هناك لهفة كبيرة وتهافت ربحي يسىء لعمق الابداع ويبتعد عن ماهية الفرجة والإمتاع والإفادة … ويبتعد عن خصوصية الهوية المغربية التي تستدعي منا الحرص والانتباه خصوصا في ظل هيمنة العولمة والانفتاح عليها.
#حوار بوشعيب خلدون :
نواصل لليوم الواحد والعشرون من أيام رمضان الأبرك سلسلة حوارات رمضانية التي تعودت على إجرائها منذ سنوات وأستمر في ذلك كل رمضان عبر مجلة آربريس التي أعتبرها تحفة فنية حاولت أن اؤسسها منذ 2016 لتكون منبرا ثقافيا متميزا وجادا أيضا وقبلها كانت هذه السلسلة بشكل دائم في جريدة الصحراء المغربية الغراء .. وكل عام أتناولها بأسلوب جديد.. حوارات مغايرة في مجلة آربريس أستضيف فيها رجالات دولة وشعراء وكتاب وفنانين وفاعلين جمعويين ورياضيين واقتصاديين ونجوم السوشيل ميديا في بوح لمشاركتنا طقوسهم خلال شهر رمضان ..
حوارنا الليلة الواحد والعشرون مع فنانة ممثلة وكاتبة ومخرجة ابنة تازة التي رأت فيها النور سنة 1969 وفيها عرفت خطواتها الأولى في الدراسة وأيضا مسارها الفني ..
بعد حصولها على شهادة البكالوريا بدأت مسارها الأكاديمي لتعميق مداركها في المسرح والتمثيل وكل ما يدور في فلك الشاشة الصغيرة والكبرى ، قادها شغفها للتمثيل لتلتحق سنة 1989 بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (تخصص تمثيل) وتتخرج منه سنة 1993.
وبعدها حصلت على دبلوم الدراسات المعمقة في الشعر الحديث وماجستير متخصص في الدراسات السينمائية والسمعية البصرية ( تخصص الفيلم الوثائقي)، حاليا هي بصدد تهيئ دكتوراه في مجال الدراسات السينمائية والسمعية البصرية. نهمها للعلم والدراسات الأكاديمية جعلها لا تقف عند هذا الحد بل أصبحت أستاذة تعليم فني (تقنيات التشخيص) لتقتسم مداركها مع الجيل الجديد الذي سيحمل المشعل …
ضيفتنا سبق لها أن عينت كمستشارة سابقة في ديوان وزير الثقافة كما أنها عضو في عدة اتحادات ومنظمات، من بينها اتحاد كتاب المغرب .
تألقها وتميزها في التشخيص وأيضا في الاخراج ودراستها الأكاديمية وتجربتها الكبيرة في ميادين المسرح والسينما والتلفزيون جعل العديد من المهرجانات الوطنية والدولية تثق في كفاءتها وترشحها لعضوية لجنة تحكيمها وأيضا كمديرة فنية.
هي عضو لجنة دعم الافلام السينمائية بالمركز السينمائي المغربي وعضو لجنة النظر في الافلام السينمائية بالمركز السينمائي المغربي.
تألقت مجيدة في معانقة الكتابة فأجادت وتميزت في رحاب الأدب فصدر لها عدة مؤلفات من بينها «أن تحلم … كما الاسماك» و«7,زنقة مقهى الباشا» و «صداق العيساويات».
تعرف عليها الجمهور المغربي والعربي عبر مشاركتها في العديد من الأعمال الفنية التي كانت تحضى بمتابعة كبيرة أذكر من بينها مسلسل جيران الحومة ولالة فاطمة ومن دار لدار وخط الرجعة و أولاد الناس والوصية وراس لمحاين وهواجس بعد منتصف الليل المهمة وعايدة واللائحة طويلة… تألقت مجيدة بنكيران كمخرجة عبر أفلام وثائقية: «زوايا الصحراء زوايا الوطن» شريط وثائقي و«آثار» شريط قصير الذي توج بثلاث جوائز كبرى كان آخرها جائزة الجمهور بلاهاي و«مولى كلام»شريط وثائقي و«تازا العلياء»و«الفضاء والناس» و«همس الهامش» و«طنجة ، عشيقة السينما» و «
7. دار الدبغ ، الهوس المفقود»..
وفي خزانتها العديد من مشاريع سيناريوهات أفلام قصيرة وطويلة تنتظر ان تخرج للوجود…
ضيفة الليلة الواحد والعشرون من ليالي رمضان مع الممثلة والكاتبة والمخرجة مجيدة بن كيران يحاورها بوشعيب خلدون
1 / مجيدة بن كيران في جملة ؟..
– مجيدة بن كيران هي ابنة المملكة المغربية ، ومنتوج من صنع المدرسة العمومية .
2 / فرت مؤخرا بجائزة الجمهور عن فيلمك القصير «آثار» في المهرجان الدولي للشعر والذي تنظمه مؤسسة ميزوبوتاميا بالتعاون مع مينا السينمائي الدولي وهي الجائزة الثالثة على التوالي ماذا تشكل لك هذه الجوائز في مسارك كمخرجة بعد تجربة طويلة في التشخيص وأيضا ممارستك للكتابة والتدريس الأكاديمي هل يمكن القول اننا امام تجربة ومحطة تقودك لمشاريع كبرى في الطريق ؟..
– هذه الجوائز ، وخصوصا الجائزة التي حصلت عليها من المهرجان الدولي للشعر بلاهاي ، باعتبارها جائزة دولية ، تؤكد أن لغة السينما كلما اقتربت من الإنسان فينا تتجه ضمنيا نحو الآخر في مفهومه الكوني الشامل والأكبر .
جوائز تزيدني رغبة وتحفيزا في التطرق إلى مضامين وحكايات إنسانية اخرى ، اتشرف بها وتحملني أمانة الالتزام اكثر بقضايا أكبر وآفاق أبعد .
3 / ماهي مشاريعك المستقبلية في الإخراج وهالتمثيل والكتابة ؟..
– هناك عدة مسودات على مكتبي : مشاريع سيناريوهات أفلام قصيرة وطويلة … اتمنى ان ترى النور قريبا ، وهناك عروض على مستوى التشخيص كذلك … طبعا مع التزامي الدائم بالتدريس ( مسرحا وسينما ).
4/ كيف تستقبلين عادة شهر رمضان الفضيل وهل أعددت وجبات للإبداع والكتابة والتفكير في مشاريع في الاخراج والمسرح مابعد موسم رمضان في ظل التغيير في التوقيت ونمط الاكل الذي يتزامن مع هذا الشهر الفضيل ؟..
– هذه السنة ، تفرغت بالكامل لكل الشعائر التي يمنحا الشهر الفضيل ، صياما وتهجدا وختما للقران الكريم … رغبة مني في سكينة اكبر وتماه أقوى مع طمأنينة ونشوة التعبد … تركت كل الالتزامات إلى مابعد رمضان ،تطلعا لهذا الاحساس بالصفاء الداخلي .
5/ خط الرجعة ومن دار لدار وجيران الحومة ولالة فاطمة وأولاد الناس والوصية وراس لمحاين وهواجس منتصف الليل والعديد من المشاركات التي طبعت مسارك المهني كممثلة وأيضا فوق الركح وتكوينك الأكاديمي، كمتتبعين للانتاجات المغربية وهذا رأي الجمهور والنقاد أنها لا ترقى لتطلعاته وأن المستوى الفني لا من حيث الاعتماد على ممثلين ذوو كفاءات عالية ولا حتى على السيناريو وحبكته بما يعطي للعمل قوة كما كنا نرى قبل دخول وجوه من السوشييل ميديا في ميدان يحتاج إلى الممارسة والتكوين ..سؤالي عن ما تنتجه القنواة المغريية واتحدث عن الجانب الإبداعي ما رأيك في الانتاجات الرمضانية المغربية حاليا مقارنة مع ما كان سابقا ومقارنة بما تقدمه القنوات العربية .. في نظرك ما سبب تراجع مستوى هذه الانتاجات لتكون أفضل مع العلم أننا تتوفر على كفاءات عالية سواء في التشخيص أو الاخراج او كتاب السينايو وأيضا أطر مترسة في الجانب التقني ؟..
المجال يسير ويدبر بشكل عشوائي يسيىء للمبدع المغربي الحقيقي ويعرقل نماء وتطور الدراما في المغرب .
– هنا بعض من الضوء في بعض الأعمال وهناك كثير من الاستهتار في المواضيع المتناولة وفي ضبابية الرؤى الفنية ، هناك مع الأسف استخفاف بما يصنع لجيل الغد ، هناك تمرير لخطابات مؤدية أحيانا ولا تساهم في بناء صورة راقية لامرأة ورجل الغد ، مقارنة مع بعض الإنتاجات العربية التي تحترم الجمهور وتحترم الذائقة الفنية وتحترم انتماءها وهويتها .
هناك لهفة كبيرة وتهافت ربحي يسىء لعمق الابداع ويبتعد عن ماهية الفرجة والإمتاع والإفادة … ويبتعد عن خصوصية الهوية المغربية التي تستدعي منا الحرص والانتباه خصوصا في ظل هيمنة العولمة والانفتاح عليها .
المجال يسير ويدبر بشكل عشوائي يسيىء للمبدع المغربي الحقيقي ويعرقل نماء وتطور الدراما في المغرب .
هذه الوساطة بين الفنان المغربي والقنوات ، تستدعي اعادة النظر ، من باب الامانة ، يجب ان يكون هناك إعداد قبلي رصين ، برأيي ،السرعة والتهافت تسيآن إلى الابداع وتشيآنه ولا تساهمان في نماء وتطور الإنتاج .
6/ في نظرك لماذا يتم تغييب الافلام التاريخية والوثائقية في قنواتنا والتي تناول الشخصيات المغربية لجعل السينما والأفلام كواجهة للدفاع عن تاريخنا الذي يمتد 12 قرنا… لمن ترجعين سبب هذا التغييب أما حان الوقت لفتح نقاش عميق مع الجهات المختصة في شكل رابطة سينمائيين ومخرجين وكتاب سيناريو وممثلين .. مع العلم ان لدينا كل الامكانات لذلك كاستوديوهات ورزازات وايضا طبيعة المغرب مساعدة على انتا مسلسلات تاريخية ضخمة ؟..
– تغييب الافلام التاريخية والوثايقية ، اعتقد راجع لعدم الوعي بأهميتها ، ولندرة صناع هذا الصنف الدرامي( كتابة) خصوصا المادة التاريخية ، لا يتم الاستعانة بمتخصصين ، زد على ذلك عدم تقدير أهمية السيناريو ودراسته أكاديميا باعتباره الرافعة الأولى ، ومع ذلك لا تعطى له المكانة اللائقة على مستوى التدريس في الموسسات والمعاهد الفنية .
7/ لاحظنا في السنوات الأخيرة نزوح الفنانين لمنصات التواصل الاجتماعي وأصبحوا يضعون انتاجاتهم في هذه المنصات كاليوتوب والتكتوك .. الى ماترجعين هذا النزوح هل هو مشكل ثقة بين القنوات والفنانين ام ان المبدع يجد مساحة ارحب لتناول مواضيعه بكل حرية بدون رقابة أم أنها وسيلة للربح المادي .. هل هذه المنصات سحبت البساط القنوات وأصبح اليوتوب وغيره منصة تثير اهتمام المتلقي والمنتج والفنان حدا سواء ؟..
– رغبة في مساحة ارحب وكذلك من أجل ربح مادي أسرع وأكبر ، هذا هو السبب في اعتقادي مشكل الثقة غير موجود مادام هناك واسطة كما ذكرت ، هدفها الاول والأخير الربح المادي بعيدا عن أي ضمير مهني ووطني . إذا ما ظل الوضع على هذا الشكل ، أكيد ان الديجتال سيسحب البساط ، خصوصا وان المستقبل كله له ، رغم قناعتي الداخلية بان ارتباطي الوجداني بالقنوات الرسمية تلزمني بالتمسك بها والاستمرار معها وبها .
أظن أن السبب راجع كذلك لتعويض الإهمال من طرف الشركات المنفذة للإنتاج ، في حق العديد من الفنانين وتكرار نفس الوجوه .
الاحساس بالإقصاء ، يرغم البعض على البحث عن منفذ لتحرير الرغبة في التعبير فنيا ، والاستفادة ماديا .
8/ اذا أسندت لك وزارة الثقافة ماهي القرارات التي ستتخدها فورا ؟..
– اول شيء يمر ببالي الان هو صون كرامة الفنان المغربي ، اتألم في كل مرة لرؤية فنانة او فنان يستجدي ويستعطف لحظة عوز …
يجب تفعيل مشروع المؤسسة الحاضنة والراعية لكل الفنانين المغاربة وبشكل مستعجل والتابعة للقطاع الوصي ، كفى من الاستجداء، نعم لصون ماء الوجه .
الفن يجب ان يمارس بحب ونخوة وليس بتعاطف . حتى لا يفقد هالته وهبته، وبالتالي هبة ممارسيه الحقيقيين .
ثاني شيء، لا يمكن تدبر الشأن الثقافي والفني الا من طرف اصحاب الجدارة والاستحقاق كفاءة وتكوينا و تخصصا وممارسة …و بعيدا عن كل محسوبية .
9/هل يمكن للمثقف والمبدع ان ينجح في تسيير دهاليز وزاة عجز الكثيرون على معرفة خباياها ؟..
– العجز يكون حين لا يكون الوضوح ، وحين نحيد عن طريق الصواب وطريق المسؤولية وطريق الامانة . وطريق الوطنية العليا التي تتطلب اولاً واخيرا صون الوطن والوفاء له بالتعفف والنبل والتفكير بوعي اكبر وبمسؤولية قصوى في المصلحة العامة بدل المصلحة الخاصة ، ووعي بأهمية تمثيل جميع مكونات المجتمع المغربي وأذواقه كلها بتنوعها وتشعبها وغناها ، احتراما وتمثيلا ودعما وترويجا لها .
10 / من هي الشخصية التي أنت مدينة لها في ما وصلت اليه وكان لها الأثر الكبير في مسارك الفني ؟..
– مدينة لأمي وابي ( رحمة الله عليهما ) أولا وثانيا لأساتذتي الأجلاء ( كل من رعاني معرفيا ، أدبيا وفنيا ) بفضلهم أنا هنا ، نصا وصورة ورؤية ومواقف .
11/ اختاري ثلاث اسماء كنت تتمنين لو انهم لم يرحلوا عن هذه الحياة ؟..
– أبي ، أمي ، أساتذتي الذين رحلوا… الحمد لله على اي حال ، اللهم لا اعتراض .
12/ رسالتك إلى المخرجين الشباب والممثلين الشباب ؟..
– البدايات للكل والثبات للصادقين .
13/ خارج المألوف ..
ما رأيك في الناخب الوطني وليد الركراكي ؟..
ـ وليد الركراكي : أهدانا فرحا عظيما .
لو التقيت بابراهيم دياز ماذا ستقولين له ؟..
ـ إبراهيم دياز : أقول له : براڤوووو عليك وتبارك الله على الوطنية العالية ديالك .
هل ترشحين المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي ستقام بالمغرب 2025 ؟..
ـ طبعا أرشح المنتخب الوطني للفوز بكاس أفريقيا التي سيقام ببلادنا صيف السنة القادمة.
شكرا لكم الفنان والإعلامي بوشعيب خلدون ولمجلة آربريس على هذه المساحة الرمضانية..