها في جريدة الصحراء المغربية الغراء ..  وكل عام اتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة آربريس أستضيف فيها كتاب وشعراء وفنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشيل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..

الحلقة الحادية عشر  نستضيف فيها شعيب حليفي الروائي والناقد والأكاديمي،   رئيس مختبر السرديات (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك) منذ 1993، حائز على جائزة المغرب للرواية عن سنة 2020 ، من مواليد احد قرى مدينة سطات التي تسكنه ولو انه رحل عنها لكنه بقي ينتشي بعبق الارض والتربة ورائحة الحصاد والوجوه التي كانت تؤتث فضاءات القرية كالفقيه سيد احمد الذي علمه اول حرف في مسار المعرفة من خلال الكتاب … رواياته تنهل من كل ما هو داخل هذا الفضاء ليتسع للمجال الجغرافي لمناطق المملكة في حوار تاريخي كما في روايته الأخيرة  خط الزناتي التي صدرت في طبعتها المغربية وايضا في مصر عن سلسلة روائع الأدب العربي بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.

له العديد من الاصدارات  بين المؤلفات النقدية والرواية والعلمية ومن أهمها: هوية العلامات: في العتبات وبناء التأويل، و شعرية الرواية الفانتاستيكية ومساء الشوق و زمن الشاوية ورائحة الجنة و «مجازفات البيزنطي، ولا تنس ما تقول واللائحة طويلة ..

ساهم شعيب حليفي في العديد من الندوات بالمغرب والعالم العربي وأوروبا وأمريكا في مجال الآداب والعلوم الإنسانية. كما ساهم بالكتابة في عدد من الجرائد والمجلات المغربية والعربية وفي عدد من الكتب إضافة إلى العديد من المقالات والبحوث المنشورة في مجلات علمية محكّمة.

يشرف ضيفنا لهذه الليلة الرمضانية على إعداد مجموعة كتب في مجالات الأدب، التاريخ، القانون، والدراسات النقابية ضمن سلاسل: منشورات الرهان الآخر. حقوق الناس دفاتر الشاوية ومنشورات ألك.د.ش ومختبر السرديات والقلم المغربي. وهو عضو في عدد من الجوائز الهامة في الرواية والادب وادب الرحلة كما أنه كان رئيس تحرير والمدير المسؤول عن جريدة الرهان الآخر ورئيس ماستر الدراسات العليا والدكتوراه: الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب. ورئيس مؤسسة تامسنا للدراسات والأبحاث حول الشاوية وعضو اللجنة العلمية بآداب بنمسيك الدار البيضاء.

 ضيف الليلة الحادية عشر من ليالي رمضان الأديب والروائي والناقد والأكاديمي شعيب حليفي يحاوره بوشعيب خلدون :

1 / شعيب حليفي في جملة.

ـ كائن باع نفسه للخيال.

2/ كيف تستقبل  عادة رمضان وهل أعددت وجبات للإبداع  والكتابة في ظل التغيير في التوقيت ونمط الأكل  الذي يتزامن مع هذا الشهر الفضيل ؟..

بالإضافة إلى ان هذا الشهر بات جزءا من عقلنا المرتب على فصول في السنة، فهو موعد للتأمل ومعاودة النظر في الذات والنفس، وبالنسبة لي يكون اكثر الشهور التي أقرأ فيها الكتب التي تعذر عليّ قراءتها، كما هو فرصة للكتابة أو التخطيط للكتابة.

3/ عادة كيف تمضي أيامك ولياليك الرمضانية ؟.. 

ـ تمضي أيام رمضان بنفس النظام الذي تسير به في الأيام العادية، بالنسبة للعمل وباقي برامجي المرتبة. الشيء المتغير هو إيقاف برامجنا الثقافية العامة والتقليل من الاجتماعات التنسيقية العملية، وتوفير مساحة أكبر للاختلاء بالنفس والقراءة دون ضغط الزمن الذي يحاصرنا في الأيام الأخرى.

4/ هل رمضان يعتبر فترة عندك يمكن استغلالها للكتابة الإبداعية ام انك تستعيد من خلاله يوميات حياتك واعادة ترتيب اوراقك ؟..

ـ محبة شهر رمضان مترسخة في نفوسنا، ونحملها بمودة عالية كما نحمل طفولتنا معنا.. ففيه الفرصة مواتية لقضاء يوم كامل دون أن يرن هاتفك، أو أنت ملزم بمواعيد وأسفار أو اجتماعات. إن الفرصة الوحيدة لنا في السنة للتأمل بصفاء في الأحد عشر شهرا الفائتة أو القادمة.

5/ إن كان رمضان يشكل لديك فترة للإبداع والكتابة سواء في مجالك كروائي او ناقد، فكيف ذلك .. ام انه شهر يعتبر امتدادا للشهور والأيام العادية ؟..

ليس امتدادا بالمعنى الحرفي وإنما بالمعنى المجازي، لكنه موعد هادئ لبناء ما تشتت؛ ففيه أقرأ وأكتب في أوقات مختلفة من النهار والليل، على عكس الأيام العادية التي أضطر لا أجد فيها إلى الفجر للكتابة أو القراءة.

6/ سؤال بعيدا عن ما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي .. ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطور لهذه الانتاجات ام انه لابد من العمل وتخصيص دعم كبير  لهذه الانتاجات لتكون افضل مع العلم اننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج او الجانب التقني ؟..

وككاتب وروائي الا ترى معي ان تغييب الكتابة الروائية في الانتاجات المغربية من بين اسباب ضعف هذه الانتاجات ؟..

ـ أنا قليل المتابعة لما تقدمه القنوات التلفزية المغربية او العربية، بل أحيانا أخشى ان أقول منعدم المتابعة إلا ما تتم التوصية بمشاهدته، كما أن علاقتي بمنصات التواصل الاجتماعي على نفس المستوى الأول، لكنني يمكن أن أدلي برأي في الموضوع بشكل عام وهو أن أي اجتهاد أو إبداع مرتبط بسلسلة كاملة فيها الحرية والإمكانات المرصودة والداعمة، وإعادة الجسور المهدمة بين الفاعلين الثقافيين في ما بينهم ( بين صناعة الصورة وصناعة الكلمة ) ثم بناء الثقة بين المثقف والمجتمع، وهذا لن يتحقق إلا إذا استوعب هذا المثقف( الفنان والكاتب والتقني وكل مهتم بالصناعة الفنية والثقافية ومحتوياتها) دوره ومسؤولياته.

عطفا على هذا السؤال الا ترى معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سوء ؟..

ـ لا يمكن أن يستقيم فن ما إلا إذا كان مؤمنا بالحرية بعيدا عن التدجين مسلح برؤية وفكر ومعارف..

7/ ككاتب هل تعتبر أن زمن الكتابة التقليدية يمضي نحو الاختفاء في وقت تحل محله الثقافة الرقمية والذكية ان صح القول ام أنهما يكملان بعضهما.. وهل ترى ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حاسمة في صناعة الثقافة والمثقف وتوجيه الجمهور ؟..

ـ الممارسة الثقافية تتطور ولا يمكن أن نقف ضد التطور وإلا كنا ما نزال نرسم على الحجار وفي الكهوف ونرفض التطور الطبيعي للأشياء وهي من حتميات التاريخ.

الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي جزء من الذكاء البشري ورغبته في إنتاج محتويات عالية الجودة، شكلا ومضمونا. ودائما في كل المراحل التاريخية البقاء للأصلح والأقدر على تحقيق أسئلة ملائمة لعقلنا ومشاعرنا. كما أن وسائل التواصل الحديثة والمتطورة ليست هي ما يصنع الثقافة أو المثقف، ولكنها جسر وحامل، ولا يبقى إلا ما يكون مبنيا على أسس صحيحة ومتينة.   

8/ هل تستغل روحانيات هذا الشهر الفضيل للقراءة ام هو فترة  للاستراحة والتأمل ؟..

ـ الاستراحة والتأمل بالدرجة الأولى، وتتحقق أكثر بالقراءة والكتابة.

9/ كانت لك زيارة مؤخرا للديار الامريكية في اطار ندوة عن الراحالة المغربي استيفانيكو .. كيف أثرت مداخلتك في الحضور بامريكا وكيف أثرت فيك هذه الزيارة وهل تعتبرها مسارا اخر في كتاباتك ومـؤلفاتك عن الرحلة التي يمكن ان تكون رحلة بين زمنين متباعدين زمنا وثقافة ؟..

ـ ملتقى أمريكا هو جزء من نشاطاتنا العلمية والثقافية. بالتأكيد أي لقاء مع مثقفين آخرين من قارة أخرى حول مشروع إنساني محوره المغرب أو أحد أعلامه في مجال من المجالات مثل استيفانيكو الأزموري، سيكون إضافة للشروع العام الذي ندافع عنه، في أهمية أن تكون لنا كلمتنا بالأفكار في هذا العام المتحول. وكل مشروع مثل هذا لا يستكمل أهدافه إلا باستمراريته وإشراك مختلف المثقفين المهتمين من زوايا متعددة وأحيانا تبدو متباينة، وتأثيره ليس عليّ وحدي في ما أكتب أو ما يوحي لي ويغذي تطلعاتي الأدبية او البحثية ، ولكن على جل المشاركين الذي ينخرطون معنا من المغرب أو أمريكا أو باقي الدول مثل اسبانيا والبرتغال.

10/ ما هي اول رواية قرأت أثرت في حياتك وجعلت منك ان تقرر في مسارك ان تكون روائيا ؟..

ـ رواية الأرض التي عشت فيها والحياة الي تشابكتُ معها كانت هي الشرارة التي دفعتني للكتابة ليس ترفا او تقليدا لنص آخر من خيال آخر.. كتبتُ للدفاع عن خيالنا المنهوب  وعن الحرية والتحرر ضد الاستعباد والظلم الذي طال تاريخنا وإنساننا.

أما عن الروايات التي قرأتُ… فهي كثيرة في فترة مبكرة، كما قرأت الشعر والتاريخ والانتروبولوجيا.. لكنني وجدت في النوع الروائي رحابة لما أريد التعبير عنه.

11/ اختر ثلاثة اسماء كنت تتمنى لو انهم لم ترجلوا عن هذه الحياة ؟..

أبي وأمي وكل أصحابي.

12/ رسالتك إلى المبدعين الشباب الذين يلجون لمضمار الكتابة ؟..

أن يكونوا كما هم وكما يحلمون، مع الوعي بدورهم في مجتمعنا.

13/ خارج  المألوف ؟..

_ ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ؟..

كرة القدم فن مثل معزوفة حماسية.

_لو التقيت بابراهيم دياز ماذا ستقول له ؟..

فنان يمتلك خاصية تناغم غريب بين الحركة والفكر.

_ هل ترشح المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025 ؟..

أنا دائما لدي مساحات لامحدودة من الأمل، في كل شيء، وفي كرة القدم أيضا .. لأنني أثق في الانسان الذي يحقق ما يبدو بعيدا بالإرادة والطموح.

14/  سؤال كنت تحب أن أطرحه عليك ولم افعل ،، ما هو و ما الإجابة عنه ؟..

أعتقد أن الأسئلة السابقة كافية في السياق الذي نتحدث فيه.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس