أعتقد أن الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم الأقاليم الجنوبية، بعيداً عن الاضطرابات التي قد تشهدها المناطق المحيطة، يعد دليلاً على حكمة وبصيرة جلالة الملك في قيادة البلاد نحو التنمية الرائدة والمستدامة، هذا الاستقرار برأيي، يدعو إلى الفخر بالنموذج المغربي المتفرد الذي يجمع بين التنمية والديمقراطية.
#حوار بوشعيب خلدون :
نواصل لليوم الثاني عشر من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة اربريس التي اعتبرها تحفة فنية حاولت أن أؤسسها لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها في جريدة الصحراء المغربية الغراء .. وكل عام اتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة آربريس أستضيف فيها كتاب وشعراء وفنانون وفاعلون جمعويون واقتصاديون ونجوم السوشيل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..
الحلقة الثانية عشر نستضيف فيها ضيفا خاصا ونموذجا للشباب المغربي المسلح بالعلم والدراسات الاكاديمية .. هو ابن مدينة العيون جوهرة الصحراء المغربية الدكتور مولاي بوبكر حمداني مدير المركز الجهوي للحفظ بالعيون.
ضيفنا له تجارب مهنية عديدة في مجموعة من المؤسسات والإدارات العمومية المختلفة، حيث بدأ من تجربته مع الهيئات المنتخبة كمكلف بمهمة بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ثم عمل كمنتدب قضائي إقليمي من الدرجة الأولى لدى محكمتين استئنافيتين مختلفين من حيث طبيعة القضايا المعالجة وطبيعة المجال الجغرافي بآسفي والعيون، كما عمل في مؤسستين وطنيتين دستوريتين هما وسيط المملكة والمجلس الوطني لحقوق الانسان، إضافة الى مهمة التدريس الجامعي بكل من جامعتي ابن زهر والقاضي عياض، وقد اكتسب خبرة أكاديمية واسعة في مجموعة من المراكز البحثية والهيئات المدنية، وتلقى تكوينات داخل ارض الوطن وفي الخارج،
والدكتور حمداني حاصل على درجة الدكتوراه في القانون العام والعلاقات الدولية من جامعة محمد الخامس بالرباط، وهو استاذ مختص في الإعلام الدولي بعهد الصحافة وعلوم الاخبار، كما يشارك في النقاش العمومي من خلال الحضور الاعلامي في عديد المنابر الوطنية والدولية،
وعن منصبه كمدير للمركز الجهوي للحفظ بالعيون يقول الدكتور حمداني انه فرصة للإرتقاء بعمل المركز الجهوي للحفظ الذي سيضم كل ملفات محاكم الجهات الجنوبية، باعتبار التوجهات الاستراتيجية الوطنية لقطاع العدل وتفاعل مع كل المتدخلين والفاعلين بالقطاع، فضلا عن المرجعيات الوطنية للمساهمة في بناء أرشيف وطني يستجيب لمتطلبات الإدارة والمرتفقين، وبما يعكس مؤشر التطور لدى المرفق القضائي وإرساء مقومات الحكامة والنجاعة القضائية بالجهات الجنوبية للمملكة، خاصة وأن الملك محمد السادس سبق له أن جعل مؤسسة أرشيف المغرب ضمن لائحة المؤسسات العمومية الاستراتيجية التي يتم التداول في شأن تعيين مسؤوليها في المجلس الوزاري.
في هذا الحوار الاستثنائي مع قامة وطنية وفكرية اصر لنا حمداني أنه يضع اللمسات الأخيرة على كتاب يقدم فيه رؤية شاملة تؤكد على الطابع العالمي لحقوق الإنسان، مستحضراً الأدلة والشواهد من تاريخ الحضارات الإنسانية، الهدف من الكتاب يقول حمداني هو ليس فقط تثقيف القراء حول تاريخ حقوق الإنسان، بل أيضاً إلهامهم لتقدير الجهود المشتركة للبشرية في السعي نحو عالم أكثر عدالة وإنسانية، والعمل عليه خلال شهر رمضان يُعزز من شعوري بالمسؤولية نحو تقديم مساهمة معرفية تُحتفي بتنوعنا الثقافي، واستغلال فترة رمضان لإنهاء العمل على الكتاب له دلالة خاصة، إذ تُعزز الأجواء الروحانية من قدرتي على الغوص في أعماق الفكرة وصياغتها بشكل يلامس قلوب وعقول القراء.
ضيف الليلة الثانية عشر من ليالي رمضان مولاي بوبكر حمداني مدير المركز الجهوي للحفظ بالعيون يحاوره بوشعيب خلدون :
• مولاي بوبكر حمداني في جملة..
مولاي بوبكر حمداني يسعى ليكون من بين نماذج العصامية والكفاءة والتميز ببلادنا، خصوصاً بالأقاليم الجنوبية، حيث جمع بين الخبرة الأكاديمية والعملية في مجالات القانون وحقوق الانسان، ما يجعله شخصية مؤثرة وقادرة على إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
• تم تعيينكم في ابريل 2022 مولاي بوبكر حمداني في منصب مدير للمركز الجهوي للحفظ بالعيون، هل يمكنكم تقريب القراء من شرح عمل هذا المركز الجهوي للحفظ وماهي المهام الموكلة لكم التي تطلعون بها داخله ؟..
ـ المركز الجهوي للحفظ بالعيون يعمل على أرشفة وحفظ الوثائق والملفات القضائية بشكل يسهل الوصول إليها واسترجاعها بكفاءة، حيث يشكل الرصيد الأرشيف القضائي المحفوظ بالمركز ذاكرة جماعية لما تحقق من ترسيخ العدل والامن القضائي بالأقاليم الجنوبية، ويضم في جنباته مختلف ملفات المتقاضين المدنية، الإدارية، التجارية بما فيها التبليغ والتنفيذ وكذلك الملفات الزجرية والشكايات والمحاضر على مستوى المحاكم الإبتدائية والإستئنافية بالجهات الجنوبية الثلاث كلميم وادنون والعيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، ويعمل تحت إدارتي مجموعة من الكفاءات من مهندسين ومنتدبين قضائيين في سعي دؤوب للارتقاء بمستوى الخدمات من خلال المعالجة المادية والمعلوماتية للارصدة الأرشيف الواردة على المركز، وترتيبها وإعادة تصنيفها ومعالجتها قصد حفظها في ظروف مناسبة تجعلها تصمد امام الرطوبة والحرارة والغبار والقوارض والحرائق والفياضات، كما نسعى الى تطبيق أحدث التقنيات في الأرشفة الإلكترونية والحفظ الرقمي، لضمان حماية الوثائق وتسهيل إجراءات البحث للرجوع اليها والاطلاع عليها من طرف من له الحق فيها، وهو ما يعزز الشفافية ويدعم العدالة والنزاهة في المعاملات القضائية.
• كيف تستقبل مولاي بوبكر حمداني عادة شهر رمضان في ظل التغيير في ـ التوقيت ونمط الاكل الذي يتزامن مع هذا الشهر الفضيل؟..
ـ استقبال شهر رمضان يحمل بُعداً روحانياً واجتماعياً خاصاً، حيث أحرص على استثمار هذا الشهر الفضيل في تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، والتفرغ للعبادة والتأمل، كما أن التغيير في التوقيت ونمط الأكل يُشكل فرصة لإعادة تقييم العادات اليومية وتبني نمط حياة صحي أكثر، في هذا الإطار، تأتي ممارسة الكتابة كنشاط إثرائي يكتسب أهمية مضاعفة خلال رمضان، حيث أجد في الكتابة متنفساً للتعبير عن تأملاتي وخواطري الروحانية والفكرية، الكتابة، بالنسبة لي، ليست مجرد عملية توثيقية، بل هي ممارسة تحمل متعة الاستكشاف الذاتي وإعادة اكتشاف العالم من حولي، وفي ظل الأجواء الرمضانية المحفزة للتأمل والسكينة، أجد في الكتابة وسيلة لصقل الفكر وتهذيب الروح، مما يضفي على هذه العادة طابعاً مميزاً وفريدا حيث تصبح الكتابة رفيقي المثالي، لا سيما وأنني أستعد لطرح كتابي الجديد الذي يناقش نشأة وتطور حقوق الإنسان ومساهمة كل الحضارات الإنسانية في ترقيتها وتكريسها، هذه الفترة المباركة تمنحني الهدوء والتركيز اللازمين لإضافة اللمسات الأخيرة على الكتاب، حيث أجد في الكتابة وسيلة لاستكشاف تأثيرات وإسهامات مختلف الثقافات في تشكيل فهمنا الحالي لحقوق الإنسان، الكتابة في رمضان تُعمق من تقديري للمبادئ الإنسانية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وتُبرز كيف أن الحوار بين الحضارات قد ساهم في تطور وتعزيز هذه الحقوق على مر العصور.
من خلال هذا العمل، أسعى لتقديم رؤية شاملة تؤكد على الطابع العالمي لحقوق الإنسان، مستحضراً الأدلة والشواهد من تاريخ الحضارات الإنسانية، الهدف من الكتاب ليس فقط تثقيف القراء حول تاريخ حقوق الإنسان، بل أيضاً إلهامهم لتقدير الجهود المشتركة للبشرية في السعي نحو عالم أكثر عدالة وإنسانية، إن العمل على هذا الكتاب خلال شهر رمضان يُعزز من شعوري بالمسؤولية نحو تقديم مساهمة معرفية تُحتفي بتنوعنا الثقافي، واستغلال فترة رمضان لإنهاء العمل على الكتاب له دلالة خاصة، إذ تُعزز الأجواء الروحانية من قدرتي على الغوص في أعماق الفكرة وصياغتها بشكل يلامس قلوب وعقول القراء، ولاشك أن الكتابة في رمضان لا تقتصر على كونها تجربة شخصية بحتة، بل هي فرصة لمشاركة الخير والمعرفة مع الآخرين، محاولاً من خلالها إثراء الوعي الجمعي وتقديم مادة تفكير تساهم في بناء مجتمع أكثر تفهماً وتسامحاً.
• هل يمكن لك ان تقربنا من الإفطار الرمضاني عند أهل الصحراء وبماذا تتميز مائدة الافطار في هذه الجهة من ربوع المغرب عن المناطق الأخرى؟
ـ الإفطار الرمضاني لدى أهل الصحراء لا يختلف كثيرا عن باقي الجهات من شمال المملكة فهو متميز بغناه وتنوعه، حيث يحرصون على تقديم أطباق تقليدية تحمل في طياتها جزءاً من تراثهم العريق، كالسمك المقلي، والحريرة، إضافة إلى الحلويات الشعبية كالشباكية والتمور، وأيام الجمعة يقدم الطاجين أوالكسكس باللحم والخضار، ويبقى طبق لحم الابل سواء مع الأرز او مشوي من أجود الاطباق وأكثرها انتشارا، وهذه المائدة تعكس كرم الضيافة وتقدير القيم العائلية والتجمع حول مائدة واحدة.
• سؤال بعيدا عن ما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي، ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطور لهذه الانتاجات ام انه لابد من العمل وتخصيص دعم كبير لهذه الانتاجات لتكون افضل مع العلم اننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج او كتاب السيناريو او الجانب التقني، الا ترى معي ان تغييب الكتابة الروائية في الإنتاجات المغربية يعد من بين اسباب ضعف هذه الانتاجات؟
ـ الإنتاجات الرمضانية المغربية في نظري لابد أن تعكس جزءاً من الثقافة والهوية المغربية، فاذا كانت الاغنية المغربية قد اكتسحت الساحة العربية وبدأت مشورها نحو العالمية، فان الاعمال السينمائية والتلفزية المغربية لا تزال تتلمس طريقها، ومع ذلك، لاحظت ضرورة الاستثمار أكثر في الإبداع والتنوع، خصوصاً في استلهام الأعمال الروائية الغنية بالقصص والشخصيات المعبرة، ويشكل شهر رمضان فرصة ذهبية للإنتاجات الرمضانية كي تخوض غمار الحفر في التاريخ العريق لمملكة تجاوزت اثنا عشر قرنا، مستفيدة من غنى السرد الروائي لإعادة تقديم القصص التي شكلت الهوية المغربية عبر القرون، والأكيد ان التركيز على تاريخ المملكة لا يقتصر على مجرد إعادة سرد الأحداث، بل يجب أن يتعدى ذلك لاستكشاف الدروس المستفادة من هذه الحقب، وكيف أثرت في صياغة مفاهيم تمغريبت والتنوع والتعددية في المجتمع المغربي، والتنمية التي تحققت في مغرب اليوم، إن إدراج هذه الأبعاد يُعمق الإدراك الجماهيري لتاريخهم العريق ويعزز الشعور بالفخر والانتماء لهذه الأرض وحكامها، كما تسمح بتقديم التاريخ بأسلوب يجذب الأجيال الجديدة ويعرفهم على جذورهم العميقة وتراثهم الغني. ومن هنا، تبرز ضرورة تخصيص دعم كبير لهذه الإنتاجات، لتكون على قدر كبير من الإتقان والدقة التاريخية، مع الحفاظ على جاذبية السرد وقدرته على التأثير في الجمهور. بالتالي، يجب أن تعكس الإنتاجات الرمضانية تنوع وغنى التاريخ المغربي، محتفية بإسهامات جميع الحضارات التي تعاقبت على أرض المملكة، ومؤكدة على أهمية التراث الحضاري والثقافي في تشكيل هوية الشعب المغربي ونظامه الملكي، الذي يُعد رمزاً للوحدة والاستقرار عبر العصور.
• عطفا على هذا السؤال الا ترى معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتيوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سوء ؟..
ـ لا أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي ستسحب البساط من تحت أقدام القنوات التلفزيونية، بل على العكس، ستشكل هذه الوسائل منصات للعرض تتكامل مع القنوات التلفزيونية بطرق متعددة ومبتكرة، إذ تتطلب الإنتاجات التلفزيونية الرمضانية، سواء كانت مسلسلات أو أفلاماً أو برامج ترفيهية وتوعوية، إمكانيات مالية ضخمة وبنية تحتية متقدمة للإنتاج والبث، تفوق ما تستطيع منصات التواصل الاجتماعي توفيره في الوقت الراهن. من جهة أخرى، تمتلك القنوات التلفزيونية جمهورها الواسع الذي يشمل فئات مختلفة من المجتمع، بما في ذلك أولئك الذين لا يتوفر لهم سهولة الوصول إلى الإنترنت أو الذين يفضلون تجربة المشاهدة التقليدية، هذه الجماهير تجد في القنوات التلفزيونية مصدراً موثوقاً ومريحاً للمحتوى الرمضاني المتنوع والغني، على أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت قيمة مضافة من خلال توفير منصة للتفاعل المباشر مع الجمهور، وإتاحة الفرصة لمشاركة الآراء والتعليقات حول الإنتاجات الرمضانية بشكل فوري، مما يخلق نوعاً من التواصل الثنائي بين المشاهدين وصناع المحتوى، هذا التفاعل يمكن أن يؤدي إلى تحسين الإنتاجات المستقبلية وتلبية توقعات الجمهور بشكل أفضل.
في هذا السياق، اعتقد أن الحاجة ماسة اليوم إلى وضع استراتيجيات تكاملية تجمع بين القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أقصى استفادة من كلا المنصتين. يمكن للقنوات التلفزيونية استغلال قوة وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لإنتاجاتها وتوسيع نطاق وصولها، بينما تستفيد منصات مثل اليوتيوب من المحتوى الغني والمتنوع الذي توفره القنوات التلفزيونية لجذب المزيد من المشاهدين وتعزيز تفاعلهم خاصة في شهر رمضان الذي يكتسب بُعداً ثقافياً واجتماعياً مميزاً.
• الدكتور حمداني كونكم كأستاذ مختص في الإعلام الدولي بعهد الصحافة وعلوم الاخبار، كما تشاركون في النقاش العمومي من خلال الحضور الاعلامي في عديد المنابر الوطنية والدولية، هل تعتبر أن زمن الصحافة الورقية انتهى وحلت محله الصحافة الرقمية ام أنهما يكملان بعضهما، وهل ترى ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حاسمة في صناعة الخبر وتوجيه الرأي العام ؟..
ـ في اعتقادي، العصر الذي نعيشه اليوم، حيث تتسابق المعلومات وتتنافس في سرعة الوصول إلى الجمهور، تجد الصحافة الورقية والرقمية نفسها أمام تحدي مشترك في تلبية رغبات المتلقين في متابعة الأخبار والمعلومات. أرى أن الصحافة الورقية، بتقاليدها العميقة والراسخة، لا تزال تحتفظ بدورها الأساسي في تقديم تحليلات معمقة وتغطية شاملة للأحداث الوطنية والمحلية، مما يمنحني، كقارئ، الفرصة لفهم السياقات الأوسع للأخبار التي أتابعها.
من جانب آخر، أظن أن الصحافة الرقمية تكمل هذا الدور بتوفيرها للأخبار العاجلة والتفاعلية المطلوبة، خصوصًا في متابعة الأحداث الدولية التي تحدث لحظة بلحظة. هذه السرعة في النقل والتفاعل تعد ضرورية لي في عالم يتسم بالتغيرات المستمرة والحاجة إلى مواكبة هذه التغيرات أولًا بأول.
بالنسبة لي، وسائل التواصل الاجتماعي تمثل قوة لا يمكن تجاهلها في تشكيل الرأي العام. هذه الوسائل توفر منبرًا ليس فقط لتلقي الأخبار بشكل عاجل، بل وللمشاركة في حوار مفتوح وتبادل وجهات النظر حول هذه الأخبار، ما يمكنها من لعب دور أكثر فعالية في النقاش العام.
في نظري، التكامل بين الصحافة الورقية والرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي يعتبر خطوة ضرورية نحو تحقيق أكبر قدر من الشفافية وتقديم محتوى يلبي كافة احتياجات المتلقين. هذا التكامل يتطلب مني كمتابع البقاء يقظًا ومتفاعلًا مع المعلومات التي أتلقاها، مع التأكيد على الحاجة إلى التوازن بين السرعة والدقة في الأخبار التي أستهلكها.
• تشهد المدن المغربية في الصحراء المغربية تطورا متسارعا في البنيان وايضا في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية الكبرى كميناء الداخلة وايضا المركب الجامعي الطبي بالعيون والانفتاح على دول جنوب الصحراء المبادرة التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله كإطار ومواطن من ابناء الصحراء المغربية كيف تلمسون هذه المتغيرات المتسارعة وماهي ارتساماتكم حول ما تحقق من انجازات كبرى في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله ؟..
ـ بالنظر إلى التطورات المتسارعة التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمغرب، وخاصة جهة العيون – بوجدور – الساقية الحمراء، منذ تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم، يمكنني القول إن هذه الجهة قد عاشت نهضة حقيقية تمثلت في إطلاق وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية الكبرى والمهيكلة. هذه المشاريع، التي تغطي مختلف القطاعات من البنية التحتية والتعليم والصحة إلى الطاقة والتنمية الاقتصادية، تعكس بوضوح العناية الخاصة والمستمرة التي يوليها جلالته لهذه المناطق، معززاً بذلك ديناميكية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة.
من وجهة نظري، فإن الأثر الإيجابي لهذه المشاريع قد تجلى بشكل واضح في تحسين مؤشرات التنمية والنهوض بالعنصر البشري، ما يبرهن على نجاح هذه الاستراتيجية التنموية في تحقيق نقلة نوعية للجهة، حيث إن تعزيز البرامج التنموية والمشاريع الكبرى، التي تشمل تطوير البنية التحتية وإنجاز مشاريع طرقية وتشجير وإنشاء فضاءات رياضية وثقافية، يعكس رؤية شاملة للنهوض بكافة مناحي الحياة. وأؤكد على أن الاهتمام بالعنصر البشري والبيئة كرأسمال لا مادي مهم يشير إلى نهج متوازن يركز على التنمية المستدامة والشاملة، وأرى أن التركيز على مشاريع كميناء الداخلة والمركب الاستشفائي الجامعي بالعيون ومشروع تكنوبوليس لتثمين الفوسفاط والصناعات التحويلية المرتبطة به خاصة الأسمدة الفلاحية كخطوة لتحقيق الامن الغذائي، إضافة إلى الانفتاح على دول جنوب الصحراء، تمثل كلها خطوات استراتيجية نحو تعزيز مكانة المغرب كبوابة رئيسية بين إفريقيا والعالم.
كما أعتقد أن الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم به هذه الأقاليم، بعيداً عن الاضطرابات التي قد تشهدها المناطق المحيطة، يعد دليلاً على حكمة وبصيرة جلالة الملك في قيادة البلاد نحو التنمية الرائدة والمستدامة، هذا الاستقرار برأيي، يدعو إلى الفخر بالنموذج المغربي المتفرد الذي يجمع بين التنمية والديمقراطية.
• ما هي الرواية التي قرأت وأثرت في حياتك وان لم تكن رواية فمن هي الشخصية التي ساهمت في بناء شخصيتك ؟..
ـ لقد شكلت القراءة جزءًا لا يتجزأ من رحلتي الشخصية والمهنية، وقد كانت هناك رواية بالتحديد لها أثر عميق في تشكيل فهمي للوطنية، المواطنة، التعددية الثقافية، التسامح، وأهمية القيم الأخلاقية الرفيعة، وهي “لمن تقرع الأجراس“ لإرنست همنغواي، حيث تتمحور هذه الرواية حول مقاومة الفرد للظلم والقمع في سياق الحرب الأهلية الإسبانية، وتعكس بعمق التحديات الأخلاقية التي يواجهها الإنسان في أوقات الصراع والتحول، فمن خلال شخصياتها المتعددة وقصصها المتشابكة، تقدم “لمن تقرع الأجراس“ دروسًا قيمة حول التضحية، الشجاعة، وأهمية الكفاح من أجل العدالة والحرية.
من وجهة نظري المهنية، تعلمت من هذه الرواية أهمية القيادة التي تنبع من القيم والمبادئ، وكيف أن القرارات الصعبة يجب أن توجهها بوصلة أخلاقية ثابتة، ولا شك ان التزامنا تجاه مجتمعاتنا ووطننا يتطلب منا الاستعداد للتضحية والدفاع عن المبادئ التي نؤمن بها، مع الحفاظ على احترام التعددية وتعزيز ثقافة التسامح، وأعتقد أن هذه الرواية تقدم نموذجًا لكيفية مواجهة التحديات الكبرى بشجاعة وصدق، مع التمسك بالأمل في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، كما أرى أن هذه الرسائل ضرورية لتوجيه عملنا ولبناء مجتمع يقوم على أسس العدل، الإنصاف، والتضامن الإنساني.
• اختار ثلاث أسماء كنت تتمنى لو أنهم لم يرحلوا عن هذه الحياة ؟..
ـ الشخصيات التي كنت أتمنى لو أنهم لم يرحلوا هم:
محمد الخامس لدوره في استقلال المغرب،
مهاتما غاندي لرسالته في السلام واللاعنف،
وستيف جوبز لتأثيره في عالم التكنولوجيا والابتكار.
• رسالتك إلى الشباب الصحراوي المقبل على خوض مغامرة الدخول في مشاريع خاصة والذين هم في بداية مشوارهم وإلى كل من يريد الاستثمار في جهة العيون الساقية الحمراء ؟..
ـ إن الفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء تجعلها بيئة خصبة للشباب الطامح والمستثمرين الراغبين في ترك بصمة مهنية واجتماعية مؤثرة. الجهة، بمواردها الطبيعية الغنية وموقعها الاستراتيجي، تقدم فرصاً واعدة في مجالات متعددة كالفلاحة، الطاقات المتجددة، الفوسفاط، الصناعات التحويلية، السياحة الساحلية، الاقتصاد الأزرق، والصيد البحري.
أدرك تمامًا أهمية توجيه ودعم الشباب والمستثمرين نحو استغلال هذه الفرص ليس فقط لتحقيق النمو الاقتصادي، بل وللإسهام في التنمية المستدامة والشاملة للجهة وللمغرب ككل. الفلاحة في هذه المنطقة، مع التركيز على الزراعات الملائمة للمناخ الصحراوي واستخدام تقنيات الري المتطورة، تمثل أرضية خصبة لمشاريع مبتكرة قادرة على تحسين الأمن الغذائي وخلق فرص عمل. من جهة أخرى، تعتبر الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية والريحية التي تزخر بها المنطقة، مجالاً رئيسياً للاستثمار يمكن أن يسهم في تقليل الاعتماد على الطاقات الأحفورية ويعزز من مكانة المغرب كرائد في مجال الطاقة النظيفة. أما الصناعات التحويلية، فتشكل ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد المحلي وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية، بالإضافة إلى ذلك، توفر السياحة الساحلية والاقتصاد الأزرق، بما في ذلك الصيد البحري، إمكانات هائلة للنمو والتنمية، من خلال تشجيع الاستثمار في المنتجعات السياحية المستدامة وتطوير صناعة الصيد بطرق تحافظ على الموارد البحرية للأجيال القادمة.
ـ رسالتي إلى الشباب الصحراوي وكل من يرغب في الاستثمار بجهة العيون الساقية الحمراء هي الاستفادة القصوى من هذه الفرص، مع التأكيد على الابتكار، الاستدامة، والمسؤولية الاجتماعية. استغلوا الموارد المتاحة، وتعاونوا مع السلطات المحلية والهيئات المنتخبة والجهات الداعمة، وتوجهوا نحو إنشاء مشاريع تساهم في تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز الرفاه الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة أنتم رواد المستقبل، وعلى عاتقكم يقع دور كبير في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً لجهة العيون الساقية الحمراء وللمغرب عامة.
• خارج المألوف…
ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ؟
ـ قدم مثالاً يحتذى به في القيادة والتدريب والاعتزاز بالقيم المغربية الاصيلة
لو التقيت بابراهيم دياز ماذا ستقول له ؟
ـ أنت لاعب متميز يمتلك موهبة يجب أن تُستثمر لخير الرياضة المغربية
هل ترشح المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025؟
ـ أنا متفائل بقدرة المنتخب الوطني على التألق والفوز بكأس أفريقيا 2025، بفضل الإرادة والتكاتف والتنويع في التشكيلة التي اقدم عليها المدرب، والامكانيات الهائلة التي تضعها الجامعة الملكية لكرة القدم رهن اشارته.
• سؤال كنت تحب أن أطرحه عليك ولم افعل، ما هو و ما الإجابة عنه ؟
ـ لو كان هناك سؤال أتمنى أن يُطرح علي، لكان : حول الأهمية البالغة للثقافة والفن في تعزيز الهوية الوطنية وفي تشكيل جسور التفاهم والسلام بين الشعوب المختلفة ؟..
ـ واجابتي هي : الثقافة والفن، في نظري، ليسا مجرد تعبيرات إبداعية فحسب، بل هما وسيلتان قويتان للتواصل الإنساني، قادرتان على تجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية والاجتماعية، الثقافة، بكل تجلياتها، من موسيقى وأدب وفنون تشكيلية وتراث شعبي، تعكس الروح الحقيقية للأمم، تُسرد قصصها، تُعبر عن آمالها وأحلامها وتحدياتها. إنها تمنح الأفراد شعورًا بالانتماء وتعزز فهمهم لتاريخهم وجذورهم، ما يُعد أساسيًا لتعزيز الهوية الوطنية. على الجانب الآخر، يمتلك الفن القدرة على تحدي الأفكار المسبقة، وفتح المجال أمام التأمل والحوار، ما يُسهل التفاهم والتقارب بين الشعوب، ومن خلال الاحتفاء بالثقافة والفنون، يمكننا تقدير التنوع الثقافي العالمي واعتباره ثروة تُثري الحضارة الإنسانية بأسرها. إن التفاعل الثقافي والفني لا يُعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب فحسب، بل يُسهم أيضًا في بناء عالم أكثر تسامحًا وسلامًا، حيث تُستخدم الفنون كلغة عالمية توحد البشرية.
لذا، أؤمن بضرورة دعم المبادرات الثقافية والفنية، وتشجيع التبادل الثقافي على كافة المستويات، ليس فقط لحماية تراثنا وتعزيز هويتنا الوطنية، بل أيضًا لفتح أبواب جديدة للتفاهم والتقدير المتبادل بين الشعوب. يجب أن نعتبر الثقافة والفنون جسورًا للسلام والتواصل الإنساني، واستثمارًا في مستقبل عالم يسوده الحوار والتفاهم.





















































 
			 
			 
			 
			 
			 
			 
			