تعتبر سميرة القادري أول من غنى الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا حيث إنفردت بهذه التجربة في المغرب والوطن العربي.هذا بالإضافة إلى تجربتها في أداء الأوبرا باللغة العربية
#حوار بوشعيب خلدون :
نواصل لليوم الثالثة والعشرون من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة آربريس التي أعتبرها تحفة فنية حاولت أن اؤسسها منذ 2016 لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها كانت هذه السلسلة بشكل دائم في جريدة الصحراء المغربية الغراء .. وكل عام أتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة اربريس أستضيف فيها رجالات دولة وشعراء وكتاب وفنانين وفاعلين جمعويين ورياضيين واقتصاديين ونجوم السوشيل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..
حوارنا الليلة مباشرة من تطوان مدينة الحمامة البيضاء .. نستضيف مطربة وفنانة وباحثة في علم الموسيقى وفي غنائيات الأندلس.. هي أول امرأة عربية تم اختيارها سنة 2007 كأفضل لمرأة مبدعة من طرف الجماعة الأوروبية لمناصرة النساء .. ولدت بالصويرة مدينة الفن والأبداع .. بعد الباكالوريا إلتحقت ضيفتنا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط لصقل موهبتها، وهناك درست الأدب والفن والتدبير الثقافي بشكل احترافي وعلمي بعد تعرفها على كتاب وأدباء ومؤرخين ومسرحيين كبار.
ودرست الصولفيج والهارمونيا والبيانو على يد المؤلف الموسيقي مصطفى عائشة الرحماني بالمعهد الموسيقي والرقص بتطوان. أخذت أصول الغناء الكلاسيكي الأوبرالي على يد السوبرانو الأولى في المغرب صفية التجاني.
هذا العشق للفن والغناء والمسرح والتمثيل كان منذ نعومة أظافرها حيث كانت تسير على نهج المطربة اللبنانية فيروز، إذ التحقت بالمدرسة الرحبانية التي سبق أن درست بها “جارة القمر ».. نمت موهبتها في كنف أسرة تنتمي إلى الزاوية القادرية الشرقاوية التي اشتهرت بقصائدها الصوفية النسائية.
ويعود نجاحها إلى اكتشافها عدة نظريات وأبحاث جديدة في تاريخ الموسيقى عُرفت بها في العالم، كما أشرفت على العديد من المحترفات التكوينية في الموسيقى الإيبيرية، وأيضًا مشاركاتها العديدة في إلقاء محاضرات في دول عريبة وأوروبية.
تعتبر سميرة أول من غنى الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا حيث إنفردت بهذه التجربة في المغرب والوطن العربي.هذا بالإضافة إلى تجربتها في أداء الأوبرا باللفغة العربية.
تخصصت في البداية في الغناء والموسيقى العريقة وخاصة الغناء السيريالي الخاص بالكنائس الشرقية والموسيقى المدجنة. وبعد ذلك إختارت غناء البحر الأبيض المتوسط (غناء الأندلسيات) حيث إستفادت من دروس مكثفة في تقنيات الأداء والارتجال واللغات القديمة لأداء القطع القروسطوية الأندلسية بين الشرق والغرب المادريجال – – التروبادور أوالشعراء المتجولون كما يطلق عليهم جنوب فرنسا والمنسنجير الألماني وقصائد القديسة مريم المعروفة بالبرتغال وإسبانيا، بالإضافة إلى القصائد الصوفية المورسكية التي تؤديها بلغة الالخميادو.
حائزة على عدد من الميداليات والجوائز والألقاب المحلية والعالمية أهمها الميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس و الجائزة الكبرى لجوائز ناجي نعمان للآداب ولقب سفيرة فوق العادة للثقافة بالمجان والميدالية الذهبية للاستحقاق من المجلس الوطني للموسيقى بالرباط التابع لليونسكو. و جائزة المهاجر العالمية للفكر والآداب والفنون بملبورن بأستراليا. و لقب (شخصية العام الثقافية) بالعالم بأستراليا. و لقب سفيرة للثقافة في العالم جائزة الفارابي للموسيقى العتيقة ». لها العديد من الأعمال أهمها مجموعة قصائد ليريكية للسوبرانو والبيانو بعنوان حلم سنة 2007 و ٌقصائد ليريكية للسوبرانو والبيانو بعنوان ‘ قنطرة الياسمين سنة 1999 وغراميات في حدائق الأندلس للسوبرانو والاكسترا مستوحى من التراث الأندلسي المغربي ما يسمى بالنوبة 2002 و مجموعة ليديرية للسوبرانو والاركسترا بعنوان ‘ أجمل منك لا ‘ سنة 2003 والمعتمد بن عباد عاشقا‘ مومودراما غنائية للسوبرانو والاركسترا للشاعر الاجنتيني سيرجيو ماتياس سنة 2004.ومسرحية غنائية بعنوان ‘ رحمة‘ مقتبسة من المسرحية العالمية ‘ يارما‘ للشاعر والمسرحي غارسيا لوركا سنة 2005.
بموازاة مشوارها الفني تقوم سميرة القادري بنقل مهاراتها الفنية والثقافية للأجيال الشابة بصفتها مديرة دار الثقافة بمدينة تطوان. رئيسة إيكوم – المغرب، الجمعية التي تعمل على تأمين تبادل ثقافي مثمر بين مجتمعات البحر الأبيض المتوسط. وهي المديرة الفنية للمهرجان الدولي للعود بتطوان المغر والمديرة الفنية لملتقى أندلسيات شفشاون بالمغرب.
تشتغل سميرة القادري على مشروعها الخاص في تطوير اللغة العربية وجعلها قوالب عالمية وهي أن تجعل اللغة العربية مُصاغة في قوالب عالمية أي ذلك الغناء الأوبرالي والمسرحي.
ضيفة الليلة الثانية والعشرون من ليالي رمضان المطربة والفنانة والباحثة في علم الموسيقى السوبرانو سميرة القادري يحاورها بوشعيب خلدون :
1 / سميرة القادري في جملة..
أنا امراة حالمة و عنيدة أركب صهوة مغامرة فنية جميلة لأظل آمنة لاختياراتي الابداعية.. أركب موج الحلم لعلني أترك أثرا طييا… أنا صوت ينبش في الذاكرة …
2/ كيف تستقبلين عادة شهر رمضان وهل أعددت وجبات للإبداع والكتابة والتأليف الموسيقي والتفكير في مشاريع فنية مابعد رمضان في ظل التغيير في التوقيت ونمط الاكل الذي يتزامن مع هدا الشهر الفضيل ؟..
ـ رمضان شهر العمل و العبادة . أقوم بكل التزاماتي دون نقصان ودون تغيير. خصوصية الشهر لا تؤثر على برنامجي اليومي . وبالنسبة لي الابداع غير مرتبط بالزمان و بالمكان، الابداع لا ياتي من فراغ بل هو نتيجة تراكم ومخزون فكري مستتير.
3/ هل تستغلين روحانيات هذا الشهر الفضيل للقراءة ام هو فترة للاستراحة والتأمل ومتابعة الانتاجات الرمضانية ومحطة لتقييم هذه الانتاجات ؟..
ـ رمضان شهر الفضيلة والسكينة و التامل يتميز بأجواء روحانية عظيمة فيه تتنزل الطمأنينة التي تغمر القلب والصفاء الذي يسكن الروح . خلال هذا الشهر الفضيل أشعر بانتشاء خاص وانا بطبيعتي أميل إلى الغزلة و التزم الصمت. وعادة لا اشارك في اي نشاط فني . انه شهر ابحث من خلاله عن السكينة و الهدوء الداخلي.
الروحانيات تنعش الابداع، عندما تكلمت عن العزلة فهنا أركز على عملية اقتناصي كل فكرة تنعش روحي . كمرحلة اولى اقوم بتسجيلها و بتدوينها ووضع خطة عمل متكامل.
4/ عادة كيف تمضين أيامك ولياليك الرمضانية ؟..
ـ ليالي رمضان تتيح لي فرصة التأمل والتركيز وترتيب بعض الافكار وارتب برنامجي لاقوم بكل التزاماتي. وأجواء الليل الساحرة تسرقني من عزلتي. افكار جديدة تستهويني وتحفزني أكثر في ان اخوض في تحضير مشاريع جديدة و استعد لما ينتظرني ما بعد العيد.
5/ سؤال عن ما تنتجه القنوات المغربية واتحدث عن الجانب الإبداعي .. ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية مقارنة مع ما تقدمه القنوات العربية وهل هناك تطور لهذه الانتاجات ام انه لابد من العمل وتخصيص دعم كبير لهذه الانتاجات لتكون افضل مع العلم اننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص او الاخراج وكتاب السيناريو او الجانب التقني ؟..
عطفا على هذا السؤال الا ترى معي ان منصات التواصل الاجتماعي سحبت البساط من القنوات وأصبح اليوتوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سوء ؟..
ـ دون شك أن الدراما المغربية عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الاخيرة و خاصة على مستوى التشخيص و الاخراج و.السيناريو او الجانب التقني . في كل رمضان أتابع ما يقدم من انتاجات ومسلسلات . 20يوما من المشاهدة كانت كافية لكي أفقد الأمل وأحس بالغبن. وأقرر تغيير الاتجاه نحو قراءة الكتب و يحز في نفسي أن أرى زملائي من أسماء فنية وطاقات شاية مقتدرة تضيع في انتظار فرص عمل مسلسلات رمضان .
فمشكل تراجع الجودة راجع بالأساس ألى أن المسلسلات أغلبها تم انجازها في وقت قياسي بكثير من العجل جعلها تخلو من مقومات الابداع . تسابق غير منطقي بين الأعمال الدرامية هدفه تحقيق اعلى مشاهدة وجبر خواطر المستشهرين . يحز في نفسي أن أرى بلادي حققت منجزات كبرى لافتة وأصبحت محطة انظار العالم في حين أن الدراما والانتاج المغربي يتطور ببطئ. و لحد الان لم تستطيع الدراما المغربية أن تصل إلى جمهور اوسع او تقتحم البيوت العربية .
6/ كفنانة وايضا فاعلة في الحقل الثقافي هل تعتبرين أن زمن الثقافة التقليدية انتهى وحلت محله الثقافة الرقمية والذكية إن صح القول أم أنهما يكملان بعضهما البعض.. وهل ترين أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت حاسمة في صناعة الثقافة والمثقف وتوجيه الجمهور ؟..
ـ الثقافة تعيش ازمة حقيقية سببها تراجع دور المثقف عن دوره التنويري و التوجيهي . النخبة التقليدية لم تستطع ان تواكب العصر الجديد فعجزت عن خلق جيلا جديدا من المثقفين . نعم مهمة المثقف تلاشت و تركت فراغا مهولا للمؤثرين الجدد .
ففي ظل تطور التكنلوجيا الحديثة و تعدد وسائل التواصل الاجتماعي بات واضحا و مستعجلا في أن تستفيد الثقافة التقليدية من هذا التحديث إن صح القول بل هي فرصة سانحة لضخ نفس جديد في طرق تفعيلها مما يستدعي كثير من التغيير في بنيتها التنظيمية . الثقافة الرقمية والذكية ليست بديلا للثقافة التقليدية بل هي في خدمتها . انهما يكملان بعضهما . أجده تنافسا ايجابيا يفرض المزيد من الابتكار والمزيد من فهم الطبيعة التفاعلية في العصر الراهن خاصة من جيل الشباب.
7/ تعتبرين سميرة القادري أول سوبرانو تبدع في هذه التجربة .. هل يمكننا القول الان ان هذا النوع الغنائي أصبح له حضور في المغرب ؟..
ـ بعد سنوات من المثابرة و الاجتهاد ما زلت مؤمنة باختياراتي الفنية . سلكت طريقا شاقا في غياب تقاليد الموسيقى العالمة نقدا و ممارسة . تجربة اعتز بها جعلتني اتفرد بلون موسيقي لا اقول انه منتشر بشكل جماهيري بل يحظى بمتابعة من قبل المتلقي المتذوق لهذا الصنف من الغناء .
8/ كمطربة وفنانة وباحثة في علم الموسيقى مارأيك فيما يسمى بالموسيقى الشبابية وخصوصا تلك التي تعهمد علي الالات الرقمية دون الاهتمام بالصوت ؟..
ـ شخصيا أومن بالتجديد و أتقبل تجارب الشباب شريطة أن تكون قائمة على الدراسة الاكاديمية بالإضافة إلى الموهبة.
9/ اختاري أسماء كنت تتمنى لو انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة ؟..
ـ أبي قدوتي وسندي محمد قادري.
ـ أستاذي وأستاذ الأجيال جمال الدين الدخيسي .
ـ الفنانة الراقيةالتونسية ذكرى
10/ ثلاثة اسماء في جملة ؟..
نعيمة سميح: عنوان الاصالة و تمغربيت
محمد الحياني: الكروان تجربة لا تتكرر
عبد الوهاب الدكالي: الهرم المتفرد الله يطول في عمره
11 / رسالتك إلى المبدعين الشباب الذين هم في بداية مشوارهم ؟..
النجاح ممكن و رهين بالثقة و بالتثقيف و بالدراسة الاكاديمية وبالمثابرة والاجتهاد والصبر .
12/ خارج المألوف…
كلمة في حق وليد الركراكي ؟..
ـ وليد الركراكي صانع الفرح والامل، درس جميل في الاخلاق والتواضع و الانسانية . وليد نمودج خالص في مفهوم المواطنة الحقيقية . ما أحوجنا الى صناع الحدث مثل وليد الركراكي و في قطاعات اخرى .
هل ترشحين المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025 ؟..
ـ نعم أرشح أسود الأطلس للفوز بكأس افريقيا انشاء الله التي ستقام في بلدنا سنة 2025. فالمغرب يخطو خطوات ثابتة و رصينة . ومونديال قطر جعل المغرب يحظى باهتمام عالمي وجعل الأنظار تتوجه الية وبالتالي اصبح حتميا العمل على ان تكون كأس افريقيا من نصيبه انا متفائلة بهذا الخصوص انشاء الله.
13 / سؤال كنت تحبين أن أطرحه عليك ولم افعل ،، ماهو و ما الإجابة عنه …
ماهو الحلم الذي يراودك وتتمنين تحقيقه ؟..
ـ أحد أمنياتي هي ان أعمل على تأسيس مدرسة متكاملة في فن الاوبرا العربية تقوم على توظيف جواهر الثرات الادبي الذي بقي حبيس ادراك المكتبات و الرفوف.




















































