.

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. عزالعرب العلوي : لانتاج أعمال سينمائية ذات بعد تاريخي تتناول كثيمة لها سير شخصيات مغربية نحتاج لإرادة حقيقية ولرأسمال ضخم ولعمل مشترك بين المبدعين وكتاب السيناريو والأكاديميين المتخصصين في تاريخ المغرب

ضيوف رمضان مع بوشعيب خلدون .. عزالعرب العلوي : لانتاج أعمال سينمائية ذات بعد تاريخي تتناول كثيمة لها سير شخصيات مغربية نحتاج لإرادة حقيقية ولرأسمال ضخم ولعمل مشترك بين المبدعين وكتاب السيناريو والأكاديميين المتخصصين في تاريخ المغرب

 #حوار بوشعيب خلدون :

لقد حان الوقت لنقاش عميق وجلسات بين المبدعين من مخرجين وكتاب سيناريو وبين المسؤولين على الشأن الثقافي والفني في البلاد لأن التحديات أضحت كبيرة وتقتضي الحفاظ على الذاكرة الشعبية المغربية وربط لحمة بين المتلقي المغربي وتاريخه ورموزه.

نواصل لليوم السابع من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة اربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت ان اؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها في جريدة الصحراء المغربية الغراء ..  وكل عام اتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة اربريس أستضيف فيها فنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشييل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..

الحلقة السابعة نستضيف فيها عزالعرب العلوي المخرج السينمائي والسيناريست والأستاذ الجامعي وهو أيضا رئيس مركز سجلماسة للدراسات والأبحاث السمعية البصرية.

من « كيليكيس دوار البوم» إلى «أندرومان من دم وفحم» يحاور المخرج الكبير عزالعرب العلوي الشاشة الكبيرة بابداعات تمكن فيها من ايجاد اسلوب سينمائي بعيدا عن لغة البهرجة والفانتازيا فهو الذي يعشق الافلام الوثائقية التي تقرب المشاهد من الواقع وخصوصا عندما يتعلق الامر بالشخصيات التاريخية التي يجيد عزالعرب العلوي الخوض في تفاصيلها بلغة سينمائية منبثقة من دراسة اكاديمية وتجربة طويلة..

ضيفنا يعتبر اول من حصل على دكتوراه في السينما بالمغرب منذ سنة 1996، اخرج اكثر من خمسين فيلما وثائقيا لصالح القناة الأولى المغربية وقنوات عربية ودولية مختصة في الفيلم الوثائقي، كما أنه أخرج أفلاما سينمائية قصيرة مثل: إيزوران والأعمى والغجرية، وأفلاما تلفزيونية مثل: مسحوق الشيطان، والرقاص،وبيت من زجاج … وفيلمين سينمائيين طويلين كيليكيس دوار البوم وأندرومان من دم وفحم، وثالث في مرحلة ما بعد الإنتاج. كما صدر له مجموعة كتب في مجال النقد والإخراج السينمائي الوثائقي اهما كتاب «المقاربة النقدية للخطاب السينمائي بالمغرب».

نالت اعماله المتميزة العديد من الجوائز الوطنية والدولية.

 ضيف الليلة السابعة من ليالي رمضان المخرج السينمائي والسيناريست عزالعرب العلوي  يحاوره بوشعيب خلدون :

عزالعرب العلوي في جملة

ـ مغربي اكاديمي عاشق للسينما والإبداع.

كيف تستقبل رمضان وهل أعددت وجبات للإبداع والكتابة والتفكير في مشاريع في الإخراج ما بعد موسم رمضان في ظل التغيير في التوقيت ونمط الأكل الذي يتزامن مع هدا الشهر الفضيل؟..

ـ شهر رمضان من الأشهر المفضلة عندي، أعيش فيه سكينة روحية داخلية، إضافة إلى أن الأجواء المحيطة في البيت وفي الشارع تكون هادئة. هذه الأجواء تساعد على الإبداع بكل تأكيد، غالبا ما اتفرغ للكتابة والقراءة.

عادة كيف تمضي ايامك ولياليك الرمضانية؟ــ

ـ عادة في رمضان أحب المكوث في البيت، لكن حاليا وبما أن الشهر متزامن مع العام الجامعي، فأنا ملتزم بإعطاء المحاضرات في الجامعة لطلبتي، وبعد الجامعة أعود للبيت أرتاح قليلا، ثم أقسم بقية الوقت بين القراءة، والكتابة، ووضع نقط وأفكارا لمشاريع جديدة. أحرص على تناول الإفطار مع أسرتي والاستمتاع بـ اللمة الرمضانية.

أما فيما يخص ليالي رمضان، وبما أني كائن محب لليل، فما بالك بليالي رمضان التي تطبعها لحظات روحانية خاصة، فأستغلها للتفكير ولتأمل الذات وعمل مراجعات عليها، وإعادة النظر في طرق المعاملات مع الآخر.

أحاول قدر الإمكان أن أشاهد بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية، كي آخذ فكرة عن الجديد في الموسم الرمضاني التلفزي سواء في المغرب أو في المنطقة.

ان كان رمضان يشكل لديك فترة للإبداع والكتابة سواء في مجالك كمخرج او أصناف أخرى كالكتابة، فكيف ذلك؟ أم أنه شهر يعتبر امتدادا للشهور والأيام العادية؟

كما قلت شهر رمضان هو لحظة زمنية مميزة عندي، أحرص على ألا يكون شبيها ببقية الأيام والشهور، أستعيد بعض المشاريع من الرفوف في الخزانة ببيتي، سواء المشاريع الوثائقية أو الروائية وأعيد قراءتها بتأن لإجراء تعديلات عليها أو إعادة كتابتها من جديد وفق رؤية جديدة، أو إضافة أفكار لها وتنقيحها، وإتمام ما اجده قد نضج وحان وقت نقله بصريا على الشاشة وتقاسمه مع الجمهور.

سؤال بعيدا عما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطوير لهذه الانتاجات ام ان لابد من العمل وتخصيص دعم كبير لهذه الانتاجات لتكون أفضل مع العلم اننا نتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج او الجانب التقني؟..

ـ بداية لابد من الاعتراف بأن الدراما المغربية عرفت حركية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية من حيث الإنتاجات الكمية، سواء تلك المعروضة على القناة الأولى أو الثانية، وهي إنتاجات تتميز بالإبداع أيضا على المستوى التقني والصورة. لكنها تبقى إنتاجات حبيسة الظرفية الزمانية والمكانية. نعم هناك كفاءات عالية سواء فيما يخص التشخيص أو الإخراج والجانب التقني كذلك، لكن أعمالنا التلفزية تخاطب المغربي فقط ولا يشاهدها الجمهور العريض على مستوى الوطن العربي، ما دمنا لم نصل لمرحلة تسويق أعمالنا الدرامية في رمضان وخارج رمضان نحو بلدان الجوار والمشرق العربي فإن هذه الإنتاجات ستبقى ذات نجاح محدود.

عطفا على هذا السؤال الا ترى معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتيوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سوء.. ام انها مكملة ومساعدة لها في الانتشار؟..

ـ شئنا أم أبينا فهذا صحيح، نحن في عصر الثورة الرقمية والزمن الافتراضي، المتلقي صار ملتصقا بهاتفه المحمول وباللوحة الإلكترونية أكثر من التلفاز، ولديه مواد عديدة تتراوح في قيمتها وجودتها على المنصات الرقمية سواء اليوتيوب أو نتفليكس أو شاهد أو غيرها. هي وسائط سرقت من التلفزيون جمهوره خاصة فئة الشباب، كما استقطبت مخرجين وممثلين خاصة وأن خلفها تقف شركات ذات رأسمال كبير. وقد حان الوقت فعلا كي يعمل التلفزيون المغربي بكل قنواته على أن يجعل من المنصات مكملا وداعما للإبداع الفني الدرامي المغربي، وحافظا للذاكرة والأرشيف التلفزي وأن يواكب التطور الرقمي السريع.

كمخرج افلام طويلة عرفت حضورا متميزا وايضا َأخرج افلام وثائقية لقنوات عربية ما سبب ضعف الانتاجات الوثائقية للمشاهد المغربي والعربي والعالمي وخصوصا في شق الأفلام الوثاىقية وايضا الأفلام التي تتناول الشخصيات المغربية لجعل السينما والأفلام كواجهة للدفاع عن تاريخنا الذي يمتد 12 قرنا… لمن ترجع سبب هدا التغييب اما حان الوقت لفتح نقاش عميق مع الجهات المختصة في شكل رابطة سينمائيين ومخرجين وكتاب سيناريو ؟ــ 

ـ دعني أتحدث عن المغرب، هناك محاولات وجهود حثيثة للمؤسسات لتطوير وإنتاج الأعمال الوثائقية سواء التلفزيونية أو السينمائية سواء من حيث دعم إنتاجها أو من حيث تضمين فقرات خاصة في مهرجانات سينمائية وطنية أو خاصة بالفيلم الوثائقي. لكن ما زلنا في بداية الطريق، فالأعمال الوثائقية يتطلب إنتاجها رأسمالا كبيرا وصبرا ووقتا طويلا وتحضيرا للمادة العلمية والتدقيق فيها خاصة إن كان موضوع العمل يتناول حقبة زمنية بعيدة عنا نسبيا، وحرية أكبر للمبدع والمخرج في اختيار الثيمات وطريقة معالجتها. لذلك فالعديد من الممولين والمنتجين يعزفون عن تبني مشاريع كهاته ويقبلون على إنتاج أعمال اجتماعية وسيتكومات تذر مداخيل آنية وتجذب جمهورا عريضا. فما دمنا لا نتوفر على قناة تلفزيونية للأعمال الوثائقية وصناديق خاصة منشأة خصيصا لتمويل الأعمال الوثائقية ومخرجين يتعاملون مع الوثائقي كعمل مستقل وليس كربورتاج، فإن هذا الصنف الإبداعي سيبقى الإقبال عليه ضعيفا من طرف المتلقي المغربي.

فيما يخص الأعمال السينمائية ذات البعد التاريخي والتي تتناول كثيمة لها سير شخصيات مغربية من العصر القريب أو البعيد، فهي بدرجة أولى تحتاج لإرادة حقيقية لحفظ الذاكرة المغربية ولرأسمال ضخم ولعمل مشترك بين المبدعين وكتاب السيناريو والأكاديميين المتخصصين في تاريخ المغرب ووقائعه الاجتماعية، لإحياء أسماء وجعل المتفرج المغربي يتعرف على أعلام من بلده ويتصالح مع تاريخه ويستعيد هويته المغربية. نعم لقد حان الوقت لنقاش عميق وجلسات بين المبدعين من مخرجين وكتاب سيناريو وبين المسؤولين على الشأن الثقافي والفني في البلاد لأن التحديات أضحت كبيرة وتقتضي الحفاظ على الذاكرة الشعبية المغربية وربط لحمة بين المتلقي المغربي وتاريخه ورموزه.

هل تستغل روحانيات هذا الشهر الفضيل للقراءة ام هو فترة للاستراحة والتأمل ومتابعة الانتاجات الرمضانية ومحطة لتقييم هذه الانتاجات؟..

كما سبق وقلت، أحاول أن أقسم وقتي بين التدريس والقراءة وإنهاء بعض المشاريع الفنية، كما أستغل هذا الشهر لجلسات مع ذاتي أقيم فيها ما أنجزته وإن كان هناك ما يحتاج إعادة نظر .

إذا أسندت لك وزارة الثقافة ماهي القرارات التي ستتخذها فورا؟

عقد شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشأن جعل السينما أحد المواد الرئيسية في المنهاج الدراسي، وتربية النشء الجديد على ثقافة التلقي السينمائي وتخصيص يوم أسبوعي لعرض فيلم سينمائي وجعل التلاميذ يناقشون الفيلم فيما بينهم، وإن بشكل عفوي، كي تتربى لديهم ملكة التحليل وقراءة الخطاب البصري السينمائي.

هل يمكن للمثقف والمبدع ان ينجح في تسيير دهاليز وزارة عجز الكثيرون على معرفة خباياها ؟.

بصراحة المبدع ينفر من الروتين وأن تكون هناك قواعد بيروقراطية قد تحد من إبداعه، لكن بالإمكان الاستعانة بخبراته والإنصات له، لأنه الفاعل الحقيقي في الثقافة، ولأنه الأكثر اطلاعا على مشاكل الميدان السينمائي والفني عموما، وما يحتاجه القطاع من برامج للرفع من جودته والرقي به وتجاوز أعطابه. وهذا لن يكون إلا بإشراكه في التسيير وعقد جلسات دورية مع كل المبدعين والاستماع إليهم والاطلاع على اقتراحاتهم.

ما هي الرواية التي قرأت وأثرت في حياتك وان لم تكن رواية فمن هي الشخصية التي ساهمت في بناء شخصيتك؟

لا يمكن تحديد رواية معينة أو شخصية بذاتها، لكني لغاية الآن لم أنس  عبدالله ساعف والمرحوم عبد الرحمن اليوسفي، اشتغلت معهما وتعرفت عليهما عن قرب، ومازلت لغاية الآن معجبا بالكاريزما وهدوئهما وتفانيهما في حب الوطن. بالنسبة للرواية سأفاجئك برواية ليست معروفة كثيرا قرأتها في المرحلة الجامعية وهي دهاليز الحبس القديم لحميد الحميداني، رواية جعلتني اقف على معنى الرواية البصرية.

اختر ثلاث اسماء كنت تتمنى لو انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة؟

على المستوى العام وليس الشخصي :  نور الدين الصايل لأنه ترك فراغا كبيرا في الساحة السينمائية . ادريس بنزكري لأنه كان رمزا من رموز الايثار ولو كان به خصاصا ورمزا للتسامح  والعطاء . وثريا جبران نموذج للممثلة العضوية الملتصقة بهموم الشعب .

رسالتك إلى المخرجين الشباب والممثلين الذين هم في بداية مشوارهم؟

اصقلوا مواهبكم بالعلم والتكوين الأكاديمي، ولا تحرقوا المراحل وتستعجلوا النجاح والوصول والأضواء، استغلوا كل مرحلة واستفيدوا من كل من حولكم من مخرجين وتقنيين وممثلين، بالنسبة للمخرجين خاصة أقول من المهم أن تتمرس في كل المهن السينمائية قبل أن تصور أول عمل سينمائي خاص بك، قصيرا كان أو طويلا، وضعوا في ذهنكم دائما أن المتفرج ذكي فلا تستغبوه.

خارج المألوف:

ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي؟

ـ كفاءة رياضية وطنية مزج بين الاكاديمي والشعبوي، ووصل الى قلوب ، لا يمكن أن ننسى أنه منحنا برفقة اللاعبين لحظات فرح خيالية خلال مونديال قطر 2022.

لو التقيت بإبراهيم دياز ماذا ستقول له؟

ـ اختيارك للعب بقميص المنتخب المغربي هو قيمة مضافة لك ولمسيرتك. ولن ينسى لك المغاربة ذلك. خاصة في ظل ما نراه من انانية عند الاخرين.

هل ترشح المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025؟

أنا مغربي وبكل تأكيد سأرشح فريق بلدي للظفر بكأس أفريقيا التي ستقام عام 2025، لدينا برنامج جامعي كروي ضخم، ومدرب كفؤ، وأسماء كروية جيدة وجمهور لا يمل من التشجيع.

سؤال كنت تحب أن أطرحه عليك ولم أفعل، ما هو وما الإجابة عنه؟

ما الذي ينقصنا لقيام صناعة سينمائية؟   

ـ وجود مستثمرين في القطاع السينمائي من الخواص وإحداث بنك استثماري خاص بالسينما والإنتاج السينمائي والفني واحداث هيئة خاصة بتوزيع  ودعم الإنتاج المغربي عبر العالم.

مستجدات
error: جريدة أرت بريس