يعتبر المخرج السينمائي والتشكيلي عبدالكبير نيشان واحدًا من الأسماء التي صنعت مسارها بصبر واجتهاد في مجال الفن السابع، حيث راكم تجربة غنية بين المسرح والسينما والتلفزيون. قادمًا من إقليم سطات، اختار نيشان طريق الإبداع رغم كل التحديات التي تواجهه، خاصة في ظل احتكار السوق من قبل لوبيات الإنتاج. لكنه ظل مؤمنًا بأن السينما الحقيقية لا تنبع إلا من معايشة قضايا المجتمع والتعبير عنها بصدق. في هذا الحوار، يحدثنا عبدالكبير نيشان عن طقوسه الرمضانية، ورؤيته لمستقبل السينما المغربية، كما يتطرق إلى غياب الرواية المغربية عن الإنتاجات السينمائية الضخمة، وأسباب ضعف الأعمال التاريخية، بالإضافة إلى الحديث عن النهضة التي يشهدها المغرب بتنظيمه لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، والدور الذي يمكن أن يلعبه الفنان في مرافقة هذه الأحداث. كما يتناول مسألة دخول الذكاء الاصطناعي بقوة إلى الحياة اليومية، وتأثيره على الإبداع، وهل نحن أمام ثورة رقمية ستغير ملامح الفن والحياة؟
حوار بوشعيب خلدون مع المخرج السينمائي والفنان التشكيلي عبدالكبير نيشان
1. عبدالكبير نيشان في جملة؟
أنا مواطن مغربي يبحث عن الحقيقة فوق الركح ووراء الكاميرا، لأنها في الواقع غالبًا ما تكون مزيفة.
2. كيف يمضي عبدالكبير نيشان أيام رمضان؟
أمضي رمضان كباقي المسلمين، بالصيام والقيام وقراءة القرآن، وأحاول أن أستغل هذا الشهر في التأمل والتخطيط لمشاريعي الفنية المقبلة، رغم أن قلة الدعم والشفافية في المجال الإبداعي تشكل عائقًا أمام تنفيذ العديد من الأفكار.
3. ما رأيك في واقع الإنتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع نظيرتها العربية؟
للأسف، لا جديد يُذكر، فدائمًا نفس الشركات ونفس الوجوه تتكرر على الشاشة. رغم أن لدينا كفاءات هائلة سواء في الإخراج أو التشخيص أو الجانب التقني، إلا أن المنظومة تحتاج إلى إصلاح عميق، ودعم حقيقي يُوجّه إلى المبدعين الحقيقيين بدل احتكار الإنتاج من قبل فئة معينة.
4. مع ازدهار المنصات الرقمية، هل ترى أنها سحبت البساط من القنوات التلفزيونية؟
بالتأكيد، أصبحت منصات مثل يوتيوب ونتفليكس توفر فرصًا أكثر حرية للمبدعين، بعيدًا عن قيود الإنتاج التقليدي، لكنها أيضًا تشكل سلاحًا ذو حدين، حيث يمكن أن تساهم في انتشار محتوى هادف، أو على العكس تكون وسيلة لتمرير أعمال لا تمت للفن الحقيقي بصلة.
5. لماذا تغيب الرواية المغربية عن الإنتاجات السينمائية؟
الرواية المغربية غنية جدًا بالأفكار والقصص التي تصلح لأعمال سينمائية قوية، لكن للأسف هناك ضعف في استثمارها بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية في الإنتاج السينمائي، إضافة إلى كون أغلب المنتجين يبحثون عن الأعمال التجارية السريعة بدل الاشتغال على مشاريع ذات قيمة ثقافية وفكرية.
6. وماذا عن الأفلام التاريخية؟ لماذا لا نرى إنتاجات ضخمة تروي تاريخ المغرب؟
الأعمال التاريخية تتطلب ميزانيات ضخمة، ودقة في التفاصيل، وهذا ما يغيب في السينما المغربية. هناك غياب للاستثمار الحقيقي في هذا النوع من الإنتاجات، رغم أن تاريخ المغرب غني بالشخصيات والأحداث التي يمكن أن تُنتج عنها أعمال سينمائية عالمية.
7. المغرب يستعد لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، كيف ترى هذه النهضة الرياضية؟ وما هو دور الفنان في مرافقتها؟
إنه حدث تاريخي بكل المقاييس، وسيجعل من المغرب واجهة عالمية في الرياضة والسياحة. على الفنانين والمثقفين أن يواكبوا هذه الديناميكية من خلال أعمال سينمائية ووثائقية تبرز التحولات الكبرى التي يشهدها البلد، وتسهم في تعزيز الهوية المغربية عالميًا.
8. دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجالات الحياة المختلفة أصبح واضحًا، كيف تنظر إلى تأثيره على الإبداع؟
التكنولوجيا أصبحت جزءًا من الإبداع، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة رائعة إذا تم استخدامه بطريقة صحيحة، لكنه في المقابل يشكل تهديدًا للإبداع الإنساني إذا اعتمدنا عليه بشكل كامل. أعتقد أننا أمام ثورة رقمية ستغير حياتنا، ولكن يبقى الإنسان هو الجوهر الحقيقي للفن.
9. كيف ترى مستقبل السينما المغربية؟ وهل يمكن أن نصل إلى صناعة سينمائية حقيقية على غرار بوليوود في الهند وهوليوود في أمريكا؟ وهل تعتقد أن غياب دراسة السينما في الجامعات يعد من الأسباب الرئيسية في ضعف الإنتاج السينمائي، باستثناء بعض الجهود الفردية والمبادرات المحدودة؟
إذا أردنا أن ننتقل من الهواية إلى الاحتراف، فعلينا أن نؤسس لصناعة سينمائية حقيقية، كما هو الحال في بوليوود أو هوليوود. هذا يتطلب رؤية استراتيجية طويلة المدى، تبدأ من التعليم والتكوين، مرورًا بالتمويل والإنتاج، وصولًا إلى التوزيع والترويج. غياب دراسة السينما بشكل معمق في الجامعات المغربية هو بالفعل أحد العوامل التي تعيق تطور السينما لدينا، فباستثناء بعض المبادرات الفردية والاستثناءات القليلة، لا يزال التكوين السينمائي محدودًا. يجب أن تكون هناك معاهد متخصصة، ودعم حكومي حقيقي للمواهب الشابة، إضافة إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال. المغرب يمتلك إمكانيات هائلة: مواقع تصوير عالمية، ومواهب مبدعة، لكنه يحتاج إلى بنية تحتية قوية وسياسات واضحة للانتقال إلى مستوى السينما الاحترافية.
10. رسالتك للمخرجين الشباب والممثلين الذين هم في بداية مشوارهم؟
تحلوا بالصبر والأخلاق، لا تستعجلوا الشهرة، واشتغلوا بجد على تطوير مهاراتكم. استشيروا الرواد، واستفيدوا من تجاربهم، ولا تخافوا من التجريب والابتكار. الفن الحقيقي يحتاج إلى إيمان وعزيمة وإصرار.
#ضيوف_مع_خلدون
#عبدالكبير_نيشان
#حوار_صحفي
#سينما_المغرب
#الإبداع_السينمائي
#الفن_التشكيلي
#الإخراج_السينمائي
#المسرح_المغربي
#الإنتاج_الدرامي
#رمضان_2025
#الذكاء_الاصطناعي
#الثقافة_و_الفن
#المغرب_2025
#كأس_العالم_2030
#دعم_الإبداع
#السينما_العربية
#الإنتاج_السينمائي
#المبدعون_الشباب
#الفن_والمجتمع




















































