.

#ضيوف_مع_خلدون  .. الإعلامي والشاعر محمد بلمو.. بين الإبداع الشعري والنضال الثقافي : الحواسيب والهواتف الذكية تحل محل الأقلام التي قد ينتهي بها المطاف في المتاحف

#ضيوف_مع_خلدون  .. الإعلامي والشاعر محمد بلمو.. بين الإبداع الشعري والنضال الثقافي : الحواسيب والهواتف الذكية تحل محل الأقلام التي قد ينتهي بها المطاف في المتاحف

يستضيف برنامج ضيوف مع خلدون هذه المرة الإعلامي والشاعر محمد بلمو، رجل تواصل بامتياز، يمزج بين رهافة الإبداع وحماسة النضال الثقافي. شاعر متمرس في لغة الجمال وأسرار الكتابة، يتنقل بين قصائده وعناوين دواوينه التي تختزل فلسفته الخاصة، من طعنات في ظهر الهواء إلى وزر أسود لقتل الربيع. لكنه ليس شاعراً فحسب، بل إعلامي محنك خبر الصحافة الورقية والرقمية لسنوات طويلة، وروائي يحمل تجربة أدب الرحلة في كتابه خمسة أيام في فلسطين المحتلة. في هذا الحوار، يحدثنا بلمو عن طقوسه الرمضانية، وعن رؤيته لمستقبل الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي، وعن دور المثقف في استثمار الأحداث الرياضية الكبرى لخدمة المجتمع. مؤسس مهرجان بني عمار، الذي يراه تحدياً ثقافياً ومغامرة تستحق العناء. بين الإعلام والشعر والنضال الثقافي، يتأرجح محمد بلمو، متمسكاً بشغفه في زمن تتسارع فيه التحولات.

حوار بوشعيب خلدون مع الإعلامي والشاعر محمد بلمو

1. كيف يقضي محمد بلمو شهر رمضان؟ وهل ترى أن لهذا الشهر تأثيراً خاصاً على الإبداع والممارسة الإعلامية؟ 

شكرا أخي على الاستضافة، بالنسبة لهذا السؤال،  يمكن القول أن شهر رمضان يتميز بطقوس وأجواء خاصة ومتفردة توفر لي حالة من الصفاء والتركيز للاشتغال أفضل، سواء في الممارسة الاعلامية أو الابداعية.  بالنسبه لالتزاماتي اليومية، فلا تختلف أيامي في شهر رمضان عن الأيام العادية، فأنا استيقظ كما العادة في الصباح الباكر حوالي 6:00 صباحا وأذهب إلى عملي، أقضي عدة ساعات في تصفح الجرائد الورقية وانتقاء الاخبار والمقالات وأعمدة الرأي التي تهم الثقافة، في حصيلة يومية، أراجع بعض المستجدات الثقافية التي تصلني وأعمم ما توفر عندي من بلاغات وأخبار ثقافية وفنية على وسائل الاعلام لنشرها،  وطبعا هذا العمل لا أقوم به في المكتب فقط،  وفي وقت معين، بل أقوم به طيلة اليوم،، في المكتب كما في المنزل، أو السيارة، في النهار كما في الليل، في العطل كما في أيام العمل، فانت تعرف ان الصحافة الالكترونية على عكس الصحافة الورقية التي تصدر في وقت المحدد، على كثرتها تنشر أخبارها في أي وقت من الليل والنهار، وبالتالي فقد حاولت أن أتاقلم مع هذا الواقع الجديد الذي يختلف عن العمل فقط في متابعة الصحافة الورقية، لذلك فانا أقوم يوميا بجولات كل ساعة أو ساعتين على أهم الصحف الالكترونية  لرصد الاخبار والمقالات  التي تهم القطاع وأبعث روابطها الى المسؤولين في حينه. وبالاضافة الى ذلك، هناك وقت أخصصه لمراجعة كتاباتي الابداعية ولقراءة ما تراكم عندي من كتب، وأيضا للرد على بعض الرسائل وبعض الاسئلة التي تصلني باستمرار.

2. كيف تمضي أجواء رمضان ؟ وهل هناك طقوس خاصة بك خلال هذا الشهر؟ 

بالاضافة الى ما ذكرته جوابا على سؤالكم الاول فانني أخصص بعض الوقت لمساعدة زوجتي في بعض الاعمال التهيئية للفطور،  فعادة ما أقوم بقلي السمك والمساعدة في تحضير مائدة الفطور، هذه المائدة الرمضانية هي الوحيدة التي تجمع كل الاسرة  في أجواء حميمية متميزة على عكس باقي الأيام، بعد أن حشرت تفنيات واليات التواصل الجديد أفرادها في عزلة قاتلة.  فليس هناك طقوسا خاصة، لأن الجميل في شهر رمضان أن طقوسه جماعية بامتياز تلم وتجمع الكل.  لذلك بالنسبة لي يمكن أن أعتبر مضاعفة القراءة والكتابة والتامل باعتبارها طقوسا خاصة لي في هذا الشهر الكريم.

3. المغرب يستعد لاحتضان كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، كيف ترى هذه النهضة الرياضية؟ وهل تعتقد أن الدولة أعدّت العدّة بالشكل المطلوب لإنجاح هذه التظاهرات الكبرى؟ 

  أعتبر التزام المغرب بتنظيم مجموعة من التظاهرات الرياضية الكبرى خصوصا كاس افريقيا للامم وكاس العالم، كتحدي وتحدي كبير جدا على جميع المستويات، طبعا هناك عمل واستعدادات ومجموعة من المشاريع المرتبطة بهذه التظاهرات، ولكن سيبقى دائما هذا التحدي في وجه بلادنا  إلى أن تتمكن من النجاح في كسب رهانه الذي لا يقتصر على انجاح هذه التظاهرات ولكن على أن تكون هذه التظاهرات بالفعل في خدمة المواطنين المغاربة.

4. ما هو دور الإعلام والمثقف في مواكبة هذه الأحداث الرياضية الكبرى؟ وكيف يمكن تجنب التعامل معها فقط كحدث رياضي دون استثمارها ثقافياً واجتماعياً؟ 

بالنسبة للاعلام فان دوره كبير جدا في كسب رهان مثل هذه التظاهرات، ولكن علينا أن نقر بان لدينا نقص كبير فيما يخص الاعلام السمعي البصري بالخصوص، فبلادنا لا تتوفر على قناة أو قنوات موجهة إلى الراي العام الدولي ولها مكانة وحضور وازن، وهذا نقص يجب تداركه، بالنسبة لدور المثقف فهو واضح، أي القيام بالمتابعة والتحليل والتفكيك والنقد والتقييم، دوره هو القيام برصد الثغرات والفراغات وتنبيه المسؤولين اليها من أجل تداركها وتجاوزها لكسب الرهان والنجاح في تنظيم تلك التظاهرات وجعل تاثيرها إيجابيا وملموسا ويستجيب لحاجيات المجتمع اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.

5. كيف تنظر إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية؟ وهل تعتقد أن الصحافة التقليدية مهددة أمام تطور التقنيات الحديثة؟ 

بامكان الذكاء الاصطناعي أن يعالج الكثير من المعضلات التي يواجهها الانسان، لكنه أيضا سيخلق الكثير من الاشكاليات والمضاعفات السلبية التي قد تشكل خطرا على هذا الانسان، لذلك يساورني قلق متزايد من هذا الامر،  يبقى احتمال تحول العلاقة بين الانسان والالة بسبب الذكاء الاصطناعي الى وضع غير طبيعي واردا، لا أريد أن يتحقق الكثير مما ورد في أفلام الخيال العلمي التي تتحدث وتحكي عن سيطرة الآله على الانسان بفعل هذا الذكاء الاصطناعي.  لذلك قد يكون ادماج هذا الذكاء في المؤسسات الاعلامية مفيدا الى أبعد الحدود، لكن ربما بكون ذلك على حساب الجسم الصحفي وطاقاته البشرية، أما بخصوص الصحافة التقليدية أي الورقية فهي تعاني باستمرار وبشكل تصاعدي من تقلص عدد القراء ومن المنافسة غير المتكافاة مع الصحافة الالكترونية، وبالتالي فان استمرارها مرهون بالدعم العمومي.

6. هل ترى ضرورة مراجعة مناهج التدريس في معاهد الإعلام لمواكبة العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي؟ وما هي أهم التعديلات التي ينبغي إدخالها برأيك؟ 

مراجعة مناهج التدريس بشكل عام ومناهج معاهد الاعلام خصوصا، ضرورة ملحة باستمرار، لان المجتمعات تتحرك وتتغير، وهناك دائما مستجدات، لذلك فمواكبة العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي تتطلب بالحاح شديد مراجعة هذه المناهج وجعلها في مواكبة هذا المستجدات، بل وقادرة على استيعابها وتملكها، ومن اهم النقط التي يجب التركيز عليها، أولا تحديد علاقة الصحافي المهني بالذكاء الاصطناعي بدقة شديدة ولا لبس فيها، حتى لا يختلط الحابل بالنابل، والنقطة الثانية والمهمة أيضا هي تحديد موقع اخلاق المهنة المتعارف عليها في هذا العصر الرقمي بعلاقة مع إدماج هذا الذكاء الاصطناعي.

7. هل تعتقد أن المثقف المغربي يواكب مستجدات العصر ويتفاعل مع التحولات الرقمية، أم أنه ما زال يعيش في جلباب ما قبل الذكاء الاصطناعي؟ 

التحولات تكنولوجية التي نعيشها مرعبة جدا، فانا عندما أتامل تصرفاتي أكتشف أنني لم أعد أستخدم القلم الا نادرا عند توقيع الوثائق فقط، لقد عوضت الحواسيب والهواتف الذكيه الاقلام التي ربما سيكون متواها الاخير بعد سنوات قليلة هو المتاحف، فهي أيضا أصبحت مهدده بالانقراض. لأن هذه التحولات تمحو الكثير من تقاليدنا وثقافاتنا التي كنا نمارسها قبل سنوات قليلة، بهذا المعنى يمكن ان نتحدث عن صنفين من المثقفين، الصنف الاول وهو الغالب، اندمج في هذه التحولات وتاقلم مع متغيراتها واصبح يستعمل الحاسوب والهاتف الذكي والذكاء الاصطناعي في الكتابة، واضعا قلمه ومحبرته ضمن ديكورات مكتبه ليس إلا، أما الصنف الثاني من المثقفين، وهو اقلية قليلة على أية حال، فقد حاول الصمود وفاءا لتقاليده في الكتابة، رافضا استعمال التقنيات والآلات الجديدة كالحاسوب الهواتف الذكيه ومن بعدها الذكاء الاصطناعي، باعتبارها دخيلة وحتى مشبوهة،  لانها في نظره تفقد الكتابة معناها واصالتها وروحها واستقلاليتها.

8. ما هي وصيتك للشعراء والمثقفين في ظل التطورات التكنولوجية؟ وكيف يمكنهم استثمار الذكاء الاصطناعي لخدمة الإبداع؟ 

في الحقيقة أنا لا املك  نصيحة أوجهها لأحد، لانني بالكاد أحاول أن أتأمل وأفهم  وأستوعب هذا الاعصار التكنولوجي الذي تتوالى علينا أمواجه متسارعة، حتى إنها لا تترك لنا متسعا للتنفس. فمن الواضح أن هذا الاكتساح الرهيب للتحولات التكنولوجية الجديدة والمتجددة والجارفة، لن تترك لأي أحد خيارا سوى أن يتاقلم معها او يبحث له عن مكان في متحف الكائنات المنقرضة. هل أستطيع مقاومة السحر الكاسح والاغراء القوي للذكاء الاصطناعي، رغم الرعب الذي يتملكني منه وأحس بكمونه بين طياته? حتى الان لا أملك اية وصية في الموضوع.

9. كيف تقيم المشهد الإعلامي المغربي اليوم؟ وهل ترى أنه يواكب التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم؟ 

يبدو لي المشهد الاعلامي المغربي حاليا فاقدا لتوازنه، أكيد أنه يواكب التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم، لكنه للاسف يحمل سلبياته في بطنه، ولم يستطع التخلص منها بعد.

10. في ظل تجربتك كإعلامي وشاعر، كيف يمكن تحقيق التوازن بين العمل الصحافي والممارسة الإبداعية دون أن يطغى أحدهما على الآخر؟

ما دام العمل الصحفي هو ممارسة مهنية لضمان العيش، بينما الممارسة الابداعية هي مجرد فجوات للبوح لا تسمن ولا تغني من جوع، فإنه يستحيل الحديث عن إقامة توازن بين الممارستين، لأن الكفة تميل بالقوة وبالفعل الى العمل الصحفي، وليس إلى كتابة الشعر الذي أصبح منبوذا مثل كلب أجرب.

#محمد_بلمو #الإعلام #الشعر #الصحافة #أدب_الرحلة #رمضان #الثقافة #الإبداع #الذكاء_الاصطناعي #الإعلام_الرقمي #مهرجان_بني_عمار #كأس_إفريقيا_2025 #كأس_العالم_2030 #المشهد_الإعلامي #التكنولوجيا #الصحافة_التقليدية #النضال_الثقافي #الكتابة #المثقف_المغربي #التواصل

مستجدات
error: جريدة أرت بريس